"وضع التدمير".. هكذا يسرق مارك زوكربيرج الأفكار التكنولوجية من الصين

12

طباعة

مشاركة

يرى موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي، أن مؤسس ومالك موقع فيسبوك، مارك زوكربيرج، يعمل حاليا على "نسخ التكتيكات التي تستخدمها صناعة التكنولوجيا الصينية لمحاولة التغلب عليها".

ويشير تقرير نشره الموقع الأميركي إلى أنه وإذا تمكنت من التسلل عبر "جدار الحماية العظيم" الذي يطوق الإنترنت في الصين، فإنك تواجه بيئة مألوفة بشكل غريب، حيث تبدو شبكة الإنترنت الصينية مشابهة  - إن لم يكن أكثر تطورا - عن بقية شبكات العالم، لكن مع وجود بعض الاختلافات الرئيسية.

ففي شبكة الإنترنت الصينية لن تجد موقع يوتيوب - على الأقل ليس رسميا، على الرغم من أن الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) تمكّن الأشخاص داخل الصين من الوصول إلى هذا الموقع.

لكنك ستجد مجموعة كبيرة من المواقع المنافسة المحلية، التي تشبه إلى حد كبير أكبر موقع ويب لمشاركة الفيديو في العالم. كما لن تجد تويتر، لكنك ستجد Weibo الذي يشبهه كثيرا. 

وجرى إنشاء شبكة إنترنت موازية في الصين مدفوعة بالمطالب الاجتماعية والسياسية، لكن ذلك خلق مفاهيما أساسية جديدة ومثل دافعا لسرقة الأفكار من عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي الأوائل في وادي السيليكون (بولاية كاليفورنيا).

وليست التطبيقات والخدمات فقط التي خضعت للنسخ الكامل؛ فمنذ أن أعادت الشركات الغربية بيع خطوط الإنتاج الخاصة بها إلى الصين في الثمانينيات والتسعينيات، أصبحت بكين المكان المناسب لشراء العناصر المقلدة. 

ويقدر أن 80 بالمئة من جميع السلع المزيفة في جميع أنحاء العالم تأتي من الصين.  لكن وفي عشرينيات القرن الماضي، انقلب المد في عالم التكنولوجيا، في اتجاه النسخ من  بكين.

تغير الزمن 

ويشير التقرير أننا نشهد اليوم صعود الجيل الأول من التطبيقات التي تم تطويرها خارج وادي السيليكون لجعلها الأكثر تأثيرا وانتشارا  بقيادة تيك توك.

أدى هذا التحول إلى قلق الحرس القديم لعمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون، والسياسيين المتشددين الأميركيين الذين زاد قلقهم بشأن الآثار الجيوسياسية للتنازل عن السيطرة على الإنترنت لمصلحة الصين.

ويعد مارك زوكربيرج من بين هؤلاء، حيث تشير تسجيلات الاجتماعات الداخلية التي تم الإعلان عنها في أكتوبر/تشرين الأول 2019 إلى أنه يدرك تمامًا المخاطر التي تتعرض لها مجموعة شركاته من قبل الشركات الناشئة في آسيا.

وقال زوكربيرج لموظفيه: "أحد الأشياء البارزة بشكل خاص في تيك توك هو أنه ولفترة من الوقت كان مشهد الإنترنت مقتصرا على مجموعة من شركات التكنولوجيا التي كانت في الأساس أميركية، ثم أصبح هناك هذا العالم الموازي للشركات الصينية التي باتت تقدم خدماتها إلى حد كبير فقط في الصين".

وأقر بأن تيك توك أصبحت "حقًا أول منتج إنترنت للمستهلك جرى إنشاؤه بواسطة أحد عمالقة التكنولوجيا الصينيين تعمل بشكل جيد حول العالم". 

وكجزء من رده على بداية التفوق الصيني أطلق زوكربيرج "إستراتيجية مثيرة للاهتمام"، حيث قرر اتباع النموذج الصيني، ودون خجل اقتبس المنتجات الأكثر شعبية التي أنتجها منافسو فيسبوك ووصفها بأنها ملكه.

وكشفت جلسات الاستماع الخاصة بمكافحة الاحتكار التي عقدت في أواخر عام 2020، رسائل البريد الإلكتروني بين مؤسسي انستغرام، أنهم كانوا يخشون من أنهم إذا لم يبيعوا الموقع إلى زوكربيرج، فإن شركته ستنسخ فكرتهم على أي حال وهو ما اعتبروه "وضع التدمير".

وكجزء من نفس جلسات الاستماع، أُجبر زوكربيرج على الاعتراف بأن فيسبوك "تكيف بالتأكيد مع الميزات التي قادها الآخرون".

لكن توجه فيسبوك نحو سياسة التقليد أصبح أكثر تكرارا ووضوحا، ففي وقت سابق من هذا العام، أطلق Reels، أداة التثبيت على انستغرام والتي بدت كثيرا مثل تيك توك.

وكانت هذه هي المحاولة الثانية لفيسبوك في الأشهر الـ12 الماضية لإزاحة تيك توك، والتي أعادت كتابة معايير وسائل التواصل الاجتماعي والفيديو القصير عبر الإنترنت.

وانتهت المحاولة السابقة، التي تسمى Lasso (تطبيق فيديو أنشأه فيسبوك)، في يوليو/تموز 2020 بالفشل.

ولتفادي شعبية منصات مثل Cameo، والتي تسمح للمشاهير ببيع الوصول إلى حياتهم الشخصية من خلال توفير مقتطفات فيديو قصيرة مقابل أموال المعجبين، بدأ فيسبوك في تطوير تطبيق "Super"، الذي يشارك العديد من الميزات نفسها.

وتم تأكيد أخبار وجود "Super" من قبل متحدث باسم فيسبوك قبل عيد الميلاد مباشرة. وفي الوقت نفسه تقريبا، كشف كبير مسؤولي التكنولوجيا في فيسبوك النقاب عن TLDR.

ويحمل هذا الموقع الأخير أكثر من تشابه عابر مع عدد من التطبيقات، بما في ذلك Summly، وهي شركة ناشئة تم إطلاقها في أوائل عام 2010 من قبل مراهق بريطاني. 

السعي وراء superapp

ويقول الموقع الأميركي إن "زحف الميزة والنسخ الكامل للأفكار ليس من اختصاص فيسبوك فقط".

ولفت هنا إلى أن انتشار المحتوى غير الدائم الذي يشبه الفيروسات من سناب شات إلى تويتر، وفيسبوك وانستغرام و لينكد إن ويوتيوب، يوضح أن الميزات الفريدة أصبحت أكثر ندرة.

يجري هذا في وقت يتطلع فيه كل تطبيق إلى أن يصبح نسخة مستقلة بذاته وخاصياته. لكن القليل منهم يفعل ذلك بشكل صارخ مثل فيسبوك.

ويرجع هذا جزئيًا إلى قوتهم حيث يسعون إلى أن يصبحوا تطبيقًا فائقًا، ومتجرًا شاملاً للمستخدمين للبقاء ضمن نظام فيسبوك البيئي.

ولكن يعود الأمر أيضًا إلى أن هذا الموقع على قمة هرم وسائل التواصل الاجتماعي يسمح لهم بأن يكونوا أكثر وضوحًا في اختيار المنافسين واتخاذ قرار برفع نقاط البيع الرئيسية للخصوم بالجملة، إذا رفضوا قبول أموال فيسبوك مقابل الشراء.

ومع ذلك، من النفاق أن يفعل فيسبوك - وزوكربيرج - ذلك لا سيما بالنظر إلى الطريقة التي يبدو أنهم حشدوا بها معارضة صعود تطبيقات مثل تيك توك في وقت سابق، وفق التقرير.

ويرى أن جزء من سبب قيام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالانتقام من تيك توك من خلال المحاكم (وهو انتقام من المحتمل أن يخسره، أو ينفد الوقت قبل تنفيذه حين يحل محله الرئيس المنتخب جو بايدن) كان بسبب القلق الذي أثاره مسؤولون مثل زوكربيرج.  

وأكد زوكربيرج لجمهور في جامعة جورج تاون في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن على السياسيين الأميركيين أن يتخذوا قرارًا بشأن "قيم الأمة التي ستحدد ما هي الأمور التي سيسمح بها لعقود قادمة".

وكان زوكربيرج يتحدث ظاهريًا عن قضايا الرقابة والإشراف، وهي المجالات التي فشلت فيها الصين، والتي لا ينبغي تكرارها في أماكن أخرى.

 وفي حديثه عن صعود التطبيقات والخدمات الصينية في جميع أنحاء العالم، سأل مالك فيسيوك الجمهور: "هل هذا هو الإنترنت الذي نريده؟"

لكن ما لم يدركه زوكربيرج وفق التقرير هو أنه بطريقة ما لدينا بالفعل إنترنت صيني الآن وهذا بسببه.

إذ أن عقلية التقليد والنسخ الكربونية والتزييف الأرخص التي ميزت الصناعة الصينية وحفزت التطور المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى الغرب بالفعل على غرار ما يحصل مع فيسبوك.