إس 400 الروسية.. هل تبيعها تركيا لواشنطن مقابل "إف-35"؟
.jpg)
تسعى الولايات المتحدة الأميركية، من خلال مسودة ميزانية عام 2021 الدفاعية، لشراء صواريخ إس 400 الروسية من تركيا، والتي تشكل عقبة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن وتمنع تطويرها.
وتناقلت معظم وسائل الإعلام التركية، ومن بينها صحيفة "خبر تورك"، مسودة الموازنة التي أعدتها لجان في مجلس الشيوخ الأميركي، بعد أن قدم النواب الجمهوريون عرضا بإضافة مادة من أجل شراء أميركا للصواريخ الروسية المثيرة للجدل بين أنقرة وواشنطن.
وأرفقت المسودة بمادة أخرى أيضا تتضمن حصول وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين على تعهدات من السلطات التركية، بشكل مكتوب، بعدم تفعيل الصواريخ غير المتوافقة مع الأنظمة الأميركية، أو استخدامها بشكل مختلف.
وتم تسليم الدفعة الأولى من معدات S-400 في الفترة ما بين 12-25 يوليو/ تموز 2019، بحسب وزارة الدفاع التركية.
ضرب العلاقات
من جانبه قال الكاتب فتحي التايلي في صحيفة خبر تورك: إن واشنطن ترى قضية الصواريخ الروسية إس 400 مسألة تتعلق برمتها بالمال وهي دائما ما ترسل لأنقرة ما مفاده أن "بيعوا هذه الصواريخ كما اشتريتموها وتنتهي هذه المشكلة"، ومقابل ذلك يواصل الطرفان مشروع إنتاج طائرات إف 35 "وهكذا تنتهي كل الأزمات بيننا".
هذا الاقتراح الأميركي لا يأتي على سبيل المزاح أو الرفاهية بل هو عرض جاد تماما، وفق الكاتب.
ويرى الكثير من المراقبين داخل تركيا وخارجها والمطلعين على سير العلاقة التركية الأميركية أن للعرض غرضا واحدا وهو ضرب العلاقات التركية الروسية في مقتل وإنهاؤها للأبد سيما وأن من المؤكد أن ثمة مادة في الاتفاق المدرج بين موسكو وأنقرة تحول دون بيع هذه الصورايخ من طرف أنقرة لطرف ثالث.
وهذا بالفعل ما عبرت عنه المتحدثة باسم الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ماريا فوروبيوفا، معلقة على اقتراح السيناتور الجمهوري الأميركي، جون تيون، بأن تشتري الولايات المتحدة هذه المنظومات من تركيا لحل خلافات قائمة بين واشنطن وأنقرة على خلفية اقتناء الأخيرة الصواريخ الروسية.
وقالت المتحدثة: "يتوجب على مشتري معداتنا، قبل قيامه بتصدير المنتجات العسكرية، أن يقدم للجانب الروسي شهادة المستخدم النهائي. لذا فإن تسليمها أو إعادة تصديرها لدول ثالثة بدون إذن من الجانب الروسي مستحيل".
وفي هذا السياق، صرح رئيس وعضو اللجنة التنفيذية لرابطة القانون الدولي الروسية، أناتولي كابوستين، بأن روسيا سيكون لها الحق في فرض عقوبات إذا قبلت تركيا الاقتراح الأميركي ببيع منظومات صواريخ الدفاع الجوي من طراز "إس-400".
وقال كابوستين: "هذا الاقتراح بشكل عام يتناسب مع صفات شخصية العم سام المعنوية، فهو شخص لا مبدأ له ويمكنه شراء وبيع أي شيء كان".
عقوبات منتظرة؟
وتابع: "من الممكن تقديم أي اقتراح، ولكن كيف ستتصرف تركيا هو حديث آخر تماما. أعتقد أن من مصلحتها عدم السير في ركاب مثل هذه الاقتراحات لأن هذا الأمر بطبيعة الحال سيؤدي إلى تعقيد العلاقات بين روسيا وتركيا، وصولا إلى فرض عقوبات".
وأضاف: "إذا انتهك أحد التزاماته الدولية، فعليه أن يتحمل مسؤولية معينة، وفي هذه الحالة روسيا ستنتهز هذه الفرصة. أعتقد أن الأميركيين والأتراك يعلمون ذلك".
وكان السيناتور الجمهوري جون ثيون اقترح تعديلا قانونيا قد يمكن الولايات المتحدة من شراء أنظمة "إس-400" الروسية للدفاع الصاروخي من تركيا لإنهاء الخلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن هذا السلاح.
من جهته، قدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ جيم ريش تعديلا يلزم الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على تركيا تحت قانون "مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات" لشرائها أنظمة "إس-400" الروسية.
ورأى الكاتب أنه من الأساس لا يبدو كثيرا أن تركيا من الممكن أن ترحب بهذه الفكرة فضلا عن أن تدخل في حوار السعر والتعويضات والكثير من هذه التفاصيل.
وتابع: "رغم صميمية العلاقات، لا يبدو الأمر مقنعا لدى الرئيسين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، فهما على تواصل مستمر".
يذكر أن شراء تركيا لأنظمة "إس-400" الروسية أدى إلى توترات بين واشنطن وأنقرة، حيث عارضت الولايات المتحدة بشدة الصفقة الروسية-التركية وهددت بفرض عقوبات على أنقرة، واستبعدتها من البرنامج الخاص بمقاتلات "إف-35" الحديثة.
وفي ختام مقاله قال الكاتب: "على أي حال ما زالت صواريخ إس 400 غير فعالة بعد، ومن المحتمل ألا تفعّل في المستقبل المنظور أو أنه بحجة كورونا والتغيرات التي أحدثها الفيروس قد تبقى هذه الصواريخ فترة طويلة بدون تفعيل. لكن أن تبيعها أنقرة لأي طرف كان، فهذا ليس في الحسبان البتة".
وفي الأول من مايو/أيار 2020، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين: إن أنقرة أرجأت خططا لنشر منظومة إس 400 الدفاعية الصاروخية الروسية بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأضاف إبراهيم كالين خلال اجتماع عبر الإنترنت استضافه المجلس الأطلسي: "هناك تأجيل بسبب فيروس كورونا لكنه (نشر المنظومة) سيمضي قدما كما هو مقرر له". وتابع أن الرئيس أردوغان أبلغ دونالد ترامب مرات عدة أنه مهتم بشراء صواريخ باتريوت.