إسرائيل تغتال نصر الله.. وناشطون: إيران سلمت رأسه بصفقة مع الغرب

11 days ago

12

طباعة

مشاركة

لم تسلم إيران من سهام النقد والهجوم بعد اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في ضربة "عنيفة وغير مسبوقة" شنتها مقاتلات من طراز "إف 35" على حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر/أيلول 2024.

ونعى ناشطون على منصة إكس حسن نصر الله، عقب إعلان الحزب رسميا في اليوم التالي، عن اغتياله، في ظل تصاعد العدوان على الأراضي اللبنانية، لكنهم وجهوا كذلك الانتقادات لإيران بسبب “صبرها الإستراتيجي”.

حزب الله قال في 28 سبتمبر إن "سماحة سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء".

وأضاف أن “الأمين العام التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006، وصولا إلى معركة الإسناد والبطولة دعما لفلسطين”.

وبدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نصر الله وتقدمت بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني وأعضاء حزب الله والمقاومة الإسلامية، مشددة على إدانتها استهداف الاحتلال المباني السكنية في العاصمة اللبنانية، وعدته عملا إرهابيا.

فيما تباهى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، بعملية اغتيال نصر الله، وقال إنها "من أهم عمليات الاغتيال في تاريخ إسرائيل"، متوعدا كل من يشن حربا على الإسرائيليين بدفع ثمن باهظ.

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى ديارهم وإعادة المخطوفين"، مضيفا أنه "ليس حزب الله فقط بل محور إيران وأذرعها كلهم خاب أملهم"، على حد قوله.

وأضاف: "مهمتنا لم تنجز بعد والأيام القادمة ستحمل المزيد"، مشددا على أنه "ليس هناك مكان في إيران أو الشرق الأوسط، لن تصل إليه ذراعنا الطويلة".

وأكد نتنياهو، أن اغتيال نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط، وشرطا أساسيا لتحقيق إسرائيل لأهدافها في الحرب.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #استشهاد_حسن_نصر_الله، #حزب_الله، وغيرها، عن استيائهم من تدمير الهيكل التنظيمي لحزب الله ومقتل قياداته البارزة وعلى رأسهم الأمين العام للحزب، محذرين من خطورة الاجتياح البري للبنان.

وسلطوا الضوء على دور الأمين العام لحزب الله في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعم والإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال عليها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وصب ناشطون جام غضبهم على إيران التي تتبع سياسة الصبر الإستراتيجي على إسرائيل ولم تتخذ حتى اللحظة موقفا مناهضا أو خطوة عسكرية ضدها، مهاجمين حكام الأنظمة العربية ومستنكرين التزامهم الصمت وتشرذمهم أمام عدوان تل أبيب المتصاعد في المنطقة.

نعي ورثاء 

وفي نعي نصر الله، أكد ناشطون أنه نال مبتغاه بالشهادة في سبيل الله، وهو يدافع عن بلاده لبنان وعن فلسطين التي تركها أغلب العرب تصارع وحيدة.

ورأى الإعلامي زين العابدين توفيق، أن الحقيقة التي لا تقبل المراء وأيا ما كانت المعارك الخطأ التي خاضها في الماضي، أن أمين عام حزب الله لقي ربه في أشرف معركة وعلى يد أعداء الإنسانية الجزارين شذاذ الآفاق الذين جمعهم المستعمر من خرائب أوروبا ليكونوا يده القذرة ضدنا وضد كل من يقاوم الهيمنة على قرارنا ومقدراتنا.

وقال الصحفي محمد هنية: "أنا من جيل كان يتسمّر أمام الشاشة عند خطاب السيد الشهيد حسن نصر الله، كنت أرقب مع والدي خطاباته وأستذكر ملامح والدي وهو يتفاعل مع كلماته الحماسية ضد عدونا المشترك".

وأضاف: "كبُرت على خطاباته ولا أنسى أبدا تلك الليلة حيث حرب تموز حين كنت على سطح منزلنا في غزة، وإذ بصوت الشهيد يُخبر العالم عن قصف البارجة، كان العدو يشن حربا علينا وكانت أول فصولنا مع قطع الكهرباء في ليالي تموز الحارة".

وتابع هنية: “لا ننسى دوره بعد حرب غزة عام 2009، يوم مدّ غزة بسلاح الخبرة والإمداد، ولا ننسى معركة (الفداء بالدم والسلاح)، التي أطلقها في طوفان الأقصى، وجسّدها حتى آخر يوم في حياته، قضى مفتديا غزة بالسلاح والدم، ودفع ثمن قوله (لن نفصل غزة عن لبنان)، وكان الثمن حياته.”

ورأى إبراهيم الدويري، أن نصر الله صدق ما عاهد الله ومضى شامخا مرفوع الهامة مجندلا على يد الصهاينة الغدارين، وارتقى وعينه على القدس وعلى طريقها وحيدا يدافع عن غزة في ظل خذلان مليارين من المسلمين لها يرون أن واجبهم في معركة طوفان الأقصى تحليل أفعال إيران وتحليل مسار حزب الله عسكريا.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي، إن نصر الله يستحق  لقب شهيد غزة، فهو الذي وقف مع أهلها في ساعة العسرة، وخاطر بحياته وموقعه، وبكل ما بناه على مدى عقود، من أجل وقف حرب الإبادة الصهيونية.. والعبرة بالخواتيم، والحساب عند الله تعالى.

موقف إيران

وتنديدا بموقف طهران، تساءل الإعلامي أحمد منصور: هل ستفلح سياسة "الصبر الإستراتيجي" في تجنيب إيران هجوما كاسحا من إسرائيل يستهدف قياداتها ومواقعها الإستراتيجية على غرار الهجوم الإسرائيلي على حزب الله؟ 

وقال الإعلامي أنس حسن: “يبدو أن التزام إيران بالانضباط الإستراتيجي.. سيدفع لانهيار كل الحلف الإيراني”. مؤكدا أنه لا يمكن لخصوم إيران في العراق وسوريا ولبنان أن يفقدوا فرصة الانقضاض على خصومهم المحليين بعدما رأوا اهتزاز الردع الإيراني وتردده مع أكبر حليف إقليمي.

وحذر من أن ثمن عدم الرد سيكون تصفية محلية في سوريا والعراق ولبنان، وأن ثمن الرد الحقيقي والانخراط، سيكون، توسع الحرب في سوريا ولبنان والعراق، مؤكدا أن 7 اكتوبر خلقت معادلة لا يمكن تفكيكها دون تغيير كامل لوجه المنطقة.

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، إن "تصفية نصر الله مجرد خطوة في الطريق إلى إيران، والمحطة النهائية هي طهران وليس بيروت "، مضيفا: "انفتحت شهيتهم الكلاب والسبب تردد وخوف القيادة الإيرانية.. خوف سيدفعون ثمنه غاليا".

وعد الصحفي فتحي بن لزرق، التفسير المنطقي والحقيقي لما حدث لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران، ولاحقا لقيادات حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله هو أن إيران أبرمت صفقة ضخمة مع تل أبيب والغرب عموما.

وأكد أنه لم يحدث قط لإسرائيل أن حققت كل هذه الاختراقات دفعة واحدة ودون تعاون إيراني واضح لم يكن لها أن تصل إلى ربع الأهداف التي أصابتها في مقتل.

وأكد أن في السياسات الدولية مصالح الدول مقدمة على أي علاقات أو ارتباطات، والكذبة التي صدقها العرب هي أن إيران يمكن لها أن تناصر القضية الفلسطينية ولكن الواضح أنها استخدمت هذه القضية خدمة لمصالح صراعها مع الغرب وحان الوقت أن تجني ثمار هذا الاستخدام.

وحث الطبيب المصري يحيى غنيم، إيران على الرد بقوة على الصفعات الإسرائيلية على وجهها وقفاها وإلا فالثور الصهيوني الهائج متجه بقوة ناحيتها، ولن يقنع بغير إنهاء برنامجها النووي والصاروخي، ودعاها ألا تحسب أن سياسية الصبر الإستراتيجي ستجدى نفعا، وألا تخدع بتفاهمات مع أميركا.

رد حزب الله

وعن رد الحزب اللبناني، تساءل الباحث الأكاديمي عادل المسني: “ما هو رد إيران ومحورها ومن تبقى من حزب الله على استهداف الحزب وقتل قياداته بطريقة مهينة ومذلة ودون مبرر لا سيما وهم يمدون أياديهم للسلام وملتزمون بقواعد الاشتباك؟”

وواصل تساؤلاته: “أين الخطوط الحمر التي رسمها الحزب وخطوط إيران، ما هي أوراقهم أين يقفون ومتى يتحركون؟”

وقال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، إن من المهم عدم قراءة عدم ذهاب حزب الله للتصعيد في سياق (الصبر أو ابتلاع الضربات)، وإنما هي صدمة، صدمة كبيرة وثقيلة".

وأردف أنه من الطبيعي أن تلقي بظلالها على ذهنية الحزب، وشبكات القيادة واتخاذ القرار، وأن تستغرق قيادة المقاومة هناك وقتا حتى تستعيد قوتها ورشدها، وتعيد تأمين قيادتها وفق المعطيات الجديدة.

ودعا للتذكر دوما أن هذه أثقل الضربات وطأة التي يتعرض لها حزب الله في تاريخه، وأنها من أهم عمليات الاغتيال في تاريخ إسرائيل، وأن يومين أو ثلاثة على أقصى التقديرات هو فترة طبيعية تلزم حزب الله لالتقاط أنفاسه والمضي قدما.

وفي تقدير للموقف، حذر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبدالشافي، حزب الله من أنه إذا لم يوجه بشكل سريع ودقيق وحاسم وحازم ضربة في عمق الكيان الصهيوني تُعيد التوازن للحزب وتحافظ على مبدأ الردع الذي تم بناؤه خلال الربع قرن الأخير، فسيكون أمامه سنوات لإعادة البناء، إن سمحت له الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية إعادة البناء.

وأكد أن التوقيت في غاية الأهمية بعيدًا عن أية حسابات وأمور أخرى مهما كانت قيمتها الآن، مشيرا إلى أن التردد والتراجع منذ طوفان الأقصى هو من وصل بالحزب لما هو عليه الآن وليس قدرات الصهاينة.

ورأى الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن لا معنى لمزيد من الصمت وضبط النفس لدى حزب الله.

وأكد أن الاحتلال لن يترك الحزب يشعر بالراحة أو يرمم ذاته، الآن يقصف الاحتلال في قلب بيروت مجددا، وهناك مسؤولية على القيادات الوسطى في الحزب لإحداث نوع من التوازن عبر تنفيذ ضربات صاروخية مكثفة ومركزة لقلب الكيان الصهيوني.

خذلان العرب

واستنكارا لموقف الأنظمة العربية، قال يحيى القزاز: "مازلنا في انتظار ردود افعال الحكام العرب على استشهاد السيد حسن نصرالله مقبلا غير مدبر".

وأضاف أن الرجال يستشهدون في الميدان دفاعا عن الوطن والدين، والعملاء يزحفون على بطونهم مطايا يحملون على ظهورهم أسيادهم الصهاينة الذين يحمون لهم برادعهم.

وحث الحكام العرب على النهوض إن كانوا سادة والدفاع عن كرامتهم وأوطانهم، قائلا لهم: "كونوا رجال لا تكونوا مطايا وتستعبدوا شعوبكم، الحاكم الذي يقهر شعبه ويستعبده بقوة الدولة لا يجرؤ أن يحافظ على وطن ولا يرد على إهانة عدو يحميه، دعوا الشعوب تتظاهر يا عملاء الاستعمار الصهيوني".

وكتب الكاتب طالب المقبالي: “بعد تفجيرات البيجرات والهواتف في لبنان، وبعد تصريحات الصهيوني النتن عقب إعلان استشهاد حسن نصر الله ، وبدعم واضح من أميركا، أصبح كل العرب والمسلمين مستهدفين من حكام وغيرهم، نتيجة للصمت المخزي لما يجري في غزة ولبنان من تدمير وقتل”.

وأكد محمد مهدي حسين الشاوش، أن صمت وخذلان حكام العرب المسلمين، شجع الكيان الصهيوني المحتل النازي على اغتيال نصر الله.

الاجتياح البري

وتحذيرا من خطورة الاجتياح، قال المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إنه بعد النجاح الإستراتيجي الذي حققته إسرائيل في لبنان لن تحقق إسرائيل أهدافها أبدا إلا بغزو بري.

ودعا اللبنانيين للاستعداد للتصدي لغزو بري عميق وواسع، قائلا إنه إذا بدأت إسرائيل أي عملية برية وهذا متوقع، فستكون عملية كبيرة وواسعة وفاشلة لأنها ضيعت التوقيت المناسب لها عبر ترددها وخوفها من الفشل.

وأكد المحلل السياسي ياسين عز الدين، أنه لم يكن هنالك إجماع داخل دولة الاحتلال على شيء مثل الحرب على لبنان، والضربات التي وجهوها للحزب زادتهم إصرارًا، قائلا: "لذا فإن الهجوم البري مؤكد خصوصًا أن صواريخ حزب الله مازالت تتساقط على شمال فلسطين بل وصلت إلى وسطها".

وأضاف أنهم مازالوا ينتظرون تهيئة الوضع ميدانيًا قبل بدئه، وما التصريحات الإعلامية بأنهم مترددون ببدئه إلا للتضليل والتعمية عن هدفهم الحقيقي.

وقال الكاتب ياسر الزعاترة، إن "الغزو البرّي"، خيار لا يُستبعد أن يذهب إليه نتنياهو في ظل حالة غرور القوة التي تلبّسته بعد الضربات الأخيرة للحزب، وإن ترجّح أن ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية في ظل آماله بفوز ترامب، وخوفه من استفزاز غير مُحتمل لـ"الديمقراطيين" قبل الانتخابات.

وحذر من أنه إذا حدث ذلك، فهذا يعني معركة طويلة واستنزافا لقوات الاحتلال، حتى لو نجح في البداية بدخول المناطق التي يريدها بقوة النار الجوية وسياسة الأرض المحروقة قبل التقدّم، كما فعل في قطاع غزة.

وأضاف الزعاترة، أن إيران بدورها، وإن بقيت على سياسة "الصبر الإستراتيجي"، فستضطر لإلقاء ثقلها وراء المعركة وطبعا لأنها تدرك أن ارتياح "الكيان" يعني مجيء دورها، فيما يعني تغيير السياسة وتبعا له الحرب الشاملة، خسائر اقتصادية يصعب احتمالها، مع تهديد لنفوذها الإقليمي الذي راكمته طوال 4 عقود.