أنور إبراهيم يزور موسكو.. ما سر الاهتمام الروسي بتوثيق العلاقات مع ماليزيا؟

منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

أثارت زيارة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إلى روسيا تساؤلات متزايدة عن طبيعة العلاقات بين كوالالمبور وموسكو التي تخوض حربا ضد كييف منذ عام 2022.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع إبراهيم، الذي زار روسيا في رحلة عمل رسمية في 13 مايو/ أيار 2025 ولمدة 3 أيام.

وتركزت المحادثات المشتركة بين الجانبين على "التعاون في التجارة والاستثمار والمنتجات الزراعية والتعليم وصناعة الطيران والفضاء والطاقة"، وفق صحيفة "فيدوموستي" الروسية.

وتأتي زيارة إبراهيم لروسيا في ظل تولي ماليزيا رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خلال عام 2025.

وهو ما يفتح الفرصة لـ "تعميق التعاون بشكل أكبر في إطار الحوار بين روسيا وآسيان". 

إذ يأمل بوتين أن "تتطور علاقات روسيا مع هذه الرابطة بنفس الطريقة التي تطورت بها مع ماليزيا نفسها، بطريقة ودية مشتركة"، بحسب الصحيفة.

صديق كبير

وفي هذا السياق، قال بوتين: إن "ماليزيا شريك موثوق ومهم للغاية، بالنسبة لروسيا بشكل عام، وفي جنوب شرق آسيا بشكل خاص".

وأضاف: "لدينا علاقات ودية للغاية في جميع المجالات تقريبا. وعلى ما أعتقد، نحن نحافظ على العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1967، ونأمل جدا أن تكون زيارتكم اليوم مثمرة". 

ووفق الصحيفة، أشار بوتين إلى أنه يعلم أن "إبراهيم سيزور قازان بعد موسكو لحضور منتدى (روسيا-العالم الإسلامي)"، معربا عن أمله في أن "تكون هذه الرحلة ناجحة".

وأوضح الرئيس الروسي أن "العلاقات الإنسانية بين موسكو وكوالالمبور تتطور، حيث أصبحت ماليزيا وجهة سياحية جذابة بشكل متزايد للسياح الروس".

من جانبه، أكد إبراهيم أن "العلاقات مع روسيا مهمة جدا لماليزيا"، مشيرا إلى لقائه السابق مع بوتين في فلاديفوستوك الروسية في سبتمبر/ أيلول 2024، أثناء انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي الشرقي.

وقال: "تحدثنا عن التعاون والاستثمارات والتجارة والمجال الرقمي والتحول الرقمي والتقنيات، وحتى التقنيات النووية".

وأضاف إبراهيم أن "ماليزيا تعمل على تعزيز التعاون مع روسيا في جميع المجالات وعلى جميع المستويات".

ووجه حديثه لبوتين قائلا: "أعلم أنك كنت مشغولا جدا، فقد زارك العديد من القادة في الأسابيع الأخيرة، ونتمنى لك كل التوفيق".

وقال إبراهيم: إن "روسيا صديق كبير لنا"، وقال لبوتين: "نحن نحترم بلدكم"، معربا عن أمله في دعم الرئيس الروسي للتعاون بين البلدين. 

وطلب بوتين من رئيس الوزراء الماليزي نقل أطيب التمنيات لملك ماليزيا السلطان إبراهيم، ودعوته لزيارة روسيا.

الجسر الثالث

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت الصحيفة، إلى أن بوتين، خلال لقائه مع إبراهيم في المنتدى الاقتصادي الشرقي، انتقد حجم التجارة بين البلدين البالغ 3.5 مليارات دولار، واصفا إياه بأنه "غير مرضٍ".

فبحسب وزارة الخارجية الماليزية، انخفض التبادل التجاري بين الطرفين عام 2024 إلى 2.48 مليار دولار، لتصبح روسيا الشريك التاسع لكوالالمبور.

ويعتمد التصدير الروسي بشكل رئيس على منتجات الصناعات الكيميائية والمطاط والمعادن والمنتجات المعدنية والمواد الغذائية والمواد الخام الزراعية، بينما يشمل الاستيراد من ماليزيا الآلات والمعدات، ووسائل النقل، والمنتجات الغذائية والزراعية.

وأوضحت الصحيفة أنه "على الرغم من أن العقوبات في 2024 قلصت حجم التجارة، فإن صادرات بعض المنتجات مثل المنسوجات والمنتجات الزراعية (بما في ذلك لحوم البقر) والأسمدة زادت".

وتشير ملاحظات الباحث في المدرسة العليا للاقتصاد ألكسندر كوروليف إلى أن حصة روسيا في مبيعات الأسمدة بماليزيا ارتفعت إلى 23 بالمئة.

ووفقا لقائمة الحكومة الروسية، تعد معظم دول رابطة آسيان "صديقة"، باستثناء سنغافورة التي فرضت عقوبات على موسكو.

وذكرت الصحيفة أن ماليزيا تمثل "الجسر الثالث" لروسيا في آسيان بعد فيتنام وإندونيسيا، ودعت إلى "زيادة التبادل التجاري الثنائي من خلال اعتماد اتفاقية لتسهيل النظام الضريبي".

ونقلت عن الكرملين قوله: إن "رئاسة ماليزيا لمجموعة آسيان خلال 2025، أسهمت بتفعيل التفاعل ضمن إطار الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والمنظمة".

إلى جانب ذلك، "يجري التعاون حاليا بين البلدين في مجال التعليم، حيث وُقعت أكثر من مئة اتفاقية بين الجامعات الروسية والماليزية".

ويترأس اللجنة الروسية الماليزية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي التقني والثقافي من الجانب الروسي وزير العلوم فاليري فالكوف، ومن الجانب الماليزي وزير التعليم العالي زامبري عبد القادر.

رائدة عالميا 

من ناحية أخرى، دعا رئيس جمهورية تتارستان الفيدرالية التي تتبع الاتحاد الروسي، رستم مينيخانوف، رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم لحضور المنتدى السادس عشر "روسيا-العالم الإسلامي" في قازان. 

ووفق الصحيفة، كان إبراهيم هو الضيف الأجنبي الرئيس في المنتدى، حيث كانت الوفود الماليزية الأكثر عددا بين الوفود الأجنبية، وفقا لما أعلنته رئيسة وكالة تطوير الاستثمار في تتارستان، تاليا مينولينا، في 12 مايو/ أيار 2025".

ولفتت مينولينا إلى أن “هذه الزيارة ستكون الأولى لإبراهيم إلى قازان”، فيما وصفت الصحيفة زيارة أنور إبراهيم إلى روسيا بأنها "مهمة".

وهذا مع الإشارة إلى أنه في أغسطس/ آب 2024، استقبل رئيس الوزراء الماليزي وفدا من تتارستان برئاسة مينيخانوف". 

وفي هذا السياق، أشار ديمتري موسياكوف، رئيس مركز دراسات جنوب شرق آسيا وأستراليا وأوقيانوسيا في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن "العلاقات الخاصة بين روسيا وماليزيا تؤكد أن الاهتمام بجنوب شرق آسيا يحمل آفاقا سياسية واقتصادية".