#استقالة_بوتفليقة تسعد الناشطين.. وتحذيرات من انقلاب العسكر

شدوى الصلاح | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإعلان استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وإنهاء عهدته بصفته رئيسا للجمهورية، معربين عن فرحتهم بانتصار إرادة الشعب الجزائري وفرض الاستقالة على بوتفليقة بالضغط الشعبي والحراك السلمي.

وغرّد ناشطون عبر صفحاتهم الشخصية على موقع "تويتر" مستخدمين وسوم (هاشتاجات) "#استقالة_بوتفليقة" و"#الجزائر" و"#بوتفليقة"، وأكدوا أن الاستقالتة قد تعيد فتح أبواب الربيع العربي، لأنها تثير الذعر في قلب حكام العرب من تأثر شعوبهم بنجاح الجزائر وتكرار تجربة الحراك في دولهم، فيما توالت التحذيرات من من استمرار رموز النظام في الحكم ومحاولة الالتفاف على مطالبهم والقبول بحكم العسكر.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات بثها التلفزيون الجزائري الرسمي، تظهر لحظة تقديم عبد العزيز بوتفليقة وثيقة استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري في البلاد، الطيب بلعيز.

ربيع جديد

وأكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن الشعب الجزائري يحقق إنجازا تاريخيا بفرضه الاستقالة على بوتفليقة، ما تبقى سيكون برسم المدافعة مع من سيسعون إلى تنفيس الإنجاز، لكن وعي الشعب هو الذي يُعوّل عليه في الحيلولة دون الالتفاف على مطالبه، تحية لشعب عظيم يعيد الأمل لشعوب المنطقة، وللأمة جمعاء.

وأشار في سلسلة تغريدات له إلى أن أهمية الإنجاز الجزائري، تكمن في أنه جاء بعد قناعة الثورة المضادة بأنها انتصرت على شعوب المنطقة، عبر تهديدها بمصير الشعب السوري، بجانب ما جرى ويجري في ليبيا واليمن، مؤكدا أن حكاية الشعوب العربية مع الحرية والعدالة والتحرر لم تنته، إنها مسألة وقت لا أكثر.

وأوضح أن ربيع العرب ليس مرحلة عابرة وتنتهي سريعا. إنه تحوّل تاريخي في منطقة بالغة الحساسية للعالم أجمع، وضمن إطار أمة تملك مقومات القوة، وكانت لها سوابق تاريخية، ومن الطبيعي أن يمر بتحولات وينطوي على الكثير من التضحيات والمعاناة. المهم أنها أمة ستواصل سعيها للحرية والتحرر، ولن تتوقف.

من جهته، قال فيصل بن جاسم الثاني رجل الأعمال القطري، إن "نجاح الحراك بالجزائر في دفع ابو تفليقة للاستقالة سيثير الذعر في قلب بعض حكام العرب من تأثر شعوبهم بنجاح الجزائر وتكرار تجربة الحراك في دولهم يبقى الشعب الجزائري العظيم ملهم وهذا نجاح له ما بعده عربيا بلا شك اللهم احفظ الجزائر ووفقهم لما فيه الخير".

وعلقت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائرة نوبل للسلام، توكل كرمان: " الثورة الجزائرية تسقط بوتفليقة وهي ماضية لاسقاط الشلة الفاسدة وكل المافيا الحاكمة، لكم المجد ولكم النصر، يا لها من جولة جديدة عظيمة من الربيع العربي لن تتوقف حتى تسقط كل المستبدين والفاسدين العرب، أثق بذلك وأراه رأي العين، المستبدون زائلون وارادة الشعوب غلابة".

وأضافت: "بعد بوتفليقة سيرحل غداً البشير وبعد غد سيطال التغيير تلك المملكة الشائخة التي تدار من غرفة الانعاش، لن أسميها فأنتم تعرفونها بسيماها"، مستطردة: " الآن سيكون على الشعب السوداني أن يترك الدعه ويخرج بالملايين كما فعل ثوار الجزائر، البشير اسوأ من بوتفليقة وعصابة البشير ليست أحسن حالا من عصابة بوتفليقة، وهو وعصابته اهون وأقل شأناً وقوة من عصابة الجزائر، جاء دور السودان ليستلهم مافعله ثوار الجزائر، ولسوف يفعل".

ورأى صاحب حساب "مستشار الأمير محمد بن نايف"، أن "استقالة بوتفليقة قد تعيد فتح أبواب الربيع العربي"، مشيرا إلى "أنها هذه المرة ستكون أفضل من سابقتها بالنسبة للشعوب وأخطر بالنسبة للأنظمة، لأن الشعوب تعلمت من أخطائها، وتعلمت أين تكمن نقاط ضعف الأنظمة السياسية، لذلك لابد للقادة العرب من إجراء مراجعات شاملة وإصلاحات يمكن من خلالها احتواء ما هو آت".

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، إن "المشكلة الآن أن آل سعود و آل زايد ومن خلفهم يخططون لإجهاض أي تغيير حقيقي في الجزائر.. هم لا يريدون نجاح هذه التجربة فيعود الأمل للشعوب. أمل الربيع العربي الذي زلزل حكمهم".عادي

فرحة حذرة

وأوصت الكاتبة إحسان الفقيه الشعب الجزائري بالحذر قائلة: "بين بيان الجيش الجزائري واستقالة بوتفليقة، كلام وتحليل كثير للمشهد الداخلي الجزائري.. ما يعنيني هنا.. أن يحفظ ﷲ الجزائر وشعبها، وأن يعيد البلاد لأهلها ويديم عليها الخير والأمن والبركة.. وأوصيكم.. (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم)".

وأشار الإعلامي يوسف حسين، "مقدم برنامج جو شو" إلى أن قيادات الجيش الجزائري أصبح لديها مسؤولية تاريخية، وهي "أن يتعلموا من قيادات الجيش المصري ويشوفوهم عملوا ايه بالظبط علشان خاطر مصر .. ويعملوا عكسه".

وحذر الشاعر المصري المناهض للانقلاب العسكري عبد الله الشريف، من بقاء المجلس العسكري بالجزائر، مشيرا إلى أنه نسخة من المجلس المصري، قائلا: "هل تدرك الجزائر أنها مُنِحت نصرا زائفا؟ لا نريد أن نفسد عليكم فرحتكم، ولكننا ندفع اليوم ثمنا باهظا لأنا نُصِحنا بالبقاء في الميادين ولم ننتصح".

واكد الإعلامي ياسر أبو هلالة، أن "الشارع الجزائري لن يكرر أخطاء المصريين، ولن يغادر الشارع حتى تستكمل مطالبه"، مادحا "تمكن الشعب في الجزائر من إسقاط بوتفليقة بلا نقطة دم".

وقال مدير قناة الجزيرة السابق، إن "قايد صالح سيلحق به إذا لم يمض في برنامج تحول ديموقراطي يلبي مطالب الملايين التي تريد حياة طبيعية تتمتع فيها بالحرية والكرامة والرفاه"، مضيفا أن الجزائر ثورة بلا شهيد ولا جريح.

وأشار إلى أن العدمية السياسية برفض كل شيء تفضي إلى استيلاء العسكر على السلطة، وخسارة إنجاز بوتفليقة بإخضاع العسكر للرئيس، وليس هدف الحراك استبدال الصنم الآيل للسقوط بصنم في تمام الصحة، موضحا أن "يتناحو_قاع" تعني بناء نخبة جديدة على عين الشعب بآلة الانتخابات لا آلة التزوير التي لم تتحطم بعد.

تخوين العسكر

وحذر الأكاديمي الإماراتي يوسف اليوسف، من محاولة قيادات الجيش في الجزائر إجهاض الثورة مثلما فعلت القيادة العسكرية في مصر وأجهضت ثورة يناير وادخلت البلاد في نفق مظلم، مشيرا إلى أن "قيادات الجيش الجزائري قد يفتعلوا بعض الأزمات كما فعلوا في التسعينات ما لم يظل حراك الأحرار كصمام أمان حتى تنشا المؤسسات المدنية وتسير قدما".

وحذر أيضا من التدخلات الخارجية، قائلا: "عندما تسمعون الحكومات الغربية تصرح بأنها ترغب في ترك الجزائر تقرر مصيرها فعليكم أن تفكوا شيفرة هذا النفاق الظاهر وتعلموا انها في السر هي تحاول توجيه مسار الأحداث لأبراز عملاء جدد يخدمون مصالحها ويحاربون قيم امتنا ويمزقونها الى أشلاء".

ودعا الناشط السياسي والأكاديمي الفلسطيني البريطاني عزام التميمي، الشعب الجزائري لعدم الوثوق بالعسكر: قائلا إن "آخر فصول كوميديا الاستحمار في الجزائر انقلاب عسكري آخر للحيلولة دون أن ينال الشعب مراده بالحرية والكرامة.. بعدما جرى في الجزائر في يناير ١٩٩٢ وفي #مصر في يوليو/تموز ٢٠١٣، لا يثق بالعسكر إلا مغفل".

وأكد الصحفي السعودي تركي الشلهوب، أن "المرحلة القادمة في الجزائر، أخطر من المرحلة السابقة بكثير، فالعسكر لا يؤتمنون أبدا، ومحمد بن زايد تواصل معهم طيلة الفترة الماضية بشكل مباشر، يجب على الجزائريين الحذر كثيرا، والإستمرار في حِراكهم حتى اقتلاع العصابة الحاكمة بأكملها، وإلا ستتكرر تجربة مصر في بلادهم".

وعلق صاحب حساب "بن قفيط" أن بوتفليقة استقال ولكنه ترك، "هو أمير الفساد وحزبه، ونظامه لا يزال يحكم"، وقال: "يا أهل الجزائر إن كررتم خطأ أهل مصر، فسيخرج لكم ألف سيسي وسيطل عليكم شيطان العرب برأسه، ساعتها لن ينفع ندم النادمين".

تتويج الحراك

قال عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل الدكتور سلمان العودة، إن "استقالة بوتفليقة تتوّج الحراك الشعبي الجزائري العظيم، عاشت الشعوب غصّة في حلوق كل المستبدين".

وقال الإعلامي الجزائري أنور مالك: "وقفنا ضد بوتفليقة في أوج قوته وتصدّينا لحاشيته وهي في قمة جبروتها، لكن ليس من أخلاقنا التشفي فيه بعدما صار عاجزا ثم رحل وهو في حالة يعلمها الله، ولذلك نتمنى له الشفاء كإنسان ونفرح أن ارتحنا منه كرئيس، ولن نتوقف في العمل على اجتثاث ترْكته السيئة جدا التي أضرّت بالبلاد وأساءت للعباد".

وناشد المغرد محمد عبد العزيز تليمة الشعب الجزائري قائلا: "انتم الآن بدائتم الحكاية ولستم بعد استقالة بوتفليقة فى مشهد النهاية نرجوكم كما علمتونا فى كتب التاريخ كيف يكون النضال والتحرر من براثن المستعمر فلا تحرمونا من التعلم كيف نحقق انجازات الثورات الشعبية".

وأشار المغرد صلاح حراك، إلى أن التحول من نظام الى نظام آخر، أمر معقد جدّا ودونه عقبات وصراعات ومخاطر جمة، هذه ضريبة الأنظمة التي لا تتطور ديمقراطيا وتدريجيا، لافتا إلى أن الجزائر أمام مرحلة إنتقالية صعبة جدّا، نأمل أن تمرّ بأقل قدر من الآلام.

ودوّن نور الدين محمد قائلا: "رغم كل ما قيل و رغم كل ما سيقال الشباب الجزائري أثبت أنه من معدن أصيل ونفى عنه تهمة الخمول والخنوع. الشباب ثار فشتت العصابة بقي أن يثبت السياسيون والعسكريون أنهم وطنيون مخلصون فيعيدوا الأمانة لأهلها كلا من موقعه ومكانته.. تحيا الجزائر شعبا وجيشا ولا عزاء للحاقدين".