تجربة حاسمة.. هذه الشواهد ترجح خسارة ترامب أمام أي مرشح ديمقراطي

سليمان حيدر | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رغم أن الحزب الديمقراطي لم يحسم بعد مرشحه للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن استطلاعات الرأي ترجح فوز مرشحهم على منافسه الجمهوري دونالد ترامب الذي يأمل في البقاء بالبيت الأبيض لولاية ثانية. 

ووفق محللين، ربما تلعب أزمة فيروس كورونا، دورا في فوز الديمقراطيين بتلك الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٠، بعد التراخي الذي أبداه ترامب في التعامل مع الوباء العالمي.

على الجانب الآخر يستعد الرئيس الأميركي ويرسم خططه في انتظار من سيختاره الحزب الديمقراطي لمنافسته في الانتخابات الرئاسية. 

صحيفة ذي هيل الأميركية قالت في تقرير لها نشرته في 7 مارس/آذار ٢٠٢٠: إن حملة الرئيس الأميركي تحضر لإستراتيجية مضادة في حال فوز جو بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.

وبحسب الصحيفة فإن البعض يرى أن ترشيح بايدن يمثل تحديا كبيرا محتملا لفرص إعادة انتخاب ترامب، مشيرة إلى أن قوته تظهر مع الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي وشخصيته العامة باعتباره معتدلا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس وبعض مؤيديه في الحملة الانتخابية وفي الكونغرس قد بدؤوا بالفعل في شن هجمات على هانتر نجل بايدن بالإضافة إلى تصوير بايدن على أنه يفتقر إلى اللياقة الذهنية لإدارة البلاد. 

الثلاثاء الكبير

وقالت: إن الرئيس ترامب أعرب عن دهشته من أن بايدن قد قفز إلى موقع الصدارة مع عرض رائع في يوم الثلاثاء الكبير، وقال ترامب خلال كلمة له في بنسلفانيا: "يبدو أنه سيكون مرشحا وأنا أقول فقط ،" كيف حدث ذلك؟". 

وحقق جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تقدما كبيرا في انتخابات الثلاثاء الكبير، التي تعتبر حاسمة في اختيار المرشح الديمقراطي لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الاستحقاقات الرئاسية العام الجاري.

وجرت انتخابات الثلاثاء في 14 ولاية، وفاز جو بايدن  في 9 من هذه الولايات، وهي كارولاينا الشمالية وتضم 110 مندوبين وفيرجينيا وتملك 99 مندوبا، وماساتشوستس وفيها 91 مندوبا. كما فاز بايدن بمينيسوتا (75 مندوبا) وتينيسي (64 مندوبا) وألاباما (52 مندوبا) وأوكلاهوما (37 مندوبا) وأركنساس (31 مندوبا).

وينظر إلى بايدن باعتباره منافسا كبيرا لهزيمة الرئيس الحالي حتى أن ترامب انتهى به المطاف بالتحقيق معه في الكونغرس الأميركي وتعرض لاحتمال الإقالة من منصبه قبل أن يتم تبرئته بعد طلبه من دولة أجنبية التحقيق مع بايدن ونجله. 

بيرني ساندرز

وعبرت صحيفة ذي هيل عن اعتقاد ترامب ورفاقه بأن بيرني ساندرز، وهو اشتراكي ديمقراطي، كان سيشكل تباينا سهلا في الانتخابات العامة وقد يؤدي ترشحه إلى خروج بعض الولايات المتأرجحة.

واعترف شخص مقرب من ترامب بأن بيرني قد أظهر قوة مع قاعدة قوية وأرقام رائعة لجمع التبرعات، لكنه جادل بأن أجندته السياسية ستجعل من السهل رسمه على أنه اشتراكي يساري أقصى.

وبالنسبة للمواجهة مع ترامب يرى الناخبون المسجلون بحسب استطلاع الرأي الذي أجرته جامعة كوينيبياك (KWIN-uh-pea-ack) أن بايدن يحصل على دعم أكثر من نصف الناخبين المسجلين ضد الرئيس الحالي، في حين لا يحصل ساندرز على ذلك. ويظهر الاستطلاع أن بايدن يتقدم على ترامب بواقع 51 إلى 42 في الوقت الذي يتقدم فيه ساندرز على ترامب بواقع 49 إلى 42.

أما الكاتب السياسي بصحيفة نيويورك تايمز توماس ب. إدسال فتحدث عن استثمار حملة ترامب مزيدا من الأموال والموارد في محاولة لجذب الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية أكثر من أي حملة رئاسية جماعية في الذاكرة الحديثة.

وأشار في مقالة له بتاريخ 4 مارس/آذار ٢٠٢٠ إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت حصول بايدن على 57% من الأصوات التي أدلى بها الأميركيون من أصول إفريقية في انتخابات 3 مارس / آذار وهو أعلى 40 نقطة من أقرب منافسيه بيرني ساندرز الذي حصل على 17% فقط من أصوات السود. 

كورونا يهلك ترامب؟

توقع أستاذ التاريخ السياسي في الجامعة الأميركية آلان ليختمان نتائج الانتخابات الأميركية منذ عام 1984 بشكل صحيح ولم يخطئ فيها مرة واحدة. 

وعن توقعاته للانتخابات القادمة المقررة نهاية العام الجاري يقول ليختمان في تصريحات لصحيفة إندبندنت البريطانية: إن الضرر الذي أصاب الاقتصاد الأميركي بسبب المخاوف من وباء فيروس كورونا يمكن أن يسوي فرص إعادة انتخاب ترامب. 

وأشار ليختمان إلى أن إحدى المشكلات الكبيرة التي تندلع بشكل واضح الآثار الاقتصادية في ضوء أزمة كورونا مضيفا : "ليس لدينا أدنى فكرة، فالأزمة يمكن أن تهدأ أو يمكن أن تؤدي إلى وباء عالمي يمكن أن يحول أميركا إلى الركود، الأمر الذي من شأنه أن يهلك دونالد ترامب".

وأشار إلى أن المؤسسات الكبيرة تعمل على خفض توقعاتها الاقتصادية بشكل حاد خلال العام الحالي. كما أوضح ليختمان أن هناك عدة علامات مقلقة للرئيس ترامب منها الخسائر التي حصل عليها حزبه في انتخابات التجديد النصفي في عام 2018.

هذا بالإضافة إلى الافتقار للنجاحات الكبيرة في السياسات الخارجية، وفضائحه المستمرة، وحقيقة أن ترامب ليس مرشحا جذابا على نطاق واسع، ففي حين يتمتع الرئيس بدعم قوي بين الجمهوريين يوجد انخفاض نسبي بين بقية الناخبين. 

المنافس الديمقراطي

وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه كثير من المتابعين أن مستقبل جو بايدن السياسي قد انتهى، فجرت نتائج الثلاثاء الكبير قنبلة مدوية أعادت بايدن إلى واجهة المنافسة بقوة ليصبح المرشح الأكثر حظا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض انتخابات الرئاسة أمام ترامب .  

ولم يكن فوز بايدن فقط هو النقطة التي تسببت في ترجيح كفته خلال المشوار الذي لم ينته بعد أمام منافسه في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز. 

فبعد أن خسر كل من بيت بوتيد جيدج وإيمي كلوبوشار ومايكل بلومبرج وكامالا هاريس أعلن هؤلاء المرشحون تأييدهم ودعمهم لبايدن ما يعني أن الأخير يحظى بشعبية كبيرة وتأييد واسع داخل الحزب الديمقراطي تساعده في الفوز في الجولات القادمة. 

يضاف إلى ذلك أن بايدن يحظى بشعبية كبيرة بين كبار السن والسود والعرب الأميركيين وهو ما يعطيه زخما أكبر. 

كما أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز للأنباء ونشرته في 10 مارس/آذار الجاري أن انسحاب وارن من سباق الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي يصب في مصلحة بايدن أكثر من منافسه ساندرز. 

وبحسب استطلاع الرأي فإن 47% من الديمقراطيين والمستقلين المسجلة أسماؤهم أكدوا أنهم سيصوتون لبايدن إذا أجريت انتخابات في ولايتهم اليوم وهو ما يمثل ارتفاعا بمقدار 7 نقاط عن استطلاع أجري قبل انسحاب وارن من السباق. 

في مقابل ذلك أظهر الاستطلاع ثبات النسبة التي حصل عليها ساندرز في المرة الأولى والثانية بمقدار 30%. 

لكن وعلى الرغم من هذه النتائج الجيدة لبايدن إلا أن تقريرا نشره موقع قناة الحرة الأميركية على موقعها في 6 مارس/آذار الجاري أكد فيه أن الصعود الكبير الذي حققه بايدن والذي غير من خلاله قواعد اللعبة الانتخابية وطمأن به قلوب الكثيرين داخل الحزب الديمقراطي لا يعني أنه ضمن ترشيح الحزب في النهاية. 

وأشار التقرير إلى منافسه بيرني ساندرز البالغ من العمر 78 عاما أنه مازال يمثل تحديا كبيرا حيث يحظى بشعبية واسعة ودعم جيل الشباب والجناح التقدمي داخل الحزب وهو ما برز بوضوح في فوزه الكبير بولايتي نيفادا وكاليفورنيا.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك (KWIN-uh-pea-ack) بعد انتخابات الثلاثاء الكبير أن 54 % من الديمقراطيين والمستقلين الذين يميلون إلى الديمقراطية يودون رؤية نائب الرئيس السابق جو بايدن يفوز، في حين أن 35 % يودون رؤية السيناتور بيرني ساندرز يفوز بالترشيح.

اتحاد الديمقراطيين 

في الجهة المقابلة يكافح كل من بايدن وساندرز للفوز بترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية وخلال ذلك المشوار كانت المناظرات والمناوشات بين الجانبين كبيرة في محاولة لكسب تأييد كل منهما لأصوات الآخر. 

ويتطلب الفوز على الرئيس الحالي اتحاد الديمقراطيين وهو ما أكد عليه الكاتب البريطاني أندرو جوثورب الذي يرى أن الحزب يحتاج إلى أن يتحد الجميع بداخله للتغلب على ترامب في الانتخابات. 

وأشار في مقال تحليلي بصحيفة الجارديان في الجمعة 6 مارس/آذار ٢٠٢٠ إلى أن المخاطرة الآن هي أن الانتخابات التمهيدية والمثيرة للجدل يمكن أن تلحق الضرر بالمرشح النهائي للحزب سواء كان بايدن أو بيرني ساندرز، مؤكدا أنه من الضروري بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية أن يتحد الديمقراطيون حول مرشحهم. 

وأضاف جوثورب: "حتى لو خسر ساندرز الانتخابات في النهاية، فإن بداية عملية المصالحة سوف تقطع شوطا طويلا في مساعدة الديمقراطيين على التغلب على ترامب". 

وقال: إن بايدن مرشح معيب، وستكون إحدى مشاكله الرئيسية في نوفمبر/تشرين الثاني صعوبة في إقناع الجناح الأيسر للحزب بالتصويت لصالحه، وهو ما يعرض فرص الحزب للخطر.

وأشار إلى أنه في حال أصبح بايدن مرشح الحزب الديمقراطي فإنه في حاجة ماسة لإدراك الانتقادات المشروعة للغاية التي وجهها إليه اليسار.

وتابع: أنه "عليه أن يعترف بالإنجاز الهائل الذي حققه ساندرز في تحويل الحزب إلى اليسار في مجموعة من القضايا. وأن الأهم من ذلك كله، أن بايدن سيحتاج إلى مرشح لمنصب نائب الرئيس يتمتع بمصداقية جدية مع الناخبين الأصغر سنا والتقدمية الذين يكافح من أجل التواصل معهم".