الاحتلال الإسرائيلي الرابح الوحيد.. حصاد عام من تطبيع 4 دول عربية

محمد السهيلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

مر عام على بداية موجة التطبيع العربي الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي المحتل، التي حلت ذكراها الأولى 15 أيلول/سبتمبر 2021؛ وسط تساؤلات عن نتائج تلك الاتفاقيات من حيث الخسائر والمكاسب، وتأثيرها على الدول المطبعة والقضية الفلسطينية.

واحتفل السفير الإسرائيلي في واشنطن جلعاد إردان، في ذات التاريخ مع مسؤولين من الإمارات والبحرين والمغرب في مركز التراث اليهودي في منهاتن بالولايات المتحدة بمرور عام على اتفاقيات التطبيع.

محطات التطبيع

السفارة الإماراتية في إسرائيل احتفلت أيضا، بتلك الذكرى بوضع لافتات عملاقة في أكبر شوارع تل أبيب، التي تسلمت 14 سبتمبر/ أيلول 2021، أوراق اعتماد سفير البحرين خالد الجلاهمة لديها ليكون السفير العربي الرابع لدى الكيان المحتل.

خلال الأشهر الـ4 الأخيرة من 2020، وقعت 4 دول عربية 4 اتفاقيات تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، وسط وعود وتحفيزات أميركية للجانب العربي تحقق بعضها، فيما لم تتحقق الأخرى، ما دفع مراقبين لوصف ما جرى بأنه مجاني وبلا مقابل.

قطار التطبيع انطلق من الإمارات إلى البحرين ثم السودان وأخيرا المغرب، وبرغم قربه من محطة السعودية إلا أنه توقف مؤقتا إثر مغادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منصبه، والذي ساهم وصهره ومستشاره جاريد كوشنر في هندسة تلك الاتفاقيات.

وفي 15 أيلول/ سبتمبر 2020، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيهما مع الاحتلال في واشنطن، لتصبح أبوظبي أول عاصمة لدولة خليجية وثالث دولة عربية تطبيع مع إسرائيل بعد مصر عام (1979) والأردن (1994).

حينها بررت الإمارات خطوتها بأن الاتفاق ينص على "وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها بنيامين نتنياهو رد سريعا ودافع عن توجهات حكومته الراسخة، وأكد أن الضم "أُرجىء" فقط.

التوجه الإماراتي البحريني، تبعه بعد نحو شهر وتحديدا في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، توقيع السودان اتفاقا مماثلا، مع وعد أميركي ودولي باسقاط بعض الديون الخارجية للخرطوم وعودتها للمجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها، وهو ما تحقق بعضه.

بالفعل، سحبت أميركا اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب 6 يناير/كانون الثاني 2021.

كما منحتها تسهيلات تمويلية بمليار دولار سنويا، وفق اتفاق وقعه وزير الخزانة الأميركي حينها ستيفن منوتشين، مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، في ذات التاريخ.

وفي يونيو/ حزيران 2021، أُعفي السودان من نحو 23.5 مليار دولار من ديونه البالغة 60 مليار دولار، في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون "هيبيك".

وبعد شهرين من تطبيع السودان، وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن ترامب عن اتفاق مماثل بين المغرب وإسرائيل، مؤكدا أن واشنطن في المقابل ستعترف بالسيادة المغربية على إقليم "الصحراء الغربية" المتنازع عليه.

كما وعد ترامب، المغاربة بمنح الرباط أسلحة نوعية حديثة تضمن تفوقها على جبهة البوليساريو، المطالبة بانفصال "الصحراء".

في ظل موجة التطبيع الحامية تلك، بدا لافتا توافق السعودية مع تلك التوجهات، إذ أنها وفي الثاني من سبتمبر/ أيلول 2020، سمحت للرحلات الجوية الإسرائيلية بعبور أجوائها.

وصل الأمر إلى أنه وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو زيارة سرية للسعودية والتقى ولي العهد محمد بن سلمان.

ورغم النفي السعودي وقتها إلا أن التكهنات أشارت لاحتمالات قرب تطبيع الرياض.

مكاسب إسرائيل

مكاسب جمة سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وسياحية حصل عليها الكيان المحتل نتيجة للتطبيع مع الدول العربية الأربعة، أكثرها كانت مع الجانب الإماراتي.

في 29 أغسطس/آب 2020، ألغت أبوظبي قانون مقاطعة إسرائيل، فيما حطت بالإمارات 31 أغسطس/ أب 2020، أول رحلة تجارية تُقل وفدا إسرائيليا-أميركيا ترأّسه مهندس التطبيع جاريد كوشنر.

في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، اتفق الجانبان على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، فيما دشّن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد سفارة لتل أبيب في أبوظبي، يونيو/ حزيران 2021.

ونتيجة للتطبيع، وقعت البحرين مع الكيان المحتل 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، سبع مذكرات تفاهم.

ومع الذكرى الأولى للتطبيع؛ قدًم البحريني خالد الجلاهمة 14 سبتمبر/ أيلول 2021، أوراق اعتماده كسفير للمنامة في تل أبيب، ليصبح السفير العربي الـ4 بالكيان المحتل بعد سفراء مصر والأردن والإمارات.

وبالتزامن؛ أعلنت المنامة عن تسهيلات تمكن الإسرائيليين من دخول أراضيها، فيما أعلنت شركة "طيران الخليج" البحرينية تدشين خط بين تل أبيب والمنامة نهاية سبتمبر/ أيلول 2021.

الإعلان عن تطبيع المغرب وإسرائيل، تبعه أيضا، في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، تدشين جاريد كوشنر الرحلات التجارية المباشرة بين تل أبيب والرباط.

وصل التعاون قمته بين الجانبين في 12 أغسطس/آب 2021، إذ افتتح وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد، ممثلية دبلوماسية في الرباط واصفا تلك اللحظة بالتاريخية، كما دعا الملك محمد السادس لزيارة تل أبيب.

23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، زار أول وفد إسرائيلي السودان، بعد شهر على إعلان اتفاق التطبيع، فيما التقى رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان نتنياهو في أوغندا مارس/ آذار 2021، لكنه ومع مرور عام لم تفتح سفارة أو قنصلية بالخرطوم أو تل أبيب.

وعن ثمار التطبيع الاقتصادية، تأتي الاتفاقيات التجارية الإماراتية مع الكيان المحتل، إذ زاد عدد الشركات الإسرائيلية بمجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والمالية في الإمارات بشكل لافت.

 ووفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، 14 سبتمبر/ أيلول 2021، بلغ حجم التبادل في قطاع الأعمال بين الجانبين في أغسطس/آب 2021، نحو 500 مليون دولار، دون الاستثمارات من اتفاقات السياحة والطيران والخدمات المالية.

وسياحيا، زار نحو 200 ألف إسرائيلي الإمارات طوال العام، بحسب القنصلية العامة لإسرائيل في دبي.

وفيما يبدو أنها كانت مكافأة أميركية لحكام الإمارات على دورهم في التطبيع قرر بايدن بيع أبوظبي  طائرات "إف-35"، وأخرى دون طيار بعد اعترافها بإسرائيل، في صفقة بلغت 23 مليار دولار، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جمدت الصفقة إلى حين.

إلا أن أكبر الصفقات الإماراتية الإسرائيلية أهمية وتأثيرا كان الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، على تدشين خط أنابيب من الإمارات يمر بصحراء السعودية إلى إسرائيل يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، لتصدير النفط الخليجي لأوروبا.

 مع مرور عام على اتفاقية التطبيع، قال وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق، إن بلاده تسعى لزيادة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل لأكثر من تريليون دولار بـ10 سنوات، وفق ما نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، 13 سبتمبر/ أيلول 2021.

وأكد أن تلك الصفقات تشمل شراء شركة "مبادلة" الإماراتية حصة بقيمة مليار دولار لشركة "Delek" بحقل غاز إسرائيلي، موضحا أن بلاده وقعت 60 مذكرة تفاهم مع إسرائيل منذ تطبيع العلاقات.

ضربات موجعة

رغم ما أحدثه التطبيع من زخم في العلاقات بين إسرائيل والإمارات؛ إلا أن الأخيرة تلقت عدة ضربات موجعة، لم تجعلها تحيد بعد عن الاستمرار في توجهها في توقيع الاتفاقيات مع الكيان المحتل.

الضربة الأولى جاءت بتعليق إدارة بايدن صفقة بيع أسلحة طائرات "إف-35" بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الصفقة قائمة، وضعها البيت الأبيض قيد التأجيل.

وفي ضربة موجعة ثانية للإمارات، لاقى الاتفاق الأهم بتدشين خط أنابيب بترول من الإمارات يصل تل أبيب اعتراض ناشطين إسرائيليين في مجال البيئة، باعتباره تهديدا للشعاب المرجانية بخليج العقبة وشواطئ إسرائيل والأردن ومصر والسعودية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت ووزير خارجيته يائير لبيد، قررا إعادة النظر في تلك الصفقة وفي مدى جدواها الاقتصادية لإسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس" 23 يوليو/ تموز 2021.

ضربة ثالثة مؤلمة تكاد تصيب الاتفاقيات التجارية الإماراتية الإسرائيلية بالعطب، وذلك إثر المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران في الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأحمر والمتوسط.

تلك المواجهات أدت إلى تفجير بعض السفن التابعة لإسرائيل في مارس/ آذار 2021، ولإيران في أبريل/ نيسان 2021، في واقعتين تبعتهما وقائع أخرى، ما يفاقم المخاوف على حركة التجارة البحرية بين أبوظبي وتل أبيب.

ومنيت الصفقة الأكبر من نوعها لمستثمر عربي في إسرائيل بضربة موجعة أيضا، إذ فشل اتفاق استحواذ  أحد أفراد العائلة المالكة في الإمارات على نصف فريق كرة القدم الإسرائيلي "بيتار القدس" في فبراير/ شباط 2021.

 الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، اتفق ومالك النادي الإسرائيلي موشيه حوغيغ، على الصفقة مقابل 92 مليون دولار، رغم أن جماهير ذلك النادي معروفة بعدائها الشديد للعرب والمسلمين.

 تلك الضربات طالت المغرب أيضا، إذ أنه ورغم مرور 9 أشهر على تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة؛ لم تتخذ سلطته خطوات تؤكد قبولها قرار ترامب بالاعتراف بمغربية الصحراء، إذ كانت تفضل الإدارة الديمقراطية أن تظل على الحياد بهذا الملف.

كما أن صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية قالت مطلع أغسطس/ آب 2021، إن إدارة بايدن أعادت التفكير في بيع المغرب 4 طائرات بدون طيار "إم كيو-9 سكاي غارديان"، وقنابل "جيدام"، وافق عليها سلفه ترامب.

ويرى الكاتب الصحفي المقيم في أميركا محمد السطوحي، أن "تلك الاتفاقات تتويج علني لواقع جرى ترسيخه على مدى سنوات من العلاقات والتعاون الكبير، الذي وصل لمرحلة التحالف بين إسرائيل والعديد من دول المنطقة خاصة الخليجية".

ويضيف لـ"الاستقلال": "هذا الإقرار العلني يسمحُ بإجراءات مثل فتح سفارات، ورحلات طيران، وغيرها؛ لكنه لا يزيد كثيرا من قوة العلاقات القوية بالفعل".

"هذه التحالفات تُعمَقُ بالأساس لمواجهة ماتراه الأطراف من تهديد مشترك من جانب إيران خاصة بعد الاتفاق النووي"، يؤكد السطوحي.

ويتابع: "والآن ربما يزداد التحالف قوة مع انسحاب واشنطن من أفغانستان الذي يعكس رغبة أميركية للتركيز على التحديات الأساسية مثل تصاعد التهديد الصيني، وبالنسبة لدول الإقليم هذا يعنى المزيد من التقارب فيما بينها لمواجهة الخطر المشترك".

وبالتالي يتصور الصحفي المصري أن "الفترة القادمة ستشهد تعاونا أكبر بمجالات مختلفة سياسية وعسكرية واستخباراتية مع الكيان".

خسارة وعار

وفي رؤيته يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي رأفت صلاح الدين، إن "تجارب العرب مع التطبيع مخزية منذ كامب ديفيد 1979، فهي اتفاقات بين أطراف غير متساوية، طرف مستعد لتقديم كل شيء بلا مقابل، وآخر يحصد كل شيء دون تقديم المقابل".

ويضيف لـ"الاستقلال": "إذا نظرنا للدول المطبعة قديما وحديثا، نجدها مجتمعة ومن على طريقها؛ ينظرون للكيان اللقيط أنه المتنفذ الأول في السياسة والأحداث الدوليين، وبوابة دخولهم تحت الحماية والرعاية الأميركية والأوروبية".

ويؤكد أنها "دول تواجه تحديات ومشكلات إقليمية، أو نزاع مع دول مجاورة، أو أنظمة تنقصها الشرعية جاءت بانقلابات وتحيزات، أو رؤوس تخطت ترتيبها في ولاية العهد؛ ترغب في نيل رضا ومساندة ودعم الغرب".

صلاح الدين، يلفت إلى أن "الإمارات عراب التطبيع المعاصر، دولة صغيرة ضعيفة تملك المال وتطلعات ولي عهدها محمد بن زايد أن تكون له كلمة وسيطرة على المنطقة وسط تراجع وتقزم دول كبرى كمصر في عهد عبدالفتاح السيسي".

"فهم (ولي عهد أبوظبي محمد) بن زايد، أن أوراق اللعبة بيد الكيان وأنه بوابة الدعم للسيطرة، ولذا قدم ما لم يجرؤ غيره على تقديمه من تنازلات وخضوع، ويُطلق عليه مجازا (التطبيع)، لذا فهو طوق النجاة لهم"، يتابع المحلل المصري.

ويشير إلى أنه "أنشأ المعابد بدولة ليس بها يهود، ووطد لتعاون تجاري واقتصادي وثقافي واجتماعي وأمني وعسكري وإعلامي مفتوح وبلا مقابل، واتفاقات اقتصادية وتجارية بمليارات الدولارات، وفتح السوق الإماراتي والخليجي على مصراعيه للكيان".

وعن البحرين، يرى أن "نظام المنامة تابع لأبوظبي، ولا يملك لنفسه قرارا، وحيثما تكون الإمارات يكون".

"أما المغرب فإن قضية الصحراء الغربية، وعلاقات النظام التاريخية مع الكيان الصهيوني هما الدافع الأول للتطبيع؛ أضف إلى ذلك  صراعاته مع الجزائر، ما جعله حريصا أن يكون في الركب حتى لا يخسر، أو هكذا ظنوا"، يؤكد صلاح الدين.

بالنسبة للخرطوم يقول: "نظامها ضعيف انقلب على نظام أضعف معزول دوليا، أوصلا السودان إلى حافة الفقر والضعف، والنظام الجديد تابع للإمارات التي أتت به، وكذلك فإن شرعيته على المحك".

"بالإضافة للوضع الاقتصادي المزري وخلفية النظام الأيدولوجية التي لا ترى أي عداء مع الكيان الصهيوني؛ كل ذلك مهد الطريق لتطبيع الخرطوم مع الكيان"، وفق قوله المحلل المصري.

وبشأن مكاسب الكيان، يعتقد أنها "لا تُعد ولا تُحصى بداية من فك العزلة الإقليمية، وبسط السيطرة، والمزايا الاقتصادية والتجارية، والتضييق على المقاومة الفلسطينية، وتهميش السلطة وغيرها".

ذلك التطبيع وصفه الفلسطينيون باتفاق "الخيانة"، إذ قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية 14 سبتمبر/ أيلول 2020، عن اتفاقية الإمارات والبحرين مع إسرائيل إن هذا اليوم "يضاف إلى روزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية".

فيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تطبيع المغرب مع الكيان المحتل ديسمبر/ كانون الأول 2020، "خطيئة سياسية".

وأشار تقرير لمعهد "أتلانتك" في سبتمبر/أيلول 2021، إلى  خسائر القضية الفلسطينية من اتفاقيات التطبيع.

ولفت إلى أن "عملية التطبيع غابت عنها الرؤية البراغماتية لكيفية دفع القضية الفلسطينية كجزء من الاتفاقات".

وأضاف: "وبدا أن القادة الأميركيين والإسرائيليين والإماراتيين والبحرينيين متفقون على أن القضية الفلسطينية يمكن تغبيشها بالكلمات".

وهنا يعتقد الصحفي السطوحي، أن القضية الفلسطينية "لم تعد مؤثرة بأى شكل على تطور هذه العلاقات"، لافتا إلى أنه "كانت المعادلة في السابق أن تسوية القضية بوابة الاعتراف والتطبيع".

"ومنذ سنوات جرى عكس المعادلة لتصير أن العلاقات العربية مع إسرائيل ستساعد على تسوية القضية الفلسطينية، والآن لم يعد هناك ذكرٌ لها بأي طرح جدي عن طبيعة ومستقبل هذه العلاقات"، وفق تقدير السطوحي.

ويشير إلى أنه "لكنها يمكن أن تتسبب في تعكيرها أحيانا كما حدث فى حرب غزة الأخيرة، إلا أنه يظل تعكيرا ظاهريا وإعلاميا لا يؤثر على جوهر العلاقات".

ويقول صلاح الدين: "القضية والشعب الفلسطيني هما الخاسر الأكبر من التطبيع الذي يهدف لتصفيتها والتي اشترك المطبعون فيها وفي جريمة القرن (صفقة القرن) برعاية ترامب الخاسر، والتي تقضي بتنازل الفلسطينيين عن كل شيء: القدس وحق العودة وغيرها".