أسوأ كارثة.. صحيفة فرنسية تستعرض شريط "المآسي المنسية" في اليمن

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على حرب اليمن التي اندلعت عام 2014 عندما استولت مليشيا "الحوثي" المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء، وجزء كبير من شمال البلاد.

وأشارت إلى أنه "بعد أشهر من الاستيلاء، تدخل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم من الولايات المتحدة لطرد الحوثيين واستعادة الحكومة المعترف بها دوليا".

وقالت لوموند: "اليوم وصلت الحرب، التي نتج عنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم، إلى طريق مسدود".

معاناة شعب

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلنت الرياض أنها ستشن عملية عسكرية "واسعة النطاق" في اليمن، جراء مقتل شخصين في هجوم على السعودية تبنته مليشيا "الحوثي".

وأفاد الدفاع المدني في المملكة بأنه "سقط مقذوف عسكري على مبنى تجاري، ما أدى إلى مقتل شخصين سعودي وآخر يمني، وجرح سبعة مدنيين بينهم ستة سعوديين ومقيم من بنغلاديش".

وقال الحوثيون في بيان إنهم أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية باتجاه السعودية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وهدد المتحدث العسكري باسم مليشيا "الحوثي"، يحيى سريع، في بيان، السعودية بـ"عمليات مؤلمة، إذا واصلت عدوانها وجرائمها".

وفي السياق، أدانت السفارة الأميركية في الرياض بشدة، الهجوم المروع الذي شنه الحوثيون عبر الحدود على منطقة جازان بالسعودية، وفقا لبيان على حسابها بموقع "تويتر".

وذكرت السفارة أن "الهجمات الحوثية تديم أمد الصراع وتطيل معاناة الشعب اليمني، وتعرض الشعب السعودي للخطر، إلى جانب أكثر من 70 ألف أميركي يقيمون على أراضي المملكة".

ودعا البيان مليشيا الحوثي إلى "وقف الهجمات المتهورة على السعودية، والانخراط في الجهود الدبلوماسية تحت رعاية الأمم المتحدة؛ لإنهاء الصراع وتحقيق السلام للشعب اليمني".

وتعمل الرياض في اليمن منذ 2015 على رأس تحالف لدعم القوات الحكومية في حرب منذ سبع سنوات ضد "الحوثيين" المقربين من إيران.

ولطالما اتهمت السعودية إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة ووكيلها "حزب الله" بتدريب المتمردين، وهي اتهامات نفتها طهران.

وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي، تركي المالكي: "سنقدم أدلة على سيطرة مليشيا حزب الله (اللبناني) المدعوم من إيران على الحوثي باليمن"، دون تفاصيل

وأضاف المالكي، خلال مؤتمر صحفي، أن "حزب الله الإرهابي يتحمل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن‎". 

هجوم مميت

الهجوم القاتل عبر الحدود، الذي أدانته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من دول الخليج ودول أخرى، "يمثل تصعيدا في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ فترة طويلة". 

وذكرت وسائل إعلام سعودية، أن الضربات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي استهدفت صنعاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وأصابت معسكرا للجيش قرب وسط المدينة.

وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن الضربات أصابت حيا مأهولا بالسكان وألحقت أضرارا بمنازل.

بينما يطلق الحوثيون بانتظام صواريخ وطائرات بدون طيار على السعودية المجاورة، مستهدفين مطاراتها وبنيتها التحتية النفطية، وإن هذا هو أول هجوم مميت يضرب المملكة منذ عام 2018.

وردا على ذلك، نفذت الرياض سلسلة تفجيرات شمال غربي العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي، وقتل جراءها ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرون، بحسب "أطباء يمنيين".

وفي الآونة الأخيرة، اشتد القتال، مع الغارات الجوية السعودية على صنعاء، والتي بسببها لم يعد مطار العاصمة الخاضع لحصار سعودي منذ عام 2016، قادرا على استيعاب طائرات المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة منذ 21 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وقال التحالف الذي استهدف في 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، معسكرا للحوثيين في ​​صنعاء، ودمر قنبلة بطائرة مسيرة استهدفت مطار أبها جنوب السعودية، دون أن يسفر عن سقوط ضحايا.

وفي اليوم نفسه، أعلنت البحرية الأميركية مصادرة 1400 بندقية هجومية من طراز "AK-47" وذخيرة من قارب صيد قالت إنه "غادر إيران إلى الحوثيين".  

مأساة مروعة

وأشار البابا فرنسيس، في جرده التقليدي للصراعات العالمية بمناسبة رسالته بمناسبة عيد الميلاد، إلى المآسي "الهائلة" و"المنسية" في اليمن وسوريا.

وقال البابا من ساحة القديس بطرس في روما: "نسمع صرخة أطفال يتصاعدون من اليمن، حيث تتكشف مأساة مروعة، نسيها الجميع في صمت منذ سنوات، هناك حيث يقتل الناس كل يوم".

ووفقا للأمم المتحدة، أودت الحرب في اليمن بحياة 377 ألف شخص، أكثر من نصفهم كان ضحية غير مباشرة للنزاع، بما في ذلك بسبب نقص المياه النظيفة والجوع والمرض.  

وأضافت أن "هناك طفلا يمنيا دون سن الخامسة يموت كل 9 دقائق نتيجة النزاع القائم".

وقالت الأمم المتحدة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، إنها "اضطرت" إلى قطع المساعدات الغذائية عن اليمن؛ بسبب نقص التمويل مع تزايد الجوع.

وتعاني اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعتمد حوالي 80 بالمئة من سكان اليمن الذين يزيد عددهم عن 30 مليون نسمة على المساعدات الدولية.