صحيفة روسية: زيارة وزير خارجية سوريا إلى طهران "فخ" لموسكو

12

طباعة

مشاركة

تطرقت وسائل إعلام روسية إلى زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى طهران في 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. 

ونشر  الكاتب الصحفي، إيغور سوبوتين مقالا في صحيفة "نيزافيسيمايا"، يعكس وجهة نظر الإعلام الروسي بشكل عام وبعض الدبلوماسيين، بشأن العلاقات الخارجية والسياسات التي يروج لها المقداد.

وقال سوبوتين: إن "زيارة المقداد إلى إيران -والتي كانت أول رحلة له منذ تسلمه هذا المنصب- أظهرت أولويات السياسة الخارجية لنظام دمشق". 

وأضاف: أن "حكومة نظام بشار الأسد ستتلقى المساعدة اللازمة حتى اللحظة التي تعود فيها جميع الأراضي إلى سيطرتها، كما قال وزير خارجية طهران جواد ظريف للمقداد، بما في ذلك مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل".

واعتبر سوبوتين أن "طهران واثقة مما تقول -حسبما يتم تداوله بين أوساط الخبراء- من أن القوات الإيرانية تسعى جاهدة للحفاظ على مستوى وجودها جنوبي سوريا -حتى ولو كان ذلك ضد رغبات ومصالح روسيا-".

علاقات قيمة

وذكر الكاتب الروسي، أن "الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في بيانه عقب لقاء المقداد: إن إيران دائما إلى جانب الحكومة السورية سياسيا، وعسكريا، وفي هذا الصدد، تعتبر اجتماعات التسوية في أستانا مفيدة لحماية مصالح سوريا ووحدة أراضيها". 

وأضاف: أن "روحاني أعرب في هذا السياق عن أمله في أن تجري الانتخابات الرئاسية في سوريا، المقرر إجراؤها العام المقبل، دون أي مشاكل".

ووصف المقداد -يكمل الكاتب- وصف العلاقة بين طهران ودمشق بأنها من "أكثر العلاقات قيمة"، وأن "دولا أخرى كثيرة يجب أن تتعلم من سوريا وإيران". 

وفي الوقت نفسه أعرب المقداد عن تعازيه في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في 27 نوفمبر الماضي.

وأشار سوبوتين إلى أن "إيران واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط الموالين لها يعتقدون أن القوات الإسرائيلية الخاصة ومخابراتها تقف وراء تصفية فخري زاده".

وشدد على أن "الهدف الرئيسي للاغتيال كان هدفه استفزاز إيران؛ لترد بشكل قاس، وأن تطلق العنان لصراعها مع الولايات المتحدة". 

وقال سوبوتين: إن "كلام روحاني عن الجولان لا يسعه إلا أن يقلق الإسرائيليين، علاوة على ذلك، في الأشهر الأخيرة الماضية أصبحت هذه المنطقة -التي كانت ذات يوم تابعة لسوريا-، مصدرا للمشاكل". 

وأضاف: "ليست إيران فقط، ففي 9 ديسمبر الجاري، اضطرت وكالات إنفاذ القانون الإسرائيلية إلى استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات في الجولان".

وطالب قادة الطائفة الدرزية عشية ذلك اليوم سكان قرى مجدل شمس وصحطة وبقاعاتا ومسعدة بالتظاهر ضد خطط السلطات الإسرائيلية لإنشاء مزارع رياح في المنطقة، وفق الكاتب. 

وقال شيوخ تلك القرى في بيان: إن "تركيب توربينات الرياح سيصادر أراضي الدروز ويحرمهم من مصدر رزقهم".

من جهته، ذكر سوبوتين أن "الجولان أصبحت بأيدي الإسرائيليين بعد حرب الأيام الستة عام 1967، وعام 1981 أعطت الضوء الأخضر لإقامة المستوطنات فيها".

وفي 25 مارس/آذار 2019 اعترفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد بسيادة الجانب الإسرائيلي على هذه الأراضي المغتصبة.

ولخصت هذه السياسة الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية مايك بومبيو، في 19 نوفمبر الماضي، الذي أصبح أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور مرتفعات الجولان. 

قال الكاتب: إن "رئاسة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لا تعد القيادة الإسرائيلية بمثل هذه المبادرات الدبلوماسية، لكن من غير المرجح أن تتنصل من قرار الاعتراف بالجولان، وفق مصادر في فريق بايدن للقناة 7 الإسرائيلية".

توجس روسي

وفي محادثة مع الصحيفة NG، أشار خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف إلى أن "زيارة المقداد لإيران أظهرت من هو، في الواقع، الحليف الرئيسي لنظام بشار".

كما أظهرت "قيادة النظام السوري أنها تخطط للبقاء عنصرا راسخا في (محور المقاومة) الإيراني في المستقبل". 

وبحسب سيمينوف، ستفضل إيران -كما في السابق- "الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، بما في ذلك على الحدود الإسرائيلية".

وقال: إن "هذا يمثل مشكلة بالنسبة لروسيا، التي أفادت أنها أعطت الجانب الإسرائيلي التزاما لضمان انسحاب القوات الإيرانية من الحدود؛ حيث يُعتقد أن هذه كانت إحدى نقاط اتفاق السلام الذي أبرمته روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والأردن عام 2018 بشأن جنوب سوريا".

ونتيجة لهذه الاتفاقات، عادت المحافظات الجنوبية التي تعتبر مهد "الثورة" السورية، دون دماء تقريبا إلى سيطرة جيش النظام، وتقرر دمج المتمردين السابقين، لمواصلة القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة، وفق سيمينوف.

وعُدَّ الحفاظ عليهم في الجنوب بمثابة "حاجز سني" ضد الوجود الشيعي. ومع ذلك -يختم الكاتب مقاله- لم ينجح في صد القوات الإيرانية. 

وختم سوبوتين مقاله بالقول: إن "دراسة أجراها مركز الأبحاث التركي جسور، أظهرت أن مواقع خلايا حزب الله لا تزال قوية جنوبي سوريا، مما يعطي إجابة على سؤال ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في شن ضربات جوية على أراضي الدولة المجاورة".