غزة أم الاقتصاد؟.. تباين في ردود الفعل إزاء سبب خسارة "العدالة والتنمية"

15404 | منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

قدم ناشطون على منصة "إكس" قراءات عدة للنتائج الأولية غير الرسمية بشأن الانتخابات البلدية التركية حول تصدر حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، بحصوله على أكثر من 37 بالمئة من الأصوات في عموم البلاد، وحل بعده حزب “العدالة والتنمية” بأكثر من 35 بالمئة من الأصوات، بعد فرز 93 بالمئة من الأصوات.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في خطاب ألقاه من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بالعاصمة أنقرة، بعد فرز غالبية صناديق الاقتراع، إن "تركيا أكملت الانتخابات المحلية بشكل يليق بديمقراطيتها، والشعب أوصل رسالته إلى السياسيين عبر صناديق الاقتراع".

وأضاف: "بغض النظر عن النتائج فإن الفائز في هذه الانتخابات هو ديمقراطيتنا وإرادتنا الوطنية"، وعد انتخابات 31 مارس/ آذار 2024 "نقطة تحول"، مؤكدا أنها "ليست نهاية المطاف، وأن الحزب سيجري بكل شفافية وشجاعة النقد الذاتي".

وعلق وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على النتائج الأولية للانتخابات البلدية، مهنئا في تغريدة عبر منصة "إكس" مرشحي حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور ياوش، بفوزهما.

وقال إن "هزيمة مرشحي أردوغان في الانتخابات المحلية، هي رسالة واضحة له بأن التحريض ضد إسرائيل لم يعد يجدي".

وأثارت تصريحات كاتس استياء بين الناشطين على منصة "إكس"، إذ ألمحوا إلى أن الرضا الإسرائيلي عن مرشح "ليس مؤشرا جيدا"، وعدوا تصريحاته دليلا على استياء الكيان من أردوغان ومواقفه من سياساتهم رغم أنها لم تتجاوز التصريحات السياسية، كما أنها دليل غضب على فتح تركيا أبوابها للمقاومة الفلسطينية.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الانتخابات_البلدية_التركية، تباينت ردود الفعل حول خسارة حزب أردوغان في الانتخابات، منها فريق أرجعها إلى أنها "نتيجة خذلان غزة" التي يشن عليها الاحتلال الإسرائيلي حربا متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

فيما رفض فريق هذه السردية وأرجعوا الهزيمة إلى أسباب اقتصادية وسياسية داخلية لا تتعلق بالسياسات الخارجية، بينما قدم آخرون قراءات وتحليلات عدة لنتائج الانتخابات وفندوا أسباب الخسارة وعدوها مؤشرا على نجاح الحزب الحاكم في تعميم الديمقراطية والشفافية والنزاهة. 

نتاج الديمقراطية

وخاطب الصحفي التركي علي أسمر "داعمي ومحبي" حزب العدالة والتنمية، قائلا لهم: "لا تخافوا ولا تحزنوا، فما يحصل شيء طبيعي في بلد يحترم الديمقراطية، يجب عليكم ألا تطمعوا، الطمع ليس شيئا جيدا، فحزب العدالة والتنمية فاز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أيضا، فلا مشكلة إن خسر انتخابات البلدية".

وأضاف: "بنهاية الأمر حزب العدالة والتنمية على رأس عمله، فلا تحاولوا تهويل الموضوع، من الصعب وشبه المستحيل أن تربح بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية أيضا خلال سنة واحدة، ولا تستمعوا للذين يقولون إن هذه بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية".

وتابع أسمر: "السياسة كالبحر موجة لك وموجة عليك، والمهم أن تبقى تسبح في الاتجاه الصحيح ولا تتوقف".

وأشار الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، إلى قول أردوغان والعدالة والتنمية: "قرار الشعب مقدر وسنعمل على معالجة أخطائنا"، لافتا إلى قول حزب الشعب الجمهوري: "ليس هناك مهزوم في هذه الانتخابات، كل الشعب فاز".

وأشاد الحاج، بـ"الهدوء في المناخ السياسي" بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات المحلية، واصفا ذلك بأنه "نضج ديمقراطي - رغم الثغرات - مقدر جدا وثمين"، وتمنى العقبى للعالم العربي.

وكتب الباحث السياسي جلال الورغي: "تركيا الفتية كما تجددت وأقلعت وتحولت عبر حزب العدالة والتنمية وبريادته، فإنها تشق طريقها اليوم تجددا وريادة بعملية انتخابية ديمقراطية حرة ونزيهة، منحت المعارضة فرصة للإسهام في البناء والتنمية".

وأكد أن الانتخابات البلدية التركية "ما هي إلا جزء من مسار ديمقراطي ومنظومة سياسية متكاملة، فرضت تركيا قوة إقليمية ودولية ولا تزال.. أن تضخ العملية الديمقراطية قوى سياسية أخرى في نسيج منظومة الحكم، فهذا يعززها مناعة، ويقويها نظاما، ويرسخها تجربة".

وأضاف الورغي، أن "الانتخابات المحلية سفهت مزاعم وادعاءات من يروج بأن تركيا العدالة والتنمية ليست تجربة ديمقراطية"، مؤكدا أن "تركيا المتعددة المتنوعة اليوم عنوان نجاح ونهوض في منطقة عاصفة وسياق دولي متربص".

ورأى الكاتب اليمني نبيل البكيري، أن "المنتصر الأكبر في هذه الانتخابات البلدية هو الشعب التركي، هي الديمقراطية التركية، هي الإرادة الوطنية التركية".

وأشار إلى أن "فوز حزب وخسارة آخر، هو جوهر وأساس العملية السياسية الديمقراطية، وأن تخسر الأحزاب الحاكمة وتفوز المعارضة هذا هو جوهر العمل الديمقراطي، وتأكيد صدقية العملية الديمقراطية". 

وقال البكيري: "تبقى التجربة الديمقراطية التركية هي التجربة الوحيدة الملهمة في منطقة الشرق الأوسط، واستمرار هذه التجربة هو استمرار للمسار الديمقراطي كخيار لا رجعة عنه لشعوب المنطقة كلها التي دفعت كلفة كبيرة لغياب الديمقراطية في بلدانها طوال العقد الماضي".

وقال الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، إن خسارة الحزب الحاكم في الديمقراطيات بعد حكم طويل أمر طبيعي، بل هو الأمر الدارج، موضحا أنه يعني بالحكم الطويل 10 أعوام أو أكثر، إذ يحكم حزب العدالة والتنمية ويسيطر على البلديات والبرلمان منذ أكثر من 20 عاما.

وعد خسارته شيئا طبيعيا في الديمقراطيات، ولا يعني نهاية عهد، إنما بداية تبادل للسلطة، قائلا: "ينتهي عهد أي حزب حاكم فقط إذا تم الانقلاب على الديمقراطية أو إذا فقد الحزب بعد خسارته كوادره المحلية وقواعده الشعبية الصلبة".

قراءات وتحليلات

وتحت عنوان "تركيا.. تصحيح المسار وتصويب القرار"، أكد السياسي السوري أحمد رمضان، أن "الانتخابات البلدية تحتاج قراءة عميقة، وتدخلا جادا ضمن 4 سنوات تسبقُ الاستحقاق المقبل، وفُرصُ التعديل متاحة".

ورأى أن "الثمن الحالي هو نتيجة سياسات غير مُحكمة اقتصادية وداخلية وخارجية، تسببت في تشظي الكتلة المحافظة التي دعمت العدالة خلال 23 عاما، ومنحته التقدم في 7 انتخابات برلمانية و4 انتخابات رئاسية، و4 انتخابات محلية، و3 استفتاءات شعبية".

وأكد رمضان، أن "الاقتصاد يلعب دورا محوريا في موقف الناخب التركي، ولا شكَّ أن ضغوط المعيشة والتضخم وسياسات الفوائد أحدثت أثرا سلبيا، ورأت فيها القاعدة الناخبة عدم وضوح في الرؤية، واضطرابا في الأداء، مما قد يدفع ثمنه الفريق الاقتصادي الذي تسبب في آثار سلبية كبيرة في حركة الاقتصاد والاستثمار، وهبوط سعر العملة المحلية".

وأضاف أن "الوضع الداخلي كان هو الآخر سببا في هزِّ العدالة، فقد استُدرج الحزب إلى أفخاخ معارضيه، ومنها تضخيم قضية اللاجئين، وتحميلهم كل الأزمات، للهروب من المسؤولية، كما أدَّت الضغوط الأمنية والسياسات الداخلية المرتبكة إلى هروب رؤوس أموال إلى دول أخرى، وتراجع السياحة من دول خليجية".

وأشار رمضان، إلى أن "على المستوى الخارجي، أدى تموضع تركيا الإقليمي، إلى ارتداد في الداخل، وبدا واضحا ذلك في الاكتفاء بالدعم الإنساني والسياسي في غزة، وعدم التحرك على مستوى يعكس مكانة تركيا وقدراتها، كما أن إغفالها للوضع في شمال سوريا، ووضعها عناصر فاسدة في واجهة مؤسسات المعارضة والهيئات المحلية، وانتشار الفوضى وحالة اليأس من حصول تحسن، دفع كذلك إلى موقف سلبي من الناخب المؤيد للعدالة".

ورأى أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي، أن "ثلاثة أطراف خسرت في الانتخابات البلدية، هي حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي لم يتكيف مع التغيرات في تركيا، والشعب الذي سئم طول حكم الحزب لكنه يراهن الآن على بديل له معه تجربة مريرة في الماضي، والشعوب العربية والإسلامية التي كان الحزب لها نصيرا وظهيرا".

وأضاف في تغريدة أخرى، أن "من حظ حزب العدالة والتنمية أن هزيمته في الانتخابات البلدية لا تشمل الرئاسة والبرلمان وهما مصدر السلطة الحقيقية في تركيا، وأنه لا يزال أمام الحزب وقت للتصحيح". 

وأشار الشنقيطي إلى أن "المعارضة لا يزال أمامها جهد كبير لتخرج من عباءتها العلمانية والطائفية التي أبعدتها عن نبض الشعب عقدين من الزمان".

خذلان غزة

وربط ناشطون بين خسارة حزب أردوغان في الانتخابات وخذلان غزة، إذ قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام: "خذلتم غزة فخذلكم الله ثم خذلكم الناس"، مضيفا: "حين فزتم في الماضي فزتم بدعوات المستضعفين وحين خسرتم اليوم خسرتم لأن أكف الضراعة لم ترتفع إلى السماء لتدعو لكم".

وقال الصحفي والناشط السياسي محمد عبدالعزيز: "إذا كان من عقاب لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية فهو أقلها هو عدم الاهتمام الإقليمي بها وحفاظ غزة لتكون غزة هي الخبر الأول والوحيد على الشاشات، فليصحُ أردوغان وحزبه إنه ليس بدعا من البشر، وأنه إذا تخلى عن مبادئه فهو إلى زوال كغيره".

ورأى عمار التام، أن "غزة أسقطت أردوغان في الانتخابات البلدية وستسقط (الرئيس الأميركي، جو) بايدن وستسقط رؤساء كثر"، قائلا إن "الشعوب فهمت أن المواقف لا تكون بالتصريحات، ولعنة دماء أبناء غزة ستظل تحوم حتى تسقط كل متخاذل ومتصهين". 

الأسباب اقتصادية

في المقابل، رأى الصحفي سمير العركي، السردية "التطهرية" التي يتبناها قطاع من الإسلاميين لتفسير هزيمة حزب العدالة والتنمية سردية محيرة، وتعجب قائلا: "الحزب هزم بسبب خذلان غزة فيما دول أخرى عربية لم تكتف بالخذلان بل بالتآمر على غزة والمقاومة ولم يحدث لهم أي شيء‼️".

وأضاف أن "تركيا حتى وإن قصرت شأنها شأن الدول العربية والإسلامية لكنها لم تتآمر على غزة ولا باقي فلسطين، وأرضها مفتوحة لقيادات الفصائل الفلسطينية حيث يتمتعون بحماية رسمية الدولة، ويتم استقبالهم رسميا من رئيس الدولة والقيادات السياسية ولا يعاملون كملف أمني مثلما تفعل كثير من الدول العربية".

وذكر العركي أن "تركيا سمحت بالنشاط الفلسطيني متعدد الأوجه من مدارس وجمعيات ومؤسسات إعلامية وثقافية، وبذلت وتبذل جهودا كبيرة لإخراج من تستطيع من قطاع غزة وإحضاره إلى تركيا معززا مكرما وعلاجه إن احتاج رعاية صحية"، متسائلا: "لماذا تعاقب دون صهاينة العرب؟!".

وعد "هذا الخطاب مضر وغير عقلاني وعلى الإخوة الفلسطينيين عدم التمادي فيه حرصا على حاجات كثيرة، وعليهم أن يستفيدوا من أخطاء (الرئيس الراحل) ياسر عرفات الكارثية في صناعة الأعداء وفقدان الأصدقاء".

وقال الباحث العربي المستقل مهنا الحبيل، إن "غزة كانت حاضرة في الانتخابات هذا صحيح، لكن لم تكن سببا مباشرا ولا مركزيا وموقف حزب الشعب ليس بأفضل من حزب العدالة"، مؤكدا أن "البعد الذي أسقط حزب العدالة داخلي متعلق بالاقتصاد وبوحش الفساد إضافة للملفات الأخرى التي يتعامل الشعب مع تأثيرها داخليا".

وأكد في تغريدة أخرى، أن "مؤشرات نتائج الانتخابات البلدية لو استمرت فهي قرار شعبي كبير في تبعاته، فهزيمة حزب العدالة بهذا الثقل تعني أن هناك أرضية كاملة يرفضها الشعب اليوم، وحكم سياسي قوي على وضع الحزب منذ انقسامه والتحول للنظام الرئاسي".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية عصام عبدالشافي، أن "أحد أهم مداخل فهم نتائج الانتخابات البلدية التي شهدتها تركيا هو الأوضاع الاقتصادية، إذ إن هناك تراجعات حقيقية على العديد من المستويات التي تهم المواطن العادي، والتي ليس علاقة بالسياسات الخارجية للحزب الحاكم".

وأفاد بأن من بين هذه الأوضاع "التضخم الكبير الذي يشعر به الجميع، الأسعار التي لا تتوقف عن الارتفاع في معظم السلع الاستهلاكية، الليرة التركية المتأرجحة ويختلف سعرها بشكل يومي تقريبا، أزمة السكن والإيجارات التي تفاقمت بنسب تصل إلى 400 بالمئة خلال آخر 3 سنوات".

وأشار عبدالشافي، أيضا إلى تراجع النظام في عدد من خططه الاقتصادية، وعن وعوده بالوصول بالفائدة إلى خانة الآحاد، لتصل بعد 9 أشهر فقط من انتخابات الرئاسة في مايو/ أيار 2023 وحتى اليوم إلى 50 بالمئة، وأسعار البنزين والغاز، التي تصاعدت بنسب تصل إلى 500 بالمئة خلال آخر 3 سنوات.

وأكد أن "تحولات النظام في سياساته الخارجية، ليس لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات البلدية، لأن معظم الأتراك مع التطبيع مع نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ومع نظام بشار الأسد في سوريا، ومع السعودية والإمارات بل وإسرائيل، ويرونه يفتح لهم فرص التجارة والاستثمار الخارجي، وحرية الانتقال والعمل مع هذه الدول".

وقال عبدالشافي، إن "ضبط مداخل التحليل، مهم لفهم التحولات السياسية ومساراتها المستقبلية"، مؤكدا أن هذه النتائج "ستكون مقدمة لتحولات أكبر في السياسة التركية، الداخلية والخارجية".

الاحتلال يشمت

وتعليقا على شماتة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي في هزيمة حزب أردوغان وتهنئته للحزب الجمهوري المعارض، أوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن ذلك حدث رغم أن أردوغان لم يتجاوز التصريحات، وكان جزءا من حالة الخذلان السائدة.

وقال: "هناك طبعا من يعد الخذلان واحدا من أسباب الخسارة، مع العلم أنه لو كان القرار لمنافسيه لكان الخذلان أكبر، والحال أن الاقتصاد هو العامل الأهم، ومن الضروري أن يعيد الحزب ترتيب أوراقه من جديد كي لا تنسحب هذه الخسارة على الرئاسة بعد أردوغان".

وأضاف الزعاترة، أن "احتفال هذا المجرم، فهو تعبير عن موقف من التصريحات من جهة، ومن استضافة تركيا لبعض قادة وعناصر حماس من جهة أخرى، وأضف إلى ذلك الموقف من حزب أردوغان ذاته، بصرف النظر عن المواقف الحالية، وأضف طبعا أنها تعبير عن حالة التأزم التي يعيشها الكيان، وإلا فليس هذا سلوك وزير خارجية في دولة محترمة".

وعلق أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، على تصريحات كاتس، قائلا: "رغم أن تركيا لم تتخذ مواقف مشرّفة ضد إبادة غزة، ورغم أن أردوغان خيّب آمال الملايين في العالم الإسلامي بذهابه بعيدا في البراغماتية مع العدو الصهيوني، فإن ذلك العدو أوّل المحتفلين بهزيمة حزبه.. درس لا بدّ من تعلّمه قبل تفاقم الخسائر في انتخابات مستقبلية أهم".

وقال الصحفي اليمني أحمد فوزي، إن "هناك فرحا واضحا من حلفاء إسرائيل وستنتقل إلى عواصم خليجية ستطير فرحا".

وأكد الصحفي نضال وتد، أن "الإسرائيليين لا يهنئون زعيما عربيا أو مسلما إلا إذا كان مناصرا لهم أو عدوا لخصم عربي أو مسلم يعارضهم"، قائلا "لهذا يحتفي يسرائيل كاتس بفوز مرشحي خصوم أردوغان وحزبه في الانتخابات البلدية". 

وأضاف أن "إسرائيل لا تقبل بأقل من الولاء الأعمى والدعم المطلق من رؤساء الدول العربية والإسلامية".

وأشار الباحث السياسي نظير الكندوري، إلى أن "الكيان الصهيوني سعيد جدا بنتائج انتخابات تركيا".

ورأى الكاتب ووزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبدالسلام، أن "أردوغان ليس أمامه إذا أراد أن يعبأ الشعب التركي وكل العالم الإسلامي من حوله، ويستعيد وهج زعامته، إلا الوقوف بقوة وصلابة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة".

وشدد على أن "فلسطين ترفع وتخفض الزعامات وتصنع القيادات".

وأكد عبدالسلام، أن في هذه الحالة سيجد كل عواصم العالم الإسلامي تهتف باسمه ولن يقف أحد في وجهه، مضيفا أن المطلوب منه استثمار ثقل تركيا لفرض تطبيق قرارات القمة العربية الإسلامية برفع الحصار عن غزة، وليس أكثر من ذلك، بالتعاون مع بقية الدول الإسلامية وجمعها حوله.

وقال عبدالسلام، في تغريدة أخرى، إن "اللعبة الديمقراطية لا تسير في اتجاه واحد، ففيها النصر كما فيها الهزيمة، المهم هو أن أردوغان قد قام بدور تاريخي مشهود في ترسيخ سلطة صندوق الاقتراع والتداول السلمي على السلطة وقطع أشواطا كبيرة في نهوض تركيا وتقدمها".

وأضاف: "بقي أن يحسن حزب العدالة والتنمية تلقي رسالة الناخب التركي ويعمل على تدارك الاختلالات استعدادا للمحطات القادمة وتثبيت المكتسبات التي بناها الرئيس أردوغان في مجال السياسة الخارجية والدفاعية مسنودا بحزب العدالة والتنمية"، مؤكدا أن "الديمقراطية يوم لك ويوم عليك".