بأثر رجعي.. لماذا اعتقلت الرياض ناشطين دعموا الثورة العربية في 2011؟

في منتصف مارس/آذار 2020، ألمح المغرد السعودي المحسوب على السلطات الحاكمة بالسعودية، صاحب حساب "معالي/موجز الأخبار" على تويتر، إلى حملة اعتقالات جديدة بالمملكة ستتم على أساس تغريدات قديمة كتبها أصحابها خلال الفترة من 2011 إلى 2013.

وكتب المغرد الذي يلقب نفسه بـ"الشايب" ويتابعه قرابة 4 مليون مغرد: "عطني تغريداتك في عام 2011، 2012، 2013 أقولك من أنت في عام 2020"، مضيفا: "لو نجح مخطط الربيع العربي لكنت الآن من الثوار المناضلين والمفكرين سابقي زمانهم،، لكنت الآن من الشامتين".

واستطرد: "أما الآن فتسمي آراءك طيش وتحمس ورأي مختلف، في نظري ستبقى وضيع راهنت على زوال الحكم هنا وخسرت".

وبعد أسبوعين من تغريدته، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات جديدة بحق ناشطين إعلاميين ومغردين، لتستكمل بها الحملة التي أطلقتها في الأسبوع الأول من مارس/آذار بحق أمراء كبار بالعائلة الحاكمة –بحسب ما أكده القائمون على حساب معتقلي الرأي المعني بالتعريف بالمعتقلين السعوديين.

وهو ما أثار غضب رواد تويتر، ودفعهم للمطالبة عبر وسم #اعتقالات_جديدة_بالسعودية وأوسمة أخرى تحمل أسماء المعتقلين الجدد، بإطلاق سراح كافة المعتقلين، مستنكرين استغلال السلطات السعودية لانشغال العالم بأزمة كورونا ومواصلة انتهاكاتها الحقوقية وحملتها لتكميم الأفواه والانتقام بأثر رجعي من المغردين.

استغلال كورونا

وأدان حساب معتقلي الرأي بشدة استغلال السلطات أزمة كورونا لشن #اعتقالات_جديدة_بالسعودية، مطالبا بوقف هذه "المهزلة الحقوقية، والإفراج الفوري عن جميع من تم اعتقالهم وعن بقية معتقلي الرأي".

وأفادوا بأن الناشط الإعلامي المعروف #منصور_الرقيبة من بين المعتقلين تعسفيا ضمن #اعتقالات_جديدة_بالسعودية، وذلك على خلفية التعبير عن الرأي في سنابات وتغريدات قديمة.

كما أشار الحساب إلى اعتقال كل من الناشط الإعلامي #محمد_الجديعي (صاحب حساب jaddo03 على تويتر)، وطالب الدكتوراه الشاب #ماجد_الغامدي (صاحب حساب majed405 على تويتر).

وقال المغرد فياض: "#اعتقالات_جديدة_بالسعوديةَ هكذا الطغيان يصنع! يستغلون أزمة #كورونا بما ينفع مصالحهم الشخصية، فأكملوا القبض على ما بقي من المسلمين في جزيرة العرب.

وأشار خريف سلمان إلى أن ولي العهد السعودي محمد #بن_سلمان يستغل انشغال العالم بمواجهة #كورونا ويشن حملة #اعتقالات_جديدة_بالسعودية على خلفية تغريدات قديمة كتبت عام 2011 و2012.

هوس الاعتقال

ووصف ناشطون ابن سلمان بأنه "مصاب بهوس الاعتقال"، وهو الأمر الذي يشير إليه الإعلام الغربي مرارا. ونشر مغرد رسمة كاريكاتيرية تجسد ذلك.

وقالت المهرة: "#محمد_بن_سلمان وهوس اعتقال كل من هو سعودي"، متسائلة: "ماذا استفاد الشعب السعودي من حكم  #محمد_بن_سلمان؟ خوف هلع جوع فقر جهل اعتقال".

 وقارن ناشطون بين موقف الدول التي أطلقت سراح معتقليها خشية من إصابتهم بفيروس كورونا، وبين موقف ولي العهد السعودي المستمر في حملات الاعتقال المتتابعة.

ونشر تركي الشلهوب الصحفي السعودي المعارض، الخبر المؤكد من حساب معتقلي الرأي معقبا بالقول: "العالم كله بدأ بإخلاء السجون خوفا على نزلائها من كورونا، أما #ابن_سلمان فهو مستمر في نهجه القمعي، ويواصل اعتقال المزيد من الشرفاء وملء السجون بهم !!!".

وكتب أحمد خالد: "لعنة الله على ابن سلمان بدل من أن يفرج عن المعتقلين يقوم بحملة اعتقالات"، وفق تعبيره.

وأشار ناشطون إلى أن حملة الاعتقالات تمت بتحريض من شخصيات مقربة من السلطات الحاكمة، إذ أعاد الناشط الحقوقي يحيى عسيري -رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان بالسعودية، نشر تغريدة صاحب حساب "معالي /موجز الأخبار" التي ألمح فيها إلى حملة الاعتقالات قبل أسبوعين.

وعلق قائلا: "سيزول الاستبداد قريبا، ويعرف الناس من كان مع الحقوق والحريات، ومن كان مرتزقا ذليلا للاستبداد يحرض على أبناء وطنه ويفرح لمصائبهم، يفرح عندما يزداد الاعتقال والقمع والفقر والبطالة والعنف والفساد، لا يهمه الوطن وأهله، وإنما يهمه أن يستمر الكائن الطفيلي في الارتزاق على آلام الناس!".

وأكدت منظمة القسط لحقوق الإنسان الاعتقالات قائلة: إن "السلطات #السعودية تقوم بحملة اعتقالات طالت مشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، وشخصيات علقت على انتشار #كورونا، وشخصيات عامة أخرى، غالب الاعتقالات كانت بسبب تحريض من قبل شخصيات مقربة من السلطات".

 وأعاد ناشطون نشر مقاطع فيديو وتغريدات للمعتقلين، مثنين على دورهم في نشر الوعي الديني والثقافي.

ونشر أحدهم تغريدة للمعتقل ماجد الغامدي يرصد فيها دليلا نبويا على جواز الدعاء على الكفار بالأمراض والأسقام والهلاك، معقبا بالقول: "يال هذا العار، هل بعد هذا العار عار".