ساد بالعهد العثماني.. هكذا تخلصت تركيا من الاعتماد على التنجيم

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ملييت" التركية، مقالا للكاتب هاكان كيرك، سلّط فيه الضوء على علم الفلك، ذلك التراث الكبير، الذي حظي باهتمام كبير في فترة الدولة العثمانية، مشيرا إلى أن "الكثير من الخيارات كانت متعلقة بالنجوم والفلك في تلك الفترة".

وقال الكاتب: إن "أحد أكثر المواضيع إثارة للانتباه في علم التنجيم هو محاولة اختيار الوقت المناسب عند اتخاذ قرار ما أو خطوة ما متعلقة بموضوع معين"، لافتا إلى أن "الدراسات في هذا الاتجاه تسمى علم التنجيم الانتخابي وتستند إلى ولادة علم التنجيم التاريخي".

"أشرف الأوقات"

وبحسب قوله: فإنه "في عهد الإمبراطورية العثمانية، كانت إحدى المهام الرئيسية التي قام بها المنجمون هي تحديد أمثل الأوقات الأكثر مناسبة، لأعمال السلطان أو لقادة الدولة حول العديد من القضايا وهذا ما كان يسمى بـ(أشرف الأوقات)؛ ويستند تاريخها إلى ولادة علم التنجيم".

وأوضح، أن "بعض الروايات ذهبت بعيدا في دور المنجمين، حتى قالت إن لهم دورا، في تحديد الوقت المناسب لإعلان جلوس السلطان على العرش، ثم ذاع صيتهم وباتوا يتدخلون في اختيار ولي العهد والصدر الأعظم والولاة، وطلب منهم السلاطين رأي النجوم في إعلان الحرب وعقد الصلح والمعاهدات".

وأردف الكاتب: "ولأن الشعب التركي كغيره من شعوب منطقة الشرق الأوسط يؤمنُ إيمانا كبيرا بـ(الفال) و(التنجيم) و(قراءة الفنجان)، بل إنها تعدُّ جزءا من ثقافته، تعملُ المؤسسات التعليمية في تركيا خاصة تلك المختصّة بالأطفال على توضيح تلك المفاهيم بالنسبة لهم وتعليمَهم الفصلَ بين "علم الفلك" وما سمّاه أسلافُهم خطأً "علم التنجيم".

وتابع: "فالفلك؛ يعدُّ أساس العلوم الطبيعية، ويهتمُّ بدراسة الكون الموجود خارج الغلاف الجويِّ للأرض وتدخل في دراسته جميع أنواع العلوم كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا وغيرها، أما التنجيم؛ فقد صنّفه العلماء بأنه خُرافة. وبالفعل، نجحت المؤسسات التعليمية في ذلك، وأصبحت فئات كبيرة من الجيل الجديد تولي اهتماما كبيرا بدراسة علم الفلك والإقبال على الكلياتِ التي تهتمّ بتعليمه".

ونوّه الكاتب إلى أن "تاريخ الدولة العثمانية حافل بمثل هذه القرارات المستندة إلى علم التنجيم وأي الزمان مناسبا لها بدءا من إطلاق الحملات وانطلاق السفن وصولا إلى بناء المساجد وختان الأمراء، وهذه كلها موجودة في أرشيف الدولة. وشملت هذه الأساليب، التي كانت تستخدم للقيادات والإدارات في العصور القديمة، العديد من العناصر".

بماذا اعتمدوا على التنجيم؟

وسرد الكاتب عددا من الأمثلة التي كان يُعتمد فيها على التنجيم في العصر العثماني، بالقول: "مما لا شك فيه، عند اتخاذ قرار بشأن موضوع معين، يعد أحد أهم الشروط، تحديد متى يكون الكوكب قويا؛ وعلى سبيل المثال، بالنسبة للزواج، يتم إيلاء الاهتمام لكوكب الزهرة وقت الزواج والتأكد من أن يكون المنزل إيجابيا".

وزاد: "من الضروري أن ننظر إلى حقيقة أن الكوكب المعني هو كريم وقوي،  وفي الوقت نفسه يتلقى زوايا مواتية من الكواكب الحميدة. فعلى سبيل المثال، للزواج مرة أخرى، لا ينبغي للزهرة أن تصنع زاوية مقنعة أو مربعة أو متعاكسة مع المريخ أو زحل، إضافة إلى ذلك، ينبغي النظر في منزلة القمر واكتماله الذي حدث خلال تلك الفترة".

وأضاف الكاتب: "كما تعلمون، تجتمع الشمس والقمر مرة شهريا لميلاد شهر جديد؛ فوقوع الشمس والقمر والأرض على خط واحد يعني أن يكون القمر واقعا بين الأرض والشمس، إذ يكون في أكثر الأطوار عتمة ويكون نصفه المظلم باتجاه الأرض".

وشدد على أن "هذه الخرائط مهمة جدا؛ فإذا كانت هناك خطوة مهمة يجب اتخاذها في أي موضوع، فمن الضروري إيلاء اهتمام خاص للعلامة الصاعدة على خرائط القمر الجديد (إذا كان القمر ينمو في ذلك الوقت) أو القمر الكامل (إذا كان القمر أصغر). لاسيما ما هو مرتفع من الكواكب، فعندما يكون الكوكب مرتفعا، يكون ذلك متوافقا مع ما ينوى تنفيذه؛ وفي ذات الوقت، من الضروري الانتباه في أي منزل يقع برجك المرتفع على هذه الخرائط".

وواصل الكاتب سرد أمثلته، بالقول: "على سبيل المثال، عند بدء عمل تجاري جديد أو طلب الدعم من رؤسائك، فاذا كانت العلامة الصاعدة هو قمر مكتمل، فإن امتلاك منزلك في اليوم السادس أو اليوم الثامن أو اليوم الثاني عشر سيجعل الموقف أكثر تعقيدا وتحديا. لذلك، فإن ظهور العلامة الصاعدة وهي اليوم العاشر، وهنا في هذا الوقت، سيوفر ظروفا أكثر تمكينا وسيجعل الظروف أكثر سهولة".

وبحسب قوله، فإذا "كنت تأخذ أي قرار أو خطوة جديدة، يجب أيضا الانتباه إلى العلامة الصاعدة لخرائط القمر / البدر الجديد، والمنزل الذي سقطت عليه الخريطة. على سبيل المثال، إذا كان منزلك يرتفع في الشهر الثاني من خريطة القمر الجديدة، يعني مال وأرباح وإذا كان هناك كواكب حميدة مثل الزهرة أو كوكب المشتري في تلك العلامة، ففي المسائل المالية، يمكنك اتخاذ مبادرات أكثر إيجابية لإمكانات عملك".

وختم الكاتب مقاله، بالقول: "إذا كان منزلك يرتفع، فإنه من المحتمل، إنه خلال 15 يوما، أن تظهر لك مواقف متعبة، تتطلب صحة أو جهدا أو عملا شاقا ولفهم الظروف البيئية العامة الخاصة بك في فترة معينة، سيقدم لك معرفة أي منزل يقع في علامة الصعود على الخرائط المعنية فوائد مهمة".