الجرائم تتكشف والحقائق تتوالى.. من المسؤول عن كارثة وفاة الحجاج؟

12

طباعة

مشاركة

انتهى موسم الحج، وبدأت الشهادات والحقائق تتوالى، لتكشف مسؤولية النظام السعودي بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان عن وفاة أكثر من 1000 حاج جراء الإهمال والتنظيم السيئ ومنع تقديم الخدمات لضيوف الرحمن.

ورغم أن وزارة الحج والعمرة اعتادت في كل عام إعلان عدد الوفيات من الحجاج، لم تنشر في موسم 2024 أي رقم، واكتفت بمنشورات تمتدح نفسها، وكيف قدمت "أعلى مستويات الخدمة"، للتغطية على كارثة أرقام الوفيات الكبيرة. 

فاجعة الحج هذا العام فاقت في كارثيتها ما حصل في أكبر موسم حج شهد وفيات عام 2015 (أول موسم حج في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز)، حيث أدى التدافع في منى، بسبب التنظيم السيئ أيضا، إلى وفاة 769 حاجا وإصابة 934 آخرين، حسب الرواية الرسمية.

لكن في يونيو/ حزيران 2024، يدور الحديث عن وفاة 1126 حاجا أكثر من نصفهم من مصر، بحسب حصيلة جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين، فيما أشارت حصيلة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال إلى وفاة 1170 شخصا، والرقم قابل للزيادة.

وقالت الحكومة السعودية في بيان إن أكثر من 2700 شخص تلقوا العلاج من ضربة الشمس، دون ذكر وفيات، رغم لجوء المئات من الأشخاص إلى وسائل التواصل الاجتماعي للنشر حول فقدان أحبائهم.

وشارك أكثر من 1.8 مليون شخص في موسم الحج هذا العام، وهو أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، وفقا للهيئة العامة السعودية للإحصاء.

روايات مفجعة

كانت مشاهد الحجاج المتوفين والملقين في الطرقات وعلى جنبات أكوام القمامات، ووسط غياب الجهات الرسمية الطبية أو المسؤولة عن الحج، أول مؤشر على الكارثة.

ولم تكن الكارثة خافية على أحد بعدما امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو صادمة من مكة وعرفات ومنى تُظهر حجاجا وهم ملقون على جانب الطريق أو على الكراسي المتحركة، بعضهم كانوا على وشك الموت أو ماتوا، ووجوههم مغطاة.

طبيبة مصرية روت قصصا محزنة لما قالت إنه من أسباب كثرة الوفيات بين الحجاج.

وأوضحت لـ"الاستقلال" أنها شاهدت أحداثا ووقائع مؤسفة وظروفا قاسية تعرض لها الحجاج.

وأكدت الطبيبة أنه بينما كانت درجة الحرارة في عرفات غير عادية وحرارة الحجارة التي يجلس عليها الحجاج "وصلت لدرجة الغليان من أشعة الشمس" وتقدر بـ65 درجة، لم يكن هناك أي مكان يوفر المياه للحجاج على طريق عرفة.

ومن يرغب في الخروج للبحث عن الماء كان يضطر للسير مسافات طويلة في الحر القاتل، ما أدى إلى وفاة كثيرين بسبب ذلك.

وأكدت الطبيبة أن سيارات الإسعاف اختفت تماما، ولم يتم نقل أي حاج يعاني من الإجهاد الحراري أو الإغماء للمستشفيات، فأصبح المشهد محزنا، حيث الحجاج يموتون أمام أعيننا.

وقالت إنها ذهبت لشرطي لتطلب منه أن يتصل أو يرسل لهم الإسعاف لأن هناك من يموتون فقال لها: "مليش دعوة يا حاجه روحي الله يسهل عليكِ".

وأكدت أنها كانت شاهدة على وفاة الكثيرين، وعدم نقل جثثهم من عرفات إلا مع وقت المغرب والحجاج يغادرون عرفات رغم أنهم توفوا في الصباح.

وانتقدت إزالة الأشجار في طريق الحجاج التي كان بعضهم يستظل بها رغم أنه أطول ممشى وممر في العالم من عرفة إلى منى ويخرج منه الحجاج منهكين ليسيروا من عرفة إلى مزدلفة عدة كيلومترات أخرى وسط حرارة عالية وغياب الخدمات.

وتحدثت الطبيبة عن "مذبحة"، مؤكدة "شخصيا رأيت ممرات كامله لنقل الجثث وبمجرد قيام شاب بالتصوير أخدوا منه الهاتف وحذفوا الصور".

وقالت إن الشرطة كانت تمنع الحجاج من الجلوس في الطرقات من مزدلفة إلى منى، والشرطي يأمر الذي يجلس على جانبي الطريق يستريح بالمغادرة بحجة أنه "ممنوع" مع أنهم كبار في السن ومستنزفون من الحر والتعب.

وختمت بقولها: "وجدت أمامي بعض رجال الشرطة يتعاملون مع الحجاج على طريقة أبوجهل وأبولهب، لا رحمة لا إنسانية لا أخلاق".

"عسكرة الحج"

وروى أحد الحجاج أسلوب تعامل الشرطة مع الحجاج، وكان يتم توقيفهم من قبل الشرطة حتى وهم باتجاه عرفات تحت أشعة الشمس حتى مات الكثير منهم وهم يسيرون على أقدامهم.

وقال إنهم كانوا يضطرون لنقل الحجاج المتوفين من طريق السيارات والباصات ووضعهم على الأرصفة، بعدما رفضت السلطات الاستجابة لهم بسرعة نقلهم من الشوارع.

وتحدث حجاج عما أسموه "عسكرة الحج" منتقدين الأعداد الضخمة من الجنود المسلحين، دون أن تكون هناك نجدة للحجاج المتوفين وسط مشاهد مؤلمة.

وأكد آخرون على منصات التواصل الاجتماعي أنهم حين كانوا يبلغون الشرطة عن وفاة حجاج في الطرقات، كان الرد “اتركوهم على الأرض ميتين وتحركوا لمنع الزحام”.

أيضا ظهر شاب مصري يدعى أسامة سلامة في مقطع فيديو وهو يتحدث عن وفاة أكثر من ألف حاج مصري فقط، وكيف كانت الوفيات بالجملة والحجاج ملقون على الأراضي وسط غياب أي إسعافات أو خدمات طبية.

وبعد حملة تحريض شديدة ضده من جانب الذباب السعودي الذي انبرى للدفاع عن "موسم حج ناجح"، ظهر نفس الشاب وهو يعتذر عما قاله، وسط أنباء عن تهديدات له من جانب سلطات النظامين المصري والسعودي.

ودفعت السلطات السعودية العديد من الشيوخ، للحديث عن "نجاح موسم الحج لهذا العام نجاحا عظيما مُبهرا"، وانتقاده من تحدثوا عن وفيات بقوله "ولا عزاء للحاقدين".

ووجه سعوديون انتقادات حادة لولي العهد مقارنين بين حديثه عن سلامة وأمن الحجاج، بينما فيديوهات القتلى منتشرة فوق أرصفة مكة، مطالبين بمحاسبة ابن سلمان ونظامه على هذا التقصير والإهمال.

ويشكل الحج والعمرة مصدر دخل كبير للسعودية، حيث بلغت إيرادات الحج والعمرة 150 مليار دولار، لكن جرى التركيز على أنشطة الترفيه بدلا منه منذ عدة سنوات، ضمن خطط تغيير هوية المملكة.

وكان من المتوقع أن يبلغ متوسط ​​إيرادات الحج نحو 30 مليار دولار سنويا وتخلق 100 ألف فرصة عمل للسعوديين، حيث تجتذب المملكة نحو 21 مليون معتمر وحاج، وتستهدف 30 مليون حاج بحلول عام 2030، وفقا لبيانات رسمية.

من المسؤول؟

لم تعلق السعودية على عدد الوفيات أثناء أداء فريضة الحج، ولم تقدم أي أسباب لمن ماتوا، رغم اصطفاف مئات الأشخاص أمام مجمع الطوارئ بحي المعيصم في مكة، للحصول على معلومات عن الحجاج المفقودين، وفق وكالة "أسوشتد برس" في 10 يونيو/حزيران 2024.

الوكالة الأميركية قالت إن الوفيات ليست نادرة في موسم الحج، لكن عدد القتلى الكبير هذا العام "يشير إلى أن هناك شيئا ما أدى إلى تضخم العدد".

وأكد التلفزيون الألماني "دويتشه فيله" في 20 يونيو أن "سوء التنظيم" كان أحد العوامل الرئيسة في وفاة الحجاج بأعداد كبيرة، بجانب الحرارة الشديدة.

وكان السبب المعلن لتبرير الوفيات هو الارتفاع الحاد في درجات الحرارة هذا العام والتي تراوحت بنحو 50 درجة مئوية.

لكن شهادات حجاج أكدت أن المناخ ليس هو السبب الوحيد، وأنه عامل مساعد، والسبب الحقيقي هو إهمال السلطات السعودية لحد رفضها تقديم الخدمات كالمواصلات وغيرها، لمن دخلوا بدون تصاريح حج كأنها تعاقبهم.

موقع "صحيح مصر" نقل عن 4 حجاج مصريين أدوا مناسك الحج بشكل غير رسمي أن "إجراءات السلطات السعودية للحد من الحج بدون تصريح، وتقليص الخدمات المقدمة لهم، أسهمت بشكل غير مباشر في هذه الوفيات".

ونقل عن الحجاج أن السلطات لم توفر لهم وسائل مواصلات أو إغاثة طبية واضطرتهم للسير 20 كم وسط درجات حرارة غير عادية، فتوفى العديد منهم خاصة مع غياب الخدمات الطبية.

وأكد أن سيدة قالت "أنا تعبانة وشكلي مش هقدر أكمل" وكان هذا آخر ما قالته بعد أن سارت على قدميها لمسافة طويلة، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة قرب مسجد نمرة في عرفات، وفق رواية ابنها.

وقال بعض الحجاج إن سيارات الإسعاف كانت تتأخر والمستشفيات ترفض استقبال المصابين، ما أسهم في زيادة الوفيات.

أحد الحجاج أوضح لوكالة "رويترز" البريطانية في 20 يونيو أن الشرطة رفضت أن يتوقف للراحة وهو يدفع أمه ذات الـ75 عاما على كرسي متحرك، وأمرته بالتحرك.

وقال: "لقد دهشت من عدم وجود أي جهود من قبل الحكومة السعودية لتوفير أي مأوى أو أي مياه". 

سعوديون تحدثوا عن الفرق بين التجهيزات لموسم الرياض وموسم الحج، مؤكدين أنه تم تنظيم زيارة 12 مليون زائر لموسم الرياض بكفاءة وصرف غير محدود، بينما تم إهمال ترتيب 1.8 مليون زائر لأعظم موسم حج بيت الله.

حجاج عائدون رووا كيف أن السلطات السعودية أهملتهم طبيا ومنعت الحجاج بلا تصاريح من ركوب أي مواصلات، وحرمتهم من الخدمات، ما دفع بعضهم للسير 20 كم، فوقع منهم وفيات عدة في الحر الشديد.

وأكدوا أن موسم الحج لهذا العام تحول لـ"كارثة حقيقية" لمئات الحجاج بعد أن تركتهم سلطات ابن سلمان يموتون بالإهمال وعدم تقديم الخدمات الطبية والإنسانية وهم يؤدون فريضة الإسلام.

ورغم محاولات اتهام الحجاج المتوفين أنهم ماتوا بسبب عدم اتباعهم التعليمات وعدم حصولهم على رخصة حجة، نشر نشطاء صورا لحاج يموت على الطريق وهو يحمل التصريح، ومع ذلك لم يحصل على الإسعافات والخدمات الطبية العاجلة.

"الأمن السياسي" 

سبب آخر لزيادة الوفيات هو تركيز السلطات السعودية على "الأمن السياسي" بدل "أمن الحجاج"، مثل التصدي لمن يرفعون أعلام فلسطين أو يدعون لها، رغم أن حجاجا إيرانيين ويمنيين رفعوا شعارات سياسية، دون أن يتصدى لهم أمن المملكة.

"مرصد انتهاكات الحج والعمرة"، أكد أن السلطات السعودية "كانت مشغولة بحشد رجال الأمن لقمع أي مظهر من مظاهر التسييس في الحج، وأهملت تماما تأمين سيارات الإسعاف والخدمات الطبية للحجاج".

وشدد المرصد في تغريدة عبر منصة “إكس” في 20 يونيو على أن "هذا الإهمال الفاضح لحقوق الحجاج يكشف الوجه الحقيقي للسلطات السعودية، التي تهتم بالسيطرة والرقابة أكثر من صحة وسلامة ضيوف الرحمن".

واستطرد: "نحن أمام استهتار واضح بأرواح الناس وفشل كبير في إدارة مواسم الحج، مما يؤدي سنويا إلى وقوع مئات الضحايا، ويجب على السلطات السعودية تحمل مسؤولياتها وتطوير استعداداتها للحج لوقف هذا النزيف المستمر في الأرواح".

ونقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية عن شهود عيان في 20 يونيو أن "المشاهد الفوضوية في الحج كانت بسبب الإدارة السيئة من قبل الحكومة السعودية".

وقالوا إن سلطات المملكة منعت الحجاج من الدخول إلى المناطق المكيفة، وبعض سيارات الإسعاف كانت تقف في الطرقات دون أن تفعل شيئًا، ولم تتوافر الباصات وسيارات الأجرة ما أجبر العديد من الحجاج على السير تحت الشمس الحارقة.

وذكر خبير أرصاد جوية مصري لـ"الاستقلال" أنه حتى ولو كانت درجات الحرارة العالية متهمة بالتسبب في قتل العديد من الحجاج بـ"الإجهاد الحراري"، فهذا لا يعفي سلطات المملكة من الإهمال.

وأوضح أن الدراسات المناخية سبق أن توقعت منذ عام 2021 كارثة الحج هذا العام، حيث أشارت دراسة نشرتها مجلة (Environmental Research Letters) عام 2021 إلى مخاطر ارتفاع الحرارة على الحجاج.

وأوصت الدراسة منذ ذلك الحين باتخاذ "إجراءات عاجلة" في اعتماد إستراتيجيات لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة خلال الحج.

أرقام تتجدد

صحف ومحطات فضائية عالمية، منها واشنطن بوست، ورويترز، وإندبندنت، والغارديان، وسي إن إن، تحدثوا عن حجم الكارثة وفاجعة الحج، في حين تفرغ “الذباب السعودي” للدفاع عن "روعة النجاح والتنظيم والإنجاز".

وكالة الأنباء الفرنسية أكدت في 20 يونيو 2024 تجاوز عدد حالات الوفاة في صفوف الحجاج هذا العام 1081، غالبيتهم مصريون، بحسب حصيلة جمعتها من سلطات دول عربية وآسيوية ودبلوماسيين، قبل أن تحدث الحصيلة وتتحدث اليوم السبت عن وفاة 1126 حاجا أكثر من نصفهم من مصر.

وأكدت الوكالة أن العدد يشمل 658 مصريا (أكبر عدد) و183 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين و35 باكستانيا و14 ماليزيا وسوداني واحد.

إلا أن تقارير صحفية مستقلة وشهود عيان وأطباء أشاروا إلى أن العدد الإجمالي قد لا يقل عن 1500 حاج مع اكتمال جمع الإحصاءات حول المفقودين.

لكن “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” أكد أن "العدد مرشح للزيادة"، متهما السلطات السعودية بتجاهل هذه الكارثة وعدم إصدار أي تصريح أو بيان يوضح فيه ما جرى.

ونقلت عن دبلوماسي عربي أن عدد المصريين المتوفين في الموسم الحالي بلغ 658 على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج، ولا يزال يجرى البحث عن متوفين آخرين.

ولم يقتصر الأمر على الوفيات، بل أدى التنظيم السيئ لفقدان قرابة 500 حاج وعدم وجودهم ضمن الرحلات والفرق التي كانوا فيها، والبحث عنهم، وسط مخاوف من وفاة بعضهم.

1500 مفقود 

إهمال النظام السعودي للحجاج، حدث مثله من جانب النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي.

مصدر دبلوماسي مصري أبلغ "الاستقلال" أن سفارة القاهرة في الرياض تلقت ما بين 1400 و1500 بلاغ عن فقدان حجاج، بعضهم تبين وفاته بالفعل ضمن قائمة المتوفين التي بلغت أكثر من 600 حاج وحاجة، وبعضهم ظهر لاحقا.

وأوضح أن القائمة يجرى تحديثها يوميا وسط حالة من الفوضى والضبابية، تجعل من الصعب تحديد أعداد نهائية.

ومثلما لم يصدر بيان رسمي من السعودية حول أعداد الوفيات من الحجاج، لم تصدر وزارة الخارجية أو السفارة المصرية في السعودية بيانا، بأعداد المتوفين المصريين.

وزارة داخلية النظام المصري سارعت بتحميل الشهداء والمفقودين المسؤولية عن قتل أنفسهم، في بيان 19 يونيو 2024 بدعوى أن "المفقودين غادروا البلاد لأداء فريضة الحج بمعرفتهم الشخصية".

المتحدث باسم وزارة خارجية النظام، أحمد أبوزيد، اعترف بهذه الوفيات والمفقودين، وقال عبر حسابه على منصة "إكس" إن "بعثات مصر القنصلية في السعودية تواصل جهودها لتقديم الخدمات للحجاج المصريين وتسهيل إجراءات دفن المتوفين والبحث عن المفقودين".

فيما ألمح رئيس وزراء النظام المصري مصطفى مدبولي، لمسؤولية شركات السياحة لينفي أي اتهام بالإهمال لنظام السيسي، قائلا إنه "سيتم فتح تحقيق في أنشطة جميع الشركات السياحية المشاركة في إرسال حجاج غير مسجلين إلى السعودية".

مع ذلك أقر أول بيان لمجلس الوزراء عن الحجاج الرسميين، أنه تم تأكيد 28 حالة وفاة من بين الحجاج المسجلين رسميا.

موقع "بي بي سي" البريطاني أكد في 20 يونيو 2024 أن غالبية المتوفين من مصر، وهم "من الحجاج القادمين من القرى الفقيرة، وينفقون مدخراتهم لتلبية هذه الرحلة الروحية إلى مكة"، وأنهم كانوا "مهجورين تماما" ومتروكين في الحرارة العالية.

وأوضح أن السعودية ومصر لم ينشرا أرقاما رسمية بعدد الوفيات لأن من المرجح أن يرتفع العدد.