وسط استطلاعات مبهمة.. من يفوز بانتخابات الكنيست الإسرائيلي المقبلة؟

في انتخابات هي الخامسة خلال ثلاث سنوات، تستعد الأحزاب والقوائم الإسرائيلية لخوض انتخابات الكنيست (البرلمان)، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتشكيل حكومة جديدة، وسط توقعات بارتفاع حظوظ حزب "الليكود" اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو.
وفي 30 يونيو/حزيران 2022 صوت المشرعون الإسرائيليون على حل الكنيست بعد انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة نفتالي بينيت، مما مهد الطريق لانتخابات مبكرة، وتسليم وزير الخارجية يائير لابيد قيادة حكومة انتقالية لإدارة مرحلة الانتخابات.
ولم يكن العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استمر ثلاثة أيام خلال أغسطس/آب 2022، بعيدا عن تأثيرات انتخابات الكنيست، فقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الحالي يائير لابيد كان يسعى إلى رفع رصيده الانتخابي من خلال الحرب.
الكنيست الإسرائيلي صوّت بالإجماع على حل نفسه وتبكير موعد الانتخابات العامة في #إسرائيل pic.twitter.com/20rwldykPQ
— صحيفة الاستقلال (@alestiklal) June 30, 2022
خارطة القوى
تتنافس عدد من القوائم والأحزاب الإسرائيلية في انتخابات الكنيست المقبلة، إذ تشكلت العديد من التحالفات، لكن البعض الآخر سيشارك منفردا، وهذا الأمر ينطبق إلى حد ما على القوائم العربية أيضا.
ومن أبرز هذه الأحزاب، حزب "الليكود" بقيادة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، وينضم إلى معسكره أحزاب "شاس" بقيادة أرييه درعي و"الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتس و"يهودية التوراة" بزعامة موشيه غافني، ويسعى أولئك إلى قيادة الحكومة المقبلة.
أما المعسكر المعارض، فيضم أحزاب: تحالف "أمل جديد" بقيادة جدعون ساعر، و"أزرق أبيض" بقيادة وزير الجيش بيني غانتس، وشكل الاثنان تحالفا يتزعمه الأخير لخوض الانتخابات المبكرة.
ومن معسكر المعارضة أيضا، حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، وأحزاب "هناك مستقبل" بقيادة يائير لابيد و"العمل" اليساري بقيادة ميراف ميخائيلي، وحزب "ميرتس" اليساري بقيادة يائير جولان.
وبعيد قرار نفتالي بينيت الذي كان يرأس حزب "يمينا" وقرر اعتزال الحياة السياسية، ترأست الحزب شريكته وزيرة الداخلية أيليت شاكيد وشكلت تحالفا يحمل اسم "الروح الصهيونية" مع رئيس حزب "ديريخ إيرتس" وزير الاتصالات يوعاز هندل.
ويرفض قادة أحزاب "أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا" و"أزرق أبيض" الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو الذي تنظر المحكمة المركزية الإسرائيلية في لائحة اتهام ضده تشمل شبهات ارتكابه جرائم فساد.
وفي السياق ذاته، أعلن زعيم حركة "الكهانية" المتطرفة، إيتمار بن غفير، في 15 أغسطس/آب 2022، أن حركته ستخوض الانتخابات الإسرائيلية في قائمة مستقلة ولن تواصل التحالف مع حركة "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلال سموتريتش.
وأوضح ابن غفير الذي تحمل قائمته اسم "المنعة اليهودية"، في مؤتمر صحفي له، أن عدم مواصلته التحالف مع "الصهيونية الدينية" يرجع بشكل أساسي إلى عدم حرص سموتريتش على مواصلة خوض الانتخابات في قائمة موحدة مع حركته.
أما على صعيد القوائم العربية، فهناك قائمتان رئيستان "العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس، والأخرى القائمة "المشتركة" بقيادة أيمن عودة. والأولى شاركت في الائتلاف الحكومي مع نفتالي بينيت ويائير لابيد، والثانية برزت في المعارضة.
حرب غزة
وفي ظل المنافسة بين الأحزاب الإسرائيلية تشير المصادر العبرية إلى أن حكومة تصريف الأعمال التي يقودها لابيد أشعلت نار الحرب في مسعى منها لزيادة فرص الأخير في الانتخابات، كما كان يفعل أسلافه، ولا سيما بنيامين نتنياهو عندما كان على رأس السلطة لأكثر من 12 عاما، وانتهت ولايته في انتخابات عام 2021.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في 16 أغسطس إن الحرب على غزة بقيادة لابيد فرصة لا تتكرر لتفويت الفرصة على زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، بالفوز في انتخابات نوفمبر.
وبحسب "هآرتس"، فإنه مع مرور كل أسبوع يظل لابيد فيه محصورا في مكتب رئيس الوزراء، يكتسب مزيدا من النقاط في استطلاعات الرأي العام، فيما يتعلق بملاءمته للوظيفة، ويغلق قليلا من الفجوة مع منافسه الرئيس نتنياهو.
من جهته، رأى المحلل الإستراتيجي الأردني منذر الحوارات، أن "العدوان على غزة والفلسطينيين عموما أحد عناصر الانتخابات، لأن المجتمع الإسرائيلي أصبح متطرفا، وتحديدا تجاه القضية الفلسطينية".
وأوضح الحوارات خلال تصريحات لصحيفة "الغد" الأردنية في 17 أغسطس 2022 أن "الساسة الإسرائيليين يحاولون دائما أن يثبتوا أنهم يمسكون بالعصا الغليظة في مواجهة الفلسطينيين في أي مطلب".
وأشار إلى أنه "خلال المراحل الانتخابية نجد أن السياسيين الإسرائيليين المرشحين يعدون أن التشدد بالقضية الفلسطينية يعطيهم فرصة كبيرة أمام هذا القطاع العريض من الناخبين الإسرائيليين".
وتابع الخبير الإستراتيجي، قائلا: "لذلك نلاحظ أنهم يصعدون ويرفعون حدة الصراع مع الفلسطينيين بشكل كبير، وهذا بحسب وجهة نظرهم سيعود عليهم بنتائج انتخابية جيدة".
لكن المحلل الأمني الإسرائيلي روني شاكيد، استبعد خلال حديث لوكالة "الأناضول" في 17 أغسطس 2022 التحليلات التي ربطت بين العملية العسكرية والانتخابات الإسرائيلية العامة.
وقال الخبير الإسرائيلي: "عمليا هناك 3 أشخاص يتنافسون في الانتخابات، وهم رئيس الحكومة يائير لابيد، ووزير الدفاع بيني غانتس، وهما من قادا العملية فعليا، أما الثالث فهو زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو الذي أعلن بعد لقاء مع لابيد دعمه للهجوم".
وفي 5 أغسطس 2022، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على غزة استمر لمدة ثلاثة أيام، ما أدى إلى استشهاد 46 فلسطينيا، وإصابة 360 بجراح متفاوتة الخطورة، وتدمير العديد من المباني السكنية والحكومية في القطاع المحاصر.
نتائج استطلاعية
وعلى صعيد استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل إعلام عبرية، فقد أظهر آخر استطلاع للرأي العام نشرت نتائجه صحيفة "معاريف" في 19 أغسطس 2022 أنه في حال جرت انتخابات فسيحصل معسكر اليمين الداعم لنتنياهو على 59 مقعدا.
وتوزع معسكر اليمين على النحو التالي: "الليكود: 32 مقعدا. شاس: 8 مقاعد. يهودية التوراة: 7 مقاعد. المنعة اليهودية: برئاسة بن غفير 7 مقاعد (على حساب الليكود وشاس). الصهيونية الدينية: 5 مقاعد، مع تحذيرات من أنها يمكن أن تسقط تحت نسبة الحسم".
وفي الجانب الآخر حصل المعسكر الذي يشكل الائتلاف الحكومي على 55 مقعدا. أما القوائم العربية فقد أظهر الاستطلاع حصول القائمة الموحدة على 4 مقاعد، والقائمة المشتركة استقرت عند 6 مقاعد.
وتوقع الاستطلاع اختفاء حزب "يمينا" الذي كان يرأسه نفتالي بينيت، من القوى الفائزة، وأن تحالف "الروح الصهيونية" الذي شكلته شريكته السابقة في الحزب شاكيد، لن ينجح في تخطي نسبة الحسم للتمثيل بالكنيست.
وقبل ذلك أظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الـ 12 العبرية في 28 يوليو/تموز 2022، تصدر فيه حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، وحصوله على 33 مقعدا من أصل 120 في الكنيست.
وفي المرتبة الثانية حل حزب "هناك مستقبل" على 23، فيما حصل "الأزرق والأبيض وأمل جديد" على 11 مقعدا، و"الصهيونية الدينية" على 9 مقاعد، و"شاس" على 8 مقاعد، و"يهودية التوراة" على 7، والقائمة المشتركة على 6.
وحصلت أحزاب: "إسرائيل بيتنا" و"العمل" و"ميرتس" على 5 مقاعد لكل واحد منهم، فيما حاز حزب "الروح الصهيونية"، و"القائمة العربية الموحدة" على 4 مقاعد لكل واحد منهم، وفقا لاستطلاع القناة العبرية.
ويتطلب تشكيل الحكومة الحصول على ثقة 61 على الأقل من أعضاء الكنيست الـ 120، إذ أكد استطلاع "معاريف" أنه لن يتمكن أي حزب سياسي من حسم نتيجة الانتخابات المقبلة وبالتالي تشكيل حكومة.
من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الإسرائيلية أيمن الرقب، أن "استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى حصول معسكر نتنياهو على 61 مقعدا في انتخابات الكنيست المقبلة، وأن حزبي يمينا وميرتس لن يصلا إلى نسبة الحسم".
وقال الرقب خلال حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية في 13 أغسطس، إن "هذه الاستطلاعات غير نهائية، لأن كثيرين يرون أن الجنرال غادي إيزنكوت (رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي) قد يؤثر على ذلك في انضمامه لأحد الأحزاب".
وأشار إلى أن "تحالف غانتس وساعر حتى الآن يعد الحزب الثالث، لكن هذا التحالف لن يحصد على أكثر من 20 مقعدا في الكنيست المقبل".
وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن "الخريطة الانتخابية ستتغير، والاستطلاعات غير نهائية، ولكن حتى الآن مفاجأة الاستطلاعات هو حزب (الصهيونية الدينية)".
وفي 14 أغسطس 2022، أعلن علن غادي آيزنكوت انضمامه إلى القائمة الانتخابية التي يرأسها بيني غانتس، معلنا بذلك دخوله معترك السياسة.
المصادر
- اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يخوض الانتخابات الإسرائيلية بقائمة مستقلة
- الأحزاب العربية تخوض الانتخابات الإسرائيلية بالقيادات نفسها
- انتخابات إسرائيل المقبلة تحسم مستقبل نتنياهو السياسي
- استطلاعات الرأي ترجح فوز نتنياهو... هل يستطيع تحالف غانتس ساعر المنافسة على رئاسة وزراء إسرائيل؟
- استطلاع: عودة نتنياهو إلى الحكم مرهونة بالتحالف مع شاكيد أو عباس
- استطلاع رأي: كتلة المعارضة بزعامة نتنياهو تقترب من الحصول على أغلبية
- حل الكنيست الإسرائيلي: لابيد يتسلم رئاسة الوزراء من بينيت وانتخابات مبكرة في نوفمبر
- انتخابات الكنيست المقبلة والخط الأحمر والمقاطعة
- استطلاع رأي نُفذ لصالح النشرة الرئيسية للقناة 12
- آيزنكوت جنرال آخر في إسرائيل من الجيش إلى الحياة السياسية.. هل يشكل تحديا جديدا لنتنياهو
- "استباحة الدم الفلسطيني" هل يمنح "لابيد" فرصة الفوز بالانتخابات؟
- استطلاع معاريف: لم يصل معسكر نتنياهو إلى 61 مقعدًا