نتنياهو يستأنف قصف غزة بعد سوريا واليمن.. وناشطون: يهرب من أزماته

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

انقلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليدشن فجر 18 مارس/آذار 2025 سلسلة مروعة من الغارات على جميع أنحاء القطاع، أدت إلى سقوط أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى.

وزعم ديوان نتنياهو، أن الهجمات جاءت بعد رفض حركة المقاومة الإسلامية حماس مرة تلو الأخرى “إعادة مخطوفينا” ورفض عروض الوسطاء، مصدِرا هو ووزير جيشه يسرائيل كاتس أوامر “بالتحرك بالقوة ضد الحركة”.

من جانبها، عدّت حماس هذا الهجوم "استئنافا" لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وانقلابا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.

وأضافت الحركة في بيان: "نتنياهو وحكومته النازية المتطرفة يعرّضون الأسرى (الإسرائيليين) في غزة إلى مصير مجهول".

وطالبت الوسطاء بـ"تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.

ويأتي العدوان في ظل سياسة تجويع ممنهجة بدأها الاحتلال منذ 2 مارس حينما أغلقت إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية.

ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.

في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.

وهدد يسرائيل كاتس، بفتح أبواب الجحيم في غزة إذا لم تفرج حماس عن جميع الأسرى، قائلا: "لن نتوقف عن القتال حتى يعودوا جميعهم إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".

وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن غاراتها على غزة.

وأعادت تصريحات سبق أن قالها الرئيس الأميركي، مضيفة: "مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا. ستُفتح أبواب الجحيم".

وندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بخرق الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق، واستئناف عدوانه على قطاع غزة بعد ساعات من قصفه محيط مدينة درعا جنوبي سوريا، ما أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين وإصابة 19 آخرين.

كما جاء بعد إصدار ترامب أوامر للجيش في 15 مارس 2025، بشن "عملية عسكرية حاسمة وقوية" ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين" الحوثيين، واضعا بصمته الثانية في السياسة الخارجية تجاه الجماعة بعد أن صنفها إرهابية عقب وصوله إلى البيت الأبيض.

وقالت جماعة الحوثي: إن عدوانا أميركيا في نحو 40 غارة استهدف عدة مدن يمنية بينها العاصمة صنعاء، مساء 15 مارس، أسفر عن مقتل 31 شخصا وإصابة 101 آخرين، بينهم أطفال ونساء.

وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ضمن وسوم عدة أبرزها #غزه_تحت_القصف، #درعا، #نتنياهو، #الاحتلال_الإسرائيلي، وغيرها، استنكروا استمرار آلة القتل الإسرائيلية في قصف الأبرياء بلا رادع، وسط خذلان عربي إسلامي.

وأكدوا أن نتنياهو عاد للحرب لعدة أسباب أهمها الهروب من تداعيات تفكيك الدولة العميقة وضرب منافسيه وإرضاء اليمين المتطرف وإسكات الأصوات الداعية للتحقيق في قضايا الفساد والفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتمرير الموازنة العالقة في الكنيست (البرلمان).

وجاء استئناف العدوان بعد يوم من قرار نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الحالي رونين بار، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة داخل الكيان أدت إلى خروج مظاهرات رافضة ومناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي. 

كما يأتي في ظل محاكمة نتنياهو بتهم الفساد؛ حيث كان من المقرر أن يمثل في 18 مارس أمام المحكمة لكنه طلب التأجيل بسبب التطورات في غزة لتلغى محاكمته في الوقت الحالي.

وشهدت الجلسات الأخيرة غضب نتنياهو أمام القضاة وصراخه في وجههم ومطالبته بمزيد من الوقت للرد على تهم الفساد.

دوافع نتنياهو

وفي كشف لدوافعه من العودة للحرب، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، إن نتنياهو يهرب إلى الأمام ليغطي على مأزقه الداخلي ومحاكمته على فساده وخيانة الأمانة والانقسامات الداخلية.

وأشار إلى أن قرار استئناف الحرب جاء بعدما افتعل نتنياهو أزمة وطرده مدير الاستخبارات الداخلية الشاباك وخضع لإملاءات اليمين المتطرف الذي يرفض الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق مع حماس بوقف العدوان وسحب قوات الاحتلال من قطاع غزة. 

وأكد الشايجي، أن ذلك جاء بتنسيق وضوء أخضر من ترامب وإدارته، وفي استخفاف بالإجماع الدولي وإحراج للوسطاء الرافضين لحرب الإبادة.

ولفت الصحفي أحمد منصور إلى أن استئناف العدوان جاء بعد تفاقم الصراع الداخلي بينه وبين معارضيه وأزمة إقالته رئيس الشابك؛ حيث حذرت كثير من الصحف الإسرائيلية أن الصراع تفاقم داخليا وقد يؤدي لحرب أهلية.

وأكد أن لذلك قرر نتنياهو تحويل أزماته الداخلية وموقفه المهترئ إلى حرب ضد أهل غزة المحاصرين دون طعام أو شراب منذ بداية شهر رمضان مع عجز عربي ودولي مخزي.

وقال منصور: “نتنياهو يستأنف الحرب على قطاع غزة في محاولة للهروب من تفكك جبهته الداخلية والمحاكمات القضائية والصراعات الحزبية”.

وأكد الناشط الإعلامي اليمني عبد الحكيم عامر، أن دوافع نتنياهو ليست كما يروج بأن "حماس لا تتجاوب مع المفاوضات بشأن الأسرى"، والحقيقة أنه يهرب من أزماته الداخلية المتفاقمة، ويستخدم التصعيد كخيار أخير للبقاء.

وأوضح أن مغامرة نتنياهو بالتصعيد لأنه يعتقد أن الحرب ستعيد تماسك حكومته المهتزة، كما يحاول امتصاص الغضب الشعبي الإسرائيلي بعد فشله في تحقيق نصر حاسم، ويريد فرض شروطه بالقوة بعد انهيار المسار التفاوضي.

وتوقع عامر، أن هذه المغامرة قد تنقلب عليه؛ لأن استمرار العدوان لن يؤدي إلا إلى خسائر أكبر، وبدلا من تحقيق نصر سياسي، قد يجد نتنياهو نفسه معزولا داخليا وخارجيا، في مواجهة مقاومة لم تنكسر، ومعارضة إسرائيلية غاضبة، وتزايد الضغط الدولي بسبب جرائم الحرب.

وقال: "إذا كانت ورطة نتنياهو في وقف الحرب كبيرة، فإن ورطته في العودة إليها قد تكون القشة التي تقصم مستقبله السياسي".

وقال المحلل السياسي أحمد الحيلة: إن استئناف الاحتلال العدوان على غزة، يعود لعدة أسباب وأهداف أهمها الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ما يطيل بقاء نتنياهو في السلطة لأطول مدّة ممكنة، ويساعده في تأجيل محاسبته على فشله في معركة طوفان الأقصى. 

وأضاف أن نتنياهو استأنف العدوان للهروب من أزمته الداخلية مع الأجهزة الأمنية، والتي كان آخرها مع رئيس الشاباك رونين بار، وحتى مع الرأي العام الإسرائيلي الذي يتحضّر لمظاهرات ضخمة ضده في المدن كافة يوم الأربعاء (19 مارس)، أي معالجة أزمته الداخلية بـ(افتعال) أزمة خارجية.

وتابع الحيلة: "الأكثر أهمية والأخطر، أن العدوان العسكري الأميركي على اليمن، منح نتنياهو فرصة تاريخية للتصعيد (وهو بالضرورة منسّق مسبقا بين واشنطن وتل أبيب)، لتكونا في جبهة واحدة ضد أعدائهما المشتركين، لإعادة رسم الشرق الأوسط، عبر تصفية خصومهما واحدا تلو الآخر".

وأشار إلى أن ذلك يفتح الطريق أمام إسرائيل الكبرى أو توسيع حدودها على حساب الأراضي والدول العربية، مؤكدا أن المنطقة ساخنة والتحوّلات قد تكون إستراتيجية وعميقة، ومن يعتقد أن في الصمت سلامة فهو واهم.

ضوء أميركي

وفي تأكيد على أن قرار رئيس وزراء الاحتلال استئناف عدوانه على غزة جاء بضوء أخضر من الرئيس الأميركي، قال خبير إدارة الأزمات مراد علي، إن ‏الجرائم البشعة التي تُرتكب الآن بحق أطفالنا ونسائنا ثمرة اتفاق ترامب مع نتنياهو.

وأضاف أن ‏الإدارة الأميركية الجديدة، تجاوزت كل من سبقها في دعمها المطلق لإسرائيل، وزوّدتها بأسلحة وذخائر لم يسبق أن امتلكتها في تاريخها.

‏وحث علي، على مواصلة المقاطعة قائلا: "كل دولار ننفقه في شراء المنتجات الأميركية، أو نستثمره في اقتصادهم، أو في الاستعانة بشركاتهم، هو سهم يُغرَس في جسد أهلنا في فلسطين، ومساهمة مباشرة في تمويل آلة القتل الصهيونية التي تحصد أرواح الأبرياء".

وأشار المحامي عبدالقادر هاشم إلى أن ضوءا أخضر -أميركيا- بالسماح لمئة طائرة حربية بقصف المدنيين -العُزَّل- في غزة، مستنكرا ترديد من وصفهم بـ"طواليش" الأمة، أن أميركا شريك إستراتيجي في طريق إحلال السلام الدافئ، والأحضان المِلَهلِبة!!.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "لا عهد لهم ولا ذمة، منذ ألقوا بيوسف في غيابات الجُبّْ"، قائلا: "هذه أوطاننا، وسنعيدكم - قريبا - إلى الشتات".

وقال بشير القاز: “بضوء أخضر من واشنطن، السفاح نتنياهو المعروف بشغفه بإشعال الحروب أكثر من شغف الطفل بالحلوى يقرر ببساطة أن الهدنة ليست ممتعة بما فيه الكفاية، فينقضّ عليها كعادته معلنا عودة القصف وكأن الاتفاق كان مجرد استراحة إعلانية في برنامجه الدموي المعتاد”.

وعلق سالم المصعبي، على تصريح البيت الأبيض بأن إسرائيل استشارت أميركا في استئناف الغارات قائلا: “ترامب منح نتنياهو ضوءا أخضر لنكث الاتفاق  وليفعل ما يشاء بأطفال غزة" عبر السلاح الذي تم تزويد تل أبيب به بعد وصوله للبيت الأبيض.

وقال سعيد الهاشمي: "كان بإمكان ترامب أن يطلب من نتنياهو تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى المتبقين إلى ديارهم، لكنه بدلا من ذلك منحه الضوء الأخضر لفرض حصار جديد، والآن مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل في مخيم الموت المحاصر في غزة".

استنكار الخذلان

واستنكارا للصمت والخذلان العربي وتقديم مقترحات للأنظمة الحاكمة، أكد الأكاديمي إبراهيم الانصاري، أن دماء المسلمين أصبحت رخيصة؛ لأن مليار ونصف مليار مسلم بينهم 400 مليون عربي صامت وجبان وحكام متخاذلين مع العدوان، إما خوفا من أميركا أو لحفظ كراسيهم ومصالحهم الدنيوية.

وحذر من أن اللعنة ستحل على الجميع وانتقام الله شديد، قائلا: إن المجرم ترامب هو المسؤول الأول عن هذه المذابح التي تحدث في غزة واليمن.

وأشار المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى ارتقاء مئات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني هستيري على تجمعات مدنية في قطاع غزة، مؤكدا أن نتنياهو يهرب من أزمته الداخلية العاصفة باستئناف الحرب، ومع غطاء من مجرم البيت الأبيض.

ولفت إلى أن الحرب هذه المرة مع الحصار المطبق والتجويع، قائلا إن "صمت الوسطاء وكل العرب جريمة، بخاصة أنه يستهدف سوريا ولبنان أيضا".

وتساءلت الطبيبة علياء القيسي: "الدول العربية والإسلامية السعودية الأردن تركيا قطر أفغانستان باكستان ما الذي جرى لكم، مكممي الأفواه، وفي نوم عميق، وكأن نتنياهو يوزع الورود لأبناء غزة ولا يرتكب الإبادة الجماعية بحقهم".

وتابعت تساؤلاتها: "هل أرعبكم ترامب؟ الا تخجلون أن اليمن هو الدولة الوحيدة التي تساند أبناء غزة بالدم والموقف؟".

وكتب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "اقطعوا البترول، اطردوا السفراء، امنعوا التبادل التجاري، كفاية خيانات يا حكام العار والذل".

وحث الصحفي فايد أبو شمالة، الدول العربية والإسلامية على أن تضع هدفا سياسيا بإسقاط نتنياهو "وإلا فإن هذا المجرم الموتور سيجر المنطقة والعالم إلى الدمار في سبيل البقاء".

وأكد أن "ترامب بلا عقل سياسي ويندفع خلف نتنياهو بدون تفكير في العواقب ويجب تهديد مصالح ترامب الاقتصادية والسياسية".

وتساءل أبو شمالة: “هل يفعل المطبعون ما وعدوا به وبرروا تطبيعهم به ويستخدمون وسائل الضغط المسموح بها مثل قطع العلاقات وسحب السفراء والعقوبات الاقتصادية والتجارية وهل يفعل غير المطبعين ما ينبغي فعله لردع المجرم؟”

حصار السفارات

وفي استنهاض لهمم الشعوب، قال رئيس تحرير مجلة الفلق سعيد المسكري: إنه لا يرى بديلا عن حصار السفارات الأميركية على امتداد الوطن العربي والعالم، مؤكدا أن جنون الصهيونية يجب أن يقابله جنون الشعوب وخروجها عن طورها، ومواجهة العدو الأميركي باللغة التي يفهم.

وأضاف: "لا يكفي أن تخرج تجمعات صغيرة هنا وهناك، بل يجب أن يكون خروجا غاضبا وجمعيا على امتداد بلاد الإسلام، ولا يمكن لمثل هذا الحراك أن ينجح دون استنفار القيادات المجتمعية بكل أطيافها وأنواعها".

وحث المسكري أصحاب الفتوى وأئمة المساجد وأساتذة الجامعات ورؤساء الأحزاب أو شيوخ القبائل والنقابات والجمعيات الأهلية والفرق الأهلية ورؤساء البلديات والمفكرين والأدباء... وكل من له قاعدة شعبية من الناس، على القيام بذلك.

ورأى الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن هذا وقت الغضب الحقيقي والنزول للشوارع رفضا للجريمة الصهيونية ضد الصائمين في غزة، وأن هذا وقت الاعتكاف أمام السفارات لوقف العودة لجريمة الإبادة من جديد، والتي حرقت عشرات الأطفال في غضون دقائق.

وقال: إن هذا وقت إعادة انتشار المئة ألف مصلٍّ من داخل الأقصى إلى خارجه والصراخ لأجل غزة وأطفالها، ووقت خروج عشرات الآلاف لشوارع الضفة الغربية، ممن خرج لاستقبال أسراه قبل شهر من الآن، هذه لحظة الوفاء للقطاع المراد ذبحه من الوريد للوريد.

وأكد ناصر البادي، أن استمرار الإرهاب الصهيوني ضد غزة، ودعم الإدارة الأميركية للمجازر الصهيونية لا بد أن تقابله الشعوب العربية والمسلمة برد فعل يساوي جرائم واشنطن واستخفافها بحق ودماء الشعوب العربية والمسلمة بدعمها المطلق للكيان الصهيوني.

وقال الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية عبدالله عقرباوي: "مسؤوليتنا كشعوب مضاعفة هذه الأيام، فغزة مفروض عليها الحرب، وخيارها معلوم وهو الصمود والمواجهة. ولا يجوز تركها وحدها ساعة واحدة إضافية". 

وأضاف: "لدينا خيار الإضرابات المفتوحة والاعتصامات والضغط على الحكومات العربية بالتوجه نحو فلسطين كي تضغط على ترامب ونتنياهو، فالأخير في وضع صعب ولكن يجب التصدي له".

استهداف درعا

وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على درعا، قال الناشط الحقوقي بلال نزار ريان: "شهداء درعا اليوم هم شهداء غزة، دمهم دمنا، وثأرنا مع إسرائيل لا ينتهي، فالقضية واحدة، والمصير واحد، والعدو واحد".

ورصد رسام الكاريكاتير عمار آغا القعلة، الغايات التي دفعت نتنياهو لقصف درعا، ومنها  الضغط الكبير داخل إسرائيل عليه وهروبه للأمام في قصف سوريا، واللعب على المتناقضات في الداخل السوري، بدعم السويداء وقصف درعا.

وأوضح أن نتنياهو قصف درعا، للتغطية على النجاح الدبلوماسي للحكومة في بروكسل وعلى ترحيب الأمم المتحدة بالإعلان الدستوري، والضغط على القيادة الجديدة في سوريا لدفعها لسلوك متهور.

وكذلك للتغطية على نجاح الجيش السوري في ضبط الحدود مع لبنان وكسب نقاط في مكافحة الإرهاب لا تناسب نتنياهو.

وأكد القلعة، أن نتنياهو قصف درعا، للتركيز على مسألة إخلاء الجنوب من السلاح رغم أنه يقصف ثكنات فارغة تقريبا ويقتل المدنيين، وفقدانه السيطرة على إدارة ملف الأقليات في سوريا خاصة الملف الكردي الذي حسمته تركيا مع الولايات المتحدة وسوريا.

ورأى أن سوريا يجب أن تدعو إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ورفع شكوى شديدة اللهجة لمجلس الأمن، مؤكدا أن كل هذه النقاط ستأخذ نتنياهو إلى الفشل، وأن حكمة السوريين شعبا وقيادة ستحصنهم من مخططاته وعربدته المستمرة.

واستنكر الحقوقي عمر إدلبي، أن العنجهية والتفلت الصهيوني بلغ حد قصف ثكنة عسكرية لا جنود ولا أسلحة فيها وسط حي سكني في مدينة درعا، وعدها رسالة واضحة الدلالة على قرار العدو بضرب الاستقرار الهش في سوريا المنهكة وإضعافها فوق ضعفها، ودعم مطامع الطامعين بتفتيتها.

وأكد أن الحراك الشعبي مطلوب، وعلى الدولة السورية أن تتحرك بجدية وفاعلية لتنشيط دبلوماسيتها لوقف هذه العربدة العدوانية.

وتساءل الصحفي طارق الحميد: "هذه العربدة الإسرائيلية إلى متى؟ أين المواقف الدولية التي هبت دفاعا عن الأقليات عن ما يفعله الإسرائيلي في سوريا، ودون أي مبرر؟! أين "رفض" الجامعة العربية؟ وأين "قلق" الأمم المتحدة هذه المرة؟!"