"ازدواجية وانفصام".. رفض واسع لمساعي ماكرون حظر حجاب القاصرات في فرنسا

باريس - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة باللغتين العربية والإنجليزية ترفض إقرار مشروع قانون معروض أمام البرلمان الفرنسي، يقضي بمنع الفتيات من ارتداء الحجاب إلا بعد سن الـ18.

واعتبر الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #لا_تلمس_حجابي، #HandsOffMyHijab، مشروع القانون بأنه أحد أبرز أشكال العنصرية المغطى بستار الحرية والعلمانية، متهمين السلطات الفرنسية بممارسة العنف ضد النساء والتضييق عليهن.

واستنكروا، في تغريداتهم على "تويتر"، تعنت الحكومة الفرنسية مع أي شكل من أشكال الإسلام، مذكرين بحملتها المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام والتي مازالت تواجه مناهضة شعبية إسلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعلا على وسم #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية.

وعدد ناشطون بعض أشكال العنصرية والتمييز التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا، ومنها التضييق على المساجد وشن حملة لإغلاقها، وإلزام الأئمة بإقرار المثلية، ومنع الذبح الحلال للدواجن اعتبارا من يوليو/تموز 2021، وتقييد ممارسة الشعائر الدينية.

وتشن الحكومة الفرنسية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، حملة مداهمات تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية والمساجد بفرنسا، على خلفية مقتل مدرس فرنسي عرض رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على يد شاب قالت السلطات إنه شيشاني.

وفي 8 أبريل/نيسان 2021، وافق مجلس الشيوخ الفرنسي، على مقترح حظر الممارسات الدينية في أروقة الجامعات، وعلى إضافته إلى مشروع قانون محاربة "الانفصالية الإسلامية" المثير للجدل.

ضعف ماكرون

وهاجم ناشطون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسياساته، واتهموه بقمع الحريات ومناهضة الإسلام.

ويأتي مناقشة منع الحجاب للنساء أقل من 18 عاما ضمن مشروع قانون محاربة "الانفصالية الإسلامية" الذي طرحه ماكرون العام الماضي، وأصبح اسمه لاحقا "مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية"، ويواجه انتقادات واسعة بسبب استهدافه للمسلمين.

وأكد الكاتب السوري ياسر سعد الدين، أن "تصرفات فرنسا ماكرون الهستيرية من منع الصلاة في الجامعات والبنات من الحجاب في الأماكن وغير ذلك مما يخالف أبسط حقوق الإنسان ويحول حكومة فرنسا إلى سلطة قمعية تتناقض مع ما تعلنه من مبادئ وقيم، هو إعلان غير مباشر بالهزيمة الفكرية والأخلاقية بمواجهة الإسلام".

وأشار الكاتب الصحفي عبدالرحمن الخطيب، إلى أن ماكرون بعد مجاهرته بتأييد من أساء للنبي صلى الله عليه وسلم وحربه على الحجاب ومنع الصلاة في الجامعات.. أوعز لمليشياته النصرانية العنصرية الحاقدة بحرق المساجد في فرنسا". وأكد المغرد بن يونس، أن منع الصلاة ومنع الحجاب ومنع فتح المساجد وكل هذه التصرفات "تدل على ضعف فرنسا".

تنديد وسخرية 

وسخر ناشطون من القانون المقرر مناقشته، والدوافع التي طرحها النواب لإقراره، واتهموا فرنسا بالازدواجية في المعايير، وواجهوها بقوانينها المناقضة للقانون المطروح للتشريع.

وفي تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، قالت الكاتبة براغيا أغاروال: إن "محاولات حظر النقاب والحجاب تتناقض تماما مع ما يدعيه الفرنسيون حول تمكين المرأة".

ورأت أن "محاولة إقرار القانون خطوة ترتكز أساسا على الخطاب المعادي للإسلام، والذي يتبنى فكرة أن جميع النساء المسلمات مضطهدات ويلبسن الحجاب دون رغبة منهن، وأنهن بحاجة إلى المساعدة لمواجهة السلطة الذكورية".

وقالت أغاروال: إن "النظام الفرنسي يعاني انفصاما وتناقضا كبيرا بالإشارة إلى مشروع قانون فرنسي معروض أمام البرلمان يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب إلا بعد سن الـ18، بينما في المقابل تتمتع الفتيات في سن 15 عاما بالاستقلالية وحرية إقامة العلاقات الجنسية".

ولفت المغرد آسر إلى أن "قانون فرنسا يسمح لأصحاب الـ16 عاما بإجراء عملية يغيرون فيها جنسهم تماما من أنثى إلى ذكر والعكس لأن الشخص يكون كبيرا وواعيا كفاية، في الوقت الذي يمنع البنت اختيار ارتداء الحجاب لأنها ليست كبيرة ولا واعية".

وتعجب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، من محاربة ماكرون وحكومته للحجاب، "رغم أن كل عام في فرنسا تتعرض حوالي (220.000) امرأة للعنف المنزلي و(93.000) ضحية للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب"، ساخرا بالقول: "أنقذوا نساءكم واحموهن أولا!". وسخرت المغردة آلاء قائلة: "في فرنسا يجوز للبنت البالغة من العمر 16 وما فوق ممارسة الجنس، لكن لا يجوز لمن تحت الـ18 أن تلبس الحجاب!".

سياسة عنصرية

واتهم ناشطون فرنسا بممارسة سياسة عنصرية تستهدف المسلمين والمسلمات وتقمع حقهم.

وأكدت المحامية عبلة عبدالهادي، أن "فرنسا دولة عنصرية تكره الإسلام"، قائلة إن "الدول الغربية العنصرية مهووسة بتحرير المرأة المسلمة، بيحررونا خلال استعمار بلادنا، خلال قصفنا وقتلنا، ولما نضطر نهاجر لبلادهم يتحكمو بأجسادنا ويمنعونا من لبس الحجاب والنقاب! بيكفي تستعمرو أجسادنا!".

ووصفت مغردة بحساب "أميرة"، فرنسا بأنها "أكبر مدعي الحرية".