صحيفة تركية: لهذا تفضل الإمارات والسعودية تقسيم ليبيا وسوريا والعراق

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة تركية الضوء على "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة ممن لديهم "هوس" بشأن تقسيم البلدان إلى ثلاثة أقسام من أجل  تحقيق أهداف سياسية داخلية وخارجية.

وقالت صحيفة "ملييت" في مقال للكاتب حقي أوجال: "لقد كان حديثهم يتركز دائما على تقسيم أفغانستان وإيران والعراق وأخيرا سوريا إلى ثلاثة".

وتابع: "كانت تركيا مقسمة إلى ثلاثة أيضا في الخريطة التي قدمها الرئيس الأميركي وودرو ويلسون إلى الكونغرس في عام 1920 (الذي كان من المقرر اقتراحه في اتفاقية سيفر)".

ويرى الكاتب أنه من الطبيعي أن يرغب المحافظون الجدد في جعل المنطقة تبدو أكثر تعقيدا مما هي عليه من أجل تحريض الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على تعيين المزيد من الصقور المتبقية من أتباع جورج بوش (الابن) وباراك أوباما في الكوادر الجديدة وتشجيع الكونغرس على الموافقة على هذه التعيينات.

وأردف: "يعتبر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أيضا، من بقايا أتباع بوش وأوباما. لقد قام هذا الشخص بتعيين محمد آخر، ابن الملك الحالي للمملكة العربية السعودية، والذي يشاركه نواياه الخبيثة".

وتابع: "عمل هذا الثنائي كوكيل لجميع أنواع الأعمال القذرة لبوش أولا ثم لأوباما، وقد فعلوا ذلك بذكاء شديد، حيث ترغب الإمارات والسعودية باستمرار عمليات التقسيم في ليبيا حاليا وذلك لأنهم يعرفون أنه في حال توحدت هذه الدولة، فستتخذ موقفها ضد الولايات المتحدة وضد الغرب وستكتسب هوية ديمقراطية".

ويضيف: في الواقع، ينبغي أن تصب ليبيا الموحدة والديمقراطية في صالح روسيا أيضا، لكن سياسة الرئيس فلاديمير بوتين هناك ليست أكثر عمقا من تبجحه وتسلطه ولا تتخذ شكلا مختلفا عن أنه "إذا لم أحصل أنا على النفط في هذا البلد فلن أجعل أحدا يحصل عليه أيضا".

 كما أنه من الواضح أن احتمالية استمرار سياسة ليبيا الجديدة الموالية لتركيا لا تعجب بوتين، وفق الكاتب.

ويقول: إن "دعم أمير الحرب الدموي خليفة حفتر بالمرتزقة، والذي يجعل من إنشاء السلام في هذا البلد مستحيلا، يجب أن يكون مكلفا بالنسبة لروسيا التي تتراجع عائداتها النفطية بشكل كبير بسبب جائحة كورونا".

لذلك لا ينبغي أن نتوقع أن يقول بوتين "لا للملايين من الدولارات التي سيلقيها محمد بن زايد أمامه". بل يمكن أن نقول: إن المحافظين الجدد قد "سقطوا على أقدامهم الأربعة"، بحسب الكاتب.

القرن الأميركي

وتابع: "كان روبرت كاغان، مهندس مشروع (القرن الأميركي الجديد) والذي بدأ حركة المحافظين الجدد، شخصية مؤثرة في كل من وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش".

وأضاف: أن "فيكتوريا نولاند، زوجة كاغان، كانت على رأس مكتب الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما وفي السنوات الأولى للرئيس دونالد ترامب".

وواصل: وقد نشر كاجان وفريقه العديد من الكتب التي تعرف (القرن الأميركي الجديد) وأوضحوا لماذا ترى الولايات المتحدة أن النظام والدول التي تأسست في القرن الفرنسي - الإنجليزي في الأراضي التي -تم تحريرها- من العثمانيين، نظام خاطئ".

وشرح ذلك قائلا: "كانت الخريطة المرسومة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية تسمح لروسيا وإيران والإسلاميين المتطرفين بالتحرك كما تشاء، وفقا لهم".

وكان كاغان قد ألف أحد هذه الكتب التي تتحدث بشأن فلسفة حركة المحافظين الجدد بالمشاركة مع وزير خارجية بايدن الجديد توني بلينكين.

ولم يمض وقت طويل قبل أن ينشر الثنائي: كاغان وبلينكين في العام 2019 مقالا في صحيفة واشنطن بوست، كتبا فيه أن محيط الولايات المتحدة أصبحت تتحول إلى غابة برية وأن العالم أصبح خطيرا للغاية، بحسب الكاتب التركي.

ولم يكن ما اقترحوه للتعامل مع هذه الغابة البرية تقليل الوجود العسكري الأميركي كما في اقتراح ترامب، بل كانوا يقترحون أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا أكثر نشاطا (أي أكثر عدوانية).

وأوضح أوجال: "تم التعهد بوزارة الخارجية الأميركية لأحد الصقور، وإذا ما تذكرنا أن بايدن لا يملك نهجا خاصا به في أي موضوع، فهذا يعني أن بلينكن سيجد البيئة المناسبة والمريحة ليتحرك كما يشاء، ولذلك من الضروري تقييم اختيارات بايدن الأخرى في التعيين في ضوء ذلك".

واستدرك قائلا: لقد تحدثت كثيرا عن المحافظين الجدد في الأسابيع الأخيرة، هذا لأن جنود هذه الفلسفة، الذين تسللوا إلى الحكومة بخفة وخفية تحت إدارة ترامب، يعملون الآن إدارة بايدن، وهم يلوحون بأيديهم ويرفعون أنوفهم (بمعنى أنهم يفعلون ذلك صراحة وعلانية)".

ويعتبر الكاتب أن "حركة المحافظة الجديدة تمثل فلسفة إدارة، مقاربة في العلاقات الدولية ونهج في فهم الأمن العالمي، وبعبارات أكثر واقعية، هذه سياسة جديدة للتقسيم والمشاركة وإعادة رسم للخرائط من قبل أولئك الذين لم تعجبهم خريطة العالم التي رسمها الثنائي البريطاني والفرنسي في عام 1919 والتي أخذت شكلها النهائي في 1945". 

ونوه قائلا: يمكنكم استخدام مفهوم "المحافظين الجدد" حيثما رأيتم أميركيا يستخدم كلمتي "القوة" و"السياسة" معا في نفس الجملة، وإن كان عليكم أن تفعلوا ذلك بحذر.

وأوضح: بحذر، لأن السياسيين مثل ترامب، والذين لا يملكون معرفة واسعة في السياسة يستخدمون كلمات مثل "إعادة أميركا إلى قوتها السابقة" بدافع الإطراء القومي الشعبي وليس بقصد الإشارة للنموذج التوسعي للولايات المتحدة.