Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

بعد اغتيال شيرين أبو عاقلة.. هل تقاضي “الجزيرة” إسرائيل دوليا؟

منذ 2022/05/21 08:05:00 | ترجمات الإسبانیة
"يحاولون باستمرار إسكاتنا ومنع الناس من دعمنا"
حجم الخط

سلطت صحيفة الإندبندينتي الإسبانية الضوء على قضية قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة الصحفية الفلسطينية التي كانت تعمل في قناة الجزيرة القطرية، خلال مايو/أيار 2022.

وقالت إن قناة الجزيرة تعد مرجعا إعلاميا أثير حوله الكثير من الجدل في الشرق الأوسط. وفي الفترة الأخيرة، خيم على مكاتبها في قطر، الكثير من الحزن بعد قتل أبو عاقلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول العلاقات الدولية في القناة "احتشام هبة الله"، أن "أبو عاقلة لم تكن في منطقة حرب. كانت شيرين في حيها، حيث كانت تعيش وتعرف كل شبر منه".

وتأسست القناة عام 1996، وبفضل تغطيتها للحروب في أفغانستان والعراق اعتلت الصدارة في الساحة الإعلامية على مستوى دولي. 

شيرين أبو عاقلة

وقتلت أبو عاقلة، وهي أميركية الجنسية وذات أصول فلسطينية، أثناء تغطيتها اشتباكات بين قوات الاحتلال في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

وقد أصيبت صحفية الجزيرة المخضرمة، البالغة من العمر 51 عاما، برصاصة قاتلة على مستوى الوجه، على الرغم من ارتدائها سترة واقية من الرصاص تحمل "تعريف الصحافة". 

ويشرح المسؤول بالقول: "راسلتنا شيرين عبر البريد الإلكتروني في حدود الساعة 6.13 صباحا. أخبرتنا أنها في الطريق إلى مكان عملية المداهمة الإسرائيلية. بعد فترة وجيزة، حاولنا الاتصال لإجراء نقل مباشر عبر الأقمار الصناعية. لكن، لم نتمكن من التواصل معها مرة أخرى، حتى ذكر زملاء من وسائل الإعلام الأخرى أنها أصيبت برصاصة". 

ويواصل هبة الله: "بالنسبة لنا، تتمثل أولويتنا في الوقت الراهن، والأهم من كل شيء، في أن يدرك المجتمع المدني مدى صعوبة أن تكون مراسلا من الأراضي الفلسطينية، وكيف اقترفت إسرائيل، دون احترام لمهنة الصحافة، جريمة قتل بدم بارد في حق صحفية ذات شهرة عالمية". 

وأضاف: "عملت أبو عاقلة لأكثر من 20 سنة في مجال الصحافة. لم تكتف بتغطية القضية الفلسطينية، ولكن أيضا قضايا عالمية أخرى مثل الانتخابات الأميركية أو الشؤون الأوروبية".

وأردف: "كانت صحفية مخضرمة، لقد فقدنا زميلة عظيمة في ظروف لم نتوقعها، في بلد يزعم أنه ديمقراطي ولكنه يهاجم الصحفيين بشكل منهجي. إنه أمر مدمر". 

ونوهت الصحيفة بأن مقتل الصحفية أبو عاقلة عاد ليسلط الضوء مرة أخرى على حقيقة الافتقار إلى حماية المراسلين في واحدة من الصراعات المجمدة بشكل لا مثيل له في العالم.

كما أن هذا الصراع، في سيناريو إقليمي أقل ملاءمة لتطلعات الفلسطينيين، بشكل متزايد- بعيد كل البعد عن أي حل، وفق تقديرها.  

وأضافت الصحيفة أن نحو 50 صحفيا فلسطينيا قتل منذ عام 2000، بحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين. لكن لجنة حماية الصحفيين خفضت الرقم إلى 18 مهنيا منذ عام 1992. 

ويعلق المسؤول في القناة: "ما حدث ليس جديدا. قبل عام واحد بالضبط، جرت مداهمة مكاتبنا في غزة واعتقال زملائنا". وبعد هذه الأحداث، فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا مع الجندي الذي أطلق النار على الصحفي.

ومن مكاتب الجزيرة، يندد الطاقم الصحفي قائلا: "في العام 2021 أيضًا، حدث اعتقال جيفارا البديري، إحدى رفيقات أبو عاقلة في القدس، وخلال هذا الاعتداء، عانت الصحفية من إصابات جسدية".

عموما، كان هذا التخويف والتهديد بإسكات الصحافة والمعلومات الصادقة التي تخرج من فلسطين أمرا مستمرا. 

وأوردت الصحيفة أن جريمة القتل أثارت إدانة دولية واسعة النطاق. وعلق هبة الله: "هناك إجماع على المطالبة بتحقيق العدالة. نحن نواجه عملا إجراميا ضد صحفي وحريته في نقل ما يحدث للعالم". 

وتؤكد مصادر من الجزيرة للصحيفة أن القناة تفكر في التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة تل أبيب.

تحت الرادار

وأوضحوا في هذا المعنى: "لن نفعل ما فعله الإسرائيليون. تتمثل الوسيلة الوحيدة المتاحة لنا في السير في الطريق القانوني حتى تتحقق العدالة وضمان عدم تكرار هذه الجريمة المروعة ضد أحد المراسلين".

ويضيف نفس المصدر: "ندرس بالفعل الخيارات القضائية المتاحة لنا". وفي الواقع، كان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يؤيد إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية. 

وأفادت الصحيفة بأنه خلال تشييع جثمان الصحفية، حاولت السلطات الإسرائيلية قمع أي تعبير عن دعم القضية الفلسطينية.

وقالت لينا أبو عاقلة، من أقارب الصحفية: "يحاولون باستمرار إسكاتنا ومنع الناس من دعمنا".

ونقلت الصحيفة أن مقتل أبو عاقلة يضيف فصلا جديدا إلى تاريخ مضطرب يبلغ 25 عاما لقناة الجزيرة، التي أسسها أمير قطر السابق حمد بن خليفة.

ومنذ ذلك الحين، واجهت القناة الكثير من العداء في الدول المجاورة، وانتقادات ممن يعدونها أداة قوية للدبلوماسية في أيدي قطر.

وأوردت الصحيفة أن القناة كانت أحد الأسباب المقنعة التي دفعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر إلى قطع العلاقات مع قطر في عام 2017.

استمر الحصار الإقليمي حتى بداية عام 2021، على الرغم من أن استعادة العلاقات لم تكتمل بعد.

قبل أربع سنوات، كان أحد مطالب دول الحصار بالتحديد هو إغلاق قناة الجزيرة.

لكن الدوحة، التي صمدت أمام المضايقات الإقليمية المكلفة، واجهت الضغط وظلت قناة الجزيرة تعمل مثل المعتاد.

وأشارت مصادر من القناة إلى أن وجودها لا يزال محدودا للغاية في الخليج العربي.

وعلى الرغم من ذوبان الجليد مع الدول المجاورة، لا تزال الجزيرة تفتقر إلى مكاتب في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

وفي البحرين، حيث جرى سحق الثورة الشعبية عام 2011 بتواطؤ الأنظمة المجاورة، كان العداء أقدم من ذلك، وفق الصحيفة.

ويحذر طاقم القناة: "في مصر، على سبيل المثال، لا نفكر في عودة العمليات على الفور. لدينا أربعة صحفيين خلف القضبان".


تحميل

المصادر:

1

Duelo en los platós de Al Yazira: “Es un crimen contra el periodismo. Llevaremos a Israel ante los tribunales”

كلمات مفتاحية :

دول الخليج شيرين أبو عاقلة عداء فلسطين قطر قناة الجزيرة