توتر بين حماس ونظام السيسي.. إعلام عبري يرصد الملفات العالقة

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت وسائل إعلام عبري معارضة حركة المقاومة الإسلامية حماس "هدنة طويلة الأمد" مع إسرائيل ومطالبتها إتمام صفقة تبادل الأسرى على مرحلتين، وسط توترات طفت على السطح مع الوسيط المصري.

ونقل موقع "نيوز ون" عن مصادر مصرية لم يحددها، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2021 قولها، إن زيارة رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل إلى إسرائيل، أرجئت حتى إشعار آخر بسبب الانخراط المكثف للمسؤولين الإسرائيليين في الملف النووي الإيراني بعد استئناف المحادثات النووية في فيينا.

وأشار الموقع العبري إلى أنه كان من المقرر أن يصل كامل إلى إسرائيل (نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2021) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وأن يعرض مقترح حماس بشأن موضوع التهدئة في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى.

وكان يفترض بعدها أن يسافر مع رد إسرائيل لعقد لقاء مع قيادة حماس في قطاع غزة.

توتر مع مصر

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول قال مصدر قيادي في حماس لقناة الجزيرة القطرية إن القيادتين السياسية والعسكرية للحركة تدرسان خيارات التصعيد مع إسرائيل في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة، والتباطؤ في إعادة الإعمار، وتفاقم الأزمات الإنسانية.

وانتقد القيادي سياسات مصر تجاه قطاع غزة، مبينا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وتشديد الإجراءات ضد الأسرى، هو صاعق سيفجر الأوضاع من جديد/ حسب تعبيره.

وحسب القيادي في حماس، فإن الخيارات المطروحة هي التصعيد الشعبي، وكسر الحصار البحري بقوة المقاومة والخيار العسكري المطروح بقوة.

وتابع "لن نسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول".

وعبر المصدر عن استياء الحركة الشديد من سلوك مصر التي "تتلكأ في تنفيذ وعودها تجاه غزة، ولم تلتزم حتى اللحظة بما تعهدت به للحركة والفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بإعادة الإعمار"، حسب قوله.

كما أوضح أن مصر "تواصل التنغيص على المسافرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة"، متهما إياها بمنع الآلاف من السفر من القطاع دون مبرر.

وقال المصدر القيادي في حماس للجزيرة إن سلوك مصر يعتبر تخليا عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة.

ويقول الموقع العبري: "أعدت قيادة حماس وثيقة مفصلة قدمتها للمخابرات المصرية بخصوص تصورها لمختلف القضايا: التهدئة مع إسرائيل وصفقة تبادل الأسرى والمصالحة الفلسطينية الداخلية".

وبحسب مصادر في حماس، سيتوجه وفد من الحركة إلى مصر قريبا للتباحث مع المخابرات المصرية حول وثيقة توضح بالتفصيل وجهات نظرها حول المواضيع المختلفة.

لكن بعض تفاصيل الوثيقة حول مواقف حماس معروفة بالفعل، فهي تعارض هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل ووقف العمليات ضدها.

وبين الموقع أن الوثيقة التي جرى تمريرها تنص على أن "المقاومة مبدأ ثابت لا يقبل التغيير تحت أي ظرف من الظروف".

ملفات للمناقشة

وبحسب تقرير لقناة الميادين اللبنانية، المستوى الأول من الصفقة سيكون مبنى على أساس إطلاق سراح 700 أسير بينهم نساء، مقابل إطلاق سراح الإسرائيليّين "أبراهام منغستو وهشام السيد".

والأسرى الذين سيطلق سراحهم هم من المرضى والنساء والقاصرين ونواب حركة حماس والعديد من الأسماء المهمة وعلى رأسهم "مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي".

ولفت الموقع العبري إلى أنه وبحسب الوثيقة، إذا وافقت إسرائيل على الصفقة، فسيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستجرى خلالها مفاوضات لإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين "هدار غولدن وشاؤول آرون" وسيتم توفير معلومات حول وضعهما.

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني سيكون على عدة مراحل، حيث ستكون جميع الفصائل والشخصيات الوطنية متواجدة ومشاركة.

وتابع: "إذا لم يكن من الممكن إجراء انتخابات، فسيكون هناك اتفاق وطني على تشكيل قيادة وطنية مؤقتة لفترة محدودة، كخطوة تتجاوز تعزيز أجواء الانتخابات العامة".

وبين أنه "سيجرى تطبيق الاتفاق على إستراتيجية وطنية للمرحلة الحالية والاتفاق على خطة سياسية يقبلها الجميع".

وتوقع أن يجرى الاتفاق على آليات العمل لاستئناف المباحثات من النقطة التي توقفت عندها في الجولة الأخيرة من الحوار في القاهرة، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي عطلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكان من المفترض إجراء الانتخابات على مراحل بدءا من مايو/أيار 2021 لكن عباس عطلها متذرعا بعدم قبول إسرائيل عقدها في شرق القدس.

وقدمت حماس ورقة موقف موحدة للمخابرات المصرية، يفترض فيها أن تتوسط بينها وبين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لمحاولة سد الفجوات بينهما.

فشل إسرائيلي

وخلص بن مناحيم في مقالته إلى القول: "مصر لا تستسلم، فهي تواصل التوسط، ومن المهم جدا لها أن تحافظ على مكانتها الإقليمية كوسيط بين إسرائيل وحماس وبين الأخيرة والسلطة الفلسطينية".

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن غزة يسود فيها صمت قصير دماره طويل، ويبدو أن إسرائيل تحقق الهدوء، لكنها فشلت في تحقيق معظم أهدافها الإستراتيجية ووعودها بتغيير قواعد اللعبة بشكل أساسي ضد حماس.

فبعد نصف عام من عملية حارس الأسوار (العدوان على غزة مايو/أيار 2021)، أصبح القطاع هادئا نسبيا، وهو مشابه تماما للوضع قبل الحرب الأخيرة، في أعقاب التوترات في القدس.

ويجرى الآن استبدال اللائحة القديمة بسلسلة جديدة تركز على التحركات المدنية غير المسبوقة التي تروج لها إسرائيل تجاه قطاع غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تسجل ظاهريا إنجازا على شكل تهدئة دائمة، لكنها فشلت في تحقيق معظم الأهداف الإستراتيجية التي حددتها في نهاية الحملة ووعدها بأنه سيكون هناك تغيير جوهري في قواعد اللعبة بينها وبين حماس.

وتقول: "تستمر الحركة في السيطرة وقد تعززت قبضتها بفضل تحسن الوضع الاقتصادي؛ وبالمقابل أصبح نفوذ السلطة الفلسطينية في قطاع غزة يتضاءل تدريجيا".

وأردف: "لا تزال دولة قطر وهي عامل إشكالي جوهريا تلعب دورا رئيسيا وهي العامل الخارجي الأكثر تأثيرا إلى جانب مصر، في واقع غزة".

وأشار "مايكل ميلشتاين" رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان العبري إلى أن النظام القديم الجديد في قطاع غزة تأسس دون مطالبة حماس بالتنازل عن قضايا أساسية، مثل الأسرى.

وواصل: "استمر تعاظمها العسكري وعملياتها في الضفة الغربية، بعد أن روجت الحركة للاحتكاكات العنيفة على حدود قطاع غزة خلال الأشهر الستة الماضية والتي قتل خلالها الجندي الإسرائيلي الحدودي بارئيل شموئيلي".

ويرى أن حماس "لا تواجه في الواقع سوى انتقاد واحد، وهو الحفاظ على الهدوء الأمني ​​في غزة، وهو وضع يثبت وجودها بمرور الوقت من خلال السيطرة القوية للحركة على القطاع".