بعد اغتيال علمائها.. هل تنجح إيران في محاكمة أميركا وإسرائيل دوليا؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشرت وكالة سبوتنيك الروسية، النسخة الفارسية، مقالًا حول اغتيال العلماء والشخصيات المسؤولة الهامة في إيران خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة على وجوب اعتبار هذه الاغتيالات "جرائم دولية" يجب محاسبة الجاني كائنا من كان.

وفي 11 يناير/كانون الثاني 2020، قدمت الشرطة الإيرانية، طلبا إلى الإنتربول (الشرطة الدولية) لإصدار "نشرة حمراء" ضد 4 أشخاص لارتباطهم باغتيال العالم النووي محسن فخري زاده  دون ذكر معلومات مفصلة عن الأشخاص المعنيين.

واغتيل فخري زاده (63 عاما)، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي"، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، إثر استهداف سيارة كانت تقله قرب طهران، فيما اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ الاغتيال.

وقال محامي أُسر العلماء المغتالين في المجال النووي: "تم تسجيل عريضة الشكوى الخاصة بشهداء الملف النووي ضد الحكومة الأميركية من أجل دفع غرامة قدرها مائة مليون دولار وستقام المحاكمة بتاريخ العاشر من شهر أبريل/نيسان 2021".

وقالت سمية أفضلي نيكو، محامية الادعاء القانوني لأسر علماء الملف النووي المغتالين في إيران فيما يتعلق بماهية عريضة هذا الملف: "أرشدنا أكثر من خمسة عشر شخصًا من المحامين ووكلاء النيابة في الملف الذي تم تسجيله بالفعل".

وأشارت إلى وجود هذا الملف في الفرع 55 من مجمع "شهيد بهشتي" القضائي في إيران وهو ضد إسرائيل والحكومة الأميركية ورؤساءها.

أعراف جديدة

وأضافت أفضلي نيكو: ارتكاب أفعال إجرامية ضد أشخاص بلا ذنب لأي سبب ما هي إلا عمل إرهابي يجب تتبعه. وأردفت: "تتسبب هذه الاغتيالات في بث الرعب والخوف بين الناس بهدف منع علماءنا من المضي في طريقهم إلى العلم والتقدم".

ويرى المحامي والباحث في الشؤون القانونية أمير حسين نوربخش، أننا "بحاجة إلى إجراءات وأعراف جديدة في مجال الحقوق الدولية، فيما يخص المسؤولية الجنائية للحكومات في المجال الدولي التي لم يتم تعزيزها حتى الآن".

وبرأيه، من أهم أسباب هذا الأمر وجود الحكومات "الإمبريالية الصهيونية" نفسها. ولا يخفى على أحد وجود تعارض مصالح لديهم، وأصبح هذا الأمر في العالم حائلًا دون التطور والتقدم في مجال الحقوق الدولية.

ويتابع الباحث: لدينا سابقة من هذه القرارات التي بإمكانها أن تكون الفتيل لإشعال الحرب، ولم ننسَ أن الحرب العالمية الثانية قد بدأت باغتيال بسيط ثم وصلت إلى فقدان ملايين الأشخاص أرواحهم.

وعلى كل حال فإن إيران كدولة وحكومة صبرت، وتحملت الكثير بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، "كما شهدنا مرة أخرى اغتيال الشهيد العالم الفيزيائي الشهير والأب الروحي للبرنامج النووي محسن فخري زاده، والذي لم يكن مسؤولاً في الدولة"، وفق قوله.

 واغتالت واشنطن قاسم سليماني في غارة بطائرة دون طيار قرب مطار بغداد في يناير/كانون الثاني 2020، حيث استهدفت سيارة كان يستقلها مع القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

من المسؤول؟

ويلفت نوربخش إلى أن اغتيال العلماء الذي حدث لا بد من اعتباره جريمة دولية. وعلى الرغم من أن إيران لا تعترف بإسرائيل رسميًا إلا أنها تعتبرها المسؤولة عن هذا الاغتيال، مما يقتضي المتابعة الدولية. 

ويعتقد الباحث أن المحكمة الجنائية الدولية فقط هي التي لها حق التحقيق في هذا الموضوع، ومحاكم مثل محكمة العدل الدولية ليس لهم صلاحية التحقيق في هذا الملف لأن تحقيقاتهم قائمة على القوانين والحقوق.

ويقول: "نحن نواجه جريمة دولية من الممكن أن تفسد السلام والأمن الدولي على أساس الأصول السبعة لميثاق الأمم المتحدة، وهذه الخطوة مجاوزة للحد في الحقيقة، ويمكنها أن تؤدي إلى الحرب".

ويضيف نوربخش: "إيران حكومة لها حق التحقيق في هذا الموضوع عن طريق المحكمة الجنائية الدولية، ومع الأخذ في الاعتبار أنها طلبت ذلك، فإن الجريمة تهدد النظام والأمن الدولي بكل وضوح".

وبحسب الباحث فإن المجال ثنائي القطب العالمي قد بلغ نهايته وإن الحدث الثالث (الحرب العالمية الثالثة) على مشارف الطريق، وفق تقديره.

وبين أن إيران، الصين، وروسيا والعديد من دول العالم في الحقيقة أفسدوا المستوى الأول للغرب (السيطرة والتحكم). 

وبناء على ذلك ولفساد النظام السياسي الدولي، يبدو أن النظام القانوني الدولي من الممكن أن يتعطل وتظهر أعراف جديدة، بأن يكون لدى قضاة المحكمة الجنائية الدولية الشجاعة للتحقيق في طلب إيران لأول مرة لدرجة أن تدعو المسؤولين للاستجواب من أجل حادثة الاغتيال.

فساد داخلي 

بدوره، تناول الكاتب الصحفي جعفر محمدي من خلال مقالته المنشورة في موقع "عصر إيران" الحديث عن اغتيال العالم الدكتور محسن فخري زاده الذي ألمح إلى تورط إسرائيل فيه.

وتابع: "أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، أن الدكتور فخري زاده ليس له حصانة. وربما كان اغتيال هذا العالم ضربة قاسية وقوية لإيران ولبرنامجها النووي".

والجدير بالذكر أن الحوادث التي تقع مثل التخريب في مدينة نطنز، سرقة وثائق الملف النووي من قبل إسرائيل، واغتيال علماء إيران المهمين في الملف النووي، لا يمكن أن تحدث دون التوغل في الأجهزة المسؤولة.

إذ أظهرت تلك الحوادث الخلل الموجود في أجهزة المخابرات الإيرانية، حيث أنهم كانوا يعلمون نوع السيارة التي كان يستقلها فخري زاده، ويغادر في أي ساعة، ويتجه من أي طريق، ومن ثم استطاعوا أن يعدوا له كمينًا في حادثة اغتيال مفجعة مشينة، بحسب الكاتب.

وتابع: "هذه الواقعة مثيرة للاهتمام من حيث الزمان والسياسة حيث تمت بالتزامن مع هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية ضد جو بايدن، وهذا الأمر يدب الرعب في قلب الرياض وتل أبيب".

ويرى أنه كان يتوقع الخبراء حدثًا يقلب الموازين قبل رحيل ترامب وتركه للسلطة والنفوذ، وقد تحقق هذا الأمر، حتى لو لم يشارك فيه بشكل أو بآخر. 

ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن المسؤول عن هذه الواقعة هو المثلث المتكون من إسرائيل، المملكة العربية السعودية، وأعداء الدولة الموجودين في إيران.