بسبب الثلوج أم "التقاعس"؟.. غضب واسع بعد وفاة نازحين في مخيمات العراق

12

طباعة

مشاركة

مع انخفاض درجات الحرارة إلى تحت الصفر في مدن وسط وشمال العراق، صب ناشطون غضبهم على الحكومة والبرلمان بسبب "التقاعس" عن حل أزمة الأوضاع غير الإنسانية في مخيمات النازحين التي أطلقوا بشأنها وعودا كثيرة دون جدوى.

وتشير إحصاءات محلية إلى وفاة ثلاثة أشخاص من النازحين البالغ عددهم أكثر من مليون في وسط وشمالي العراق، هما طفلان في مخيم آشتي في محافظة السليمانية (شمال)، وسيدة مسنة في محافظة ديالى (شرق).

وعبر التغريد في وسمي "#أنقذوا_النازحين_َمن_البرد"، "#أنقذوا_أهل_السنة_النازحين"، أطلق ناشطون صيحات استغاثة لإنقاذ النازحين من تبعات انخفاض درجات الحرارة وهطول الثلوج، المتوقع استمرارها على عدة محافظات شمال ووسط العراق.

وتداولوا مقاطع مصورة تبرز معاناة النازحين وخاصة الأطفال الواقفين بين الثلوج يبكون لعدم قدرتهم على التدفئة، إضافة إلى صور عقبوا عليها بالقول إن "هذا هو الواقع الذي يعيشه النازحون وسط تجاهل السلطات لأزماتهم".

واتهموا الحكومة العراقية بعدم الاكتراث لمعاناة النازحين، وانشغالها بتقاسم المناصب، ومنع النازحين من العودة لمدنهم، وسرقة أموال إعمارها، معتبرين ما يحدث "كارثة إنسانية" بكل المقاييس. 

وبينما أغلقت السلطات العراقية عشرات منها على عجلة بين عامي 2017-2021، بقيت عدة مخيمات للنازحين مفتوحة شمالي البلاد، التي ينشط فيها عناصر تنظيم الدولة.

وقوبلت مقاربة الحكومة العراقية بإعادة النازحين إلى مناطقهم دون وضع خطط شاملة لإعادة الإعمار، بالرفض من قبل منظمات حقوقية دولية ومحلية، وبقي الملف كما هو دون تغيير.

شعارات انتخابية

وأعرب ناشطون عن أمنياتهم أن يمتد موسم الانتخابات حتى انتهاء الشتاء، لكي يتحرك الساسة لإنقاذهم، بعدما استغلوا النازحين كدعاية خلال حملة الانتخابات الأخيرة.

وتساءل الصحفي العراقي علي نوري: أين السياسيون ومطلقو الشعارات الانتخابية من النازحين؟، الكثير منهم تعهد قبل الانتخابات، لكن يلوذون بصمت غريب الآن".

وأضاف أن النازحين ينتظرون تنفيذ وعودكم، فكونوا رجالاً والتزموا بما تعهدتم به.

 من جانبه، نشر الكاتب العراقي شاهو القرة داغي، مقطع فيديو لخميس الخنجر (رئيس تحالف عزم السني) من مدينة الرمادي (وسط) قبل الانتخابات، قال فيه: "سنعيد النازحين إلى مناطقهم وفي مقدمتهم أهالي جرف الصخر".

وأشار القره داغي إلى أن النازحين يعانون اليوم من البرد، وهم يعيشون في ظروف قاسية ومؤلمة دون أي مساعدة من القيادات التي تتصارع على الزعامة، متسائلا: "أين ذهبت هذه الوعود؟!".

 وفي نفس الاتجاه، كتب الصحفي العراقي سيف صلاح الهيتي: "لم يقتلهم البرد بل قتلناهم نحن بتقصيرنا".

 وسأل الباحث فاروق الظفيري، كلا من الخنجر، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي (سني): "هل عقمت غيرتكم وأنتم ترون أبناء جلدتكم من النساء والأطفال يموتون بردا في الخيم أين وعودكم؟".

وحذر الظفيري من أن التاريخ سيسجل لهم إما خيرا أو وصمة عار يتناقلها التاريخ في أجيالهم.

 فشل حكومي

وندد ناشطون بفشل الحكومة العراقية في حل أزمة النازحين، واستمرار معاناتهم وتفريطها في أموال البلاد وخيراتها للخارج.

وكتب المذيع العراقي محمد الكبيسي: "عوائل كثيرة نازحة بالعراء تسميهم الحكومة المحلية في الأنبار بالعشوائيات من أجل ألا تعترف بوجودهم كلاجئين في المحافظة، ولك أن تتخيل عدم وصول مساعدات لهم في هذا البرد".

 وأشار المغرد وليد إلى أن الحكومة العراقية تصرف أموال الشعب لغير بلدان مستقرة لا تشهد موجات نزوح، بينما في العراق يوجد أكثر من مليون شخص أغلبهم نساء وأطفال، وعجزة، ومعاقون، متسائلا: "أليس هؤلاء أولى بصرف الأموال لهم وإرجاعهم لبيوتهم".  وتوقع المغرد معتز النعيمي أن يستمر ملف النازحين الذي لا ينتهي لأطول وقت ممكن، لأن المصالح السياسية تتغذى من خلاله.

وطالب الحكومة أن تضع حدا لهذه "الكارثة".

 من جهته، حث المحلل بالشأن السياسي منذر الحاتم، منظمات الإغاثة الدولية على ألا تسمع وألا تثق بحكومة يقودها فاشلون، وطالبها بالذهاب إلى خيم النازحين لكي ترى الحقيقة المرة والمؤلمة التي تحاول الحكومة أن تجملها.  اقتراحات فردية

وفي ظل إعراب ناشطين على تويتر عن يأسهم في أن تتخذ الحكومة العراقية خطوات لنصرة النازحين وإنقاذهم من موجة البرد القارس، قدموا حلولا عاجلة لإنقاذ العوائل النازحة.

وحث مغرد باسم الدكتور حسين، أصحاب القلوب الرحيمة والقريبين من المخيمات أن يقوموا بحملة تبرعات لإنقاذ النازحين من البرد القارس، قائلا: "نعلم أن الحكومة فاسدة ولم تقدم شيئا للمواطن وإذا بقينا نطالبها تتدخل فلن تذعن لنا".

 وكتب الباحث في الشأن العراقي جاسم الشمري: "خزانة ملابسك المليئة بالملابس التي ربما لا تحب بعضها! هذه الملابس القديمة والبطانيات وربما كأس الشاي الساخن هي أمنيات بعيدة المنال للجالسين الآن بين أمواج الثلوج!".

وقال المصور محمد هشام: "لا جدوى من التعويل على التحرك الحكومي فيما يخص موجة البرد وأزمة النازحين، التكافل الاجتماعي هو الحل، ومثل ما تمكنا من عبور الكثير من الأزمات، قادرون على عبور هذه الأزمة أيضا عبر تقديم ما يمكن تقديمه لبعضنا بعضا".