بعد تقليص صلاحيات المحكمة العليا.. هل يستقيل هرتسوغ لإيقاف مخطط نتنياهو؟

قسم الترجمة | منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع عبري الضوء على موقف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، من الأزمة السياسية التي يعيشها الكيان بسبب تشريعات "إصلاح القضاء" المثيرة للجدل، وأوراق الضغط التي قد يستخدمها لحل الأزمة، خاصة مع مصادقة الكنيست على مشروع قانون "الحد من المعقولية".

وفي 24 يوليو/ تموز 2023، صادق الكنيست (البرلمان) نهائيا، على مشروع قانون "الحد من المعقولية" ضمن حزمة تشمل 8 مشاريع قوانين تُعرف بـ"خطة التعديلات القضائية" تدفع بها الحكومة وسط احتجاجات عارمة بالبلاد.

والقانون الجديد له صلاحية منع المحاكم الإسرائيلية، بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم "معيار المعقولية" على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون.

وقال موقع "زمان" في تقرير له، إن "الرئيس هرتسوغ يشعر بالقلق أن يرى البلاد ممزقة، لكنه لا يستطيع أن يفعل الكثير في ظل الوضع الراهن".

ووفق الموقع العبري، فإن "هرتسوغ متخوف من أن يكون هناك المزيد من الحلقات، ولم يعد أمامه إلا التهديد بالاستقالة لصد حكومة نتنياهو عن الاستمرار في إقرار باقي التعديلات القضائية".

شرط المعقولية

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "شرط المعقولية يسمح للمحاكم، بما في ذلك المحكمة العليا، بإلغاء قرار السلطات المنتخبة، إلى الحد الذي يتبين أنه غير معقول".

وأضافت أن "معيار المعقولية هو جزء من آلية الضوابط والتوازنات، وهو أداة مهمة تستخدمها المحكمة لحماية حقوق الجمهور ضد القرارات التعسفية للحكومة وسلطات الدولة".

ويعتمد نظام الحكم في إسرائيل على النظام البرلماني، حيث إن رئيس الوزراء هو الذي يمارس السلطة التنفيذية، بينما يُعد دور الرئيس شرفي إلى حد بعيد.

وقال موقع "زمان" إن "هرتسوغ يظل غير مدرك -حتى بعد زيارته إلى الولايات المتحدة- أن الحل الذي قد يكون مقبولا للأميركيين، لا يُجدي نفعا لدينا هنا".

وفي 18 يوليو/ تموز 2023، زار هرتسوغ الولايات المتحدة، والتقى بالرئيس جو بايدن، وألقى كلمة أمام مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ).

وحسب التقرير، فإنه "خلال الزيارة، قصَّ الرئيس بايدن على نظيره الإسرائيلي قصة عن السيناتور تيد كينيدي، الذي سأله في سبعينيات القرن الماضي عمّا يمكن فعله لتعزيز الاهتمامات والمصالح السياسية للأحزاب المختلفة".

وقدم بايدن حينها اقتراحا لكينيدي بالتوجه يوميا إلى "الغرفة الصغيرة" -وهي غرفة جانبية تُستخدم لعقد اجتماعات التسوية في الكونغرس- وهناك يمكنه أن يلتقي بأكبر عدد ممكن من السياسيين من الحزب الجمهوري، والتفاوض معهم لإنجاز الأمور العالقة.

وحسب الموقع العبري، فإنه خلال وجوده في الكونغرس، اُخبر هرتسوغ عن التعاون بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، اللذين -كما نعلم- لا يكنان حبا لبعضهما بعضا، لكنهما متحدان من أجل الحفاظ على أميركا.

"وبهذه الطريقة أقر الحزبان الأميركيان أخيرا قانون سقف الدين وقوانين أخرى، لكن في إسرائيل لا تسير الأمور على هذا المنوال"، وفق موقع "زمان".

واستطرد: "حيث يدرك الجميع أن الحكومة الحالية لن تتوقف عند حدود التشريع الحالي، بل إن فصولا إضافية ستأتي بعده".

وتابع: "يواجه نتنياهو مشكلة قانونية خاصة به، وبالإضافة إلى ذلك، فهو محاصر بين أيدي وزراء من اليمين وحزبه الليكود، الذين يمكنهم تعطيل عمل الحكومة وتفكيكها".

لا حلول وسطية

وأكد الموقع العبري أنه "حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة، إذ إن هرتسوغ لا يفهم أنه لا يستطيع التوصل إلى حل وسط مع خصوم مثل وزير العدل ياريف ليفين، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ورئيس لجنة الدستور والقانون في الكنيست، سمشا روثمان".

وشدد على أن "الخيار الوحيد المتاح للرئيس بعد المصادقة على قانون الحد من المعقولية، هو التهديد بالاستقالة".

وأضاف الموقع: "قد تكون هذه هي الوسيلة لصد المنظومة التي تتجه نحو الفشل، ولا أحد يعلم ذلك أفضل من هرتسوغ".

وخلال المحادثات، أُخبر هرتسوغ من قِبل بايدن ومستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أن "الانشغال بالإصلاح في إسرائيل يستنزف طاقتهم".

وأردف التقرير: "يبدو أن الأميركيين ربما يستنتجون ذلك من التقارير الاستخباراتية، ويحللون قدر الانقسام وتشتت الجهود في إسرائيل، ويلاحظون كيف يتصاعد هذا الأمر ليشكل تهديدا متزايدا على إسرائيل".

وتابع: "هناك احتمالات التفكك في قوة الاحتياط للجيش، والانقسام الاجتماعي، والتأثير الاقتصادي، والتداعيات الفورية على الجمهور والمعنويات الوطنية، بعد تمرير قانون (الحد من المعقولية)".

واستذكر موقع "زمان" أن "ما يزيد عن مائتي متظاهر، استقبلوا الرئيس هرتسوغ خلال حدث للجالية اليهودية لتذكيره بالمسألة الحالية".

وخرج هؤلاء المتظاهرون للاحتجاج، على طول الطريق إلى حديقة "أفنيو" في نيويورك، وهتفوا "الديمقراطية أو الثورة". 

"وكما يظهر بوضوح في الظروف الصعبة الحالية، يجب على الرئيس هرتسوغ نفسه أن يقف صلبا، وإلا فلن يحدث الكثير من التقدم في هذه الأزمة"، وفق التقرير.

انتحار قومي

وذكر الموقع العبري أن "إسرائيل تتجه نحو الانتحار القومي"، حسبما صرح أحد كبار المسؤولين الحكوميين للرئيس هرتسوغ.

ويتزايد هذا الخطر -وفق التقرير- في ظل "الوضع في الضفة الغربية، واحتمال تفكك السلطة الفلسطينية، وسحب خيار حل الدولتين من على الطاولة".

ولذلك، فإن "قرار مجلس الوزراء الأخير بتمرير الدعم المالي للسلطة الفلسطينية قوبل بالارتياح في البيت الأبيض"، حسب الموقع.

وأكد التقرير أن "الولايات المتحدة تمر بالعديد من التحولات الداخلية التي لا تخدم مصلحة إسرائيل".

ورأى أن "نفوذ التقدميين في حزب الديمقراطي يتعاظم، وهم لا يرغبون في أي تواصل مع المستبدين، مثل حكام السعودية، وحتى إن لديهم مشكلات مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي".

وشدد التقرير على أن "هذا يجعل الجهود الرامية للوصول لاتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، تحتاج إلى تخطي عقبات كثيرة".

وأردف أنه "لم يعد الجيل الأصغر في المجتمعات اليهودية يتعاطف مع إسرائيل كما كانوا في الماضي، وحتى الإنجيليون لم يعودوا كما كانوا من قبل، خاصة الأصغر سنا منهم".

وقال الموقع إنه "في محادثات خاصة، أطلق السفير الأميركي السابق إلى إسرائيل، توم نيدس، على بايدن لقب (آخر رئيس صهيوني)".

وكرر تأكيده على أنه "يجب على هرتسوغ الاستقالة لوقف أي فصول إضافية من خطة الإصلاح القضائية التي تدفع بها حكومة نتنياهو".

وأردف: "إذا لم يحدث ذلك، فإن هرتسوغ سيكون رئيسا لدولة على شفا الديكتاتورية، بعد زيارته لقلب الديمقراطية".