عبر صاروخ متطور.. تركيا تنضم لنادي مالكي الأسلحة الفرط صوتية

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

في خطوة وصفت بالإستراتيجية والحاسمة، أعلنت تركيا رسميا انضمامها إلى "نادي الدول المالكة للأسلحة الفرط صوتية" عبر كشفها عن أول صاروخ من هذا النوع باسم تايفون بلوك 4 “Tayfun Block-4”.

جاء الإعلان في 22 يوليو/تموز 2025 خلال معرض الصناعات الدفاعية الدولي "آيدف 2025" في إسطنبول، وقد أثار اهتماما واسعا في الأوساط العسكرية والإعلامية، حيث عد الصاروخ الجديد "لؤلؤة الصناعة الدفاعية التركية"، وفقا لما نقلته قناة "RTVI" الروسية. 

وصمم هذا السلاح عالي التقنية من قبل شركة "روكستان" التركية، ويتمتع بقدرات هجومية متقدمة تتيح له ضرب أهداف إستراتيجية مثل أنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة. 

بتوجيه رئاسي

وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتعزيز الترسانة الصاروخية لبلاده، والتقليل من الاعتماد على الموردين الأجانب. 

ويضع هذا التطور تركيا إلى جانب قوى كبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة، في سباق تكنولوجيا الأسلحة الفرط صوتية، مما يعكس طموحات أنقرة في تعزيز حضورها الدفاعي إقليميا ودوليا، وسط سباق عالمي متسارع لامتلاك هذه القدرات الردعية المتطورة.

وقال تقرير القناة الروسية: إن الصاروخ التركي صُمم بشكل شبيه للصواريخ الباليستية قصيرة المدى "تايفون". وقد بلغ ارتفاعه 10 أمتار، ووزنه 7200 كيلوغرام، وقطره 938 ميليمترا.

وأوضحت شركة روكستان أن "Tayfun Block-4" قادر على ضرب أهداف إستراتيجية مثل أنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة وغيرها من المنشآت العسكرية الحيوية. 

وفي حين تتضارب المعلومات في وسائل الإعلام التركية بشأن مدى هذا الصاروخ، ذكرت بعض الصحف أنه يصل إلى 800 كيلومتر، بينما كتبت صحيفة "حرييت" أنه يتراوح بين 1000 و2000 كيلومتر.

ومدى صاروخ "تايفون" الأساسي، الذي بُني عليه "Tayfun Block-4"، يتجاوز 280 كيلومترا، وفقا لما جاء في كتيب الشركة التركية المصنعة. 

وكان أردوغان قد صرح بعد أول تجربة إطلاق للصاروخ عام 2022 أنه حلق لمسافة 561 كيلومترا.

وجاء العرض الرسمي لصاروخ Tayfun Block-4 بعد أشهر قليلة من إعلان أردوغان نية بلاده تعزيز ترسانتها بصواريخ يصل مداها إلى 800 كيلومتر، وتسريع تطوير صواريخ ذات مدى يفوق 2000 كيلومتر.

وأعاد التقرير الروسي التذكير بتصريحات سابقة للرئيس التركي أعلن فيها عن خطة لإنشاء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، أطلق عليه اسم  "القبة الفولاذية"، في إشارة ضمنية إلى النظام الإسرائيلي المعروف بـ "القبة الحديدية".

وذكر أن "تركيا استثمرت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في صناعتها الدفاعية الوطنية، مما خفض من اعتمادها على واردات الأسلحة من الخارج". 

الأسلحة الفرط صوتية

كذلك شرح التقرير أن "الأسلحة الفرط صوتية تعرف بأنها تكنولوجيا متقدمة تطلق صواريخ بسرعات تفوق 5 ماخ (نحو 6120 كلم/ س)، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت". 

وأضاف أن "هذه الصواريخ، علاوة على سرعتها، تمتاز بقدرتها على المناورة أثناء التحليق، ما يجعل رصدها واعتراضها في غاية الصعوبة".

لكن التقرير نقل عن محللين قولهم إن معظم الصواريخ الباليستية تصل إلى سرعة فرط صوتية أثناء التحليق، وخصوصا خلال مرحلة الهبوط نحو الهدف.

 وهو ما يؤدي إلى جدل مستمر بشأن ما إذا كانت بعض هذه الأسلحة تصنف فعليا على أنها فرط صوتية أم لا. 

وأشار إلى أن هذا الجدل، على سبيل المثال، يثار بشأن الصاروخ الإيراني "فتح-1"، الذي أعلنت عنه طهران عام 2023 بوصفه سلاحا فرط صوتي.

وفي هذا الصدد، يقول التقرير: إن "تركيا، من خلال عرضها لصاروخ Tayfun Block-4، انضمت إلى نادي الأسلحة الفرط صوتية الذي تتصدره روسيا والولايات المتحدة والصين".

وأوضح أن روسيا تمتلك حاليا صواريخ فرط صوتية مثل "تسيركون"، ومنظومة "كينجال" الجوية، و"أفانغارد" الصاروخية. 

أما الولايات المتحدة، فـ"بحوزتها صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز Dark Eagle، بينما تمتلك الصين مركبة غير مأهولة من نوع DF-ZF، وصواريخ DF-27 وDF-41، إضافة إلى صاروخ باليستي مضاد للسفن من نوع YJ-21".

واستشهد التقرير ببيانات من منظمة World Population Review تشير إلى أن "11 دولة حول العالم إما طورت أو تطور حاليا أسلحة فرط صوتية". 

إلى جانب روسيا وأميركا والصين، تشمل هذه الدول فرنسا والهند والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وإيران والبرازيل. 

واختتم التقرير الروسي بالقول: إن "ألمانيا وأستراليا تدرسان أيضا تطوير تقنيات هذا النوع من الأسلحة".