تحذيرات أميركية بتوجيه ضربة اقتصادية لروسيا.. الأسباب والتوقعات

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على تحذيرات الولايات المتحدة المستمرة لموسكو فيما يخص التصعيد العسكري على حدود أوكرانيا.

وتطرقت صحيفة "غازيتا دوت رو" في مقال للكاتبة ماريا شوستروفا، إلى قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تثير جدلا بين موسكو وواشنطن.

ومطلع يناير/كانون الثاني 2022، وجه أكثر من عشرين دبلوماسيا أميركيا ومسؤولا في الأمن القومي نداء إلى الرئيس جو بايدن على موقع المجلس الأطلسي (وهي مؤسسة بحثية غير حزبية في واشنطن) طالبوا فيه بتوجيه "ضربة اقتصادية" لروسيا حال تصعيدها الصراع مع أوكرانيا.

"تصريحات سخيفة"

وجاء في بيان على الموقع الإلكتروني للمركز الذي أسسه حلف الناتو: "بعد عقد مؤتمر القمة الافتراضية في 7 ديسمبر/كانون الأول بين بايدن ونظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عززت موسكو وجودها على الحدود مع أوكرانيا". 

أثناء ذلك، طالب الكرملين بضمانات أمنية "لا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها تقديمها، وقد جرى الإدلاء بتصريحات استفزازية للبلاد". 

وأكد الدبلوماسيون أن مخاوف موسكو "خاطئة" وأن توسع الناتو لا يشكل تهديدا عسكريا لروسيا.

كما وجهوا اللوم لها لـ"خرقها المزعوم لالتزاماته بموجب العديد من المعاهدات الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة".

وأضافت الكاتبة أن مؤلفي الرسالة علقوا قائلين: "باختصار، يبدو أن موسكو تمهد الطريق لهجوم كبير على أوكرانيا، حتى في الوقت الذي أبدت فيه الولايات المتحدة وحلف الناتو استعدادهما للجلوس ومناقشة مخاوف الكرملين".

ويعتقدون أن إدارة بايدن يجب أن تواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين للاتفاق على رد على أي هجوم روسي على أوكرانيا، بغض النظر عن حجم أو شكل التصعيد المحتمل.

وأضافوا قائلين: "يجب أن يتضمن مثل هذا الرد حزمة من العقوبات الجادة والمؤلمة التي يمكن تطبيقها على الفور إذا هاجمت روسيا أوكرانيا".

وتابعت الرسالة: "ينبغي لفت انتباه موسكو إلى خطة العقوبات في الوقت الحالي حتى يكون لديها فكرة واضحة عن حجم الضربة الاقتصادية التي ستواجهها".

وحسب ما ذكرته الكاتبة، فإن الدبلوماسيين واثقون من أن واشنطن يجب أن تحصل على موافقة برلين على عدم إطلاق خط الغاز "نورد ستريم 2" في حالة هجوم موسكو على كييف.

و"نورد ستريم 2" أو "السيل الشمالي 2" مشروع لنقل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق بأنبوب مزدوج يتجاوز طول كل فرع منه 1200 كيلومتر، وبذلك يكون أطول خط أنابيب تحت مياه البحر.

وبحسب شركة "غاز بروم" (Gazprom) الروسية للطاقة، يستطيع الخط نقل كمية سنوية من الغاز تبلغ نحو 55 مليار متر مكعب، أي أنه قادر على تلبية كامل الحاجة الأوروبية للوقود الأزرق.

ولهذا، تتصدر أوكرانيا والولايات المتحدة مشهد المعارضين لهذا المشروع، فهي إلى جانب عامل الخسارة الأوكرانية منه ترى أنه سيحكم سيطرة روسيا على سوق الطاقة في أوروبا، وسيستخدم لاحقا لأهداف جيوسياسية.

"خطأ فادح"

 كما طالب مؤلفو الرسالة بتوسيع وتسريع تسليم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لتعزيز الوجود العسكري لقوات الناتو على الجناح الشرقي.

 في الوقت نفسه، يصر مؤلفو الرسالة على أن الحلفاء يجب أن يواصلوا "الإعلان بوضوح" عن استعدادهم للحوار مع روسيا. 

وكان من بين الموقعين على البيان السفراء الأميركيون السابقون لدى روسيا وهم مايكل ماكفول (دبلوماسي وبروفيسور من الولايات المتحدة وعضو في الحزب الديمقراطي) وألكسندر فيرشبو (دبلوماسي ونائب الأمين العام السابق لحلف الناتو).

إضافة إلى كورت فولكر المبعوث الخاص السابق لوزارة الخارجية لأوكرانيا، وفرانسيس فوكوياما العالم السياسي ومؤلف كتاب "نهاية التاريخ".

وأضافت الكاتبة أنه في آخر محادثة هاتفية بين بوتين وبايدن (30 ديسمبر)، هدد الرئيس الأميركي "بفرض عقوبات كبيرة" بخصوص وضع أوكرانيا.

ورد الرئيس الروسي بالقول إن ذلك سيكون خطأ كبيرا، "ففي هذه الحالة، قد يتبع ذلك انقطاع في العلاقات بين الدول". 

ونفت موسكو مرارا اتهامات بتصعيد الصراع مع كييف، مؤكدة أنها لا تهدد أحدا ولا تنوي مهاجمة أحد، وأن التصريحات "العدوانية" تستخدم كذريعة لنشر المزيد من قوات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية. 

وأشارت الخارجية الروسية في وقت سابق إلى أن تصريحات الغرب حول "العدوان الروسي" وعزمه مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها ضده "خطيرة ومضحكة".

وعلقت الكاتبة أن وزارة الخارجية الروسية نشرت في ديسمبر مشروعي اتفاقيتين أمنيتين مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو. 

وفي كلتا الوثيقتين، تطالب موسكو أوكرانيا ودول ما بعد الاتحاد السوفياتي الأخرى برفض توسيع الناتو والانضمام إلى الحلف. 

بالإضافة إلى ذلك، عرض الجانب الروسي على الناتو عدم نشر وحدات عسكرية إضافية وأسلحة خارج البلدان التي كانت موجودة فيها في مايو/أيار 1997 (قبل انضمام دول أوروبا الشرقية إلى الحلف).

ويستثنى من ذلك حالات نادرة تتطلب موافقة روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وذكرت الكاتبة أيضا أن روسيا تتوقع من الولايات المتحدة التزاما بعدم نشر الأسلحة والقوات في المناطق التي سينظر فيها الطرف الآخر إلى ذلك على أنه تهديد للأمن القومي. 

وفي مسودة المعاهدة أيضا، اقترحت على الولايات المتحدة التعهد بالتزامات بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، وعدم استخدام بنيتها التحتية العسكرية وعدم تطوير التعاون العسكري معها. 

صرح بوتين في مؤتمر صحفي في 23 ديسمبر أن "روسيا بحاجة على الفور إلى ضمانات أمنية".

وتساءل: ما الشيء غير المفهوم؟ هل نضع صواريخ بالقرب من حدود الولايات المتحدة؟ لا، لقد كانت واشنطن بصواريخها هي التي أتت إلى منزلنا، وهم بالفعل على عتبته".

وبينت الكاتبة أنه ستبدأ المفاوضات بشأن الوثائق التي اقترحها الجانب الروسي في 10 يناير 2022 في جنيف.