"ننتظر شاي بلحة".. توقعات ناشطين بعد غياب سلع أساسية في مصر

12

طباعة

مشاركة

بعد ساعات من نفي رئيس اتحاد بنوك مصر محمد الإتربي وجود أزمة في توفير الدولار وتأكيده أن السيولة كبيرة، استغاثت شركة "شاي العروسة" بالنظام لتوفير الدولار اللازم لعمليات استيراد الشاي، الذي يعد من أهم السلع الرئيسة في حياة المصريين.

الشركة التي يعتمد على منتجها غالبية المصريين تقدمت بشكوى رسمية تداولتها وسائل إعلام محلية إلى مجلس الوزراء وعدد من البنوك الحكومية والخاصة، وطالبتهم بتوفير الدولار لضمان عمليات استيراد الشاي.

وطالبت بتمكينها من استلام مستندات الشحن والتخليص الخاصة باستيراد نحو 6 آلاف طن من الشاي، موجودة في الموانئ المصرية منذ أكثر من شهر، موضحة أنها تستورد 60 بالمئة من احتياجات السوق المحلي من الشاي.

وحذرت الشركة من استمرار الأزمة وتداعياتها على السوق المصري، خاصة أن المخزون الموجود في مصر لا يكفي لشهر واحد فقط، كما أن التأخر في إنهاء الإجراءات قد يعرض الكميات الموجودة في الموانئ للتلف.

استغاثة شركة شاي العروسة دفعت الناشطين على تويتر لاستنكار الفشل الاقتصادي المتواصل لنظام عبدالفتاح السيسي، وعدم قدرته على توفير السلع الإستراتيجية، بالإضافة إلى ما قد يلحق هذه الشركات من انهيار يطال العاملين بها.

واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #شاي_العروسة السياسات الاقتصادية الفاشلة للسيسي، وطريقة تعامله مع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وانتقد ناشطون تحجيم النظام لعمليات الاستيراد التي بدأ تنفيذها في مارس/آذار 2022، بغرض السيطرة على سعر الدولار في السوق، ما عرض المصانع المحلية لخسائر فادحة بسبب عدم توفر مستلزمات الإنتاج، وزيادة الأسعار بسبب نقص المعروض من السلع.

وعد ناشطون إعلان شركة شاي العروسة عن أزمتها دليلا على تضخم حجم طاقة الغضب المكبوت لدى المصريين بسبب انهيار الاقتصاد وتدهور الحالة المعيشية للشعب، محذرين من أن انفجار الأوضاع بات قريبا.

مستقبل معتم

وتعقيبا على المشهد، كتب المحلل السياسي هشام قاسم أن شركة شاي العروسة مقرها في الصعيد بعيدا عن أضواء العاصمة، وهي واحدة من كبرى الشركات في الدولة وأصحابها ليسوا من الوجوه المشاركة في الشأن العام من خلال الإعلام أو أي وسيلة أخرى.

وأضاف أن صدور بيان منهم معناه أنهم استنفذوا كافة قنوات التفاهم مع الدولة دون جدوى، وأنهم أكثر فهما لتداعيات نقص الشاي في السوق، متوقعا أن يتبع ذلك المزيد من التحذيرات والاحتجاجات من قطاع المال والإنتاج، وتتصاعد بعد ذلك لمستويات المواطن المستهلك غير المسيس.

وتساءل قاسم: "يا ترى هل هناك من يوضح ذلك للسيسي، أم أنه لا يوجد من يجرؤ على إزعاجه أثناء حواراته مع الذات الإلهية طلبا لعدة آبار غاز أو بترول يتوسع من خلال إيراداتها في مشروعاته العملاقة عربيا وإفريقيا؟".

من جانبه قال أحد المغردين، إن الأوضاع في مصر لا تحتاج جدلا، إذ قال الإعلامي التابع للنظام أحمد موسى، إن الأسعار ستزداد 30 بالمئة الشهر القادم"، فيما شكت شركة شاي العروسة لمجلس الوزراء أنها قد تتوقف عن الإنتاج لعدم وجود دولار لاستيراد شحناتها من الشاي.

ولفت إلى أنه ينقل الأخبار من معسكر النظام، في دلالة على أن الأمور تسوء وتزداد سوءا، متسائلا: "ماذا عن المستقبل؟!".

فيما تهكمت الصحفية ناديا المجد مما أعلنته شركة شاي العروسة، قائلة: "كله إلا مزاج المصريين.. شاي العروسة خط أحمر".

وعلى نفس الوتيرة كتب أحد المغردين: "ما فيش قهوة وما فيش شاي وما فيش سجاير.. هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه".

أكاذيب الحكومة

واتهم ناشطون الحكومة المصرية بتبني الأكاذيب، خاصة بعد النفي الرسمي لوجود أزمة في العملة الأجنبية، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي ودفع الشعب لإيداع أمواله بالبنوك.

ووصف محمود الفيل الحكومة المصرية بالمفضوحة، إذ جاءت شكوى شركة شاي العروسة بعد تصريح المسؤولين أن مصر ليس بها أزمة دولار وأنه متوفر في جميع البنوك.

وتساءلت المغردة شمس: "هي البلد دي فيها حكومة؟"، قائلة: "يعني ميعرفوش إن الشاي سلعة إستراتيجية بغض النظر عن الآلاف اللي هيتشردوا كالعادة لما المصنع يتقفل. يعني دمروا صناعة الدواجن، صناعة الدواء، مصانع الغزل والحديد وغيره".

وأضافت أن السؤال الأهم: "هي البلد دي فيها شعب؟ طب عارف إيه هي حقوقه؟".

واستهجن حسين الرفاعي وصف الموالين للنظام  لمصر بأنها "قد الدنيا"، مستنكرا توالي الأزمات التي تمر بها من أزمة في الشاي والسكر والفلفل والدجاج والبيض وكل شيء يأكله ويشربه الإنسان.

كارت أحمر

وأكد ناشطون أن الشعب بات على وشك الانفجار، وأن استغاثة الشركات الكبيرة بمثابة أدلة على الغضب المكبوت، صابين جام غضبهم على السيسي ونظامه.

وعد أحد المغردين شكوى شركة شاي العروسة دليلا على أن التجار الكبار ورجال الأعمال رفعوا الكارت الأحمر في وجه السيسي، وبدأت معركة عض الأصابع بصورة رسمية وعلانية.

فيما تساءل أشرف عواد: "هل تكون تلك الشكوى المقدمة من أصحاب شركة شاي العروسة بداية الاعتراض والتمرد على الوضع الاقتصادي المنهار؟".

وأرجع ذلك الانهيار إلى احتكار الجيش لكل الدولارات لمشاريعهم الفاشلة، فأصبح السوق بأكمله يعاني الأمرين من السياسة الفاشلة.

بينما حذر المغرد محمد من أن السيسي بأعماله وتضييقه على الشعب عيشته يقول له انزل وثور. وأكد أحمد سليم أن السيسي عميل خائن ينفذ مخططا لتدمير مصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا، حتى تأتي اللحظة المناسبة فيتركها كما يقول المصريون: لا تنفع طبلة ولا طار.

شاي بلحة

وتوقع ناشطون أن تطرح القوات المسلحة أنواع شاي جديدة في الأسواق في استمرار لنهج بسط نفوذ المؤسسة العسكرية الآخذ بالاتساع في الاقتصاد المصري، ومزاحمة المستثمرين المدنيين واحتكاره للأسواق التجارية وفرض الهيمنة العسكرية عليها.

ويجد الاقتصاديون صعوبة في تحديد حجم استثمارات أنشطة الجيش الاقتصادية بشكل دقيق نظرا لعدم توفر بيانات رسمية معلنة، فضلا عن تضارب التصريحات الرسمية بشأن حجم أعماله في إطار الناتج القومي الإجمالي.

ودعا أحد المغردين إلى ترقب طرح نوع شاي جديد في منافذ بيع القوات المسلحة، مستطردا: "شاي يدمرك نفسيا وجسديا ويفقرك من أول رشفة.. لا طعم ولا لون ولا رائحة شاي بلحة الجديد.. للي عايز يبطل شاي يشرب شاي بلحة الجديد".

وكتب مجدي كمال: "انتظروا شاي بلحة من إنتاج الهيئة الهندسية قريبا".

وأعرب أحد المغردين عن شكوكه بأن هذه الأزمة تمهيد لطرح شاي جديد تبع الجيش.