رغم القمع.. مظاهرة أردنية ضد الاحتلال تلهب مشاعر الشعوب العربية المقهورة

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

أخيرا، خرج آلاف المتظاهرين الأردنيين منددين بجرائم الاحتلال، في وقت لا تزال الأنظمة العربية مصابة بخرس وعمى وشلل وعجز عن اتخاذ قرار جمعي مناهض لإسرائيل ومناصر لغزة القابعة تحت وطأة نيران حرب إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتظاهر أردنيون مساء 24 مارس/آذار 2024، بمحيط السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في العاصمة عمّان تضامنا مع قطاع غزة وتنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، رغم برودة الطقس وصعوبة الوصول للمكان بسبب إغلاق المداخل المؤدية إليها.

وأكد المتظاهرون دعمهم للمقاومة الفلسطينية، وطالبوا بقطع الجسر البري الذي ينقل بضائع من دول خليجية باتجاه الكيان المحتل عبر الأراضي الأردنية، وانتقدوا خذلان الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة لغزة، ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "كل الأردن مع (حركة المقاومة الإسلامية) حماس".

إلا أن قوات الأمن الأردنية، منعت المتظاهرين من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية وكثفت حضورها واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واعتقلت عددا منهم.

وإصرارا على إعلان الموقف، جدد التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة مناشدته لشباب الأردن للخروج في 25 مارس/آذار لمواصلة الحراك.

ووجه ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #السفارة_الاسرائيلية، #النفير_العام، #لن_نخذل_غزة وغيرها، التحية للشعب الأردني المناصر لغزة، وأعربوا عن امتنانهم وتقديرهم له، داعين الشعوب العربية لانتهاج المسلك ذاته ودعم الفلسطينيين ومناهضة الاحتلال.

ونددوا بحالة الترهيب الأمني والاعتقالات والتضييق التي مارستها السلطة الأردنية ضد المتظاهرين وتواطؤها مع الاحتلال وإصرارها على حماية السفارة الإسرائيلية بكل الوسائل الممكنة، مؤكدين أن ذلك كله لن يوقف حراك الشعب أو يمحو إيمانه بقضية فلسطين. 

حفاوة وترحيب

وحفاوة بالحراك الأردني، أكد الباحث سعيد زياد، أن هذا أول حراك شعبي حقيقي مؤثر في العالم العربي بأسره، قائلا: "لو علم هؤلاء الشبان قدر أرق غرف الشاباك والموساد الليلة ما برحوا أماكنهم وما غادروا الميادين".

وأكد أن “الشباب الأردني قادرون والله على وقف إطلاق النار في غضون شهر رمضان لو أبقوا جذوة حراكهم مشتعلة، ويكونوا بذلك قد صنعوا لأنفسهم مكانا عليا في نصرة غزة وفلسطين”.

 

 

وناشد الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، أهل الأردن ليستمروا في حراكهم، والا يستسلموا أمام المُخذلين أو المتآمرين، قائلا: "لا ينبغي أن يبقى للاحتلال سفارة أو أعوان وموظفون في الأردن".

وأضاف: "أنتم أهلنا وإخواننا ونعلم أن الألم أصاب قلوب الملايين منكم كما أصابنا، لا تتوقفوا وتحركوا في كل اتجاه حتى يتوقف الاحتلال ويرتدع، لا تخذلوا غزة".

 

 

وأعاد المغرد الذيب، نشر تغريدة الأخرس، قائلا: "أيها النشامى لا تخذلوا أهل غزة، فقد رأوا فينا بصيص أمل لكسر هذا الصمت والخذلان الذي ملأ المدى".

وأضاف: "ليتصاعد حراكنا في الميادين والساحات الرئيسة كل يوم بعد صلاة التراويح حتى وقف العدوان، صوتكم يصنع الفرق ويشعر إخوانكم بأن هناك من يقف معهم".

 

 

وأكد المراسل الصحفي إسلام بدر، أن ما جري في الأردن خطوة للأمام في اتجاه التأثير الحقيقي والممكن في مسار الحرب، قائلا: "لا أبالغ.. غزة بحاجة للجميع.. والجميع بحاجة لغزة.. هذه الأمة تحتاج إلى صدمة تحييها.. فإذا لم يكن الآن .. فمتى؟".

 

 

وأعرب إسلام الحلاق، عن سعادته بمظاهرات الأردن لأنها أثبتت أن أهل غزة ليسوا وحدهم، مشيرا إلى أن أعداد الأردنيين الذي خرجوا لدعم القطاع بالآلاف وهذا يؤكد أن الشارع العربي بيغلي بس محتاج توجيه وقائد فعلي يحركهم.

 

 

ديمومة الحراك

وتسليطا للضوء على وقع الحراك في نفوس أهل غزة وتأكيدا على ضرورة إدامته، أكدت ليلى العجايب، على أهميته، داعية إلى “البناء عليه وعدم تضييع، وتطنيش الذباب الإلكتروني وعمل بلوكات فورية، وتطنيش السحيجة، وألا يضيع مثل ما ضاع حراك مجزرة المعمداني”.

 

 

وقال عبدالقاهر: "الأردن لو استمر في المظاهرات يوميًا بهذا الزخم سيحدث فارق، هذه المظاهرات يمكن أن تشعل الضفة والداخل الفلسطيني، ربما يكون الأردن هو الشرارة حقا".

 

 

فيما قال محمود العيلة: "لو يعلم الشعب الأردني الحبيب حجم الفرح الذي أدخلوه إلى قلوب أهلهم في غزة بعدما سمعوا بحراكهم أمام السفارة الإسرائيلية لما غادروا الشوارع إلا بعد إعلان وقف الحرب من بين الجماهير في عمان.

 

 

ورأى مصعب الحراسيس، ملخص فعالية أمس، أن "الأردني لم ينس ولم يعتد، ويعرف بوصلته جيدا"، مؤكدا أن الضرب والاعتقالات لن يثني الأردنيين، وإنما سيعكس الصورة المأزومة لصانع القرار الذي كان يتباهى قبل أيام بإدخال المساعدات.

 

 

وأعربت المغردة بنان، عن ثقتها في قدرة الأردنيين على القيام بالكثير، مؤكدة أن الضغط الذي يقوم به الشعب مؤثر في هذه اللحظة من التاريخ، وأن الحراك مهم وضروري وحقيقي أكثر من أي وقت مضى.

 

 

خيانات السلطة

وتنديدا بموقف السلطات الأردنية واستخدامها القوة ضد المتظاهرين، قال الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري: "جموع الأردنيين يُحاصرون مقرّ السفارة الإسرائيلية انتصارا لبناتنا وأخواتنا في غزّة، وبدلا من التفاعل الحكومي لردع الاحتلال، يردع الشعب الحُرّ بالهراوات والغاز المسيل للدموع ذودا عن العدو الصهيوني في قلب عمّان عاصمة الأردن، التي أطلق فيها الأحرار أو رصاصة نحو الحُرّيّة".

 

 

وعرض المغرد أبو ملك، مقطع فيديو يوثق استخدام السلطة الأردنية لقنابل الغاز، قائلا: "عدا عن رائحتها وضررها، لا يجوز استخدامها بهذا الشكل نهائيا، لأن سرعتها في بعض الأحيان تصل 100 متر بالثانية".

وأشار إلى أن قنابل الغاز يمكن أن تقتل شخصا إذا اصطدمت برأسه، ويمكن تصيبه بجروح بليغة في أي مكان ثانٍ، مضيفا أن "إساءة استخدامها بهذا الشكل يجب أن يحاسب عليه".

 

 

وأشار معتز عواد، إلى اعتقال السلطات الأردنية ما يقارب 70 شخصا، ورفض تقديم الكفالة لأي منهم، ويوجد منهم من هم غير معلومي المكان، إضافة لعدم السماح للمحامين بزيارة عدد منهم في المراكز الأمنية.

وأوضح أن المعتقلين لتضامنهم مع غزة هم نخبة شباب المجتمع، ودعمهم قانونيًا ومعنويا أمر واجب للحفاظ على ديمومة الحراك.

 

 

وقال سمير مشهور: "170 يوم مرت على المجازر في غزة وما زالت سلطاتنا الأردنية: لم تلغ اتفاقية الغاز مع العدو، لم تلغ معاهدة وادي عربة مع العدو، لم تلغ اتفاقية الدفاع مع أميركا، تعتقل وتحاكم الناشطين المتضامنين مع غزة، تستدعي الناشطين "لشرب القهوة" وتضيق عليهم".

 

 

ووصف الباحث علي أبو رزق، مشاهد القمع لمسيرة الأردن بأنها "مؤسفة جدا جدا"، قائلا: "ما سمعناه أن الشباب هتفوا ضد الكيان وضد جريمة الإبادة الحاصلة، توافقا مع ما يردده وزير الخارجية الأردني في كل خطاب رسمي يلقيه".

وأضاف: "جزى الله أهلنا في الأردن عن غزة خير الجزاء، وجعلهم سببا في وقف شلال الدم المنهمر، فهم أولى أولياء الدم…!".

 

 

استنهاض الهمم 

وفي مسعى لاستنهاض همم الشعوب العربية عامة وأهل الضفة الغربية خاصة لدعم ومساندة غزة والخروج في فعاليات مناصرة لها ومناهضة للاحتلال، قال المغرد إياد: "الأردني خرج وضُرب واعتُقل من أجل غزة، الضفاوي بعدُ عنده نفس مبررات أنهم يضربونا لو نزلنا مظاهرات وراح يعتقلونا".

وأوضح أن من أسباب عدم القدرة على النزول والتجمع من أجل غزة، عدم وجود نخب فلسطينية شبابية فاعلة في الشارع بالضفة كما كان باسل الأعرج في السابق، والنخب الفصائلية التي تستطيع توجيه الشارع كلها في سجون الاحتلال.

ورصد إياد من بين الأسباب، التحجج بالقبضة الأمنية، وجعلها هي سبب فشل كل محاولة، والانفصال عن الواقع وتعزيز فكرة الخلاص الفردي لكل شخص وعائلته.

 

 

وأشار رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي، محمد الصغير، إلى أن الجماهير الغفيرة حاصرت سفارة الصهاينة في الأردن، قائلا إن هذا أقل ما يمكن أن تقدمه الشعوب العربية ردا على الحرب العالمية الثالثة الدائرة في #غزة.

وأكد أن ما فعله النشامى في عمان هو الواجب على العرب والمسلمين في كل العواصم التي فيها سفارات للكيان الصهيوني المحتل.

 

 

ورددت الكاتبة آية العاروي، هتاف: "من عمان طلع النور .. يابن الضفة يلا ثور"، لافتة إلى أن أقوى حراك في الأردن منذ 7 أكتوبر. وأكدت أن حراك الشعب الأردني أثلج العالم العربي بأسره.

 

 

وكتب عبدالله السفيان: "أنظمة الأردن والمغرب مطبعة مع إسرائيل ويخرج فيهما الناس للشوارع تضامنا مع غزة. مصر مسألة وقت، لكن أين الجزائر؟ أين تونس وإيران والعراق؟! أما البقية فلا نسأل أين هم لأننا نعرف الجواب".