أنفاس طويلة.. إشادة واسعة بكمائن مقاومة الضفة وظهور أبوشجاع "يجنن الاحتلال"

15504 | منذ ١١ يومًا

12

طباعة

مشاركة

أحداث متزاحمة تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة على الصعيدين السياسي والميداني، أبرزها نصب كمين وسط الضفة أسفر عن إصابة مستوطن بجروح، وتنفيذ المقاومة كمينا في قرية "النبي إلياس" شمالا، أسفر عن إصابتين إحداهما لمجندة إسرائيلية.

قوات الاحتلال صعدت لليوم الثاني على التوالي حملات اقتحام ومداهمة عدة قرى ومدن بالضفة المحتلة، واعتقلت منذ مساء 21 أبريل/نيسان 2024 وحتى صباح اليوم التالي 25 فلسطينيا على الأقل، بينهم معتقلون سابقون، بحسب "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (رسمية).

وقابل ذلك تصعيد العمل المقاوم، وتداول ناشطون مقطع فيديو أظهر لحظة إقدام مستوطن باتجاه علم فلسطيني نُصِب قرب مستوطنة "كوخاف هشاحر" المقامة على أراضٍ فلسطينية شرقي رام الله، وركله بقدمه، فانفجرت عبوة ناسفة أصابته بجروح.

فيما بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد لكمين جرى تنفيذه عبر عملية مركّبة في 7 أبريل 2024 قرب قرية النبي إلياس شرقي مدينة قلقيلية شمالي الضفة، وأسفر عن إصابتين، إحداهما لمجندة إسرائيلية.

وبعد يومين فقط من إعلان الاحتلال اغتيال قائد "كتيبة طولكرم"، محمد جابر (أبو شجاع) خلال عملية اجتياح واسعة لمخيم نور الشمس شرقي مدينة طولكرم شمال الضفة، أسفرت عن قتل 14 فلسطينيا، ظهر في 21 أبريل، خلال تشييع جثامين شهداء يسير محاطا بالمسلحين في الجنازة.

وبالتزامن مع ذلك، كشفت مصادر لجهات إعلامية عن تفكيك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس، عبوات ناسفة زرعتها المقاومة لصد اقتحامات قوات الاحتلال قرب السوق القديم في مدينة طوباس شمالي الضفة.

وعلى الصعيد السياسي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في كلمة مسجلة نشرها مكتبه في 21 أبريل 2024، اعتزام "إسرائيل" زيادة الضغوط السياسية والعسكرية على حركة حماس، قائلا: "سنوجه لها قريبا المزيد من الضربات المؤلمة".

واحتفى ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #كمين_العلم، #النبي_إلياس، #الضفة_الغربية، #طولكرم، وغيرها بالعمليات النوعية والكمائن المتعددة التي تنفذها المقاومة في الضفة وتحدثوا عما تحمله من دلالات ووقع أثرها على الاحتلال. 

وتداولوا مقاطع فيديو لكمين العلم الفلسطيني برام الله، والكمين المركب للمقاومة في النبي إلياس، ومشاهد ظهور قائد كتيبة طولكرم في جنازة الشهداء بين المشيّعين ومحمولا على الأعناق، مؤكدين أنها مشاهد "تحمل تحديا للاحتلال وتظهر قوة احتضان الشعب للمقاومين".

وندد ناشطون بمشاركة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في تفكيك عبوات للمقاومة، واتهموها بالعمالة للاحتلال وخيانة الفلسطينيين والإصرار على مواصلة التنسيق الأمني وتعبيد الطريق للكيان لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات والقتل بحق الفلسطينيين.

كمين العلم 

وتفاعلا مع عملية انفجار عبوة بمستوطن حاول نزع العلم الفلسطيني، عرض الشاب عبدالرحمن بطاح "عبود"، لقطات عدة من العملية، قائلا: "لا تلمس العلم الفلسطيني بيدك فهو للشرفاء فقط".

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عبدالله عزام، إلى أن موقع "واللا" العبري نشر مقطعا لأحد الصهاينة غاظه علم فلسطين فأوقف سيارته ونزل لينتزعه، قائلا: "لم يكُ يدري ذلك الأرعن أن أسود فلسطين قد فخخوا العلم لينتزع روح من يتجرأ على انتزاعه".

وأوضح الناشط خالد صافي، أن مصورة كمين العلم كانت تقول: "واحنا رايحين على الشمال رأينا هذه الخرقة حبينا ننضف البلد منها"، قائلا: "هذا ما كانت تقوله المأفونة وهي تصور بغلها الذي ترجل لإزالة العلم المنصوب فوق كمين".

وذكر صافي، أن "كمين العلم عملوه شبابنا في غزة في جنودهم في 17-2-2018، واليوم 21-4-2024 طلعت منه نسخة ثانية في المستوطنين".

وأشاد الكاتب سالم ربيح، بكمين العلم، بالتأكيد على أن "الدهاء الفلسطيني ليس له حدود"، داعيا إلى "مشاهدة أبطال الضفة ينصبون كمينا في سارية علم فلسطين فأتى مستوطن لينزع العلم فحوله العلم إلى أشلاء".

وقال: "سلمت الأيادي دون العلم الدم والموت".

وكتب عبدالرحمن ياسين: "لطالما كان العلم رمزا نفتخر به، وقديما في المعارك يموت الرجال ولا يسقط اللواء، أما أن يكون العلم سلاحا وفخا يستدرج الحمقى من بني صهيون فهذه سابقة تسجل للمقاومة الباسلة".

النبي إلياس

وعن عملية بلدة "النبي إلياس"، قال الباحث سعيد زياد، إنها "من أكثر  عمليات الضفة تعقيدا في العقدين الأخيرين، خاصة على صعيد التكتيكات.

وأكد أن "التطور التكتيكي الواضح في المقاومة بالضفة يعيد تشكيل الفزع الوجودي عند العدو من هذه البيئة شديدة التعقيد، والتي مازال يفشل في السيطرة عليها".

وأضاف أن "عملية في الضفة توازي في أثرها 10 عمليات في غزة، وهذه العملية تحديدا تشكل صفعة قوية على وجه المنظومة الأمنية للعدو، لافتا إلى أنها "عملية مركبة (إغارة يتبعها كمين) تشبه إلى حد كبير كمين الزنة"، في إشارة إلى استنساخ المقاتلين لتكتيكات المقاومة في غزة والاستفادة منها.

وعد زياد، هذا بحد ذاته "ناقوس خطر"، لافتا إلى أن المنفذين الذين كانوا بالأمس يقتلون في العملية نفسها، أو يلقى القبض عليهم بساعات، يتحولون اليوم إلى ظاهرة مطاردين يقاتلون كالأشباح، تماما مثل قائد كتيبة طولكرم (أبو شجاع) الذي فشل العدو في الوصول إليه بعد قتال ضار في مخيم نور شمس لمدة ثلاثة أيام.

وأكد أن العدو يخشى من تصاعد العمليات في الضفة، وتطور تكتيكات المقاتلين وقدرتهم على إيذاء العدو، لأنه يعلم أن مدفع هاون 60 ملم في الضفة كفيل بإحالة عمق الكيان إلى جحيم، متسائلا: "فكيف بتشكيلات مقاتلة أصبحت ذات خبرة وشراسة أكبر؟".

وقال رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية جابر الحرمي: "يعتقد العدو الصهيوني أن كتائب القسام محصورة في غزة، وإذا بهم يقعون في كمين محكم نفذته القسام في عملية النبي إلياس"، مؤكدا أن "كل الشعب الفلسطيني اليوم هو فصائل وكتائب مقاومة".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن العملية مكونة من جزءين: إطلاق النار على حافلة وسيارة مستوطنين ثم الانسحاب وتفجير سيارة خلال ملاحقة الجنود للمنفذين.

 وأشار إلى أن قلقيلية تتميز بأمرين: لحقت بموجة المقاومة في شمال الضفة بعد السابع من أكتوبر فهي أهم تمدد للمقاومة في الضفة خلال الشهور الأخيرة.

وأضاف أن المقاومة في قلقيلية تنشط في ريفها المليء بالمستوطنات على عكس المقاومة في باقي مناطق شمال الضفة التي تتمركز داخل المخيمات، موضحا أن هذه العملية تؤكد على تطور العمل المقاوم في الضفة ودخول العبوات الناسفة مراحل متقدمة.

ورأى عز الدين، أن "العملية تأكيد على أهمية العمل الجماعي المنظم وأهمية الرصد والتخطيط الجيد، وهو ما يجب أن يتبعه المقاومون في جميع أنحاء الضفة".

وعلق الكاتب صالح بن عيسى العَبْرِي، على الكمين، قائلا: "عملية النبي إلياس مهارة، تخطيط، ثبات، توفيق من الله".

أبو شجاع

وحفاوة بظهور أبو شجاع ودلالات ذلك، عرض الصحفي والمراسل صهيب العصا مقطع فيديو لمشاركة قائد سرايا القدس في طولكرم "أبو شجاع" يشارك في تشييع شهداء معركة مخيم نور شمس، موضحا أن ذلك جاء بعد نشر الإعلام العبري أنباء عن اغتياله.

وأعاد الباحث علي أبو رزقي، نشر المقطع الذي عرضه المراسل صهيب، واصفا المشهد بـ"المهيب جدا"، ودعا الله أن يحفظ الضفة ومقاومتها وامتداداتها.

وعلق الصحفي والناشط السياسي محمد عبدالعزيز، على المقطع ذاته، قائلا: "هكذا يحتفى بالأبطال القابضين على الزناد في وجه العدو"، معربا عن سعادته باستقبال قائد كتيبة طولكرم خلال تشييع جثامين الشهداء الذين ارتقوا بمخيم نور شمس.

وتساءل: "ماذا بقي لعرابي السلام والاستسلام للعدو أمام مشهد احتضان المقاومة ورجالها في الضفة المحتلة بعد فشل الاحتلال باغتياله".

وقال الإعلامي رضا ياسين: "أبو شجاع حي يرزق".

خيانة السلطة

وتنديدا بدور السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بالضفة، أشار أسامة دمور، إلى وقوع اشتباكات مسلحة عنيفة بين المقاومين وأجهزة السلطة أثناء قيامهم بمصادرة عبوات ناسفة في بلدة طمون قرب طوباس.

وعلق عامر القصص، على تغريدة دمور، قائلا: "السلطة قامت اليوم بتفكيك عبوات كانت مزروعة لجيش الاحتلال في طمون قضاء طوباس، هذا هو دور السلطة لمن يسأل أين تكون أثناء الاجتياحات".

وأضاف: "شباب يخاطرون بأنفسهم من أجل استهداف الاحتلال كما رأينا اليوم في المغير وفيديو النبي إلياس، وسلطة أوسلو تغدر بهم وتطعنهم من الخلف".

وأشار أكرم المزيني، إلى أن "أجهزة السلطة حاولت قتل أبو شجاع في طولكرم وكانت تحاصر مخيم نور شمس من أجل أن يرضى جيش الاحتلال عنهم"، لافتا إلى أن جيش الاحتلال وأجهزة السلطة يقتحمون بلدة طمون ويزيلون عبوات زرعها المقاومون.

وقال المحامي محمود الخطيب: "تعجز أن تعبر عن غضبك من تصرف السلطة الفلسطينية مع شباب المقاومة، في مدينة نابلس أجهزة السلطة تعمل على تفكيك عبوات وتفجيرها".

إفلاس نتنياهو

وتحت عنوان عن هجوم نتنياهو على مفاوضيه وأعضاء في "مجلس الحرب" واستقالة رئيس "أمان"، أشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن نتنياهو هاجم أعضاء فريق التفاوض بشأن صفقة الهدنة والتبادل، واتهمهم بإلقاء "إحاطات كاذبة" و"زرع اليأس بين عائلات الرهائن"، ثم هاجم زملاء له في مجلس الحرب، ورفض الحديث في إستراتيجية الحرب وأسئلة ما يُسمّى "اليوم التالي".

ولفت إلى أن ذلك تزامن مع استقالة (اللواء أهارون حاليفا) رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، مكرّرا الاعتراف بالمسؤولية عما جرى في 7 أكتوبر، موضحا أنه كان هو ذاته قد تحدث قبل نحو ثلاثة أسابيع (حسب يديعوت أحرونوت) مع رؤساء قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات، وقال إنه "ليس مؤكّدا أننا تجاوزنا الأسوأ، فنحن أمام أيام معقّدة".

وقال الزعاترة، إن الدلالة الأهم لكل ما ذُكر هو أن مأزق الغزاة ما زال على حاله، وليس مأزق نتنياهو وحده في مطاردته العبثية لـ"النصر المطلق"، وهو مأزق تصنعه بسالة المقاومة وعظمة صمود شعبنا، وينعكس تبعا لذلك في هذه النزاعات اليومية، خاصة في ظل ضغط قضية الأسرى على المجتمع والقيادة.

ودعا إلى تذكر أن "غدا (23 أبريل 2024) هو اليوم رقم 200، في حرب بين قوة إقليمية كبرى، تدعمها أكبر قوة في العالم، وبين قوة مقاومة مُحاصرة في إقليم صغير مُحاصر يساوي 1.35 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية"، متسائلا: "أليست معركة تاريخية وأسطورية بامتياز؟".

وعد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، وعيد نتنياهو بتوجيه ضربات قاسية وموجعة لحركة حماس قريبا، "الإفلاس بعينه"، مذكرا بأن العدو وجه في عام 89 ضربة كبيرة لحماس اعتقل فيها كل قيادتها وعناصرها، ثم في عام 92 وجه ضربة أخرى بإبعاد 450 من قيادات حماس والجهاد لجنوب لبنان.

وذكر أيضا بأن بين الأعوام 1995 و 2000 وجّهت أكبر ضربة لحماس والجهاد اعتقالات واغتيالات قامت بها السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني "لم يبق في فلسطين شخص يتجرأ أن يقول أنا حماس وقتها".

وأضاف أبو سلمية، أن بين عامي 2001 و2004 وُجّهت لحماس ضربات هائلة العشرات من قادتها الكبار والميدانيين تم اغتيالهم واعتقالهم، قائلا إن "كل ذلك وأكثر كانت نتيجته ما شاهد العالم في السابع من أكتوبر".

وأكد أن "هذا العدو لا يفهم أن ذروة الحياة لنا هي الشهادة في سبيل الله، وأن الضغط الاقتصادي والعسكري لا يُنتج مجتمعا مردوعا كما يتوقع، بل مجتمعا يتحدى ذاته ليصنع لنفسه ولأمته مجدا وعزة لا يفهمها العدو ولا من يقف في صفه".

وقالت الإعلامية مايا رحال: المجرم نتنياهو صرح بأنه سيزيد الضغط على حركة حماس للقبول بشروطها في صفقة التبادل بزيادة القصف العشوائي على مدينة رفح". 

وأضافت: "اليوم نتنياهو يرتكب مجزرة ومذبحة جديدة ولكن هذه المرة في رفح يذهب ضحيتها أطفال ونساء للأسف ضحايا هذه الحرب السادية هي في المدنيين العزل فقط".

وعد جمال محروم، كلمة نتنياهو اعتراف بأنه يضغط على حماس بالضربات العسكرية التي تؤدي إلى قتل خدج رضع أطفال ونساء، مؤكدا أن "هذا اعتراف صريح وواضح عن القتل المتعمد لمن لا ذنب لهم في غزة وسيلة ضغط".