مركز دراسات عبري: إسرائيل تواجه جبهة عسكرية جديدة في اليمن

12

طباعة

مشاركة

تحدث مركز دراسات إسرائيلي عن وجود مخاوف سياسية في "تل أبيب" من أن يصبح اليمن جبهة أخرى في القتال لصالح إيران، بسبب الأسلحة المتطورة التي قدمتها طهران لجماعة الحوثيين.

وقال مركز "القدس" لشؤون الدولة والعامة العبري إن "إسرائيل تخشى من أن المعالجة التصالحية المتوقعة من إدارة جو بايدن لإيران ستشجع المتمردين الحوثيين على تصعيد أنشطتهم الإرهابية في البحر الأحمر، وستؤدي إلى تشجيع النشاط الإرهابي لفروع وممثلي إيران في الشرق الأوسط".

وأوضح، أن هذا الأمر سيجعل "اليمن" جبهة أخرى يتعين على إسرائيل فيها مواجهة طهران رغم البعد الجغرافي الكبير.

ولفت، إلى أن السعوديين يواجهون صعوبة عسكرية كبيرة في اتخاذ قرار الحرب في اليمن لصالحهم، "فهم الآن في سباق مع الزمن مع الإدارة الأميركية بشأن إعلان الحوثيين منظمة إرهابية، بينما تُقبل الميليشيا على جو بايدن الذي لا يعتبر من محبي النظام السعودي ويريد -بحسب تصريحاته- إنهاء الحرب هناك بسرعة".

وبين أن "سياسة جو بايدن تجاه اليمن والمتمردين الحوثيين ستؤثر على إسرائيل، فوفقًا لمصادر سياسية، سنجد صعوبة في التعامل مع الميليشيا حال مهاجمتهم لأهداف إسرائيلية في البحر الأحمر دون موافقة الإدارة الأميركية الجديدة (على الرد الإسرائيلي)".

قلق بالغ

وأشار المركز إلى أن "أجهزة الأمن في إسرائيل تشعر بقلق بالغ إزاء القوة المتزايدة للمتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن والمدعومون من إيران، حيث أصبحوا ممثليها هناك كحزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وحركتا (المقاومة الإسلامية) حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة"، وفق تعبيره.

ورأى المركز العبري، أن عملية التعاظم العسكري للحوثيين استمرت في اليمن منذ عدة سنوات، حيث تهرّب لهم إيران كميات كبيرة من الأسلحة عن طريق البحر، كما ترسل خبراء عسكريين لتحسين تكنولوجيا إنتاج الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، وكذلك الطائرات بدون طيار الدقيقة.

هذا السلاح يستهدف السعودية الآن "لكن المتمردين الحوثيين سبق أن هدّدوا باستخدامه ضد إسرائيل، كما أنهم يستخدمون الألغام البحرية والقوارب المتفجرة الصغيرة التي تنفّذ تفجيرات انتحارية على سفن كبيرة"، وفق قوله.

ولفت المركز إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة" تعملان سويًا في وسط البحر، وتتبادلان المعلومات الاستخباراتية بينهما لإحباط تهريب الأسلحة الإيرانية عبر البحر للمتمردين الحوثيين في اليمن.

وأشار إلى حقيقة، أن إسرائيل أطلقت غواصة في البحر الأحمر نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020، كرد عسكري على التهديد الذي يشكله المتمردون الحوثيون في اليمن تزامنا مع الذكرى الأولى لاغتيال واشنطن الجنرال الإيراني "قاسم سليماني".

 وهذا يشير إلى الخوف الكبير في المؤسسة الدفاعية لجبهة جديدة ضد إيران في اليمن نفسه، وفق تقدير المركز.

وشدّد، على أن إيران تسيطر بالفعل على صنعاء من خلال الحوثيين، كما تفعل في عواصم عربية أخرى مثل دمشق وبيروت وبغداد من خلال بعثاتها وممثليها هناك .

تهديدات واستنفار

وأشار المحلّل الأمني والاستخباراتي في المركز "يوني بن مناحيم" إلى أن المنشورات في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية عن الغواصة الإسرائيلية التي تم إرسالها إلى مياه البحر الأحمر ثم إلى منطقة الخليج، جعلت الحوثيين في اليمن يقفزون من مكانهم ويستنفروا.

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت "هيئة الاستخبارات والاستطلاع" التابعة للحوثيين في بيان أنها "تراقب كل تحركات إسرائيل في المنطقة وكل خططها المعادية لليمن".

وقال رئيس الهيئة اللواء عبد الله يحيى الحاكم، إن "تنظيم أنصار الله في حالة جهوزية كاملة ويتمتع بأمن عسكري ومعنويات عالية للقيام بكل العمليات النوعية لمواجهة المهاجمين والمرتزقة والعدو الصهيوني المحتل، وعليه أن يتفهم تحذيراتنا ولا يقوم بأي عمل غبي أو متسرع أو مغامر".

وهدد البيان بالرد بقوة على إسرائيل والإضرار بمصالحها وشركائها في البحر الأحمر "إذا نفذت أي نشاط يضر باليمن".

جاء التهديد بعد مقابلة أجراها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "هيدي زيلبرمان" مع صحيفة "إيلاف" السعودية أعلن فيها: أن إسرائيل تراقب النشاط الإيراني في اليمن والعراق.

وتساءل المحلّل الأمني: هل ستعلن الولايات المتحدة "الحوثيين" منظمة إرهابية؟ زاعما أن "أولئك المتمردون في اليمن أظهروا قبل أيام قدراتهم الإرهابية في هجوم ضد الحكومة اليمنية الجديدة لنسف اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه في السعودية، وإظهار فشل الرياض في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات".

ووقع الهجوم في مطار عدن 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، أثناء وصول وزراء الحكومة اليمنية الجدد على متن طائرة قادمة من المملكة العربية السعودية وهبطوا في المطار.

وأسفرت عدة انفجارات في المطار عن مقتل 26 شخصًا وإصابة 100 آخرين، ولم يصب وزراء الحكومة الجدد بسبب عدم نزولهم من الطائرة.

وتابع "بن مناحيم" أن الحكومة الجديدة اجتمعت في العاصمة المؤقتة عدن لمناقشة الهجوم، وألقى رئيس الوزراء "معين عبد الملك" باللّوم على الحوثيين وإيران في الهجوم. وقال إن الهجوم نفّذ بثلاثة صواريخ دقيقة، وأن هناك معلومات استخبارية بأن خبراء إيرانيين كانوا في المنطقة ونفّذوا الهجوم.

واتهم "عبد الملك" إيران باللجوء إلى الإرهاب في المنطقة وتهديد الملاحة الدولية وابتزاز العالم عبر ميليشياتها.

ضغط وعقوبات

ورأى المحلّل الأمنى، أنه من المرجّح أن يؤدي الهجوم على مطار "عدن" إلى زيادة مطالبة السعودية من إدارة دونالد ترامب بالإسراع وإعلان المتمردين الحوثيين منظمة إرهابية، وفرض عقوبات عليهم قبل مغادرته البيت الأبيض.

ووفقًا لمصادر أميركية، اتفقت الولايات المتحدة مع السعودية على زيادة الضغط على الميليشيات الموالية لإيران حتى نهاية ولاية "ترامب"، وبدأت واشنطن دراسة إمكانية إعلان المتمردين الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية، لكنها تتعرض لضغوط من مختلف الجهات لعدم التحرك في هذا الاتجاه.

وتطالب ألمانيا والسويد والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان "الولايات المتحدة" بالامتناع عن هذه الخطوة التي تزعم أنها ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني والمجاعة في شمال اليمن.

وتقول تلك الأطراف، إن "فرض عقوبات على المتمردين الحوثيين قد يجعل من الصعب توزيع الغذاء والمساعدات الطبية". وتقول جماعات حقوق الإنسان: إن عناصرها لن يتمكنوا من العمل على الأرض ولن تصل المعدات الطبية والمواد الغذائية من خلال المتعاقدين المحليين، وفق المركز العبري.

ونوّه المحلّل، إلى أن الحوثيين في اليمن ضاعفوا هجماتهم على السعودية مؤخرا بصواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار دقيقة. وكانت الهجمات تهدف إلى الضغط على المملكة في أي مفاوضات ما بعد الحرب لتحقيق إنجازات.

فعلى سبيل المثال، جرى التقدّم نحو المناطق الحيوية للأمن القومي للمملكة العربية السعودية بالقرب من حدودها، كما هو الحال في منطقة "مأرب".

ويرى "بن مناحيم" أن "الهدف من الحرب السعودية في اليمن الاستمرار في الحفاظ على سيادة القانون في عهد الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن تحوّل المتمردون الحوثيون إلى  لاعب إيراني في الفناء الخلفي للمملكة لطعنها في ظهرها"، وفق وصفه.