إعلام عبري: صورة إسرائيل تزداد قتامة مع صعود المتطرفين للحكم

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ساهمت الاضطرابات الانتخابية المستمرة في إسرائيل خلال العقد الماضي بشكل كبير في الانقسام الاجتماعي الذي تعمق من حملة إلى أخرى.

وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن الانقسام يعود إلى "أزمة القيادة" التي كانت إحدى سمات هذا العقد والتي أضافت إليها جزءا من الظلام.

نار الكراهية

ويرى موقع معاريف أن العقد الأخير يعد من أحلك الفترات وأكثرها صعوبة في التاريخ السياسي والاجتماعي لدولة إسرائيل، إذ اتسم بأزمة قيادية.

وأشار إلى أن زعيم حزب الليكود اليميني "بنيامين نتنياهو" خدم على التوالي طوال هذا العقد كرئيس للوزراء، من 2009 إلى يونيو/حزيران 2021.

وأكد أن أزمة القيادة لم تنبع فقط من انتخابات الكنيست (البرلمان) السبع التي جرت خلال هذا العقد.

ولكن أيضا من حقيقة أنه ولأول مرة منذ قيام الدولة، أدين رئيس الوزراء الأسبق "إيهود أولمرت" في 31 مارس/آذار 2014 بقبول رشاوى في ظروف خطيرة وتزوير وخيانة الأمانة.

وكان هذا بعد إدانة الرئيس الثامن لإسرائيل "موشيه كتساف" في ديسمبر/كانون الأول 2010 بارتكاب جرائم اغتصاب ومخالفة الآداب والتحرش الجنسي. 

ولفت الموقع العبري إلى أن هذا الظلام ازداد بفعل التهم الثلاث في لائحة الاتهام ضد رئيس الوزراء "نتنياهو" أثناء توليه منصبه.

وكانت التهم المتمثلة بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، كالزيت الذي يرش على نار الكراهية بين المعسكرات والأحزاب الإسرائيلية.

ويرى الصحفي والمحلل السياسي "افرايم جانور" أن الاضطرابات الانتخابية المستمرة ساهمت خلال هذا العقد إلى حد كبير في الشرخ الاجتماعي الذي تعمق من حملة إلى أخرى.

وأدى هذا الشقاق إلى "تقسيم الشعب، كما دفع إلى تدهور الكنيست نحو مستوى منخفض لم نعرفه من قبل"، كما قال.

وبين أن هذا الوضع، "خلق هنا نوعا من الحرب بين الأشقاء وأصبحت إسرائيل دولة يعتقد أن النهاية ستكون بعودتها إلى الوراء بسبب هذا التدهور".

وأشار الصحفي جانور إلى أن تفشي وباء كورونا في مارس/آذار 2020 خلق شعورا بأن خطر الوباء سيوحّد الناس.

وكان من بين الذين ساهموا في هذا الإحساس وزير الجيش "بيني غانتس"، وحزب العمل اليساري الذي انضم إلى حكومة الطوارئ لنتنياهو عام 2020، لكنها لم تدم طويلا. 

وأدت الحملة الانتخابية الـ 24 للكنيست إلى نهاية ولاية نتنياهو الطويلة بعد انضمام حزب "يمينا" بقيادة "نفتالي بينيت" وقتها، رئيس وزراء إسرائيل الثالث عشر إلى "كتلة التغيير" بالتحالف مع يائير لابيد.

وخلقت علاقة بينيت ووزير خارجيته يائير لابيد، وغانتس، وحزبي العمل، وميرتس، وخاصة حزب راعم (القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس)، لمسة أخرى ومختلفة في السياسة الإسرائيلية.

صورة قاتمة

ونوّه المحلل السياسي جانور إلى أن عملية "حارس الأسوار" عام 2021 (أطلق عليها الفلسطينيون تسمية -سيف القدس-)، جعلت العلاقة بين فلسطينيي 1948 وإسرائيل أكثر تفجرا.

فالحكومة التي جرى تشكيلها بمساعدة "نفتالي بينت"، وعلى الرغم من وعد حزب "يمينا" بأنها لن تنضم إلى تكتل "يسار الوسط" والعرب، سخنت الأجواء في أروقة السياسة وبين القادة الإسرائيليين.

وازدادت الخلافات على خلفية محاكمة نتنياهو الذي أعيد انتخابه في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين كرئيس للوزراء رغم كل ذلك.

ومساء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلن فوز معسكر نتنياهو بـ64 من مقاعد الكنيست (البرلمان) الـ120 في انتخابات هي الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات وسط ترقب تشكيلة حكومته المقبلة التي يسود الظن أنها ستكون يمينية.

ولفت جانور إلى أنه في هذا الوقت يعمل نتنياهو بكامل طاقته لتشكيل حكومة على أساس نقاء اليمين، ويمكن أن يتولى فيها "أرييه درعي" منصب وزير المالية، وبتسلئيل سموتريتش وزيرا للجيش وإيتمار بن غفير وزيرا للأمن الداخلي.

وكل هؤلاء من أشد اليمينيين المتطرفين الذين مرّوا على تاريخ اسرائيل، بحسب الموقع العبري.

ومن المؤسف أن نقول هنا إنه عندما تكون هذه هي صورة العقد، فلا شك أنها تزداد قتامة، وهي مثيرة للقلق بشكل خاص، كما قال.

وأنهى الصحفي والمحلل السياسي "افرايم جانور" مقالته بالقول: "كثير من الذين حاربوا من أجل الدفاع عن الوطن في حروب إسرائيل وأدوا الخدمة العسكرية الكاملة بنيّة أن يكونوا مخلصين للدولة اليهودية، حيث يتحمل الجميع العبء بالتساوي- سيفهمون بالتأكيد لماذا هذا هو العقد الأكثر ظلمة".

وفي سياق متصل، أشار موقع "القناة السابعة" العبرية إلى أنه ليس من الصعب صنع التاريخ، ما عليك سوى وضع الملاحظة الصحيحة في بطاقة الاقتراع، حسب وصفه.

ويرى الموقع العبري أنه للخروج من اللامبالاة، لا تحتاج إلى سماع حملات للسياسيين أو تخيّل ما يمكن أن يحدث هنا.

ويتخوف المستوطن اليميني والناشط السياسي "عوفيد بهارب" من القفز عن العربة والذهاب إلى المرحلة التالية في تاريخ دولة إسرائيل، وهي الحكومة اليمينية الكاملة.

ولفت بهارب إلى أنه يجب على كل من يهتم بمستقبل إسرائيل أن يسحب كل من يستطيع من العربة السريعة التي تتجه إلى الانهيار الواضح (بسبب احتمالات سيطرة اليمين المتطرف على الحكم).