لواء هاشميون.. موقع أميركي يكشف سر تجنيد إيران لأبناء القبائل شرقي سوريا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع المونيتور الأميركي أن إيران تعمل على السيطرة والتسلل إلى المجتمع السوري من خلال دعم القيادات المحلية التابعة لها وتشكيل مجالس عشائرية.

وبين الموقع أن إيران مهتمة بتعيين شيوخ جدد من العشائر والعائلات الصغيرة لنشر التشيع في مناطق سيطرتها شرقي سوريا.

ومنذ بداية عام 2021، بدأت إيران العمل على تشكيل لواء "هاشميون" العسكري في سوريا، والسماح فقط للشيعة بالانضمام إليه.

عمليات تجنيد

وانضم الفصيل الذي شكل حديثا وبدأ العمل منتصف أغسطس/آب، إلى الفصائل الأخرى الموالية لإيران في سوريا، بما في ذلك كتائب زينبيون ولواءا فاطميون وحسينيون. 

وشارك لواء هاشميون في عمليات عسكرية في سوريا، حيث انتشرت مكاتبه ومواقعه عبر مدن البوكمال والميادين ودير الزور والرقة شرقي البلاد. كما تم افتتاح مكاتب جديدة في حلب وريف دمشق.

ويرتبط اللواء مباشرة بالحرس الثوري الإيراني ويقوده يوسف الحمدان المعروف باسم "أبو عيسى المشهداني" إضافة إلى موسى المحمود وكلاهما مقرب من طهران. 

وفي أغسطس/آب، صدرت أوامر للواء بإقناع شيوخ العشائر والمخاترة ورجال الدين وغيرهم من الشخصيات البارزة المؤثرة في شرقي سوريا بالانضمام إلى ما يسمى بمجلس عشائر وادي الفرات التابع لإيران، بهدف نشر التشيع في المنطقة.

ويحصل أولئك الذين يوافقون على الانضمام إلى المجلس على وثيقة تثبت أنهم من نسل الهاشميين (من نسل النبي محمد) ومن البيت الحسيني (في إشارة إلى الحسين بن علي).

 

كما سيتلقون دعما سياسيا وعسكريا وإعلاميا، وتمويلا لفتح مقر جديد لتجنيد وتدريب طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى تنظيم رحلات مدرسية إلى الجامعات الإيرانية في مدينة قم. 

وقال أحد شيوخ قبيلة البقارة للمونيتور بشرط عدم الكشف عن هويته: "كل أعضاء اللواء الهاشميون هم من عشائر المنطقة، وخاصة من دير الزور. ويقدر عدد أفراده بحوالي 200 حتى الآن".

وصادر اللواء العديد من المنازل في البوكمال وبلدات وقرى أخرى في منطقة الفرات، وحولها إلى مواقع لمجندين جدد، بحسب الشيخ. 

وأشار ذات المصدر إلى أن قلعة الرحبة في مدينة الميادين تحولت أيضا إلى مستودع أسلحة لحماية السلاح من الضربات الجوية، مشيرا إلى أن القلعة تستخدم أيضا كموقع عسكري لقادة اللواء الإيراني.

وواصل المصدر أن المهمة الرئيسة للواء "هاشميون" هي تجنيد رجال القبائل وتحويل السكان قسرا إلى شيعة من خلال رشوة زعماء القبائل ذوي النفوذ. 

وتدرك طهران جيدا تأثير القبائل في هذا الجزء من سوريا، حيث إنهم السكان الأصليون ذوو الكثافة السكانية الأكبر، وهو ما يمكن أن يساعد في انتشار التشيع عبر المجتمعات السورية. 

كما أن إيران لجأت إلى القبائل لأنها لم تعد قادرة على تغطية كل جبهات القتال في ظل الخسائر المستمرة وفرار عشرات المقاتلين.

احتمالات النجاح

وقال الشيخ السوري "اللقاءات مستمرة بين وجهاء العشائر في المنطقة والقادة الإيرانيين لتجنيد رجال القبائل في صفوف اللواء الجديد وتغطية جبهات القتال ضد خلايا تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية -قسد- وفصائل المعارضة المسلحة". 

وأضاف المصدر: "لكن هذه الجهود لتجنيد رجال القبائل لن تنجح لأننا نحن (قبيلة البقارة) سننتظر الفرصة المناسبة للقضاء على زعماء القبائل الموالين لإيران والذين فقدوا نفوذهم بين رجال القبائل".

وتابع أن إيران "تسعى لاستخدام هؤلاء الزعماء لخدمة مصالحها بعد تهميش زعماء القبائل المعارضين".

وأردف: "تعمل إيران على التأكد من أن اللواء الذي تشكل حديثا من رجال القبائل، حيث تنتشر القبائل في العراق وسوريا (سيساهم) بالسيطرة ونشر نفوذها بشكل أسرع في منطقة الفرات".

وقال المتحدث باسم مجلس العشائر السورية "مضر حماد أسعد" لـ "المونيتور": إيران تستخدم القبائل العربية لتجنيد شبابها للقتال إلى جانب القوات الإيرانية وكسب ولائهم عبر تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لهم وفوائد أخرى. 

كما عينت إيران العديد من الشيوخ في محاولة لتقويض دور القبائل التي انضم الكثير منها إلى المعارضة السياسية.

وأوضح أسعد أن "طهران تحاول نشر رسالة مفادها أن مقاتلي القبائل الذين يقاتلون مع قوات المعارضة المسلحة لا يمثلون العشائر".

وبين أن "العديد من القبائل تدعم النظام السوري وإيران، مما يعمق الهوة بين أفراد نفس العشيرة".

وأشار إلى أنه "وسط تدهور الوضع الاقتصادي والأمني​​، يسعى شباب المنطقة للانضمام إلى المليشيات الموالية لإيران في محاولة للهروب من اعتقالات النظام السوري والحصول على بعض المال".

كما يقدم قادة لواء "هاشميون" بعض الحوافز - مثل سلطة إجراء الأمور القانونية والمعاملات في الإدارات الحكومية - لجذب الشباب، وهو تكتيك إيران في تجنيد الناس في المنطقة. 

وأضاف: "خلال الأسابيع الماضية كثفت مجموعة من شيوخ العشائر دعواتهم للتجنيد، حيث تسعى إيران إلى ضم رجال القبائل لصفوفها لأن توظيف المقاتلين الأجانب مكلف للغاية".

وبحسب شبكة الخابور التي تغطي الأخبار في شرق الفرات، فشلت إيران في السيطرة عسكريا على شرق الفرات وتعمل الآن على التحكم بالوضع من خلال دعم قيادات محلية وقبلية موالية لطهران.

وقالت مصادر خاصة نقلا عن الخابور، إن إيران أعلنت دعمها لعشيرة "بني سبعة" لعقد مؤتمر في 13 أكتوبر/تشرين الأول في منطقة القامشلي الخاضعة لسيطرة قوات "قسد" من أجل الانشقاق عن قبيلة الطي، إحدى أكبر القبائل في سوريا.  

وأفادت المصادر نفسها بأن إيران منحت أموالا لوجهاء بني سبأ لتوزيعها على عائلات قبيلة طي في القامشلي، في محاولة لكسب ولائهم.

وقال الباحث في مركز جسور للدراسات أنس شواخ لـ "المونيتور": "يهدف لواء هاشميون إلى زرع الفتنة بين القبائل العربية وربطها بإيران وأهل البيت والهاشميين".

وتابع: "نجح اللواء في إحداث صدوع في قبيلة طي، بعد أن أعلنت قبيلة بني سبعة انفصالها عنها لتصبح مستقلة". 

وأردف: "هذه القبائل والعشائر المنشقة ستحتاج للانضمام إلى الفصائل العسكرية، ولهذا تم تشكيل اللواء لاحتضانهم جميعا".

وبهذه الخطوة لن تكون روسيا قادرة على طرد إيران بعد الآن، لأن طهران تمكنت من التسلل بعمق داخل النسيج الاجتماعي للمنطقة، محققة هدفها المنشود.