ملايين المتضررين.. هل تغلق روسيا المعبر الوحيد لدخول المساعدات إلى سوريا؟

دمشق - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تتصاعد المخاوف من إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمديد تفويض العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية، المقرر انتهاؤه في 11 يوليو/تموز 2021.

ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن لقاء بعد 10 يوليو/تموز المقبل لتجديد التصويت على القرار رقم 2533، الذي ينص على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا من الحدود السورية التركية من معبر باب الهوى قبالة محافظة إدلب.

وأبدى ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #باب_الهوى في تويتر، تخوفاتهم من استخدام الصين وروسيا الحليف الأبرز لنظام بشار الأسد حق الفيتو لتعطيل المساعدات التي تصل إلى الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام.

واستنكروا محاولات روسيا تحويل المساعدات إلى دمشق والتذرع بأن المساعدات الأممية يجب أن تمرر بإشراف حكومي، مؤكدين أن موسكو تسعى لدعم النظام السوري وإيصال المساعدات الإنسانية إليه ليستفيد منها ومنع إيصالها للمناطق الخارجة عن سيطرته.

ويهدد ذلك أكثر من 3 ملايين مدني يستفيدون من المساعدات التي تمر عبر "باب الهوى" الذي يعد آخر معبر حدودي متبق مع تركيا، والذي يشهد مرور حوالي 85 بالمئة من المساعدات المقدمة.

وسبق أن استخدمت روسيا في يوليو/تموز 2020 الفيتو ضد مرور المساعدات الإنسانية من معبري باب الهوى وباب السلامة.

وتم قصر دخول المساعدات على منفذ وحيد منذ ذلك الوقت، وهو معبر باب الهوى ليوصف منذ ذلك الحين بأنه شريان الحياة للسوريين.

جرائم روسيا

وصب ناشطون غضبهم على روسيا واتهموها بخنق الشعب السوري لصالح نظام الأسد، معددين جرائمها منذ تدخلها في سوريا.

وقال صاحب حساب "ناشط مستقل بريف حلب"، إن المارقة روسيا تدعي أنها تدخلت في سوريا "إنسانيا" وبنفس الوقت تريد إغلاق معبر باب الهوى كما أغلقت معبر باب السلامة سابقا عن طريق ما يسمى "مجلس الأمن".

وأضاف أن "الصفاقة والوقاحة وقتل المدنيين السوريين وتشريدهم بالخيام وقطع المساعدات عنهم ما توصف به هذه الدولة المجرمة الإرهابية".

ورأى المغرد أحمد عبدالواحد أن "المحتل الروسي يريد أن تمر المساعدات من خلال مناطق كلبه المجرم الفاشل بشار الأسد  ليعفشها قطيعه كما سرقوا أملاك ملايين السوريين".

وأكد حساب "الراصد" المهتم بالشؤون السورية والعراقية، أن روسيا ونظام بشار الأسد لم يتركا على مدى سنوات سلاحا كالبراميل المتفجرة والكيماوي والعنقودي وغيرها إلا واستخدموه لقتل وتهجير وتدمير المنازل والمدارس والمشافي في سوريا.

وأشار إلى أن موسكو تسعى اليوم لإكمال مهمتها عبر محاولة حرمان السوريين من المساعدات المنقذة للحياة التي تدخل عبر معبر باب الهوى.

عواقب الإغلاق

وحذر ناشطون من عواقب إغلاق معبر باب الهوى، إذ قال الإعلامي محمد عبيد، إن ملايين السوريين يتجهون إلى كارثة إنسانية كبيرة في 10 يوليو القادم في حال إغلاق باب الهوى، آخر معبر حدودي متبق مع تركيا.

وأكد المنتدى السوري أن عدم تجديد القرار المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود سيؤدي إلى أزمة إنسانية لأكثر من 4 ملايين شخص في شمال وشمال غرب سوريا.

ونقل ناشطون ووكالات إخبارية صورا لاحتجاجات السوريين في المخيمات المنددة بسعي روسيا لإغلاق المعبر.

نفاق أميركي

وتحدث ناشطون عن مواقف النواب الأميركيين مما تنوي روسيا فعله، فيما استنكر آخرون على الحكومة الأميركية محاولاتها الظهور بمظهر المناصر للقضية السورية والداعم للسوريين وفي الحقيقة هي تسعى لحماية الأسد.

وأشارت المراسلة بيسان أبو كويك، إلى أن كبار المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين يدعون وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رسالة إلى تجديد قرار مجلس الأمن 2533 الذي يسمح بوصول المساعدات الإنسانية وتوسيع القرار ليشمل إعادة فتح معبري السلام واليعربية.

وأشار المغرد خالد محمد شميطي إلى أن الأربعة الكبار ( رؤساء لجان العلاقات الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ من الحزبين) المختصين بالعلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي أرسلوا رسالة لوزير الخارجية يطلبون فيها الضغط على الصين وروسيا.

وأوضح أنهم طالبوا بتمديد فترة السماح لمعبر باب الهوى وفتح باب السلامة و اليعربية، وتنفيذ قانون قيصر (للعقوبات المفروضة على نظام الأسد) بشكل كامل، والتصدي لمحاولات روسيا تدوير النظام.

ولفت رجل الأعمال صفوان الشيخ إلى أن أميركا والدول الأوربية يبدون تخوفهم من الوضع الإنساني الكارثي للملايين في المناطق المحررة في حال صوتت روسيا على إغلاق معبر بأب الهوى، قائلا: "كأنهما يحتاجان لمجلس الأمن وقرارته لتوفير الغطاء لأي عمل يقومون به.. غزو العراق شاهد على جرائمهم المرتكبة ضد  حقوق الإنسان وأعمالهم اللاإنسانية".

وأشار المغرد أبو يزن الشامي، إلى أن أميركا تطالب بفتح معابر حدودية إضافية لإدخال المساعدات إلى سوريا ومنها معبر الأردن لإدخال مساعدات للأسد، مؤكدا أن أميركا تريد الأسد أو حرق سوريا.