يوسي كوهين.. مهندس التطبيع الإسرائيلي الذي أذاب الجليد مع حكام العرب

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية: إن رئيس "الموساد"، يوسي كوهين، الذي يملك علاقة جيدة مع ولي عهد السعودي محمد بن سلمان، هو "جيمس بوند" الإسرائيلي الذي يقف وراء الاتفاقات العربية مع تل أبيب. 

واعتبرت أن "الإنجاز السياسي الذي ينسب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر لا يمكن دحضه، بعد توقيع اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين؛ تتفق الأطراف المشاركة في هذه النقلة النوعية في الشرق الأوسط حول الإشارة إلى شخصية محورية في هندسة وتدبير هذا التحول، ألا وهو كوهين". 

وأشارت الصحيفة أن "كوهين يوصف من قبل المقربين منه بأنه رجل ذكي يتمتع بقدرات قيادية، وله دراية عالية بالدوائر السياسية الاقتصادية، وقد تولى قيادة جهاز المخابرات الشهير بعد أن شغل منصب مدير مجلس الوزراء للأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء".

وأضافت: "علاوة على ذلك، كان وما يزال كوهين رجلا يحظى بثقة نتنياهو، وقد انضم إلى الموساد عام 1983، وكان عميلا خاصا في هذا المجال وترقى إلى مناصب إدارية مهمة".

رأس مدبر

وأوضحت الصحيفة أن "من بين الإنجازات الأخرى التي تنسب لكوهين، أنه كان الرأس المدبر في تطوير فيروس ستوكسنت، الذي أعاق عام 2010 تطوير الخطة النووية الإيرانية في منشأة نطنز".

ونقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه "فيما يتعلق بالتواصل مع الجنرالات والأمراء والسياسيين في العالم العربي، يعتبر كوهين الشخصية الإسرائيلية التي تحظى بالمكانة الأكثر أهمية وبقدر أكبر من الهيبة".

وقال المصدر: إن "كوهين تحدث مع الجميع، وفتح الأبواب، وسعى لتحقيق مصالح مشتركة بين إسرائيل والبلدان العربية، ونظرا لمكانته المرموقة، يعرف كوهين كيفية إدارة العلاقات الإنسانية بشكل جيد والتحكم فيها".

وأضاف: "تذكرنا بعض عملياته بأدوار جيمس بوند (شخصية خيالية لجاسوس بريطاني أبدعها المؤلف إيان فلمنغ)". 

ولفتت الصحيفة إلى أن "كوهين عرف كيف يقرأ النماذج الجديدة في المنطقة في الوقت المناسب لتحقيق الكثير من الأهداف، خاصة التهديد الذي تشكله إيران الشيعية في النزاع الإقليمي مع العالم العربي السني البراغماتي والموالي للغرب".

وكذلك "ظهور مجموعات إرهابية قوية مثل تنظيم الدولة أو القاعدة، مما جعل دولا مثل العراق أو سوريا تنهار؛ العامل الذي جعل الكثير من الدول العربية  تسلط الضوء على الأعداء المشتركين مع إسرائيل، لفتح باب التعاون معها"، وفق الصحيفة.

وأوضحت أنه تبعا لذلك، لم تتمحور المصالح المتبادلة حصريا حول القضايا الجيوستراتيجية والأمنية بين إسرائيل والدول العربية.

وفي هذا السياق، أبدت دول من الخليج العربي اهتماما متزايدا بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة- مدركين الحاجة إلى تعزيز قطاعات جديدة في حالة نفاد النفط والغاز- ؛ وقطعت الأجيال الجديدة من حكام الخليج مع تقليد الترويج للحرب ضد إسرائيل كما فعل شيوخهم. 

ورغم إضفاء الطابع الرسمي على تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي، إلا أن كوهين كان يمهد الطريق منذ سنوات لتحقيق هذا الهدف.

تطبيع جديد قادم

أشارت الصحيفة إلى أنه "في عام 2017، أزيل الستار عن زياراته السرية للرياض، مما أدى إلى اعتراف القائد العام لجيش الدفاع الإسرائيلي آنذاك، غادي إيزنكوت، بأن الهدف من هذه الزيارة كان يتمثل في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الرياض".

وأكدت أن "خبر الزيارة في ذلك الوقت، كان بمثابة الزلزال السياسي، لكن اليوم هناك حديث علني حول احتمال أن تكون السعودية هي التالية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وعلى وجه الخصوص، تمثل العلاقات الشخصية الممتازة بين رئيس الموساد وابن سلمان، ولي العهد والرجل القوي في السلالة السعودية؛ المفتاح في ذلك". 

وأضافت الصحيفة: أن "كوهين نجح في تسهيل زيارة مفاجئة لنتنياهو إلى عمان، نهاية 2018، حيث استقبله السلطان قابوس بن سعيد بحرارة، وعندما أعلن في يوليو/تموز 2019 عن افتتاح مكتب دبلوماسي إسرائيلي في ذلك البلد، قال كوهين: إن هذه الخطوة ليست سوى الحافة المرئية لمبادرة سرية أكبر بكثير". 

وأردفت: أنه "في نفس الوقت، مهد كوهين الطريق لوصول نتنياهو إلى السودان في وقت سابق من هذا العام، والذي أصبح أحدث دولة إسلامية تنشئ علاقات رسمية مع إسرائيل".

وعندما كان "نموذج التطبيع" على وشك الانطلاق بقيادة واشنطن مع الوفد الإسرائيلي للتوقيع مع الإمارات والبحرين، أوضح كوهين قائلا: "سنواصل جهودنا لإحلال السلام، ونأمل أن نضيف المزيد من الدول".

لكن كوهين تجنب الإدلاء بأي إشارات محددة، لكنه أشار بعد 3 أيام فقط إلى أن "الاتفاق مع السعودية في متناول اليد"، وفق الصحيفة.

وأكدت أن "كوهين يعمل حاليا، بشكل خاص، على الترويج للاتفاقيات الإسرائيلية المقبلة، وتشير التكهنات في هذا السياق إلى عمان وقطر والكويت والمغرب". 

من السر للعلن

قالت "لاراثون": إن "ولاية ترامب كانت الفترة التي أزيل فيها الغبار على التطبيع العربي الإسرائيلي، الذي كان سرا لعدة سنوات، وخلال الأيام المعدودة المتبقية للرئيس المنهزم في الانتخابات الأخيرة، لم تتوان إدارة ترامب على مزيد دعم حليفها المدلل إسرائيل".

وأضافت: أن "هذا الدعم الأميركي توج مؤخرا بالزيارة التي أداها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى مستعمرة إسرائيلية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان، كما وصف بومبيو حركة المقاطعة بأنها معادية للسامية خلال جولة الوداع، في الشرق الأوسط". 

وأوردت الصحيفة الإسبانية أن "نتنياهو يدرك أهمية وصول بومبيو في أوقات الانتقال إلى البيت الأبيض، حيث إنه يستغل الأيام المتبقية لترسيخ وتعزيز الإجراءات المؤيدة لإسرائيل".

ونقلت عن قناة "كان" العبرية، أن "نتنياهو من المفترض أنه طلب من إدارة ترامب منحه الضوء الأخضر لبناء المزيد من المنازل في الأحياء اليهودية بالقدس الشرقية، وهي المناطق التي يطالب الفلسطينيون بإقامة عاصمة دولتهم فيها". 

ونبهت الصحيفة إلى أن "مصادر مجهولة أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتزم ترسيخ الحقائق على الأرض قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب بايدن في يناير/كانون الثاني؛ في انتظار معرفة إستراتيجية واشنطن الجديدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأوضحت أنه "في الأسبوع الماضي، تم الكشف عن أعمال بناء نحو 1257 منزلا جديدا في جفعات همتوس، وهو جيب إستراتيجي من شأنه أن يقطع التواصل بين مدينة بيت لحم والأحياء الفلسطينية في جنوب شرق القدس".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "الآن، يريد نتنياهو الحصول على ضوء أخضر لخطة بناء 9 آلاف منزل في مستوطنة عطاروت والتي من شأنها قطع اتصال رام الله بالمناطق الفلسطينية شمال شرق المدينة المقدسة".