"عيونهم ليست زرقاء".. غضب واسع من التجاهل الدولي لضحايا زلزال أفغانستان

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

ماذا لو حدث في دولة غربية أو في الكيان المحتل؟.. تساؤل طرحه ناشطون بقوة على تويتر إثر وقوع زلزال بأفغانستان في 22 يونيو/ حزيران 2022، بلغت شدته 5,9 درجات على مقياس ريختر، أسفر عن مصرع أكثر من 1500 شخص وإصابة ألفين آخرين.

تساؤل الناشطين جاء استنكارا للتجاهل العربي والإسلامي والدولي للكارثة الطبيعة التي أودت بحياة المئات، والانصياع إلى القيود والعقوبات الغربية المفروضة على التعامل مع حكومة طالبان، فضلا عن التجاهل الإعلامي للحدث الذي وصفوه بالجلل والنكبة.

وإلى جانب العقوبات الدولية المتواصلة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، جمدت واشنطن مع عودة طالبان للسلطة في أغسطس/آب 2021، حسابات كابل لدى وزارة الخزانة الأميركية، وعلقت وصول أي دعم دولي لمشاريع التنمية المحلية.

وتجلت صورة التواطؤ الدولي مع أميركا، في التجاهل الواسع للكارثة التي تمر بها أفغانستان، والتقاعس عن نجدة المنكوبين من قبل المجتمع الدولي وعدم اهتمام وسائل الإعلام كافة إلا ما ندر.

وفي هذا السياق، صرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف، أن الأمم المتحدة لا تملك المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ، وليست لديها القدرة على إخراج الناس من تحت الأنقاض.

الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم لمهاجمة الدول العربية والإسلامية، خاصة التي سبق أن سارعت في إنقاذ بلدان أخرى من كوارث طبيعية مشابهة لم تبلغ في تبعاتها ما وصلت له أفغانستان.

وكانت الجملة الأكثر رواجا وتداولا بين الناشطين على تويتر عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #زلزال_أفغانستان، هي أنه "لو كانت إسرائيل أو دولة أوروبية لرأينا مليارات النفط العربي تطير لها أسرع من الضوء".

ونعت الناشطون المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بالنفاق والتواطؤ والخذلان، متسائلين عن أموالهم ومنتقدين غياب مواقفهم المناصرة لإخوانهم المسلمين.

وأهاب ناشطون بمنظمات الإغاثة الإنسانية أن تتوجه لمناطق الزلزال في أفغانستان لمد يد العيون للأسر التي شُرّدت، والمسارعة في تقديم المساعدات الطبية وفتح باب التبرعات لضحايا الزلزال.

تقاعس دولي

وتعليقا على المشهد، أبدت المعارضة الإيرانية مريم رجوي، تعاطفها مع الشعب الأفغاني والعوائل الثكلى، مؤكدة أن الأمر يستدعي تحركا سريعا من قبل المجتمع الدولي في إغاثة المنكوبين بالزالزال.

من جانبه، تساءل المغرد منصور الحربي: "أين المجتمع الدولي المنافق؟"
وأكد المحامي القطري خالد عبدالله المهندي، أن كارثة زلزال أفغانستان، تتطلب تعاضد وتعاون المجتمع الدولي، في الإسراع بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة، وفرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، للمناطق المنكوبة. وكتب حمزة الصيادي: "وكأن العالم بأسره عربا وعجما، لا يرون الأفغان أناسا ولا يعدونهم من هذا الكوكب ما حدث بالأمس مأساة كان من المفترض أن تهز وجدان العالم بأكمله وأن يتعاطف معها الجميع، لكن تكشفت وجوه قوم كاذبين مدعين الإنسانية".  وانتقد القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية، غياب دور الأمم المتحدة والغرب، عن مأساة الأفغان اليوم، وعدم إظهار أي تعاطف إنساني إثر الزلزال المدمر، كتعاطفهم ودعمهم لأوكرانيا.

 خذلان عربي 

وإلى جانب إدانة الصمت الدولي، برزت الإدانات الواسعة لحكام الأنظمة العربية والإسلامية، والتنديد بتقاعسهم عن تقديم الدعم والإغاثات العاجلة للشعب الأفغاني.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن الأفغان في حداد بعد الزلزال المدمر، الذي أضاف إلى بؤس أوضاعهم بؤسا جديدا، والأمم المتحدة تعلن عجزها عن المساعدة، والمجتمع الدولي لم يحرّك ساكنا، أما الأسوأ فيتمثّل في مواقف الدول العربية والإسلامية.

وتساءل: "هل هو عقاب لطالبان على إذلالها لأميركا؟!".

وأشار الكاتب السوري عمر مشوح، إلى أن مأساة أفغانستان كبيرة جدا ومؤلمة، متعجبا من غياب عربي وإسلامي ودولي عن النجدة والمساعدة التي تعادل حجم الكارثة!

ولفت إلى وقوع مئات الضحايا والجرحى في ظل انعدام شبه كامل لمقومات الحياة والعلاج والبنية الطبية، وفي ظل فقر مدقع وحالة اقتصادية منعدمة!

واستنكر الصحفي العراقي عثمان المختار، ضعف استجابة الدول العربية والإسلامية في المساعدة بعمليات البحث عن ناجين أو إغاثة المنكوبين، رغم ارتفاع عدد الضحايا إلى قرابة ألف وفاة ونحو 1500 مصاب. ودون مغرد آخر: "زلزال أفغانستان حصد أزيد من ألف أفغاني رحمهم الله تعالى ولم نر طائرة واحدة من الأنظمة العربية تهب لتقديم المساعدة، لكن لو كان حدث عند أسيادهم في إسرائيل أو أوربا لهبوا سريعا وأرسلوا طائرات وسفن مساعدات".  الكاتب أبو عبد الرحمن إسلام دعدوشه، قال: "زلزال وزلزال ما الفرق؟ حين ضرب زلزال أرمينيا (المسيحية) هب العالم الإسلامي قبل المسيحي لمد يد العون والمساعدة؛ أما  أفغانستان المسلمة فصمت القبور!! تبت يدا العرب لا نخوة لا نجدة ولا حتى أخلاق جاهلية العرب؟!"

دعم وتضامن

وأعرب ناشطون عن مساندتهم ودعمهم للأفغان وشعورهم بمصابهم، معلنين على كل الوسائل التي يمكن من خلالها تقديم الدعم إليهم.

الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام الدكتور محمد الصغير، نشر تغريدة الإمارة الإسلامية في أفغانستان، توجه فيها من يريد مساعدة ضحايا الزلزال في أفغانستان، لإرسال المال من خلال حساب بنك الهلال الأحمر الأفغاني، وبدوره سيسلم المساعدات لضحايا الزلزال بشفافية كاملة. 

وعقب قائلا، إن العالم العنصري يتجاهل ضحايا زلزال أفغانستان ويجب على أهل الخير تعويض ذلك، من خلال الهلال الأحمر وبياناته تحت هذه التغريدة.

 ووصف المحلل السياسي خير الدين الجابري، المصاب بالجلل والعظيم.
كما وصف محمد المصطفى، صور وأعداد الضحايا بالصعبة، والأرقام بالمفزعة، لافتا إلى أن الحصيلة في تزايد.

وأكد محمد صلاح، أنه لو وقع زلزال أفغانستان في أي بقعة أخرى على الكوكب لأصبح تريند وأغدقت الدول العظمى والصغرى المساعدات الإنسانية وأرسلت فرق الإنقاذ والأطقم الطبية.

واستدرك: لكنها أفغانستان المعادلة الصعبة، كاسرة أنف القوة العظمى فى العالم ومحطمة عنجهيتها.

 وأعرب أستاذ الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية الدكتور أيمن البلوي، عن حزنه من تجاهل العالم لنكبة أفغانستان، قائلا: "لك الله يا أفغانستان.. عيونكم ليست زرقاء.. ومسلمون ولستم نصارى!".  وذكر سيف يوسف بوسيف، بأنه عندما ضرب إعصار "كاترينا" أمريكا ، قدمت الكويت لهم 500 مليون دولار! ثم قطر 100 مليون دولار! وقدمت بقية دول المجلس ما لم تقدمه أي دولة في العالم!

كما ذكر المغرد اللبناني أبو المجد، بأنه عندما اندلعت حرائق في إسرائيل عام 2021، هرعت دول إسلامية وعربية لإرسال طواقم للمساعدة في إطفائها.

وأكد عمام العياصرة، أن الزلزال لو كان عند الكيان الصهيوني، لتسارع المسلمون بالمساعدات.