بلخير الفاروق.. ظل ملك المغرب بالجيش وقائد معاركه ضد البوليساريو

بعد تجربة طويلة في الميدان وصعود سريع في التسلسل الهرمي العسكري، عين ملك المغرب محمد السادس والقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية منتصف سبتمبر/أيلول 2021، الفريق أول "بلخير الفاروق" مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية (الجيش).
وقالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بيان، إن اختيار الفريق أول الفاروق لهذا المنصب جاء "نظرا لمؤهلاته المهنية، وروح المسؤولية العالية التي تحلى بها في مختلف المهام التي أسندت إليه".
رقم 2
ولد الفاروق عام 1950 في منطقة مير اللفت بإقليم سيدي إيفني (وسط)، درس في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس (شمال)، عقب حصوله على شهادة الثانوية العامة سنة 1968.
بعد تخرجه، عين بالأقاليم الجنوبية للبلاد، وتولى عدة مهام عسكرية ميدانية، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العسكرية العليا من الكلية الحربية الفرنسية، وفي منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي جرت ترقيته إلى رتبة رائد.
وعام 2006، عين الفاروق رئيسا للمكتب الثالث بالمنطقة الجنوبية، ورئيسا لأركان الحرب بها، وفي 2015 عينه الملك محمد السادس مفتشا لسلاح المشاة، قبل أن يعين قائدا للمنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية.
برز اسم الفاروق في وسائل الإعلام، بعد التعيين الملكي لرئاسة القوات المسلحة، وهو ثاني أكبر منصب في الجيش، لكن رغم "النجاحات الشخصية" التي حققها في المؤسسة العسكرية، عاش في الظل وتبقى المعلومات عن حياته الخاصة مقتضبة كأي ضابط رفيع المستوى.
الفاروق (73 عاما) هو ابن بلدة أمازيغية تقع على ساحل المحيط الأطلسي متزوج وأب لثلاثة أطفال، أصبح بالتعيين الأخير "رقم 2 في الجيش المغربي" -كما وصفته مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية- بعد الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الجيش، وقد حصل الفاروق على عدة أوسمة رفيعة المستوى، من بينها وسام العرش من درجة قائد.
ولمع نجمه خلال عملية تحرير معبر "الكركرات" الحدودي بين المغرب وموريتانيا، من عناصر جبهة "البوليساريو" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وأيضا خلال تنظيم مناورات "الأسد الإفريقي" 2021 فوق الأراضي المغربية.
منصب حساس
المفتش العام للقوات المسلحة، هي مهمة بصلاحيات واسعة للغاية فيما يتعلق بتوجيه العمليات الإستراتيجية والميدانية، وأيضا تنظيم وتسليح القوات الجوية والبحرية والبرية، ورئاسة اللجان التأديبية وترقية الضباط.
كما لديه إمكانية إبرام اتفاقيات عسكرية مع دول أجنبية أو اتفاقيات تعاون ثنائية، وربما يشارك في مهام عسكرية أجنبية، ولاعتبارها "وظيفة حساسة" للغاية، يختار الملك على رأسها الذين أظهروا خبراتهم ومعرفتهم في هذا المجال.
أتى تعيين "الفاروق" في سياق خاص من التوترات الكبيرة مع الجار الجزائري، إذ واجه المغرب خرق وقف إطلاق النار من قبل "البوليساريو" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وسعى لتأمين الحدود الجنوبية وتوسيعها.
وخلال هذه العمليات، قتل قائد سلاح الدرك الوطني في "البوليساريو"، الداه البندير في أبريل/نيسان 2021، وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا عاد المغرب إلى المواجهة خاصة بعد القرار الأميركي في ديسمبر/كانون الأول 2020 بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
أمضى الفاروق 40 عاما في المنطقة الجنوبية كجندي وكان قائدا للمنطقة الجنوبية منذ عام 2017، وهي البقعة الأكثر توترا في المغرب العربي؛ بسبب النزاع حولها بين المغرب و"البوليساريو" المدعومة من الجزائر و"سيظل قائدا لها"، وفق بيان القصر.
وقبل الفاروق، جمع العديد من كبار الضباط البارزين بين الوظيفتين، بينهم أحمد الدليمي، عبد العزيز بناني، بوشعيب عروب وكان عبد الفتاح الوراق -سلف الفاروق- الوحيد الذي لم يتقلد المهمتين.
تجربة الصحراء، مسار إجباري للوصول إلى أعلى المراتب في الجيش، وسار فيه الفاروق بصناعة اسم لنفسه، بعد أن قاد عمليات "الكركرات" الأخيرة.
هدفت هذه العمليات إلى طرد مجموعة من الصحراويين من "البوليساريو"، الذين عرقلوا مرور شاحنات مغربية عبر المعبر إلى موريتانيا بعد إغلاق طريق الوصول الوحيد المهم للتجارة إلى غرب إفريقيا.
خبرة نصف قرن
يتمتع الفاروق بخبرة 52 عاما في المجال العسكري، بعد أن حصل على دبلوم تطبيقي "مدرب مشاة وكوماندوز" في فرنسا، بالإضافة إلى دبلوم التدريس العسكري من خلال دورات الأركان.
في النصف الثاني من الثمانينيات، بعد ترقيته إلى رتبة قائد، بدأ صعوده السريع في التسلسل الهرمي العسكري، وفي عام 2006 تم تعيينه رئيسا للمكتب الثالث لهيئة الأركان العامة للجيش ثم مفتشا للمشاة قبل أن يعينه الملك محمد السادس قائد المنطقة الجنوبية عام 2017، وكان أول جندي يحصل على هذا المنصب دون أن يكون قد تجاوز الرتبة.
في عام 2019، نشرت وسائل الإعلام صورة الفاروق ظهر فيها الضابط الرفيع على الأرض وفي وضع إطلاق النار لتدريبات المشاة التي نظمت كجزء من مناورات "الأسد الإفريقي" 2019 في مدينة طانطان الجنوبية، وكانت صورة نادرة لجنرال مغربي.
بعد ذلك بعامين، كان الفاروق المنسق الأول مع القيادة الأميركية بشأن "الأسد الإفريقي 2021"، ونوه مسؤولون أميركيون في المناورات بصفاته، ولا سيما من قبل اللواء أندرو روهلينج، رئيس فرقة عمل جنوب أوروبا الذي شدد على "عيار وشخصية" الجنرال بلخير الفاروق و"فهمه للبيئة الإستراتيجية".
المصادر
- من هو الجنرال "بلخير الفاروق" الذي عينه الملك مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية؟
- "الكركرات".. 7 دول عربية تعرب عن دعمها لتحرك المغرب ضد "بوليساريو" (محصلة)
- من هو الجنرال فاروق بلخير الذي أشرف على عملية الجيش في معبر الكركرات.. ومُهندس النصر المغربي وصانع مجد المشاة
- العاهل المغربي يعيّن الفريق أول بلخير الفاروق مفتشاً عاماً للجيش
- Maroc – Belkhir El Farouk : dix choses à savoir sur le nouveau numéro 2 de l’armée