إعلام تركي: المعارضة تحاول زيادة شعبيتها عبر تشويه صورة أردوغان

12

طباعة

مشاركة

انشغلت الساحة التركية خلال الفترة الماضية بتصريحات الكثير من قيادات ومسؤولي حزب الشعب الجمهوري CHP المنادية بالانتخابات المبكرة تارة، وتارة تنادي بضرورة تخلي حزب العدالة والتنمية عن الحكم سواء عن طريق الصندوق أو بغيرها من الطرق حتى لو استخدم في سبيل ذلك السلاح، وفق تصريحات كوادر CHP. 

الكاتب فؤاد بول اعتبر في مقالة بصحيفة حريت أن أداء العدالة والتنمية في مواجهة كورونا كان مدهشا، والفضل الكبير يعود في ذلك إلى النظام الرئاسي الذي جعل من عملية اتخاذ القرارات والتدابير الاحترازية سريعا وفعالا في آن واحد.

لسوء الحظ، فإن بعض المعارضين (خاصة أولئك الذين كانوا في نفس القطار مع الحكومة أو الذين جاؤوا من نفس الجذر واتخذوا طريقا منفصلا)، تسبق الضغينة لديهم أي شيء عندهم، وفق الكاتب.

أزمة كورونا

وأضاف: "قال الكثير منهم: مع أزمة كهذه ستذهب أقوى الحكومات في غضون ستة أشهر ومنها الرئيس رجب طيب أردوغان الذين أبدوا له كراهية غير مسبوقة وإنه إن رحل سيكون كل شيء أفضل بكثير من وقته الراهن". 

وتابع: "هؤلاء هم رسل الديمقراطية يحاولون التلاعب بعقول الناس محرضين على رجل فاز أمام الناخبين بأصوات تصل إلى 52%، وهمهم من صوت لهم، وبما أنهم لا يستطيعون الوصول إلى أردوغان يحاولون الوصول إلى ناخبيه؛ لكن الشعب يعرف الحقيقة وهو يجيد قراءة الواقع بشكل دقيق لما عايشه من ماض قريب وبعيد". 

يحاولون بث إشاعات أن أردوغان يحكم البلاد وحده منذ 18 سنة، ولكن ثبت عدم دقة هذه التفاصيل خاصة في الفترة الأخيرة، وفق الكاتب.

ويواصل: "ما اللجنة العلمية المشكلة مؤخرا لمجابهة كورونا ببعيد، فهي التي تسن الإجراءات والتدابير والرئيس يوافق عليها، بعد تقييمها واتخاذ المناسب منها، ويرسل أردوغان الذي ينتقدونه على أنه حكم الرجل الواحد، البيانات العلمية التي يقيمها مجلس العلوم للجمهور في شكل قرارات وزارية وحكومية ورئاسية". 

ويشهد العالم أكبر تدهور اقتصادي بعد أزمة عام 1929، كذلك فإن التجارة العالمية تتقلص بسرعة وتميل جميع البلدان إلى الانكماش، وكان على 121 دولة الاقتراض من صندوق النقد الدولي.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب: إن "المعارضة غير المسؤولة في بلدنا تتوق أيضا إلى دفع الحكومة إلى حضن صندوق النقد الدولي، إنهم يريدون أن تأخذ الحكومة هذه الأموال وتضعها تحت أمر صندوق النقد الدولي ووفقا لهم، مهما تكن قرارات البنك الدولي ستكن أفضل من قرارات أردوغان، فهذه هي المعارضة وهذا هو مطلبهم".

"الاستقلال ليس في شخصياتهم، لأنهم اعتادوا على وضع حكوماتهم تحت قيادة مسؤول عادي من صندوق النقد الدولي، لا يمكنهم أن يكونوا أحرارا ومستقلين لكن لم يعجبهم أردوغان خلال فترة حكمه التي استمرت 18 عاما، واتخاذه الاحتياطات اللازمة من خلال تخصيص أكبر حصة من الميزانية للتعليم والصحة والضمان الاجتماعي"، يقول الكاتب.

وأردف الكاتب: "لم يقع أحد تحت رحمة هذا الوباء أو ترك يواجه مصيره بنفسه بل ساعدت (تركيا) أكثر من 60 دولة حول العالم وصدرت المنتجات الطبية لعشرات أخرى وأصرت على ألا تتوجه أبدا للبنك الدولي مهما كانت الظروف". 

وأشادت منظمة الصحة العالمية بتركيا كدولة نموذجية في العالم بل وسيتم تدريس هذه التدابير والاحتياطات وطريقة معالجتها للأزمة في أدبيات ومطبوعات المنظمة العالمية.

رحيل أردوغان

وخلال هذا كله، يقول الكاتب: إن "المعارضة ترى فقط أن رحيل أردوغان هو الأمر الوحيد والأوحد، من الواضح أنهم لم يتلقوا أي دروس من المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016".

بدوره قال الكاتب سليمان أوز إيشيك في مقالة بصحيفة تركيا جازاتسي: إن الغريب أن الفترة الماضية وحين تناقش هذه المسألة بين المعارضة ومن يؤيد الحكومة، يتهم الطرف الأول الثاني بأنهم أصحاب هذه التصريحات من أجل كسب المزيد من الناخبين في أي انتخابات مقبلة، مؤكدة أي المعارضة أنها ضد الانقلابات وأنها تقف دوما في صف العملية الديمقراطية وما تنتجه من نتائج.

ويتابع: "من الواضح أن نقاشا على هذه الشاكلة لن ينتهي ولن يصل إلى نتيجة، ولنقل بالفعل إن هذه التصريحات كتلك التي أطلقتها مسؤولة الشعب الجمهوري في إسطنبول جانان كفاتانجي أوغلو لم تخرج منها، ولنفترض كذلك أن نعمان كورتلمش المسؤول بالعدالة والتنمية في البرلمان التركي قال إن حزبه سيبقى بالحكم سواء بالانتخابات أو بغيره.

السؤال الآن: هذه التصريحات كيف يمكن أن تؤثر في المعارضة؟ وما هو وقعها عليها؟!، يواصل الكاتب: "لنطرح نفس السؤال على الكتاب الذين يتعاملون مع هذه القضية منذ أيام، وعلى ضيوف التلفزيون الذين يناقشونها على شاشاتهم، ماذا لو خرجت هذه التصريحات بالفعل من مسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم؟ كيف سيكون الرد؟ من الواضح أن المعارضة ليس لديها بالفعل رد على هذا السؤال".

وتطرق الكاتب للمعارضة وهي تقول: "من يهدد بالانقلاب هي الحكومة نفسها لأنها من تملك القوة والسلاح، وبالتالي التهديد يأتي منها وليس من المعارضة التي ليس بيديها شيء من هذا"، لكن من يريد الرد على هذا ليبحث في نتائج صناديق الاقتراع الخاصة بالجند والضباط سيما من ذوي الرتب الرفيعة وبالتالي ستفهمون هذا المعنى جيدا.

وتابع: "هنا لا نقصد أن كل جندي يصوت لحزب الشعب الجمهوري هو انقلابي، لكن من الواضح أن أعدادا هائلة من الانقلابيين والمنتمين لجماعة غولن الإرهابية تختبئ في صفوف الحزب المعارض".