#لبنان_ينطفي.. أزمة الكهرباء تغذي الحراك وتفضح عجز المسؤولين

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يبدو أن لبنان موعود بالمزيد من الانهيارات المتسارعة، فلا يكاد يهدأ قليلا من أزمة حتى تلحقه الأخرى، وباتت محاولات الحكومة لامتصاص الغضب الشعبي لا تجدي نفعا في ظل اشتعال الأزمات الداخلية التي يترافق معها مطالبات بتطهير حكومي.

وبعد أن كانت الأسباب البارزة لانتفاضة الشعب اللبناني في أكتوبر/تشرين الأول 2019، متمثلة في "زيادة الضرائب والقيمة المضافة والفساد الحكومي وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة نسبة التضخم، وفرض رسوم على استخدام الواتساب"، زاد عليها مشكلة أخرى متجددة، تمثلت في "انقطاع الكهرباء".

فقد أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان لها عن تراجع التغذية بالتيار في جميع المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة حتى فبراير/شباط المقبل، وأرجعت سبب ذلك إلى نقص كميات الفيول -النفط الخام اللازم لتشغيل محطات الكهرباء-.

واعتراضا على هذا التقنين القاسي، أعرب ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عبر وسوم #لبنان_ينطفي، #وين_راحت_الكهرباء؟، عن رفضهم للإجراءات، واتهموا السلطة الحاكمة بالفساد وسرقة النفط، وطالبوا برحيلها، وذلك بالتزامن مع حركات احتجاجية خرجت للشوارع وتظاهرت أمام مؤسسة الكهرباء.

حكومة تكنوقراط

وتأتي أزمة الكهرباء في وقت تحول فيه الخلافات بين رئيس الوزراء المكلف حسان دياب والأحزاب السياسية دون إعلان التشكيل الحكومي الجديد، وتفيد الأنباء بوجود عقبات تمنع ذلك منها الاتفاق على الأسماء التي ستتولى الحقائب السيادية وأبرزها "الطاقة".

فيما تبرز الأصوات المطالبة بتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" أو حكومة "تكنوقراط" تتشكل من كفاءات قادرة على التعامل مع الأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وقال الإعلامي اللبناني عبد السلاح خلف: "صحيح أن لبنان لا يحتمل حكومة مواجهة، لكن ماذا أنتجت حكومات الوحدة الوطنية ولمّ الشمل غير الصراع على المغانم وتدمير الإقتصاد وإفقار الشعب وتهجير الشباب؟".

وكان وفد من البنك الدولي قد حذر في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من احتمال ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى 50% إذا تفاقم الوضع الاقتصادي، وعليه خرجت الأصوات المحذرة من الفقر خاصة في ظل أزمة الكهرباء.

وجدد الكاتب اللبناني علي يوسف حجازي تحذيره من ثورة جياع حقيقية تطيح بكل شيء لأنها ستكون ثورة فقراء لا شيء يخسروه.

فساد الساسة

وسائل الإعلام المختلفة التي رصدت الانتفاضة اللبنانية، منذ اللحظة الأولى وتتابع أحداثها، رصدت اتهامات المحتجين للقادة السياسيين باستغلال موارد الدولة، مشيرة إلى أن قطاع الكهرباء في قلب الأزمة إذ يستنزف نحو ملياري دولار من أموال الدولة كل عام ويعجز عن توفير الطاقة على مدار الساعة.

وقال الإعلامي والناشط الحقوقي اللبناني جو معلوف: " #لبنان_ينطفي وبعدنا مختلفين عالحصص والأسامي وتقسيم قالب الجبنة والطائفية والمذهبية!".

وعن هذا الانقسام، قال المغرد مصطفى: "جمهور الناس اليوم بلبنان: واحد بده يدحر أمريكا والثاني بده يحارب إيران... والتنين مش قادرين يسحبوا 200 دولار من البنك".

الأزمات اللبنانية

الناشطون عددوا بعض ملفات الفساد التي يعاني لبنان منها، والتي حركها السياسيون بعد انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول لتوعية الشارع، ساخرين من تصريحات حسن نصر الله رئيس حزب الله التي هدد فيها أمريكا بالانتقام لاغتيالها قاسم سليماني.

وقال الإعلامية اللبنانية نيكولا حجيل: "لا يهمني إذا كانت الولايات المتحدة انتصرت على إيران أو العكس، ما يهمني، أن يستفيق السياسيون على هول الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي يعيشه لبنان، وتعمل فورا على تأليف حكومة بعيدة عن المحاصصة ووضع برنامج وخطة إنقاذ".

وأشار جون ليب إلى أن الدولار اليوم ٢٤٠٠ ليرة لبنانية، مضيفا "لا كهرباء بسبب عدم وجود فيول، ارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني، البطالة ٤٥ %، عدد كبير من الشركات تدفع نصف راتب، ولا يوجد حكومة".

وقالت سارة: "حريق، طوفان، عتمة، القدرة الشرائية إلى تراجع كبير، الدولار يسجل أعلى ارتفاع، إجرام وسرقات، و رغم كل هالبلاء بيجي بقولولك العهد القوي والسيادة والعزة و الكرامة".

مسؤولية السلطة

وحمل ناشطون مسؤولية انقطاع الكهرباء للوزارات المعنية، مؤكدين أن توفير الحكومة لها أبسط حقوق الشعب اللبناني.

فقد قال رجل الأعمال فؤاد مخزومي: "لبنان بلا كهرباء ليومين متواصلين والحجة عدم وجود فيول. المسؤولية تتحملها الوزارات المعنية التي فوجئت كالعادة بعدم وجود هذه المادة كما في كل مرة".

وسخر لوسيان بورجيلي الكاتب والمخرج المسرحي والسينمائي، قائلا: "صرنا سنة ٢٠٢٠ وبعدنا منسأل #وين_راحت_الكهرباء؟ وبعدهم بيسألونا بالشارع: انت شو مطالبك؟ وليش نازل عالشارع؟".

واستنكر ناشطون تجاهل الحكومة لاحتجاجات اللبنانيين على وقع انقطاع الكهرباء وعدم خروج مسؤول لتوضيح مصير الأزمة، إذ قالت ديما جمالي النائب في البرلمان اللبناني: "الكهرباء مقطوعة من ٢٤ ساعة بكل لبنان وأي جهة ما كلفت نفسها عناء شرح السبب للبنانيين".