"مخلص لإسرائيل".. تنديد واسع بتصريحات محافظ جنين عقب عملية كمين الجلمة

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

غداة الذكرى السنوية لتوقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني في 13 سبتمبر/ أيلول عام 1993، وجه اثنان من أحرار فلسطين ضربة قاسمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

إذ نفذ شابان مقاومان عملية إطلاق نار على حاجز الجلمة في مدينة جنين رمز المقاومة شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن استشهادهما ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخرين.

وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أفادت بأن "مواطنين اُستشهدا برصاص الجيش الإسرائيلي على حاجز الجلمة العسكري، وهما من بلدة كفر دان غرب مدينة جنين، بينما مازالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانهما".

فيما قال جيش الاحتلال، إن قواته رصدت مسلحين فلسطينيين في منطقة التماس بالقرب من (حاجز) الجلمة، فحاصرتهما وبدأت إجراءات في محاولة لاعتقالهما، فأطلقا النار على الجنود، وجرى إطلاق النار ثم تحييدهما.

وعلى إثر ذلك، داهمت قوات الاحتلال في 15 سبتمبر، منزلي منفذي العملية أحمد أيمن إبراهيم عابد (23 عاما)، وعبد الرحمن هاني صبحي عابد (22 عامًا)، ببلدة كفر دان غرب جنين، وقتلت الفتى عدي طراد صلاح (17 عاما) برصاصة في الرأس وأصابت آخرين.

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن حقيقة أن أحد المسلحيّن المتورطيّن في قتل الضابط الإسرائيلي هو عنصر في أجهزة الأمن الفلسطينية يُعتبر “تصعيدا”، ملمحا إلى أن الحادثة تمثل فقدانا للسيطرة من قبل السلطة الفلسطينية.

وادعت صحيفة "تايمز أو إسرائيل"، أن المسلح الذي كان لابيد يشير له هو أحمد عابد، ضابط مخابرات في السلطة الفلسطينية.

من جانبها، باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العملية، وقالت إنها "رسالة تحذير للاحتلال الصهيوني، الذي يتجهّز لتصعيد انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك، ويحشد مستوطنيه لتدنيسه".

وشددت على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته مستعدون دومًا للدفاع عن القدس والأقصى مهما بلغت التضحيات"، معربة عن فخرها بكل الشهداء الأبطال.

وخصت في ثنائها "الشهيد أحمد عابد الذي قدَّم نموذجًا وطنيًّا، وتقدَّم زملاءه ليزرع الرَّصاص في قلب جنود الاحتلال، وليؤكّد مجدّداً للعدو أنّ شعبنا عصيّ على التدجين".

فيما، قال محافظ جنين أكرم الرجوب (تابع للسلطة الفلسطينية)، في تصريحات لقناة "كان" العبرية، إن "إسرائيل مسؤولة عن تدهور الأوضاع في جنين ونابلس، وإذا أعطت فرصة للسلطة الفلسطينية فمن الممكن وقف التدهور".

وأكد الرجوب "ألا أحد في السلطة الفلسطينية يشجع ما يحدث على الأرض"، مشددًا على أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لا تريد تهدئة الوضع، مشيرا إلى عدم وجود أفق سياسي للحل.

وأثارت تصريحات الرجوب غضبا واسعا بين الناشطين على تويتر، إذ رأوها تحمل تفريطا في دماء المقاومين ودفعا نحو استمرار التنسيق الأمني مع الكيان، وإصرارا على أن تظل السلطة مجرد قفاز بيد الاحتلال يستخدمها كيفما يشاء.

وأشادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جنين، #جنين_تقاوم #أحمد_عابد، وغيرها، بمشاركة أحد أفراد الأمن الفلسطيني في عملية إطلاق النار بحاجز الجلمة، وتحدثوا عما يحمله الحدث من دلالات ورسائل للسلطة والاحتلال.

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بخروج وطنيين من منظومة أرباب التنسيق الأمني التي يروها "سلطة ساقطة" يجاهد أفكارهم التي ذرعوها ويعلن كفره بمعتقدات التنسيق والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويلتحق بدرب رافضي التنسيق مع العدو، ويجاهد محتل لأرض بلاده. 

سلطة وظيفية

وتعليقا على تصريحات محافظ جنين، رأى الكاتب والباحث السياسي عزات جمال، أنها تعكس التوجه العام للسلطة وتظهر وظيفتها.

وقال: "على الأقل كان الأولى بالرجوب أن يرفض الاقتحامات التي لم تتوقف وهدم المنازل وقتل الأبرياء، وآخرهم الشهيد الفتى عدي صلاح 15 عاما من كفر دان".

من جانبه، استنكر الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية الدكتور حذيفة عزام، تصريحات الرجوب، مؤكدا أن أكثر اليهود إخلاصا لإسرائيل لا يستطيع أن يدلي بتصريح كتصريحه.

فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن الغزاة رغم شراسة قمعهم؛ يشعرون بالمأزق، فيستنجدون بـ(رئيس السلطة محمود) عباس، وبـ"مطبّعي" العرب، كي يساعدوهم في منع انفجار الضفة.

بدورها قالت المغردة ليان: "لو صرح أكرم الرجوب بغير ما قاله لخيّب ظننا به، فتصريحاته المخزية اعتدناها، هذه حقيقة أشباه الرجال من هذه السلطة الأشبه بالضرورة الصهيونية".

وأضافت: "يعملون على تأثيم المقاومة واعتبارها خطيئة ولا يملون من الحديث المتكرر عن السلام، عقيدتهم محاربة الشعب بالتهديد ومع المحتل بالترجي والانبطاح".

تحية للمقاومين

وأثنى ناشطون على دور المقاومة الفلسطينية وعمليات المقاومين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي والرافضين لسلطة أوسلو والمناهضين للتنسيق الأمني مع الاحتلال، مشيدين بخروج أفراد من داخل السلطة الفلسطينية مناهضين للتنسيق والتطبيع.

ووجه الناشط أدهم أبو سلمية، تحية لكل الأحرار من أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يكشف الاحتلال وقادته عن الدور المنتظر لهذه الأجهزة في حماية أمنه ومستوطنيه، يخرج من نفس هذه الأجهزة أحرار ثوار يُذيقونه العلقم.

وأكد أنه "لا مكان للاحتلال على أرض فلسطين مهما طال الزمن".

ونشر باحث في الشؤون الأمنية والقصايا الفكرية عبدالله العقاد، وصية الشهيد أحمد عابد، ورآها كاشفة عن جوهره، إنسان يحمل براءة الأطفال، وشجاعة الأبطال، وصدق الأخيار، وإيمان الثوار، ورسوخ الانصار، وجهاد الأبرار.

وقال الكاتب يحيى بشير، إن المقاومة نجحت في الوصول وتحقيق الاختراق عبر فكرها وتأثيرها في أبناء الأجهزة الأمنية القائمة لأجل التعاون الأمني وملاحقة المقاومة.

وأكد أن قيادة فتح والسلطة مهما حاولوا خصي أفكار الأحرار ودفن مبادئ الثورة، سينهض الجيل من جديد، حاملا بندقية صلاح خلف وعُهدة الشقاقي واستاذية الرنتيسي.

ونشر المغرد بن الخليل، صورة لـ12 بطل بين شهيد وأسير، والقائد أبو رعد حازم حر في مخيم جنين، موضحا أنهم قاوموا الاحتلال الصهيوني ولم يرضوا العيش تحت البسطار الإسرائيليين وتمردوا على منظومة التنسيق الأمني الخياني، وعلى أوسلو ولم يرضوا أن يبيعوا دينهم وضميرهم مقابل المال.

ونشر المغرد محمد، صورا لمقاومي الأجهزة الأمنية، قائلا: "هم منا ونحن منهم، رفضوا التنسيق الأمني واشتبكوا مع الاحتلال من نقطة صفر". ووصف المغرد أبو بلال، أحمد عابد، بأنه شهيد ركع أجهزة الاستخبارات الصهيونية، كونه ممن تم صرف الأموال من أجل تغير عقيدته الأمنية، لكنه أطاح بهم من نقطة صفر.

نعي ورثاء

ونعى ناشطون منفذي عملية حاجز الجملة بجنين، والفتى عدى طراد الذي استشهد صباح 15 سبتمبر في مداهمة قوات الاحتلال لمنزل منفذي العملية، متداولين صورهم، ومقاطع فيديو تبرز التأييد الشعبي لهم والحضور الشعبي الواسع في تشييع جنازتهم.