فرنسا والدول العربية في 2022.. دبلوماسية دافئة لتعويض برود العلاقات بإفريقيا

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في الوقت الذي يضعف فيه نفوذ باريس في إفريقيا، لفت انتباه محللين زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدول العربية واللقاءات التي يجريها مع قادتها.

وعن هذا الأمر، يقول تحليل نشرته وكالة الأناضول التركية: "بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها في الاجتماعات الدولية التي انعقدت خلال عام 2022، زار ماكرون 6 دول عربية على الأقل، واستضاف العديد من القادة العرب في باريس".

تُظهر كل هذه الزيارات اهتمام ماكرون بالدول العربية، التي يُنظر إليها على أنها تلعب دورا نشطا في أزمة الطاقة العالمية، وفق التحليل الذي نشرته الوكالة الرسمية للكاتب التركي مصطفى دالاف.

إذ تستضيف دول عربية، أحداث دولية مثل كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر وانعقاد المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في إطار اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ (COP27) في مصر.

بالإضافة إلى ذلك، كانت التطورات داخل البلاد مؤثرة أيضا في توجيه ماكرون لبوصلته الى الدول العربية. 

لأنه وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا، أفلت ماكرون من ضغط اليمين المتطرف "المعادي للعرب والمسلمين".

بعد انشغاله بحرب أوكرانيا في فبراير/شباط ثم الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل/نيسان 2022، كثف ماكرون من الزيارات المتبادلة مع قادة الدول العربية.

زيارات ماكرون

وبعد أن انتخب لرئاسة الجمهورية للمرة الثانية، بدأ ماكرون زياراته للدول العربية، إذ توجه لحضور جنازة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان في 15 مايو/أيار.

عقب حوالي شهرين من هذا، زار رئيس دولة الإمارات الجديد، محمد بن زايد آل نهيان، باريس بعد توليه منصبه.

كما التقى ماكرون بالرئيس الموريتاني محمد شيخ الغزواني في أبوظبي. وجرى خلال الاجتماع بحث التطورات في منطقة الساحل.

وفي 25-27 أغسطس/آب، زار الرئيس الفرنسي الجزائر "لجر إسفنجة على الخلافات الدبلوماسية والتاريخية والأمنية والطاقة"، حسب قول الكاتب.

ويرى أنه وبهذه الزيارة انتهت "الأزمة على المستوى الدبلوماسي" والتقى ماكرون بنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون. 

وبالمثل، التقى مسؤولين عسكريين وأمنيين من البلدين. وأضاف الكاتب أنه مع ذلك، لم تحل العديد من القضايا في الاجتماع وجرى تأجيلها.

ثم تابع الكاتب قائلا؛ سافر ماكرون إلى شرم الشيخ في 6 نوفمبر/تشرين الثاني لحضور قمة المناخ في مصر. هنا التقى برئيس النظام عبد الفتاح السيسي، كما التقى بتبون مرة ثانية.

وانتقل الأمر الى تونس، حيث جلس ماكرون على الطاولة مع نظيره التونسي قيس سعيد في القمة الفرنكوفونية الثامنة عشرة التي عقدت في جزيرة جربة التونسية يومي 19 و20 نوفمبر.

وفي كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر، لعبت فرنسا نصف النهائي ضد المغرب في 14 ديسمبر والمباراة النهائية ضد الأرجنتين في 18 ديسمبر. 

والتقى ماكرون، الذي ذهب إلى قطر لمشاهدة المباراتين، الأمير تميم بن حمد آل ثاني.

وأخيرا حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، والذي استضافه الأردن في 20 ديسمبر، وناقش القضية الفلسطينية مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فضلا عن التطورات في العراق وسوريا ولبنان.

الزيارات العربية

حسب قول الكاتب، فإن ماكرون لم يكتف بزيارة قادة الدول العربية فحسب، بل استضاف أيضا العديد منهم في بلاده. 

إذ استضاف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الإمارات وأمير قطر ورئيس النظام المصري.

وزاره ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس الصيف الماضي. 

كما استقبل ماكرون ابن سلمان مرة أخرى في نطاق قمة مجموعة العشرين التي عقدت في جزيرة بالي الإندونيسية في 15 و16 نوفمبر.

مع لقائه معظم المسؤولين العرب باستثناء قادة ليبيا والسودان والكويت وعمان وسوريا ولبنان والمغرب، يحاول ماكرون- حسب ظن الكاتب- تعويض سياسته الفاشلة في إفريقيا.

وخاصة في سياسته مع جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، من خلال إقامة علاقات مع العالم العربي.

وتابع الكاتب؛ وفي هذا السياق، فإن الرئيس الفرنسي مهتم بالمشاركة في المؤتمرات والمنظمات الدولية التي تعقد في الوطن العربي.

حتى إنه يريد أن يكون حاضرا في شؤون دول عربية وإن لم يلتق بقادتها، مثل ليبيا وسوريا والسودان.

كما أنهت إدارة باريس أزمة التأشيرات مع المغرب والجزائر بإرسال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إلى الجزائر ووزيرة الخارجية كاثرين كولونا إلى الرباط في ديسمبر.

 ويتوقع الكاتب أن تعزز فرنسا علاقاتها مع دول الخليج والجزائر في مجال الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي.

وذكر الكاتب أنه وبحسب الإعلام المغربي، فإن زيارة ماكرون المتوقعة في الربع الأول من عام 2023 إلى المغرب، تهدف إلى إنهاء "الأزمة الصامتة" بين البلدين.

ويعتقد أن ماكرون يحاول أن يثبت أن بلاده لا تزال قوة عظمى ويمكن أن تكون فعالة في حل مشاكل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويأتي الوجود الفرنسي في الدول العربية على الرغم تراجع دورها في القارة الإفريقية. كما يحاول ماكرون كسر نفوذ روسيا والصين في هذه المناطق.