"غير صورة تركيا".. هكذا ترى صحيفة عبرية تحركات أردوغان في المنطقة
.jpg)
زعمت صحيفة "معاريف" العبرية أن سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحويل بلاده إلى هيمنة إقليمية، والوجود التركي في أجزاء كثيرة من العالم، "يجب أن يقلق الجميع في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل".
وأفادت بأن "أردوغان يواصل إرسال أصابع الأخطبوط في كل مكان حول العالم لتحقيق هدفه بأن تصبح تركيا قوة إقليمية وأن يكون هو سلطانها أي (الباب العالي) لقب السلاطين العثمانيين في إسطنبول".
وقالت الصحيفة: "حتى عام 1974 كان لتركيا وجود عسكري في شمال قبرص فقط، إثر انفصال الجزء التركي بالقوة عن بقية جزيرة قبرص، لكن ومنذ وصول أردوغان (لرئاسة الجمهورية في 2014) تغيرت الصورة وأصبح الوجود التركي في أجزاء كثيرة من العالم مثيرا للإعجاب ولكنه مثير للقلق أيضا".
وأشارت معاريف إلى أنه "بشكل أو بآخر عسكريا أو مدنيا لتركيا وجود في العراق وسوريا وليبيا والصومال وأذربيجان وأفغانستان وألبانيا والبوسنة وكوسوفو وكان لها وجود في السودان، لكن السودانيين انسحبوا وألغوا التصريح والسماح بذلك (دون توضيح)".
ونقلت الصحيفة عن "غانا غبور" الخبيرة في الشأن التركي في جامعة "القديس جوزيف" ببيروت، قولها: "لتحقيق طموحه في الهيمنة الإقليمية، يستخدم أردوغان الدبلوماسية الإنسانية في لبنان، ومنها وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) إلى جانب الهلال الأحمر التركي، وهما يقومان بالعمل نيابة عنه".
ولفتت إلى أن "تركيا تركز على مدينتي طرابلس في شمال لبنان وصيدا في الجنوب، وتقع البنية التحتية للنشاط في بلدة صغيرة قرب الحدود السورية المأهولة بالسنة والذين كانوا ينتمون في السابق إلى الإمبراطورية العثمانية".
شعبية تركيا
سفير الاحتلال الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، إسحاق لـِڤنون، اعتبر أن "تركيا تحظى بشعبية كبيرة في هذه القرية ويُظهر سكان البلدة تعاطفهم مع تركيا في مناسبتين مهمتين، يوم استقلال تركيا (30 أغسطس/آب 1922) وتاريخ إحباط الانقلاب على أردوغان (15 يوليو/تموز 2016)".
وقال لـِڤنون في مقاله بصحيفة "معاريف": إن "السعودية قلصت تدخلها في لبنان تعبيرا عن غضبها من (رئيس الحكومة المكلف) سعد الحريري وموقفه المتسامح من حزب الله، لذلك يستغل أردوغان ذلك ليحل مكانها، إنه يصعد من مغازلة الحريري".
ولفت إلى أن "في صيدا من المتوقع أن يُستكمل قريبا بناء مستشفى بتمويل تركي، وفي طرابلس تروج تركيا لمشاريع مجتمعية تحت شعار (افعلوها مجانا باسم الإخوة)، حيث يتم إرسال الشباب اللبناني للدراسة مجانا في تركيا وبعضهم يحصل على جنسيتها"، وفق قوله.
وزعم السفير أن "النشاط التركي في لبنان يشكل مصدر قلق كبير للجالية الأرمنية التي استقرت في لبنان منذ اغتيال الأتراك للشعب الأرمني في القرن الماضي وهي جماعة راسخة وممثلة في مجلس النواب اللبناني، وتبذل كل ما في وسعها لإحباط طموحات تركيا في لبنان ولكن السعودية وإيران وفرنسا لا توافق أيضا على أنشطة أردوغان".
وقال السفير: إن "الانطباع هو أن رئيس تركيا قد نضج ويواصل تحركاته من أجل الهيمنة بلا منازع وترى إسرائيل الضجة التركية وتشعر بها في حديقتها الخلفية في القدس الشرقية، لا شك في أن التقاعد الذي نجح أردوغان في إحالته ينبغي أن يقلق الجميع في الشرق الأوسط،إن تعاطفه مع أيديولوجية الإخوان المسلمين، وطريقة عمله على الحقائق النهائية وتجاهله لطلبات الآخرين، يجعل الوجود التركي في الأماكن المذكورة أعلاه والآن في لبنان شاغلا ملموسا يجب النظر إليه.
يهدد إسرائيل
في سياق متصل، أشارت صحيفة "معاريف" العبرية في مقال سابق لها بهذا الشأن إلى أن "بعد أقل من عقد من إطاحة أوروبا بزعيم ليبيا الراحل معمر القذافي، أصبحت بلاده تهديدا حقيقيا للقارة، وأصبحت ليبيا ببطء ساحة اشتباكات بين القوى الإقليمية، بقيادة أردوغان الذي يحاول تحويلها إلى موقع تركي في البحر المتوسط، هذا ما يهدد إسرائيل أيضا".
ولفتت معاريف إلى أنه في "صيف 2011 سقط شيء ما (الثورة) في سوريا، أدركت السعودية والإمارات وتركيا أن التمرد الشعبي ضد دمشق لديها إمكانات غير مسبوقة تنتهي بإسقاط النظام، وقررت الدخول في الحملة، بقيادة السعودية، حيث عمل الثلاثة على تشكيل فصائلهم الخاصة وتسليحهم ودعمهم ماليا".
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي جاكي خوجي أن "الأسد صاح بأن حربا إقليمية فُرضت عليه، لكن من يستمع إلى الديكتاتور الذي ينبح، الجميع رأى في ذلك حملة عادلة لشعب ضد حكامه المستبدين، صنع الأسد عضلات وجمع أصدقاء أقوياء لمساعدته وتمكن بالسن والعين من الهروب من الخطر".