مشعان الخزرجي.. مسؤول عراقي قسم السنة وأفسد عليهم عيدهم خدمة لإيران

"الخزرجي خان الأمانة خدمة للدولة العميقة المرتبطة بإيران"
طيلة أيام عيد الفطر المبارك تصدّر مشعان الخزرجي رئيس ديوان الوقف السني في العراق، وسائل الإعلام ومواقع التواصل في البلاد؛ وذلك بعد تسببه في "فتنة الهلال" بين المسلمين السنة العراقيين. وتصاعد المطالبات الشعبية والسياسية لإقالته من منصبه.
وانقسم السنة في العراق بخصوص يوم العيد؛ فبينما أفطر قسم منهم في 30 مارس/ آذار 2025، أكمل آخرون عدة شهر رمضان 30 يوما، وكان بداية عيدهم في اليوم التالي، الأمر الذي أثار خلافات واسعة بين أبناء المكوّن الواحد وتطاولا على كبار علماء الدين.
"مثير الفتنة"
بعد الجدل الذي حصل، كشف كبير علماء المجمع الفقهي العراقي (أكبر مرجعية للسنة)، الشيخ أحمد حسن الطه، خلال خطبة العيد في 31 مارس، أن ما أفسد الوضع وأحدث البلبلة هو تدخل طرف ينتمي إلى السلطة في غير اختصاصه، ما جعل الأمر يبدو كأنه قضية سياسية لا دينية.
وانتقد الطه إدارة ديوان الوقف السني، ويرى أنها "لم تكن بالمستوى المطلوب؛ إذ تدخلت في غير اختصاصها الإداري، ولم تتصف بالتأني والحياد والكتمان، وهو ما أدى إلى تشويش الأجواء".
وأشار إلى أن "رئيس ديوان الوقف السني، طلب من هيئة الرؤية الشرعية للهلال منذ يوم الخميس 27 مارس، بأن يكون يوم الإثنين 31 مارس، هو العيد وأن يجرى إكمال عدة شهر رمضان 30 يوما، وهذا أمر مستغرب وتدخل في عملها".
وأعرب كبير علماء السنة في العراق عن استغرابه من "تعجل رئيس الوقف السني (مشعان الخزرجي) في إعلان القرار قبل إتمام الفطور، وإصراره على صعود الحضور إلى منصة الإعلان".
ورفض الطه أي تدخل من ديوان الوقف السني في القضايا الشرعية، مشددا على أن ما حصل كان "سابقة غير مبررة وتدخلا سياسيا أفسد الأمور"، داعيا إلى عدم فرض أي إملاءات مسبقة على لجنة الرؤية مستقبلا.
وعلى ضوء ذلك، أفاد مصدر خاص لـ"الاستقلال"، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن الخزرجي، أقدم على فصل اثنين من الشخصيات التابعة للمجمع الفقهي من هيئة الرؤية الشرعية، وهما عبد الوهاب الطه، والشيخ عبد الستار عبد الجبار، ردا على موقف كبير علماء السنة.
وأعلن الشيخ عقيل الفهداوي إمام وخطيب جامع المصطفى في بغداد، عبر حسابه على "فيسبوك" أنه جرى معاقبته من إدارة الوقف السني بإيقافه من الإمامة والخطابة، ونقله إلى مكان آخر، بسبب فتح مسجده للمصلين لتأدية صلاة العيد في يوم الأحد 30 مارس.
وفي السياق ذاته، نشرت وكالة “بغداد اليوم” خبرا في 2 أبريل، مفاده أن "حملة العقوبات تتوالى.. رئيس الوقف السني يعفي الشيخ مؤيد المشهداني من الخطابة في جامع محمد الأمين ببغداد، للغرض نفسه"، لكن الأخير خرج في مقطع فيديو ونفى هذه الأنباء".
وبناء على هذه الأخبار المتداولة، أصدر الوقف السني بيانا في 2 أبريل، نفى فيه إصدار أي أمر بإعفاء الشيخ عقيل الفهداوي إمام وخطيب جامع المصطفى في منطقة العامرية وسط العاصمة بغداد والشيخ مؤيد المشهداني وغيرهما، بحسب وثيقة رسمية تناقلتها وسائل إعلام محلية.
لكن المصدر الخاص أكد أن "أوامر الإعفاء بحق المشايخ صدرت بشكل شفوي، لكن حصلت ضغوطات على ديوان الوقف السني بعد تسرب الموضوع إلى وسائل الإعلام، ما أدى إلى تراجع الخزرجي عن هذه القرارات".
“خائن للأمانة”
على وضع "فتنة الهلال"، طالب ناشطون وسياسيون بضرورة إقالة الخزرجي من منصبه كرئيس لديوان الوقف السني، مؤكدين أنه خان الأمانة التي أُسْنِدت إليه، ولم يكن على قدر المسؤولية، وخضوعه إلى القرار الحكومي، متمثلا برئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكتب السياسي العراقي والنائب السابق، مشعان الجبوري، تغريدة على "إكس" في 29 مارس، قائلا: "ما فعله رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي خيانة صريحة للأمانة التي منحت له".
وأوضح الجبوري أن الخزرجي "أعلن أن الأحد هو أول أيام العيد، كما أعلنت معظم الدول الإسلامية، ثم تراجع خاضعا خلال ساعة ليقول إن العيد الإثنين؛ إرضاءً لتوجيهات الدولة العميقة التي تأتمر بأوامر إيران".
وتابع: "أنا أدعو أهلي، أبناء السنّة، إلى عدم الأخذ بهذا الإعلان المسيس، والاحتفال بعيدهم مع إخوتهم في العالم الإسلامي. بهذا التراجع المُهين، لم يُهنّئ أهل السنة بعيدهم، بل نزع عنهم حتى حقهم في إعلان عيدهم. هذا الوقف لا يُمثّلنا.. وهذا الرئيس لا يُشبهنا".
واتهم الجبوري “الخزرجي” بأنه منح أراضي ثمينة إلى أطراف سياسية، وأضاع أوقاف المسلمين، وفرّط بيديه في أمانة التاريخ، وأن أهل السنة لن يغفروا له أبدا خيانة الأمانة، وزرع بذور الانقسام في عيدهم، للمرة الأولى في تاريخهم الطويل.
وأردف مخاطبا الخزرجي، قائلا: "لقد بعتَ المذهب بثمنٍ بخس، بين مطرقة الترغيب وسندان الترهيب، كل ذلك من أجل كرسيٍّ يلعنه من يجلس عليه. لقد حسمتَ موقفك… وها نحن نحسم موقفنا منك".
وحمّل النائب محمود حسين القيسي، رئيس ديوان الوقف السني، مسؤولية انقسام العائلة الواحدة بين صائم ومفطر، وغلق المساجد بوجه المصلين، وتعطيل شعيرة صلاة العيد، حسبما كتب على "إكس" في 30 مارس.
وأضاف القيسي، أن "من يتحمّل مسؤولية استمرار بقائه على رأس هذه المؤسسة الدينية العراقية المهمة بعد الفتنة هو رئيس الوزراء محمد شياع السوداني"، معلنا تبرؤ كتلة "العزم" (السنية) من الخزرجي، وطالب بإقالته فورا، وإلزامه بتقديم الاعتذار إلى سنة العراق.
وعلى الصعيد ذاته، نصح السياسي والنائب السابق، حيدر الملا، الخزرجي بأن يقدّم استقالته من منصبه، جراء الانقسام المجتمعي الذي تسبب فيه، نتيجة سوء الإدارة في قضية متفق عليها منذ مئات السنين.
وأضاف الملا عبر منصة "إكس" في 30 مارس، أن "استقالتك ستعالج التصدع الذي حدث وتمنع اتخاذه ذريعة تتكرر لا سمح الله مستقبلا".
من جانبه، دعا رئيس تحالف "السيادة" (السني) خميس، الخنجر عبر "إكس" في 31 مارس، إلى محاسبة الخزرجي على ما حصل بخصوص هلال شهر شوال وإغلاق المساجد في وجه المصلين في يوم العيد وتهديد الأئمة والخطباء بفرض العقوبات بحقهم.
وأكدت المصادر، أن زعيم حزب “تقدم” (السني) محمد الحلبوسي، "هو من يقف وراء الخزرجي ويدعمه، وذلك نكاية بالمجمع الفقهي العراقي، الذي يعد أكبر مرجعية للسنة في البلاد، والتي يصفها في الإعلام بأنها جهة إخوانية، ولا يعترف بأنها مرجعية دينية".
"أداة السوداني"
وفي السياق، أطلق عدد من المدونين العراقيين وسما على منصة "إكس" بعنوان #مشعان_الخزرجي_لا_يمثلنا وذلك في أعقاب أزمة رؤية هلال شوال، وإعلان عيد الفطر المبارك.
واتهمت صفحات عديدة على مواقع التواصل، رئيس ديوان الوقف السنّي مشعان الخزرجي بالتفريط في حقوق المكون السنّي والخضوع لإرادة الإطار التنسيقي الشيعي؛ وذلك بهدف حصول الأخير على تمديد لفترة رئاسته للديوان التي اقتربت من نهايتها.
وطالب الكثير من أبناء المكون السنّي بإقالة الخزرجي، فضلا عن عشرات النواب والسياسيين، وذلك لثبوت تواطئه في شَقّ صفّ المكوّن، وإعلان العيد مع المرجعية الشيعية.
وأعاد ناشطون تداول مقطع فيديو، يظهر فيه الخزرجي وهو يقبل رأس رئيس الوزراء الحالي، محمد شياع السوداني، أثناء زيارته الأخيرة إلى جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في بغداد.
ويتولى مشعان محيي علوان الخزرجي (60 عاما) رئاسة ديوان الوقف السني، منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وحتى الوقت الحالي، وذلك بعدما شغل العديد من المناصب الحكومية.
الخزرجي، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية في تخصص الحديث من كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد، وشهادة ماجستير في الشريعة من جامعة بغداد، ودرجة الدكتوراه في المجال ذاته.

عمل الخزرجي، قبل توليه رئاسة الوقف السني، عميدا لكلية الإمام الأعظم الجامعة، وذلك بعدما كان يشغل المنصب بالوكالة، وعمله مستشارا لرئيس ديوان الوقف السني.
وتولى الخزرجي منصب مدير مكتب وزير الاوقاف والشؤون الدينية في العراق من عام 1993 إلى 1997، وبعدها عُيّن مديرا لبعثة الحج العراقية، منذ عام 1998 إلى 2003.