مركز تركي: لهذه الأسباب كانت إفريقيا أولى وجهات وزير خارجية الصين الجديد

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في خطوة أثارت الكثير من النقاشات، أجرى وزير خارجية الصين الجديد "تشين قانغ"، الذي تولى المنصب نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، أول رحلة خارجية رسمية له إلى القارة الإفريقية. 

وخلال الرحلة، التي استمرت من 9 إلى 16 يناير/كانون الثاني 2023، زار تشين خمس دول: إثيوبيا والغابون وأنغولا وبنين ومصر.

تشين، الذي التقى بقادة الدول المعنية كجزء من رحلته إلى إفريقيا وزار مقر كل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، أدلى بتصريحات مهمة.

دور بناء

وقال مركز أنقرة للأزمات والأبحاث السياسية في مقال للكاتبة التركية "نيسليهان توبتشو" إنه "بناء على تصريحات تشين، يمكن اتخاذ بعض القرارات حول موقف الصين تجاه إفريقيا".

وتكشف حقيقة إجراء وزير الخارجية الصيني أول زيارة رسمية لعام 2023 إلى الدول الإفريقية عن الأهمية التي توليها الصين للقارة.

فعادة ما تظهر الزيارات التي ينفذها مسؤولو الدولة الأهمية المعطاة للجانب الآخر وديناميكية العلاقات الثنائية. وأضافت "تساعد عوامل مثل تواتر الزيارات وأولوياتها على فهم طبيعة الحوار بين الدول".

وبناء على ذلك، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ ون بين" إلى أن الرحلة مؤشر على أن الصين تقدر صداقتها مع إفريقيا وتنمية العلاقات الصينية- الإفريقية. 

وأردفت: أولا، التقى وزير الخارجية الصيني تشين ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي "موسى فقي محمد" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وجاء اللقاء في إطار الحوار الإستراتيجي الثامن للاتحاد الصيني الإفريقي، إذ أكد تشين على أن الصين ستظل شريك التنمية والمصير لإفريقيا. 

وعلى غرار شركاء التنمية والمصير، جرت محاولة لتأسيس علاقة وثيقة بين الصين والدول الإفريقية. ويعتمد هذا التقارب على الخبرات السابقة المشتركة وأوجه التشابه في الأهداف والغايات. 

وأشار تشين أيضا إلى أن الصين بنت أكثر من 6000 كيلو متر من السكك الحديدية وأزيد من 6000 كيلو متر من الطرق وحوالي 20 ميناء، كما بنت أكثر من 80 منشأة طاقة واسعة النطاق في إفريقيا.

فضلا عن تمويل أكثر من 130 مستشفى وعيادة وما يزيد عن 170 مدرسة و45 قاعة رياضية وأكثر من 500 مشروع زراعي. 

وذكرت الكاتبة أنه يمكن فهم دور الصين من خلال المشاريع والاستثمارات المحققة، فهي لاعب فاعل في تنمية القارة الإفريقية.

فمن أجل تطوير ومواكبة العصر، تحتاج البلدان الإفريقية إلى مستثمرين من الخارج. وفي هذا الصدد، تدعم إدارة بكين تنمية المنطقة وتواصل دعم هذه التنمية لتكون مستدامة. 

وأشارت الكاتبة التركية إلى أن الدول الإفريقية كانت أقل تأثرا نسبيا بالأزمة الاقتصادية بين عامي 2008 و2012، بفضل العلاقات الاقتصادية التي أقامتها مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وكذلك الصين والهند وغيرها. 

وبحسب تقييمها، كانت العلاقات الاقتصادية المتطورة مع الصين أحد العوامل التي حالت دون التقلّبات والتمزقات الكبيرة في اقتصاد الدول الإفريقية. 

دعم متبادل

واستدركت: "إحدى النقاط التي أثارها تشين هي أن إفريقيا لا ينبغي أن تكون ساحة للمنافسة بين القوى العالمية".

وفي هذا السياق، أعرب تشين عن دعمه لإفريقيا للعب دور نشط في التعاون الدولي، وذكر أن الصين ستقف إلى جانب الدول القارية في زيادة تمثيل القارة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى". 

وقال تشين، الذي التقى الرئيس الغابوني "علي بونغو أونديمبا" بعد لقائه برئيس إثيوبيا، أنَّه سيجري دعم تعزيز العلاقات بين البلدين والاستمرار المشترك لمشروع الحزام والطريق. 

وتقع إفريقيا في كل من الجزء البحري والبري من هذا المشروع. وهناك 39 دولة إفريقية في مشروع الحزام والطريق.

ويتوسط المشروع في تحقيق الصين لفكرة ربط الشرق والغرب، كما أنه يسمح للبلدان المتخلفة والنامية على طول هذا الطريق بالحصول على الفوائد الاقتصادية.

وأضافت الكاتبة: "واحدة من الدول البارزة في رحلة تشين إلى إفريقيا كانت أنغولا، فهي من بين أكبر منتجي النفط في القارة".

وبالنسبة لدولة مثل الصين، التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة الهيدروكربونية، فإن تطوير علاقات جيدة مع أنغولا أمر قيم لأمن الطاقة.

وخلال زيارة تشين، صرح الرئيس الأنغولي "جواو لورنسو" بأن مساهمات الصين واستثماراتها تلعب دورا حاسما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وأعرب عن توقعه أن يزداد هذا التعاون أكثر.

ولفتت الكاتبة النظر إلى أن إفريقيا واحدة من المناطق التي تهتم بها بكين في توسيع وتطوير شبكة صادراتها. وبما أن الصين لديها سوق جديدة، فإن البلدان الإفريقية تجد شريكا اقتصاديا قويا وتستفيد من هذا التعاون.

وقال تشين، الذي التقى رئيس بنين "باتريس تالون" في إطار جولته الإفريقية، إن الصين ستدعم البلاد دائما في اكتشاف إمكانات بنين وتطوير مسار التنمية الخاص بها. 

ولفتت الكاتبة النظر إلى أن تشين أكد أن الصين ستدعم كل البلدان التي زارها. وفي الوقت نفسه، تؤكد بكين أن دعمها لإفريقيا ليس أحادي الجانب بل هو دعم متبادل. وتعرف إدارة بكين التعاون الصيني-الإفريقي بأنه دعم متبادل بين البلدين الناميين.

إذ يسعى البلدان إلى تحقيق نموذج التنمية معا من خلال مساعدة بعضهما البعض في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة والاجتماعية والعديد من المجالات الأخرى. 

وأردفت الكاتبة: كانت المحطة الأخيرة في رحلة تشين إلى إفريقيا هي مصر. وفي طريقه إلى القاهرة، التقى تشين أولا برئيس النظام المصري "عبد الفتاح السيسي"، تلاه نظيره المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط". 

ونقل تشين للسيسي أن استثمارات الصين في مشاريع البنية التحتية في مصر ستستمر. وتمتلك بكين، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، استثمارات بمليارات الدولارات. 

وتوضح الكاتبة أن لمصر أهمية خاصة بالنسبة لإدارة بكين بصفتها أول دولة إفريقية وعربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.

وفي الوقت نفسه، فإن مصر، التي تتميز بموقعها الجيوسياسي في نطاق مشروع الحزام والطريق، هي شريك تريد الصين تعميق علاقاتها معه.

وختمت الكاتبة التركية مقالها قائلة: "يمكن تفسير حقيقة أن رحلة تشين إلى إفريقيا تأتي بعد القمة الأميركية الإفريقية للرئيس الأميركي جو بايدن بواشنطن في ديسمبر 2022 على أنها انتقام من الولايات المتحدة".

"ولعبت زيارة تشين إلى إفريقيا دورا نشطا في تذكير بكين بدعمها للقارة"، بحسب تقييم الكاتبة التركية.