"ما لكم شغل فينا".. ماذا وراء دعوة سعودية لافتتاح بارات بالمملكة؟

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

مرفقا بكلمة "حلال"، تعلن السعودية بين الحين والآخر عن شكل جديد من أشكال الانفتاح، مثل إعلانها عن افتتاح "الديسكو الحلال" والذي هو في أصله ملهى ليلي، وبعدها عن إتاحة "الخمر الحلال" والذي اختلف عليه العلماء وأثار موجة غضب واسعة بين السعوديين.

ووصلت مسارات التغريب للحد الذي دفع مواطنة سعودية للخروج عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بمقطع فيديو تداوله مغردون، تنتقد فيه الرافضين لخطوات الانفتاح التي ينتهجها رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، بتكليف من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقالت المواطنة السعودية التي أفاد رواد "تويتر" بأنها ناشطة اجتماعية تدعى "شما سلطان": "إن شاء الله الدولة تفتح بارات في مكة برة الحرم والمسجد، لا أحد يتدخل في شؤونا انتم لكم فقط بيت الله والمسجد فقط تؤدون فيه فرائضكم وتخرجون".

وكررت حديثها قائلة: "لو نفتح بارات في مكة والمدينة ما لكم شغل فينا بلدنا دي ماحدا يتدخل فيها تدخلون في الصغيرة والكبيرة وهذه بلد الحرمين ليش"، مضيفة: "انتم مفكرين المملكة العربية السعودية، أو آل سعود رُسل عشان تفرضون علينا الدين، تسوون وما تسوون".

وتداول الناشطون عبر حساباتهم الخاصة في "تويتر"، مقطع الفيديو، معربين عن غضبهم من حديث المواطنة السعودية، مشددين على أن حديثها استفزازي لمشاعر المسلمين.

واتهموا ابن سلمان بالوقوف وراء ظهور هذه النماذج من الأفكار المنبوذة التي تشوه صورة المملكة، وحمايته لهم بسماحه في نشر أفكارهم من دون رادع قانوني، في الوقت الذي يحارب فيه الداعون للتمسك بالقيم والمبادئ والمنادين بتعاليم الإسلام، ويزج بهم في سجونه.

وقال الناشطون إن هذا الفيديو سواء كان بالون اختبار أو اتجاه ونية لدى آل سعود أو مجرد مبادرة فردية من أحد التابعين لابن سلمان وآل الشيخ، فيجب أن يكون الرد الوحيد عليهم هو تجديد المطالبة بضرورة تدويل الحرمين وإنشاء مجلس حماية الآثار الإسلامية من عبث آل سعود.

استنكار وغضب

وأعرب ناشطون عن دهشتهم لما وصلت إليه الجرأة في السعودية من الدعوة إلى تعميم الفسق وإتاحة المحرمات، وتساءل أسامة رشدي الناشط الحقوقي والسياسي المصري: "إلى أين وصلت الأمور في نجد والحجاز؟".

وأضاف: "هذه المخلوقة التي تريد فتح البارات في #مكة و #المدينة لم تجد من يعلمها أن من أراد الحج أو العمرة يحرم من مئات الكيلومترات تعظيما للبيت، (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم(، العقوبة هنا متعلقة بمجرد الهم ستكون هذه نهايتكم يا #آل_سعود  خسئت".


وكتبت روان المرزوقي الحوقلة متسائلة: "أيُّ وقاحة وسقوط وصل إليه هؤلاء ؟!!! لا حول ولا قوة الا بالله إلى أين وصل بنا التطرف والإنحراف عن الدين القويم !!".

كما تساءلت الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب في تغريدة على "تيورت"، قائلا: "أيُّ وقاحةٍ وسقوط وصل إليه هؤلاء ؟!!!!".

فساد الحاكم

وتحدث الناشطون عن فساد النظام السعودي الذي أتاح لتلك الأصوات المنادية بتقنين المحرمات بالظهور، وأكد الدكتور سعيدبن ناصر الغامدي الداعية السعودية المعارض، أن "ما جعل لهذه القذرة لسان خزي تتكلم به بهذا الوقاحة إلا حاكم مفسد فاجر ،رفع أهل النجاسات وحماهم ودفعهم؛ ليكونوا عينات مختبر فجوره وإفساده ثم قد يعلن عقوبتهم لهم كذبا".

وأضاف: "أكرم الله حرمه عن أمثاله (وماكانوا من أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون) (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)".

ودعا ناشطون إلى معاقبة صاحبة المقطع، لأن فساد الحاكم وأمان العقاب هما الدافعان لها للتصريح بما قالته، وقال سمير القحطاني إن "ماجعل لهذه المراءة لسان قذر وخزي تتكلم به وبهذا الوقاحة إلا حاكم فاسد وفاجر ..هذه المراءة يجب معاقبتها".

ولفت رواد "تويتر" إلى فساد السلطة الحاكمة ومراهقة ابن سلمان، إذ قال القائمون على حساب "نحو الحرية": هذا ما وصلت إليه بلاد الحرمين في ظل حكم المجرمين والمراهقين.

وكتب حسن حجازي: "ال سعود من رعاة الوهابية التكفيرية إلى رعاة الفسق والفجور في بلاد الحرمين. أنظروا ماذا تقول أبواق محمد بن سلمان".

تهيئة الشعب

واعتبر ناشطون انتشار مقطع الفيديو بأنه "تهيئة للرأي العام لتمرير ذلك الفعل، وافتتاح بارات بتلك الأماكن التي أشارت إليها صاحبة المقطع".

وقال صاحب حساب "التفريط" الذي ينتقد أنشطة هيئة الترفيه وفعالياتها، إن "هذا الكلام تمهيد لشيء يُخطط له... وهو لجس النبض ليس إلا، وإذا لم تكن هناك وقفة صارمة أمام هذه التصرفات... فسنرى كلامها واقعا بعد أيام".

ورأى معاذ الربيعي أنها ما تجرأت إلا لأنها آمنة على جرم ما قالت وبأن الأمر استوى وما ذاك الا تمهيد لواقع لن يجرؤ أحدا على اعتراضه ..قريبا بارات مكة".

لا تمثل السعوديات

وحرص الناشطون على التأكيد أن صاحبة مقطع الفيديو لا تمثل، إلا نفسها وحكومة ابن سلمان، ولا تعبر عن رأي باقي السعوديين ولا تمثل باقي السعوديات، إذ قال الباحث المتخصص في شؤون الخليج فهد الغفيلي، إن "هذه لا تمثل الشعب السعودي بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ولكنها تمثل توجهات وأفكار ابن سلمان وحكومته .. وبكل الأشكال".

وأفاد المغرد بري أحمد بأن "الإشكال دي ظلمت معاها السعوديات الملتزمات دول اللي بيستخدموهم علشان يشوهوا السعودية زي اللي بيطلع يدافع عن السيسي دي بردو من عبيد الدب الداشر بتقولكم انتم مالكم شغل لونفتح بارات في مكة والمدينة، إحنا أحرار مش عارفة اننا وطن واحد وأمة إسلامية واحدة مالنا ونص دي بلد الحرميين يا جاهلة".

وأكد المغرد محمد لبريكي على حسابه في "تويتر" أن "أهل #السعودية أرقى من هؤلاء أنت ثمثلي نفسك فقط".

تدويل الحرمين

واعتبر الناشطون ظهور مثل هذه الأصوات مبرر كاف لإعادة فتح ملف تدويل الحرمين لحمايته من عبث هؤلاء الذين يمثلون أنفسهم والسلطة الحاكمة فقط ويسمح لهم بإعلان أرائهم المنبوذة لأغراض سياسية خبيثة.

وقال الكاتب والإعلامي ياسر أبو هلالة إن "الحكومة السعودية تروّج هذا الفيديو، وهو في حقيقته يلبي مطلب أكثر من مليار مسلم من حقهم إدارة الحرمين، كما وعد عبدالعزيز عندما دخل مكة. حقيقة لا يربطنا باالسعودية اليوم غير الحرمين، أما هيئة الترفيه فمبروكة عليكم، وفوقها نيوم لا نريد العيش مع الروبوتات".

وكتب زاك العقاد: "هذه السفيهة الجاهلة لا تعلم أن كلمة خادم الحرمين هي للخدمة التي خصها الله في مناسك عبادتهم في أماكن خصها الله لترمز بطهر عقيدتهم والذين جاؤوا كي يطهروا من رجس الشيطان الرجيم وليس من حقها أن تدعي حرية لا تملكها لأنه ليس بيت لأحد، ولكنه بيت الله وأنه لشرف عظيم خدمته".

وحذر الناشط صاحب حساب "ياز" من أن "هذه الأشكال إذا انتشرت ستعود فتح ملف تدويل الحرمين، وإذا لم يتم محاسبتها تدويل الحرمين راح يكون ملف شائك فالمستقبل".