تعتمد عليه طالبان.. صحيفة روسية ترصد حجم مزارع الأفيون في أفغانستان

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

رغم إعلان حركة طالبان التي تسيطر على الحكم في أفغانستان من عام، حظر إنتاج وتناول المخدرات، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد لا تزال تدفع الملايين للانخراط في هذه التجارة السوداء.

وادعت صحيفة "لينتا دوت رو" الروسية، أن طالبان ربطت مستقبل ملايين الأفغان بالمخدرات في ظل العزلة الدولية الحالية المفروضة على البلاد، ما ساهم في وصول مساحات زراعة الأفيون بنهاية عام 2021 إلى 177  ألف هكتار تنتج 6800 طن.

تجارة سوداء

وذكرت الصحيفة الروسية أن حركة طالبان تعتمد بشكل كلي على إنتاج المخدرات في حكمها لأفغانستان المتواصل منذ أغسطس/ آب 2022، عقب انسحاب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد.

وأدى ذلك إلى تورط الشعب الأفغانستاني في التعامل مع المخدرات حتى أولئك الذين أقلعوا عن إدمان المخدرات أجبروا على العودة في ظل العزلة الدولية المفروضة على البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن حركة طالبان كانت قد وعدت فور سيطرتها على السلطلة في أغسطس 2021، بوقف إنتاج المخدرات في البلاد.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: "لن يكون هناك إنتاج أو تهريب، أفغانستان لن تكون دولة تزرع الأفيون بعد الآن". ولكنه شدد على أن طالبان ستحتاج إلى مساعدات خارجية للقيام بذلك.

لكن ظلت تجارة المخدرات المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة لأفغانستان، حيث يعاني السكان بشكل كبير من إدمان المخدرات. 

فحتى أولئك الذين نجوا من الإدمان الجسدي لا يزال يتعين عليهم التعامل مع المخدرات في ظل اعتماد الاقتصاد الأفغاني بشكل شبه كامل على إنتاج المواد الأفيونية. 

وهذا أحد الأسباب الرئيسة لبقاء الدولة في عزلة سياسية وعدم قدرتها على الحصول على على مساعدات من المنظمات الدولية. 

ومع ذلك، هناك سبب للاعتقاد بأن طالبان ليست في عجلة من أمرها للتخلي عن دخل الأفيون السهل.

وذكرت أنه في السنوات السابقة، لم تحم طالبان تجارة المخدرات فحسب بل سيطرت عليها وفرضت ضرائب عليها، ولعبت أرباح الهيروين دورًا في نجاحها العسكري في 2021.

فحسب الأمم المتحدة في عام 2018، مثل الاتجار بالمخدرات ما يصل إلى 11 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. 

سيناريو مكرر

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه على الرغم من حظر طالبان رسميًا للمخدرات في عام 2000، إلا أن  مصنعي المواد الأفيونية لم يكن لديهم أي نية لوقف الإنتاج. 

وتشير الأرقام أيضًا إلى هذا فـ83 بالمئة من الهيروين في العالم منذ عام 2015 إلى 2020 أُنتج في أفغانستان.

ولأفغانستان تاريخ طويل وصعب في إنتاج المخدرات. ففي الفترة ما بين 2000 - 2001، حاول المسلحون لأول مرة تقليص إنتاج الأفيون وفرضوا حظرا على زراعة وتصدير الخشخاش.

ما أدى إلى انخفاض حاد في المساحة المزروعة بالمحاصيل أكثر من عشرة أضعاف (من 82 إلى 8 آلاف هكتار). 

ومع ذلك، أشار خبراء من وكالة مكافحة المخدرات الأميركية إلى أنه من غير المرجح أن تستعد طالبان بجدية للتخلي عن إنتاج المخدرات في ذلك الوقت. 

وأشار الخبراء إلى أن هذا حدث في الأشهر الأولى بعد الهجوم على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول 2001. 

وقرر المسلحون استعدادًا للغزو الأميركي، بناء "وسادة أمان" عبر رفع سعر المخدرات.

فمع تضاؤل ​​المحاصيل، ارتفع السعر بالفعل إلى مستوى قياسي حيث بيع كيلوغرام من الأفيون بحوالي 95 دولارًا، وقد أصبح الآن يساوي 746 دولارًا.

ولم ينقذ الارتفاع المصطنع في الأسعار طالبان من الهزيمة ووقف الغزو، ومع ذلك لم يُدمر الإنتاج الراسخ على مر السنين حتى بعد تغيير السلطة في أفغانستان.

فسرعان ما وصلت محاصيل الخشخاش إلى حجمها السابق، وبحلول عام 2002، وصلت حقول الخشخاش إلى 74 ألف هكتار.

وفي عام 2004 تجاوزت الحجم الذي كانت عليه قبل وصول الأميركيين، واستمرت في النمو.

جهود فارغة

كما أنفقت الحكومة الأفغانية السابقة، بدعم من السلطات الأميركية، حوالي 8.6 مليارات دولار من أجل استئصال خشخاش الأفيون. 

ومع ذلك، شارك مسؤولون أفغان رفيعو المستوى في تجارة الأفيون ولم يخجلوا منها، فقد بنوا قصورًا في وسط كابل، واشتروا فيلات ضخمة في الإمارات العربية المتحدة. 

بالإضافة إلى ذلك، في ظل السلطات السابقة، أٌنتجت أيضًا مخدرات أخرى، فأصبحت البلاد مورّدًا للحشيش وبدأت زراعة الإيفيدرا، وهو نبات يستخدم في إنتاج الميثامفيتامين (منبه قوي للجهاز العصبي).

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه بعد استيلاء طالبان على السلطة مرة أخرى في عام 2021، حاولت التعامل مع القضية بشكل مختلف.

إذ أعلن زعيم طالبان مولوي هبة الله آخوند زاده في أبريل/ نيسان 2022 حظرا كاملا للمخدرات بأنواعها، زراعة وتجارة وصناعة، وقال إن "من يتورط في ذلك سيتم التعامل معه بحزم قانونيا".

ولكن حتى الآن، يبدو أن إنتاج الهيروين هو أكبر مصدر دخل للسلطات الأفغانية، حيث قدر حجم تجارة المواد الأفيونية غير المشروعة بالبلاد في عام 2021 بحوالي 1.8 - 2.7 مليار دولار. 

حيث تتراوح الحصة الإجمالية للمواد الأفيونية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بين 9 و 14 بالمئة، وتتجاوز قيمة الصادرات القانونية المسجلة رسميًا للسلع والخدمات

وقدرت مساحة زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان بـ177 ألف هكتار (الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع) بحلول عام 2021.

وفي المجموع، جرى إنتاج ما يقرب من 6800 طن من الأفيون في البلاد في عام 2021 بزيادة 8 بالمئة عن عام 2020.

ويمكن تحويل هذه الكمية من المخدرات إلى 270 - 320 طنا من الهيروين النقي.