عبدالرزاق مقري يتحدث لـ"الاستقلال" عن دور "العصابة" في انتخابات الجزائر

12

طباعة

مشاركة

أكد عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" في الجزائر أن الحركة هي الفائز الأول في الانتخابات التشريعية، إلا أن "العصابة (النظام السابق) تدخلت لتزوير النتائج".

وتحدث مقري عن تزوير النتائج لصالح مرشحي الدولة العميقة وفلول حزب الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة المعروف باسم (جبهة التحرير الوطني) الحاكم سابقا.

وحقق حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يترأسه بوتفليقة (شرفيا)، فوزا مفاجئا وغير متوقع، رغم وجود العديد من قادته ونوابه السابقين في السجون بتهم تتعلق بالفساد.

وقاطع هذه الانتخابات التي جرت في يونيو/حزيران نحو 77 بالمئة من الناخبين المسجلين، والمقدر عددهم بأكثر من 24 مليونا و425 ألفا، أو ما يعادل قرابة 18 مليون ناخب لم يدلوا بأصواتهم، ما ساعد "حزب بوتفليقة" على تصدر المشهد البرلماني من جديد.

وحافظ حزب بوتفليقة، على المرتبة الأولى، للمرة الخامسة على التوالي منذ 2002، بعد حصوله على 105 مقاعد، لكنه فقد 56 مقعدا مقارنة بانتخابات 2017، التي حصل فيها على 161 مقعدا.

وأعرب مقري في حواره مع "الاستقلال" عن استعداد حركة حمس للمشاركة بالحكومة المقبلة؛ إذا توافق العرض المقدم مع برنامجها الانتخابي.

وأشار إلى أن فوزهم بـ 65 مقعدا رغم التزوير الفاضح بالانتخابات أمر إيجابي أثبت أن الحركة لم تنته كما ظن وروج البعض، حيث ضاعفت عدد مقاعدها البالغ 34 في انتخابات 2017.

الحكومة القادمة

  •  هل ستشاركون في الحكومة القادمة أم أنكم ستظلون في مقاعد المعارضة؟ 

المشاركة في الحكومات تكون على أساس المفاوضات والحوار حول البرامج والمهام، ولم ينطلق هذا الحوار بعد.

وإن كانت خيارات السلطة كثيرة ومتنوعة في مسألة تشكيل الحكومة وباستطاعتها أن تشكل الأغلبية.

وبالنظر إلى الواقع الذي تعرفه الجزائر على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والدولي والإقليمي يتضح أن خيارات السلطة ليست كثيرة على ما يبدو.

فالبلد بحاجة إلى رؤية سياسية تعتمد على الحوار، وتشكيل ميثاق وطني جامع وهو ما يتطلب المزيد من التهدئة السياسية ثم الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية لها حزام شعبي جامع تستند إليه حتى تستطيع أن تواجه تحديات التنمية، مع البدء في إصلاحات توفر بيئة أعمال تؤثر إيجابا على الوضع الاقتصادي العام.

  • هل لديكم شروط محددة للتحالف أو المشاركة في الحكومة؟

شروط حمس للمشاركة في الحكومة أن يتوافق العرض المقدم لكتلتنا البرلمانية مع برنامجنا الانتخابي المعلن أو تقترب منه، وبدورنا سنستمع للعروض الموجودة التي ستأتينا.

وإذا كانت جادة وتعطينا إشارة بأننا نستطيع المساهمة في خدمة البلد عن طريق هكذا حكومة، فساعتها سنقرر. 

  • هل يمكن أن نرى تحالفا بين الإسلاميين تحت قبة برلمان 2021؟ 

نحن أعلنا برنامجنا وفيه عدة ركائز وهي: الحريات، التنمية، مكافحة الفساد، القضاء على بقايا العصابة، والتأكيد على هوية الجزائر العربية الإسلامية وفق السيادة الوطنية، ومقاومة التطبيع وملاحقة التمدد الصهيوني في المنطقة وكل من عنده الشجاعة والنظافة ولديه الجرأة والنزاهة للعمل معنا وفق هذه المبادئ سنتعاون معه.

  •  ضمن مقولاتكم أن حركة مجتمع السلم هي من هزمت العصابة في الجزائر.. كيف تم ذلك؟

قلت إن حركة مجتمع السلم هي الحزب الفائز الأول والعصابة تدخلت لتغيير النتائج، نحن من كنا متصدرين في أغلب الولايات في الساعات الأولى للفرز وتجميع الأصوات ثم تدخلت أيادي العصابة لتغيير النتائج.

ترتيب التزوير كان مسبقا حيث جرى رفض تسليم محاضر الفرز لممثلينا بالمخالفة للقانون في العديد من المكاتب في عدد من الولايات.

 وهذه المحاضر التي لم تسلم لنا بالذات وصلت متأخرة بعد ساعات طويلة من الانتظار، وجاءت بشكل غريب لصالح الجهات المستفيدة بتضخيم نتائجها وتقزيم نتائجنا، علاوة على أننا استطعنا أن نثبت حالات كثيرة أخرى جرى فيها تقسيم المقاعد بشكل مخالف لمحاضر الفرز.

حمس والانتخابات

  • لماذا قاطعتم الانتخابات الرئاسية وشاركتم في التشريعية 2021؟

لم نقاطع الانتخابات الرئاسية ولكن نحن لم نترشح فيها وشاركنا في التصويت ولم نقاطعها؛ حيث قررنا ألا ننافس على الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة؛ لنجنب بلدنا الجزائر ما يمكن أن يحدث من صدام وانزلاقات كما حدثت في بعض الدول العربية.

فضلا عن أننا لسنا في بلد تتوفر فيه نزاهة وإمكانية التنافس على الرئاسة حين يترشح لها حزب له قدرة فعلية على المنافسة.

  • أعلنت عن وجود تزوير فاضح بشكل ما في إعلان نتائج الانتخابات، فما تأثير ذلك على تقدمكم ولماذا أعفيت منها الرئيس عبد المجيد تبون.. فما تفسيركم؟

نحن نعيش في العالم العربي أكثر العوالم استعصاء على التحول الديمقراطي، دول أخرى سالت فيها الدماء.

في الجزائر الأمور آمنة بحمد الله، وتوجد هوامش للعمل السياسي والاجتماعي واسعة، وسيأتي الوقت الذي يحدث فيه الانتقال الديمقراطي الفعلي بسلاسة بحول الله.

ونحن نبرئ السيد رئيس الجمهورية مما وقع من تجاوزات خطيرة أثرت في نتائج الانتخابات، ولا نتهم رئيس السلطة الوطنية المستقلة لأنه لا يملك الأدوات التي تخبره بما يحدث في الولايات.

كما أنه لا يعقل أن تكون محاضر الفرز التي استطعنا التحصل عليها إيجابية ومتصدرين النتائج في أغلبها؛ بينما التي لم نستطع التحصل عليها لا نتصدر فيها.

  • لماذا لم يذكر رئيس السلطة المستقلة للانتخابات خلال إعلان النتائج عدد الأصوات الإجمالية التي حصلت عليها الأحزاب كل على حدة؟!   

نجحت حركة مجتمع السلم "حمس" في مضاعفة عدد مقاعدها في برلمان 2021 عنه في 2017.. هل توقعتم ذلك؟

بالنظر إلى التطور الذي عرفته الحركة والصور التي فهمها الجزائريون والمتابعون، فنتائجها في الانتخابات الأخيرة  إيجابية لأن العديد كان يعتبر أن "حمس" انتهت وستنتهي وأنها لن تكون في هذه الصدارة.

إلا أننا تقدمنا وأثبتنا أن مكاننا في الريادة، والحقيقة أن نتائجنا ليست هذه بل هي أكثر ولا نزال نؤمن أن حركتنا لولا التجاوزات الخاطئة التي وقعت لكانت هي الأولى في الصدارة.  

  •  ما هي رؤيتكم لمستقبل البلاد في ظل النتائج النهائية للانتخابات التشريعية؟

الوضع الاقتصادي والاجتماعي هو الذي سيفصل في مستقبل البلاد، لهذا قدمنا في الانتخابات برنامج "الحلم الجزائري" والذي يتضمن رؤية سياسية تهدف إلى إطلاق حوار للوصول إلى توافق وطني، و"عقد وطني جامع" وتهدئة سياسية، وحكومة وحدة وطنية يكون لها حزام سياسي واجتماعي واسع يسمح لها بالعمل من أجل التنمية.

في هذا الإطار قدمنا رؤية اقتصادية ومشاريع إصلاحات كبرى لتحسين بيئة الأعمال، وتدابير قطاعية تفصيلية للاستجابة لتحدي التنمية. 

وعليه يعتبر مستقبل البلد بيد من سيشكل الأغلبية في البرلمان ومن سيكون في الحكومة وكيف يستجيب لتحدي التنمية. 

  •  كيف ستتعاطون مع المقاطعين للانتخابات وقائمة المستقلين الفائزين؟

المقاطعة سببها أولا المسار الطويل للتزوير الانتخابي، حيث إن كثيرا من الناس يقولون إنهم لا يشاركون في انتخابات لا تحترم فيها إرادتهم.

ثانيا: التشويه الممنهج للنواب وللبرلمان من قبل السلطة الحاكمة سابقا، حيث أصبح الناخب يرى بأن التصويت هو مجرد ترقية اجتماعية لأفراد.

ثالثا: لم ير الناس شيئا تغير في حياتهم ومعيشتهم من خلال الانتخابات الدورية التي تسيطر عليها نفس القوى السياسية منذ الاستقلال.

ولمعالجة هذا الوضع، يجب أولا أن تجرى انتخابات لا تكون مزورة حتى يشارك الناخبون في الانتخابات التي تليها.

ثانيا: حين يكون عدد كبير من النواب اختارهم الشعب سيحرصون على خدمة الشعب والرجوع للمواطنين أثناء عهدتهم لأنه يصبح الناخب هو من يقرر مصيرهم فتتحسن صورة النائب.

وثالثا إذا انبثقت الحكومة من الإرادة الشعبية وكانت في مستوى الكفاءة اللازمة ستتحرك التنمية وتتحسن أوضاع المواطنين،  فالمسألة تتعلق بمسار سياسي طويل. 

  • هل الانتخابات تعيد إنتاج النظام القديم، أم تكتب تاريخا جديدا للجزائر؟

لا شك أن النتائج مقلقة لكن هل سنصل إلى توافق وطني أم لا، فهو الذي يؤكد هل نتجه إلى التغيير أم إعادة إنتاج الماضي؟

ولو كانت لدينا الأغلبية وكنا القوة الرئيسة كنا سنذهب مباشرة إلى الذين لم يشاركوا في تلك الانتخابات لإقناعهم بالعودة للمشاركة السياسية في إطار حكومة وحدة وطنية وسط حاضنة شعبية واسعة لحمايتها ودعم مشاريعها التنموية.

فنحن لسنا من الأحزاب التي تنحبس في حالة بعينها؛ وإلا لكنا انتهينا منذ سنوات، ولكننا عندما نجد أنفسنا في وضع سلبي ما (له وعليه) نقفز إلى زاوية إيجابية نعمل من خلالها ونظرتنا دائما كلها تفاؤل وإيجابية.

لكننا لسنا الفاعلين الوحيدين فنحن جزء من المشهد كنا إيجابيين وسنظل إيجابيين وفاعلين. كما أننا حددنا أولوياتنا في الحلم الجزائري.

القضايا العربية 

  • ما هو دور حركة مجتمع السلم في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع؟ 

لا شك أن حركة مجتمع السلم تتقدم الصفوف بطول البلاد وعرضها بدورها الطلائعي البارز في مناصرة ودعم القضية الفلسطينية.

فالشعب الجزائري  يدرك أنه لا حل مع الاحتلال إلا المقاومة وتوحيد الكلمة، وبأن منهج القتل والمجازر هو منهج المحتل عبر التاريخ، وما يحدث في فلسطين اليوم يذكرهم بمجازر مايو/أيار 1945 في الجزائر.

كما أن أعمال المقاومة الفلسطينية أوقعت المطبعين الجدد في البحرين والإمارات والمغرب، في ورطة وفضيحة سياسية كبيرة، وأن الأنظمة العربية التي عمدت إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني فعلت ذلك من أجل البقاء في الحكم وليس لمصلحة شعوبها. 

فالقضية الفلسطينية عادلة على مستوى كل المعايير، وأثبتت قوتها في حجم انتفاضتها وقوة المعركة الحالية، التي تديرها بشكل عرّى الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.

  • كيف ترى تطبيع إحدى دول المغرب العربي مع الكيان الصهيوني؟

النظام المغربي لم يطبع من اليوم، ولا يجهل أي مطلع على القضية الفلسطينية مسارات التطبيع الخفية والعلنية القديمة بين المغرب والكيان الصهيوني.

 كما أنه لا يخفى على المطلع مجهودات الشعب المغربي والشعوب العربية عامة في رفض التطبيع عبر مسيراته المليونية ومجهوداته المتنوعة ضد تطبيع الأنظمة الرسمية الحاكمة. 

  • كيف ترون أحكام الإعدام في مصر (لقادة من الإخوان المسلمين ومسؤولين سابقين) عشية ذكرى استشهاد الرئيس السابق محمد مرسي؟

مجرد سجن هؤلاء المظلومين جريمة، ومحاكمتهم عبث، والحكم عليهم بالإعدام قرار سياسي، وإن أعدموا فعلا فذلك أمر مشين وانتهاك لكل الشرائع السماوية والأعراف الدولية.

  •  ما موقفكم من الوضع في ليبيا في ظل الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة؟

الوضع في ليبيا يتحسن خاصة بعد الاتفاقات الأخيرة والتوافق على الذهاب إلى انتخابات عامة قبل نهاية السنة.

ولكن لا تزال مليشيات خليفة حفتر ومن وراءها من الدول تهدد هذا المسار العسير لبناء الدولة الليبية وتوحيد كلمة الليبيين.