بايدن وترامب يختلفان في كل شيء ويتفقان على عداوة كينيدي جونيور.. لماذا؟

"بايدن وترامب يتعاونان لكبت الأصوات الجديدة في السياسة الأميركية"
على الرغم من خلافاتهما في كل شيء تقريبا، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب يتفقان على شيء واحد عندما يتعلق الأمر بالمناظرات الرئاسية.
"فآخر شيء يريدانه هو وجود روبرت كينيدي جونيور في صالة المناظرات"، بحسب تعبير الباحث في "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council)، جاكوب هايلبرون.
وأوضح هايلبرون، في مقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، أن تخوف كل من بايدن وترامب ينبع من أن كينيدي قد يسحب الأصوات من كليهما في ولايات متأرجحة.
وكينيدي هو ابن شقيق الرئيس جون إف كينيدي وابن السيناتور روبرت إف كينيدي، وقد اغتيل كلاهما وهما في منصبيهما عامي 1963 و1968 على التوالي.
وفي أبريل/ نيسان 2023، أعلن كينيدي ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأميركية، عازما التنافس على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي.
لكن عاد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليؤكد دخوله السباق الانتخابي كمستقل بعيدا عن "وول ستريت، والتكنولوجيا الكبيرة، وشركات الأدوية الكبرى، وجماعات الضغط، ونظام الحزبين" بحسب تعبيره.
الأصوات المتأرجحة
وقال هايلبرون: "في الوقت الحالي، ليس من الواضح من الذي سيسحب منه كينيدي المزيد من الأصوات في الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان".
وتابع أن كينيدي "بآرائه الفريدة وغير التقليدية، كان من المؤكد أن يضفي حيوية وإثارة على منصة المناظرة".
وسبق أن ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أنه "سيكون من الحماقة غض النظر عما تُشير إليه استطلاعات الرأي الحالية، والتي تُشير إلى أن روبرت كينيدي جونيور هو أعلى من أي مرشح مستقل آخر، ولديه فرصة حقيقية للتأثير على نتيجة انتخابات 2024".
ووفق استطلاع حديث أجرته جامعة "كوينيبياك" الأميركية، حصد كينيدي 22 بالمئة من بين الناخبين المُسجلين.
من جانبها، أوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الديمقراطيين يشعرون بالقلق من أن كينيدي سوف يسحب جزءا من أصوات بايدن.
وأفاد المقال بأن بايدن وترامب -اللذين اتفقا على إجراء مناظرتين، الأولى في يونيو/حزيران 2024 على شبكة سي إن إن والثانية في سبتمبر/أيلول على شبكة أيه بي سي نيوز- سيخوضان المناظرة بمفردهما.
ويرى الباحث أنه "ليس من المستغرب أن يشعر كينيدي بالغبن"، ولذلك أطلق تصريحا على شاكلة تصريحات ترامب، قال فيه إن بايدن وترامب "يحاولان استبعادي من مناظرتهما لأنهما يخشيان فوزي".
وأضاف كينيدي أن "إبعاد المرشحين ذوي الكفاءة عن مرحلة المناظرة يقوض الديمقراطية".
لكن يعتقد هايلبرون أن قرار نبذ بايدن وترامب لكينيدي سيكون في صالحه، حيث يمكنه أن يبرز نفسه كمناهض للمؤسسات السياسية التقليدية، وأن يروج إلى أن بايدن وترامب يتعاونان لكبت الأصوات الجديدة في السياسة الأميركية.
وقال كينيدي: "إذا كان الأميركيون سيتمكنون يوما من الهروب من مطرقة نظام الحزبين، فهذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك، فهذان هما المرشحان الأقل شعبية في الذاكرة المعاصرة".
وأوضح المقال أن "السبب وراء خوف بايدن وترامب من كينيدي ليس اعتقادهما أنه سيفوز بالمناظرات، ناهيك عن الرئاسة، بل لأنه يتمتع بشعبية كافية لترجيح النتيجة لصالح جانب أو آخر".
وتابع: "لكن من المحتمل أن تكون المناظرات مليئة بالحيوية حتى في غياب كينيدي".
وأفاد بأنه "إذا أدانت هيئة المحلفين في "محكمة مانهاتن" ترامب في العديد من التهم الـ 34 التي يواجهها، وهذا ما أظنه، فإن مناظرة يونيو/حزيران قد تشهد أول مدان في تاريخ أميركا يترشح عن الحزب الجمهوري للرئاسة".
وأردف: "قد يؤثر غياب الجمهور في المناظرات قليلا على أسلوب ترامب، لكنه بلا شك سيظهر بقوة، وإن لم يكن بكامل قوته".

فوضى السياسة الخارجية
ويؤكد هايلبرون أن ترامب "لن يظهر في المناظرات "كديماغوجي منفلت يصرخ حول ما يصفهم بـ"الحثالة"، بل كقائد رصين ومتزن يسعى لإنهاء الفوضى التي حدثت في عهد بايدن، خاصة في السياسة الخارجية".
ويمكن لترامب في ذلك أن يسلط الضوء على الشرق الأوسط وأوروبا وحتى إفريقيا كأماكن تتعرض فيها أميركا لضربات متتالية، بحسب المقال.
وأضاف أن "أحدث صفعة تلقتها أميركا كانت في النيجر، حيث أمرت الحكومة فجأة واشنطن بإخلاء القاعدتين العسكريتين اللتين أنشأتهما أخيرا، ويبدو أن القوات الروسية تستعد للاستيلاء عليهما".
والجدير بالذكر النيجر والولايات المتحدة أعلنتا أخيرا توصلهما إلى اتفاق بشأن استكمال انسحاب القوات الأميركية من النيجر، بحلول 15 سبتمبر/أيلول 2024.
وجرى التوصل إلى هذا الاتفاق بين وزارتي الدفاع في النيجر والولايات المتحدة، بعد اجتماعات دامت 5 أيام، على خلفية طلب المجلس العسكري في النيجر قبل نحو شهرين من "البنتاغون" سحب نحو ألف جندي أميركي موجودين في أراضيهم.
وكان المجلس العسكري في النيجر قد ألغى، في 16 مارس/آذار 2024، اتفاق التعاون العسكري مع واشنطن الذي أبرمته حكومة الرئيس السابق محمدو إيسوفو، مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، في 2012.
وبالتزامن مع إعلان رغبتها في انسحاب الولايات المتحدة من البلاد، أعلنت النيجر أن مدربين عسكريين وصلوا من روسيا على طائرة محمَّلة بمعدات عسكرية، مشيرة إلى اتفاق بين المجلس العسكري والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتعزيز التعاون المشترك.
وقال هايلبرون: "أما بايدن، فمنذ خطاب حالة الاتحاد، أصبح واضحا أنه يشعر بتفاؤل أكبر بكثير مما يقر به خصومه".
وتابع: "لقد استمتع بايدن بالتحديات التي واجهته من قبل أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب خلال خطابه، ومنذ ذلك الحين، استغل الانقسامات بينهم لضمان المساعدات لأوكرانيا، وهو إنجاز بدا مستحيلا لبعض الوقت".
ويرى الباحث أن "بايدن حريص على مواجهة ترامب في يونيو/حزيران للمساعدة في تبديد الانطباع بأنه عجوز متهالك، ولإبراز تفوقه على ترامب المتقلب والمندفع".
وأخيرا، كتب ترامب على منصة "Truth Social" المملوكة له، قائلا: "جو بايدن المحتال هو أسوأ مناظر واجهته على الإطلاق، فهو لا يستطيع حتى صياغة جملتين مفيدتين!"
ويؤكد الباحث أنه "إذا كان ترامب يعتقد ذلك حقا، فهو يتجه نحو السقوط".