صحفي إسرائيلي يحكي تفاصيل تجربته في "ورشة البحرين".. كيف وصفها؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مقالا للصحفي هراف كينون، سلط فيه الضوء على "ورشة البحرين" التي عقدت في العاصمة المنامة، يومي 25 و26 يونيو/حزيران الماضي لمناقشة الشق الاقتصادي من "صفقة القرن"، وسط مقاطعة وسخط من جميع الأطراف الفلسطينية.

وتحدث الصحفي الإسرائيلي عن تجربته في الوصول إلى "ورشة البحرين"، إذ كتب مقاله بعنون: "الطريق إلى البحرين: ما الذي يمر فيه صحفي إسرائيلي من أجل الوصول إلى دولة في الخليج الفارسي". اللافت هو أنه قال "الخليج الفارسي" وليس الخليج العربي، في وقت تشهد فيه المنطقة تقاربا خليجيا إسرائيليا، وعداء مشتركا من كلا الطرفين تجاه إيران.

رحلة مختلفة

وذكرت الصحيفة، أن العديد من الصحفيين الإسرائيليين شارك في ورشة البحرين، التي بادرت لها وترعاها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وبمشاركة تنفيذية مباشرة لصهر الرئيس، الشاب اليهودي جاريد كوشنر.

ووصف هراف كينون، مبعوث صحيفة "معاريف" إلى "ورشة البحرين" الأفكار التي تخطر ببال أحد المراسلين قبل الرحلة إلى هناك: "هل من الآمن بالنسبة لي أن أحضر مستلزمات الصلاة".

عند دخول مطار "بن غوريون" في اللد، يقول "كينون"، سألني حارس الأمن عن وجهتي، فقلت له إلى المنامة في البحرين، رد متفاجئا: "البحرين". "هل يسمحون للإسرائيليين بالوصول إلى هناك؟" فأجاب الصحفي: "لا، لا يسمحون. على الأقل ليس بشكل طبيعي". مثل هذه المواقف هي بالضبط ما تجعلك تشعر أن هذه الرحلة مختلفة. الممنوع، أو ممنوع على الأقل بشكل عام، يأتي بشعور معين بالجاذبية.

تعد صحيفة "جيروزاليم بوست" وصحيفة "معاريف" (وهي صحف إسرائيلية)، من بين وسائل الإعلام القليلة التي دعيت لتغطية "ورشة البحرين". لم تتمكن وسائل الإعلام الإسرائيلية من الوصول إلى الدولة الخليجية الصغيرة منذ الأيام تلك المضطربة التي تلت توقيع اتفاقات أوسلو في حديقة البيت الأبيض عام 1993.

وأشار الصحفي إلى أنه في عام 1994، شارك يوسي ساريد، وزير البيئة الإسرائيلي آنذاك، في اجتماع عقد في المنامة. كانت تلك على ما يبدو آخر مرة سمحوا فيها للصحفيين الإسرائيليين بالمشاركة في هذا اجتماع كهذا. بالمناسبة، يعقد رجال الأعمال الإسرائيليون اجتماعات في البحرين بشكل منتظم، لكنهم يقومون بذلك تحت الرادار.

كيف وصفها؟

وأكمل كينون، قائلا: لا يمكن وصف رحلتي إلى البحرين كرحلة نيل أرمسترونغ على سطح القمر، كما أنها ليست "تاريخية" بالمعنى الضيق للكلمة. تم ذلك من قبل زيارات لتلك الدول. لكن تلك الرحلات تمت منذ فترة طويلة، عندما كان الجو في المنطقة مختلفا تماما عن الأوضاع في الوقت الراهن.

وأضاف: "شعر الكثيرون أن المنطقة كانت على وشك البدء في تغيير حقيقي. ومع ذلك، يخشى الكثيرون اليوم من وجود المنطقة على شفا الحرب، خاصة في منطقة الخليج الفارسي (الخليج العربي)".

وعن حصوله على تأشيرة الدخول للبحرين، أوضح كينون: دعاني المضيفون البحرينيون وزملائي، ويمكن قول هذا بأمان مطلق، إلى القول إن الأمريكيين طلبوا منهم قبول ذلك. طلب تقدمت به بنفسي - قبل تدخّل البيت الأبيض-، لتغطية الحدث لصحيفة "جيروزاليم بوست" و"معاريف"، وهو طلب تم رفضه بأدب قبل أسبوعين من البحرينيين. بعد ذلك، في الأسبوع الماضي فقط، تلقى الصحفيون الإسرائيليون الدعوة، وقبل أقل من يوم من موعد مغادرتي، تمت الموافقة على تأشيرتي، مما سمح لي بدخول البحرين. الرحلة إلى المنامة قصيرة. 30 دقيقة إلى عمان في الأردن وساعتين وربع إلى البحرين.

وتابع: كانت لدي أفكار مجنونة قبل الذهاب إلى البحرين. على سبيل المثال، كم هو آمن بالنسبة لي أن أحضر التاليت والتيفيلين؟ (وهي مستلزمات الصلاة لليهود). وهل ينبغي علي إزالة جميع الكتابات على المنتجات المكتوبة عليها باللغة العبرية من عُلب طعام الكوشر (وهو الأكل الحلال وفق الشريعة اليهودية) التي حزمتها في الرحلة؟

وأردف كينون: صحيح أن الحكومة البحرينية هي التي دعتني وسمحت لي بحضور الحدث، لكن هذا لا يعني أن مكتب الاستقبال يضم موظفي الأمن في مطار الملكة علياء الدولي في عمان أو العمال الذين يتعاملون مع الحقائب في مطار البحرين. نحن متأثرون بشدة بما نراه ونقرأه. وما رأيته وقرأته لفترة طويلة عن العالم العربي هو أن العالم العربي يحتقر إسرائيل.

واستطرد قائلا: "قد يرى القادة فائدة دعوة الإسرائيليين لحضور مؤتمر، ولكن الشعب والأشخاص الذين علمتهم الأجيال التي تربت على كره إسرائيل لزمن طويل، تلك قصة مختلفة تماما. بالمناسبة، أطير إلى البحرين بجواز سفري الأمريكي وليس الإسرائيلي، أكثر أمنا فقط".

وطرح الصحفي الإسرائيلي تساؤلا في ختام مقاله: هل سأقول الحقيقة لسائق التاكسي هناك، عندما يسألني أين أعيش؟ وأجاب: "على ما يبدو لا. وهذا أيضا جزء من جوهر هذا المؤتمر في المنامة - لكسر هذه الحواجز النفسية. لجعل العالم العربي يشعر براحة أكبر معنا والعكس صحيح. يدور الحديث عن رحلة طويلة حتى تحقيق ذلك، أطول بكثير مما يستغرقه نصف اليوم للوصول من تل أبيب إلى الخليج الفارسي. لكن هذه بداية".