وسط صمت سلطة عباس.. دعوات للنفير ردا على ارتقاء شهيدين جديدين في الضفة

12

طباعة

مشاركة

خلال دفاعهم عن وطنهم ومقدساتهم، استشهد فلسطينيان، أحدهما من قادة كتيبة جنين، وجرح آخرون فجر 19 يناير/ كانون الثاني 2023، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة. 

وكالة الأنباء الفلسطينية أفادت بأن الشهيدين هما جواد فريد حسين بواقنة (58 عاما) وهو معلم، والأسير المحرر أدهم محمد باسم جبارين (26 عاما)، وكلاهما من مخيم جنين؛ ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بداية 2023 إلى 17 شهيدا، بينهم 4 أطفال.

 وكتيبة جنين من أبرز مجموعات المقاومة بالضفة الغربية، وهي تابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

من جانبها، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن بواقنة استشهد بعد إصابته برصاصة في الصدر، فيما استشهد جبارين -القيادي البارز في كتيبة جنين- متأثرا بإصابته برصاص أعلى البطن خلال عدوان قوات الاحتلال على جنين.

واستنكر ناشطون على تويتر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها بدعاوى اعتقال مطلوبين، معربين عن غضبهم من صمت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، عن ذلك وإمعانها في التنسيق الأمني مع الكيان. 

ولفتوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جنين، #جنين_تقاوم، #كتيبة_جنين، إلى أن المقاومة بالمخيم لا تستريح من القتال، مؤكدين أن شهداءها ذوو بأس عظيم.

بدورها، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في جنين، الإضراب الشامل في المدينة، حدادا على أرواح الشهيدين أدهم جبارين وجواد بواقنة.

وأشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بتصدي المقاومين الأبطال من مختلف الفصائل، لعدوان الاحتلال الفاشي الغاشم على جنين ونابلس وكل مدن الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت الحركة، أن “العدوان الإسرائيلي المتواصل، سيزيد إصرار شعبنا على المقاومة والدفاع عن نفسه وحقوقه ومقدساته”.

خيانات السلطة

وتفاعلا مع الأحداث، كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن مخيم جنين منذ أذلّ الغزاة في معركة ربيع 2002؛ لم يتوقّف عن إنجاب الأبطال والشهداء.

وأكد أن جيلا جديدا من شبابه لم يعايش سوى زمن الانبطاح "العباسي"، لكنه لم يركن إليه.

من جانبه، قال المحامي محمد أبو ريا، إن مثل قوات عباس التي اجتاح الاحتلال مخيم جنين تحت أنظارها كمثل الديوث الذي كان يتلذذ على اغتصاب ابنته وهو ينظر إليها، ووصفها بالمرتزقة.  وأعرب المغرد لؤي، عن غضبه من استشهاد جواد بواقنة وأدهم جبارين على مرأى ومسمع من أبناء الأجهزة الأمنية للسلطة وفتح حركة العار، قائلا: "العنو سلطة أوسلو قبل الاحتلال وكل متخاذل وعميل".

وقال السياسي الدكتور فايز أبو شمالة: "لو عرف قادة التنسيق والتعاون الأمني ما ينتظرهم من أهوال، لفروا من هذه الديار، وهم يولولون.

وأوضح ياسين عزالدين، أن أبناء الأجهزة الأمنية ليس مطلوبا منهم أن يضحوا بحياتهم ويصبحوا أبطالًا، وإنما الحد الأدنى المطلوب منهم ألا يقوموا بالممارسات الخيانية التي يطلبها قادتهم؛ مثل اعتقال المقاومين وسجنهم ورفع التقارير وقمع المتظاهرين.

وأضاف: "ما داموا بعيدين عن ذلك فهم بخير، وإلا فهم شركاء بالجريمة."

إشادة وثناء

وأشاد ناشطون بقدرة جنين ومخيمها على تقديم الشهداء بكل ثبات وإقدام دون إدبار ومواجهة المحتل الإسرائيلي بقوة، معربين عن فخرهم بكل الشهداء.

ووصف الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، المخيم بأنه "جنين البطولة"، قائلا: "نزف شهيدي مخيم جنين ونعتز بتصدي مجاهدي القسّام والمقاومين الأبطال لعدوان الاحتلال".

وكتب الإعلامي رشدي النخالة: "في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس وحماة الوطن والعقيدة والمقدسات رجال سرايا القدس حاملين أرواحهم على أكفهم وأنفسهم تواقةً للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم". وقال الصحفي أحمد أبو نصر، أن جنين تجود بأعز ما تملك. وأكد المدرب الإعلامي يعقوب علوية، أن جنين لم تعد اسما لمخيم أو مدينة مقاومة، بل فعل مقاومة، وعّد من أن التقصير في حقها وأخواتها ولو بتغريدة حرام لأنه خدمة مجانية للاحتلال.

رحمات ودعوات

وترحم ناشطون على الشهداء واختصوا في تغريداتهم عضو كتيبة جنين، متداولين مقاطع فيديو له أثناء مشاركتهم في عمليات مواجهة ومقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتمنى رائد أبو جراد، الرحمة للشهداء، قائلا: "تعبت الدروب وما تعبتين يا جنين".

وقال الصحفي أيمن ماجد، إن جنين الثورة تجود بدماء أبنائها.

وترحم الكاتب ماجد الزبدة، على الشهداء الأبطال، موضحا أن سبعة عشر شهيدا فلسطينيا بينهم 4 أطفال أعدمهم جيش الاحتلال في الضفة المحتلة منذ مطلع 2023، بينهم شهداء الليلة في جنين.

وكتب المغرد عبدالله، عن شهيد كتيبة جنين الشهيد أدهم جبارين: "كنت مقاتلا صلبا تشهد له أزقة مخيم جنين وزقاق البلدة القديمة في نابلس وحارة الياسمينة وفي خبر استشهادك ذرفنا الدموع ولم يعد لنا طاقة للدموع من قهر هذه الأيام".

ووصفه مغرد آخر بأنه "أسد الكتيبة ورفيق الشهداء والسائر على دربهم والماضي على نهجهم والمشتبك من مسافة صفر."

وعرض محمود الفلسطيني مقطع فيديو للشهيد أدهم جبارين أثناء خوضه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال في اقتحام سابق لمخيم جنين.

دعوات للنفير

وحث ناشطون أهالي جنين ومخيمها على مواصلة النفير ومقارعة المحتل بشتى الطرق الممكنة، داعين كل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة للثأر للشهداء والسير على دروبهم.

وقال الباحث عبدالله العقاد: "لو سلمنا جدلا، أننا لن نستطيع مواجهة الاحتلال في الميدان لنهزمه! فإننا نستطيع رفع تكلفة وجوده بما يستحيل تحمل بقائه".

وحث المغرد يحيى، المقاومة في الضفة على الثأر لشهداء جنين. ونقل أسامة محمد، عن سرايا القدس- كتيبة جنين، قولها إن "اغتيال القائد أدهم جبارين، لن ينال من إرادة المقاتلين وعزيمتهم، التي ستتحول إلى براكين من غضب ثأرا وانتقاما". وكتب أحمد زعرب: "هذه الأمّة على موعد مع الدّم؛ دمٌ يلوّن الأرض، دمٌ يلوّن الأفق، دمٌ يلوّن التاريخ، ودمٌ يلوّن الدّم، ونهر الدّم لا يتوقّف دفاعًا عن العقيدة والأرض". وأكد حازم بال، أن شوكة المقاومة لن تُكسر، قائلا إن النصر يقترب مع كل قطرة دم تروي ثرى فلسطين، فهذه الدماء الطاهرة والأنفس المجاهدة تصل الأرض بالسماء يوميا لتثبت حقها بالوجود وإصرارها على دحر المحتل.

تشييع الشهداء

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا لوداع الشهداء خلال تشييعهم بالزغاريد، والهتافات وإعلان رجال كتيبة جنين صمودهم وقسمهم على حماية الأقصى ودماء الشهداء وتراب المخيم.