صحيفة عبرية: لهذه الأسباب يتطلع السيسي إلى إعادة إعمار غزة

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة عبرية إن رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي يسعى لاستغلال إعادة إعمار قطاع غزة لتعزيز النفوذ الإقليمي لبلاده وتحقيق مكاسب لجيشه.

وأضافت "تايمز أوف إسرائيل" في نسختها الإنجليزية، أن "مصر تعتمد على مشروع إعادة إعمار غزة بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، مستفيدة من النفوذ الذي اكتسبته من خلال التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة (المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس".

وأشارت إلى أن "السيسي تعهد بضخ الأموال لإعادة إعمار غزة بعد صراع استمر 11 يوما، حيث قصفت حماس وفصائل غزة الأخرى جنوب ووسط إسرائيل بآلاف الصواريخ وردت إسرائيل بمئات الغارات الجوية على أهداف في غزة".

وأفادت الصحيفة بأنه "تمت الإشادة بالسيسي على نطاق واسع لأنه لعب دورا محوريا في التفاوض على إنهاء الحرب المميتة في 21 مايو/أيار 2021، بما في ذلك من الرئيس الأميركي جو بايدن".

إستراتيجية السيسي

وتأتي حزمة المساعدات في شكل أعمال البناء التي تقوم بها الشركات المصرية، وهي إستراتيجية استخدمها السيسي لإحداث تأثير كبير على الصعيد المحلي منذ توليه السلطة عام 2014.

واستخدم السيسي الذراع الهندسية للجيش لمشاريع البنية التحتية واسعة النطاق مثل بناء عاصمة إدارية جديدة، بالإضافة إلى العشرات من الجسور والطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد.

وقالت الخبيرة الاقتصادية السياسية في الشرق الأوسط، سارة سميرسياك، لوكالة "فرانس برس": "لا شك أن السيسي يرى المساعدة في إعادة الإعمار هذه على أنها استثمار مقابل نفوذ سياسي، سواء على الحدود المصرية في غزة أو على المستوى الدولي".

ويعد معبر رفح المصري شديد الحراسة هو الممر الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، التي تحاصر القطاع منذ عام 2007.

وفي خطوة نادرة، فتحت القاهرة المعبر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/أيار 2021؛ للسماح للفلسطينيين الجرحى بالعلاج في المستشفيات المصرية.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد: "هذا التعهد سيجعل صوت مصر مسموعا بين صفوف الفلسطينيين".

وأضاف أن "إعادة الإعمار بالتأكيد جزء من استعادة مصر لدورها الإقليمي".

ذوبان الجليد

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود إذابة الجليد على نطاق أوسع هذا العام في علاقات مصر مع خصومها الإقليميين مثل قطر وتركيا اللتين تدعمان حماس، بينما تنظر إليهما القاهرة "بعين الريبة"، بحسب "Times of Israël".

وتعتبر القاهرة أيضا حركة "حماس" فرعا من جماعة الإخوان المسلمين، التي تم حظرها عام 2013 بعد إطاحة الجيش بقيادة السيسي بالرئيس السابق المنتخب ديمقراطيا، محمد مرسي.

لكن "السيد" قال إن مصر "غيرت نظرتها تجاه حماس"، بعد أن تخلت  عن علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين عام 2017.

كما أشرفت مصر على مصالحة وطنية مؤقتة بين "حماس" ومنافستها السياسية "فتح"، التي تدير السلطة الفلسطينية من رام الله في الضفة الغربية.

وأضاف السيد أن "مساعدات إعادة الإعمار يمكن أن تجعل مصر شريكا مقبولا لحماس... وقريبا يمكننا أن نرى حماس تساعد مصر في تأمين الحدود".

وتتهم القاهرة منذ سنوات حركة "حماس" بتهريب أسلحة للمسلحين في محافظة شمال سيناء المضطربة عبر الأنفاق العابرة للحدود.

لكن الخبيرة الاقتصادية سميرسياك، قالت إن مصر يمكن أن تستفيد من حزمة المساعدات الضخمة لتهميش حماس التي "تعتبرها تهديدا" للأمن القومي للبلاد.

وفي 4 يونيو/حزيران 2021، قالت مصر إنها أرسلت قافلة مساعدات إلى غزة تحمل رافعات وحفارات وشاحنات "لتمهيد الأرض لإعادة إعمار" القطاع.

لكن لم يتم تقديم أي معلومات عامة عن الشركات المكلفة بإعادة بناء المنطقة المكتظة بالسكان.

شركات الجيش

وقالت سميرسياك: "لم يعلن مكتب السيسي عن الشركات المصرية التي سيتم الاستعانة بها لتنفيذ إعادة الإعمار، لكن من شبه المؤكد أن الشركات المملوكة للجيش ستلعب دورا مركزيا في هذه العملية".

ومع ذلك، من المقرر عقد منتدى لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الأيام المقبلة، حيث سيجمع هذا الحدث السياسيين ورجال الأعمال من المنطقة.

وقال رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، محمد سامي: "لن يبدأ العمل حتى يستقر الوضع الأمني ​​في غزة".

وأضاف "غزة لديها قوة عاملة هائلة، لذلك لا أعتقد أن سكان غزة سيبقون في منازلهم ويسمحون للآخرين من الخارج بتنفيذ العمل".

وأوضح سامي أن "المشروع العملاق بالنسبة لصناعة البناء سيكون امتدادا للمشاريع الوطنية من حيث إنتاج وتصدير مواد البناء وتوفير فرص العمل".

وبالنسبة لبعض المصريين، الذين تحملوا وطأة إجراءات التقشف القاسية التي نفذتها الحكومة منذ عام 2016، قوبلت حزمة مساعدات السيسي لغزة بـ"الشكوك"، حيث غرد أحد النشطاء على تويتر "من الأفضل عدم إعطاء الكثير من المساعدة.. نستحق ذلك أكثر نظرا لثروتنا المحدودة وكثرة عدد السكان"، وفق الصحيفة العبرية.

وكتب آخر على موقع فيسبوك: "تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة خطوة رائعة... المهم أن تظل الأموال تحت سيطرة مصر حتى يتم استخدام الشركات والعمالة والمنتجات المصرية".