"فقر وبعبع وخيانة".. مصريون يعددون أزماتهم في وداع 2022

12

طباعة

مشاركة

غير آبه بالأزمة الاقتصادية التي تنهش بجسد المصريين منذ سنين، يواصل النظام العسكري استفزاز مشاعر الشعب، عبر الإصرار على الانخراط بمشاريع جدلية مثل صندوق قناة السويس الذي أثار موجة غضب واسعة أخيرا.

وفي كلمة له خلال تفقده مجمع الصناعات الكيميائية في محافظة الجيزة في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2022، دافع رئيس النظام عبد الفتاح السيسي عن صندوق قناة السويس الذي أقر برلمانيا بصفة مبدئية، مؤكدا أنه سيكون "محصنا" بعد إقراره نهائيا.

ويعد بند "بيع أو تأجير أصول القناة" السبب الذي أذكى مخاوف المصريين، إذ يعدون القناة أحد أصول الدولة غير الخاضعة للمشاركة مع أي طرف آخر داخلي أو خارجي.

ومع زيادة الغضب الشعبي، وقع في 30 ديسمبر، هجوم مسلح غامض على نقطة أمنية في مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس، وأسفر عن مقتل أربعة أفراد من الشرطة المصرية.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الشعب_جاع_والقناة_بتتباع عن غضبهم من مواصلة السيسي التفريط في ثروات مصر ومقدراتها وبيعها.

وأشاروا إلى أن المصريين باتوا يعانوا من انتشار للجوع وتفشٍّ للأمراض بسبب عدم القدرة على الحصول على العلاج وارتفاع أسعار السلع والمنتجات والوقود وتراجع معدلات الزواج وتزايد الفقر والبطالة.

وأشاروا إلى أن مثل هذه العمليات يتم استدعاؤها مع كل أزمة يتعرض لها النظام ويقترب من الصدام مع الشعب، متهمين السيسي وجهاته الأمنية من جيش وشرطة بتجريف خيرات الوطن ونهبها.

وأكد ناشطون معاناة المصريين من الخيانة والانهيار الاقتصادي والسياسي، فضلا عن أزمات أخرى مستحدثة كانقطاع الكهرباء، لافتين إلى أن الفشل الأمني يثبت أن "الإرهاب" مصطنع لضمان استمرار العسكر في الحكم.

فشل السيسي

وتفاعلا مع هذه الأحداث المتوالية، قال الناشط السياسي والحقوقي أسامة رشدي: "ينقضي عام جديد مخلفا المزيد من السحب السوداء، وتظل مصر شاهدة فيه على فشل الاستبداد وحكم الفرد والنظام العسكري المشؤوم الذي يختطف البلاد ويحكمها بالحديد والنار والفساد وإرهاب الدولة".

وأضاف: "ونستقبل عاما جديدا نتطلع فيه للانعتاق وزوال هذا الكابوس الجاثم على بلادنا والحرية لعشرات الآلاف من الرهائن".

من جانبه، أشار صاحب حساب قلم حر، إلى أن السيسي باع قناة السويس، والجزر للسعودية، والآثار للإمارات، والغاز لإسرائيل، والماء لإثيوبيا، مؤكدا أنه مستعد لبيع نفسه لكل من يدفع الثمن.

وناشد شعب مصر بأن من يحكمهم بياع وليس رئيسا، قائلا: "نحن وبلدنا في نظره مجرد سلعة للبيع".

فيما كتب أحد المغردين أن "السيسي وعصابته لم يشبعوا من السرقة، ومنذ 2014 لو حسبنا المليارات التي دخلت البلد، لو وضعت بمكانها الصحيح لكانت مصر الآن أفضل بلد بالمنطقة دون منازع".

وأضاف قائلا: "مليارات تدخل مصر، إعانات، بيع أصول وأراضٍ، وقروض من بنك النقد الدولي ينهبها العسكر".

واتهم المغرد مصطفى بكري، السيسي بالسعي لتسليم قناة السويس التي حررها جمال عبد الناصر وأعادها إلى مصر، إلى محتلين جدد (الصهاينة عن طريق المحلل السعودي). ولفت الداعية عبدالرحيم الغامدي، إلى أن السيسي لم يترك شيئا إلا وباعه، مذكرا بأنه "باع سد النهضة والنيل وقناة السويس وما بقي إلا أن يبيع الشعب".

وقالت سحر زكي إن "الشعب جاع في حروب مستمرة من الاحتلال الإنجليزي إلى 1948إلى العدوان الثلاثي 1956 واحتلال إسرائيلي لأراضي 4 دول عربية، ثم يأتي السيسي ليسلم سيناء والقناة والبحر الأحمر للأميركان".

وأكد محمود وهبة، أن الصناديق الخاصة تعني "مفسدة عامة". 

إستراتيجية الإلهاء

فيما رأى الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، أن هجوم الإسماعيلية وسط هذه الأزمة بشأن القناة "ظاهرة مخيفة"، مشيرا إلى أن "الإرهاب الأسود ينقل عملياته الإجرامية من شمال سيناء مرورا بالقنطرة شرق وصولا إلى قلب القناة".

وتوقع أحد المغردين، ظهور "بعبع الإرهاب" مع ارتفاع الأسعار، قائلا: "ها قد بدأ من الإسماعيلية".

وكتب آخر متهكما: "الناس بتشتكي من الأسعار يا ريس نعمل ايه ؟! أعملوا عملية إرهابية". ودون آخر: "انزل بعملية إرهابية في الإسماعيلية خلي الناس تبطل كلام عن الأسعار". وزاد مغرد آخر: "الناس موجوعة من الأسعار والخيانة والفشل.. طلعلي يا بني الإرهاب من الفريزر عشان يلحق يفك". واتهم أحد المغردين نظام السيسي خاصة جهاز المخابرات ووسائل إعلامه المضللة  بالعمل لتزوير الواقع وغض النظر عن بيع قناة السويس وإفلاس البلد.

 تعتيم إعلامي

من جهته، أعرب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، عن استيائه، من انتشار فيديوهات الهجوم المسلح في الإسماعيلية والأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، وسط غياب كامل لأي معلومة أو خبر أو بيان توضيحي من أي جهة رسمية.

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون: "مدهش جدا أن الصحافة العالمية ووكالات الأنباء الدولية والفضائيات العربية والدولية تتابع أخبار هجوم في الإسماعيلية، بينما الصحف المصرية تتجاهله، وتهتم بمتابعة خبر وفاة مذيعة أميركية عن عمر 93 عاما..".

ووصف الروائي عمار علي حسن، الغموض الإعلامي حول حادث الإسماعيلية بـ"العتمة"، قائلا: "ثم يلومون الناس إن التقطوا المعلومات من جهات خارجية بعضها يتهمونها هم بأنها معادية".

أزمة الكهرباء

وتطرق ناشطون إلى ما كشفه مصدر مسؤول بالشركة القابضة لكهرباء مصر في تصريحات إعلامية عن تطبيق خطة غير معلنة لتخفيف الأحمال، معربين عن غضبهم من القرار.

ورأت مصادر إعلامية أن الخطة غير المعلنة تهدف إلى تقليل استهلاك الغاز الطبيعي، ومن ثم تصديره لأوروبا.

وعلقت الإعلامية ناديا المجد، على تصريح المصدر قائلة: "خطة غير معلنة لتخفيف الأحمال" في عز الشتا علشان الأوروبيين يتدفوا يا مصريين.

وعقب الأكاديمي والناشط السياسي الدكتور سام يوسف، على الخبر قائلا: "منع الكهرباء عن المصريين لتصديرها لأوروبا".

وكتب صاحب حساب راجي عفو الله: "خطة غير معلنه وكأنها بلد أبوهم وإحنا العبيد مش من حقنا نعرف على الأقل مش هاقول ياخدو موافقة الناس".

واستهجن أحد المغردين تطبيق خطة لقطع الكهرباء لمدة ساعة لكل المناطق  لتوفير الغاز الطبيعي في بلد لديها فائض مماثل للاستهلاك وتصدر الكهرباء وتبيعها أرخص من سعرها للمصريين.

وأعرب عن أسفه من بدء تنفيذ الخطة لأكتر من 4 ساعات متواصلة، متسائلا: "هو الشعب الذي تحولت حياته إلى ظلام وسواد منتظر ايه؟"

وسخر آخر من زعم الحكومة أن الخطة تهدف إلى تخفيف الأحمال خاصة أننا في فصل الشتاء. ووجهت الإعلامية وكبير المخرجين بالتليفزيون سلوى العدل سؤالا للسيسي مستخدمة "أداة المنشن"، تقول: "خطة غير معلنة !! والأجهزة اللى بتبوظ يافندم دى نجيبها تاني منين في أحوال اقتصادية ربنا وحده اللى أعلم بها".

وأضافت: "نرجو من السيد وزير الكهرباء مراجعة قراره ده لأنه مؤثر فينا بالسلب".