بعد فك الحظر.. هل يعود كورونا لمهاجمة تركيا مجددا؟

12

طباعة

مشاركة

تساءلت صحف تركية عن احتمالية انطلاق موجة جديدة من الإصابة بفيروس كورونا خاصة في الشتاء أو الخريف ومدى تأثير خيار الإغلاق على الاقتصاد في البلاد.

وقال الكاتب عثمان مفتو أوغلو في مقال بصحيفة حرييت: إن انطلاق موجة أخرى أمر مرتبط بالناس، "وإذا جرى تطبيق شيء من الإجراءات المشددة مؤقتا بدءا من منتصف سبتمبر/أيلول (2020)، فإن احتمالية انطلاق الموجة الثانية غير ممكن بالطبع وهذا الأمر ستأخذه اللجنة العلمية لوزارة الصحة في تركيا على محمل الجد". 

ومن الأسباب التي تحول دون انطلاق موجة ثانية هي الوعي المتشكل عبر سلسلة طويلة من التجربة والخبرة التي تكونت خلال المدة الماضية، لكن ليس من السهل أن نقول إن كورونا قد انتهى رغم تناقص أعداد الإصابات والوفيات، وفق تقدير الكاتب.

ويتابع: "كورونا بالنهاية جائحة خطيرة للغاية، ومن الممكن أن يستمر انخفاض الإصابات أيضا في الشتاء المقبل، لكن سيبقى هناك مصابين، سيتم التعامل معهم كحالات إنفلونزا مع الأخذ بالاعتبار أنها أشد خطورة. وفي الخلاصة لن نرتاح تماما إلا بعد التوصل إلى لقاح ضد الفيروس".

وسجل الكاتب عددا من الملاحظات حول الفيروس أهمها أنه بدأت تقل درجة خطورته وعنفه وفق ما ينقله الأطباء والكوادر الطبية، كما أن التدابير الوقائية تؤتي أكلها وهي فعالة في تقليص أعداد المصابين، وهذا ما يسهل من عملية العلاج جزئيا، ولكن لا تزال هناك حالات إشكالية تقاوم العلاج كما كان من قبل.

الملاحظة العامة هي أنه في الأيام الأخيرة، وصلت الحالات الأخف إلى المستشفيات وقد أعطى العلاج نتائج أكثر إرضاء. مرة أخرى لا نتوقع موجة وباء جديدة في الصيف لكن الموسم سيكون مختلفا أيضا، قليل الازدحام مع كثير من الحرص، وفق الكاتب.

ما بعد كورونا

بدوره، قال الكاتب نويان دوغان في صحيفة حرييت: إن الكثير من المناحي الاقتصادية تأثرت جراء فيروس كورونا، حيث تنشر التقارير كل يوم مدى تأثير الوباء وآثاره المحتملة في المستقبل القريب.

وتتوقع التقارير خسارة تتراوح بين تريليون إلى تريليوني دولار عالميا. أيضا يلاحظ أنه ستكون هناك عمليات اندماج أو استحواذ في المستقبل القريب، وستواجه بعض الصناعات مشاكل في الانتعاش. 

وتطرق الكاتب إلى تقرير أصدرته مجموعة زيورخ (الاقتصادية)، تحدث عن أن آثار الوباء خلال الـ 18 شهرا القادمة التي تهم العالم والشركات بشكل عام هي: المخاطر الاقتصادية وخاصة إطالة فترة الركود في الاقتصاد العالمي.

وهذا ما أشارت إليه الكثير من كبرى الشركات العالمية. ومع ذلك، وفقا للمديرين التنفيذيين في تركيا، فإنه "في حالة عدم انتشار المرض مرة أخرى، قد تعود العمليات التجارية لمسارها الاعتيادي خلال 3 أشهر".

وفي الحقيقة، المسألة المهمة هي الاقتصاد بعد كورونا، وما سيتغير فيه، سواء شكل العمل أو طريقة السفر والاستهلاك وعاداته وغيرها.

وهذا ما تناوله تقرير "المخاطر العالمية 19" لمجموعة زيورخ، حيث الناس ستواصل إدارة أزمة كوفيد 19 والتكيف معها. ويذكر التقرير أيضا أن أزمة الوباء توفر فرصة فريدة لتشكيل عالم أفضل. 

أيضا مما جاء في التقرير أنه بعد الوباء، لن تتمكن بعض القطاعات من الحفاظ على ديناميكيتها القديمة وستستغرق بعض الوقت للتعافي؛ حتى أنهم قد لا يستطيعوا انتشال أنفسهم، وفقا لبعض التقارير.

من أهم القطاعات التي ستزداد أهميتها؛ الزراعة بشكل رئيسي وأيضا قطاعات الصحة والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة والتعبئة والتغليف.

وعليه ستزداد الاستثمارات لهذه القطاعات، كذلك سيتم إنشاء وظائف جديدة في هذه المجالات، والأهم من ذلك، ستمول الأسواق المالية هذه القطاعات الجديدة.

برنامج اقتصادي

بدوره، كتب دينيز صباحي في صحيفة حرييت عن أهم النقاط التي من الضروري التركيز عليها في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن تركيا مقارنة بغيرها من الدول أبلت بلاء حسنا في مواجهة كورونا، خاصة بعد شعار "ابق في المنزل" منذ شهر مارس/آذار.

ومع الوقت تعود الحياة لطبيعتها رويدا رويدا في تركيا، اعتبارا من الأول من يونيو/حزيران 2020، حيث تبدأ حركة الملاحة الجوية بعد الرابع من ذات الشهر، ومن المتوقع أن يخفف حظر الطرق. ويقال: إن بعض الإجراءات قد تستمر في مدن كبرى، لكنها ستتوقف بعد منتصف ذات الشهر.

وعليه فالأهم الآن هو الجانب الاقتصادي، فتركيا كغيرها من الدول تأثرت كثيرا اقتصاديا جراء الجائحة، "وعلينا العودة للحياة الطبيعية بأي ثمن، لأن البلاد بحاجة إلى برنامج اقتصادي جديد ونوعي خاصة أن الفترة المقبلة هي مرحلة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنيات العلوم وستكون هذه المجالات في الطليعة".

ويعتقد الكاتب أن هناك فرصا كبيرة أمام تركيا. على سبيل المثال، يقول: "نعلم أن شركة رينو كانت تمر بأيام مضطربة في فرنسا حيث تناقش باريس مدة ساعات العمل منذ فترة طويلة وتسبب هذا في تباطؤ الاقتصاد الفرنسي والكثير من التوتر بين الحكومة والموظفين وهناك مشاكل مماثلة في العديد من دول أوروبا".

وأضاف: "عليه أعتقد أن الجيل التركي سيقتحم المستقبل نظرا لمثل هذه الظروف ولذلك يجب التركيز على الاقتصاد في أعقاب الوباء، وينبغي كتابة قصة نجاح تركية جديدة".

وأردف: "من المهم التركيز هنا على قطاع الإنشاءات لأنه سيكون الأكثر نشاطا خلال الفترة المقبلة، لذلك، يعتقد الخبراء أن الاقتصادات المنفتحة ستحتشد في قطاع الإسكان أكثر من غيرها".

ويرى الكاتب نقلا عن خبراء أن الكثير سيتخلون عن العمارة العمودية الآن ويبنون منشآت تتكون من منازل أفقية أكثر مع طوابق قليلة وحدائق أكثر كما هو الحال في مدينة إزمير.